«نهائي كأس أمير قطر»: السد لاستعادة السطوة... وقطر لإنهاء جفاء دام 48 عاماً

جانب من الاجتماع الفني لنهائي كأس أمير قطر حيث سيلعب الفريقان بالقميصين الأبيض والأصفر (السد القطري)
جانب من الاجتماع الفني لنهائي كأس أمير قطر حيث سيلعب الفريقان بالقميصين الأبيض والأصفر (السد القطري)
TT

«نهائي كأس أمير قطر»: السد لاستعادة السطوة... وقطر لإنهاء جفاء دام 48 عاماً

جانب من الاجتماع الفني لنهائي كأس أمير قطر حيث سيلعب الفريقان بالقميصين الأبيض والأصفر (السد القطري)
جانب من الاجتماع الفني لنهائي كأس أمير قطر حيث سيلعب الفريقان بالقميصين الأبيض والأصفر (السد القطري)

يسعى السد لاستعادة فرض السطوة على بطولة كأس أمير قطر لكرة القدم، عندما يلتقي، الجمعة، مع قطر الباحث عن إنهاء جفاء طويل مع اللقب دام 48 عاماً.

ويأمل «الزعيم» في طي صفحة نسختين ماضيتين مخيبتين، عندما فشل في بلوغ العرض الأخير في 2022، واكتفى بالوصافة في العام التالي أمام العربي 0 - 3، من أجل معاودة تكريس الهيمنة على البطولة التي أحرز لقبها 18 مرة.

ويملك السد أرقاماً استثنائية في البطولة، بإرث عريق وحاضر جسده بالتأهل للمباراة النهائية للمرة الـ29، منها 11 وصولاً منذ عام 2012، حصد خلالها 5 ألقاب.

بالمقابل، يستحضر «الملك» تاريخاً عريقاً من أجل إنهاء حقبة طويلة منذ آخر تتويج، عام 1976، ليحصد آنذاك البطولة الثانية والأخيرة له بعد الأولى عام 1974.

ويسجل التاريخ أن اللقب الأول لنادي قطر في البطولة كان على حساب السد 2 - 1 في النسخة الثانية عام 1974، لكن السد رد بعد 27 عاماً، وتحديداً عام 2001 في نهائي النسخة الـ29 بالفوز 3 - 2، في النهائيين الوحيدين بين الفريقين تاريخياً.

وكانت الكأس قد عاندت قطر في 4 مناسبات بلغ فيها النهائي أعوام 1981 عندما خسر أمام الأهلي 1 - 2، و1989 أمام العربي 0 - 2، و2001 أمام السد 2 - 3، و2004 أمام الريان 2 - 3 أيضاً، ليدون في النسخة الحالية الوصول السابع إلى النهائي.

ويملك نادي قطر دافعاً إضافياً من أجل الظفر باللقب الذي سيمنحه مقعداً مباشراً في دوري أبطال آسيا للنخبة الذي استحدثه الاتحاد الآسيوي لتنطلق نسخته الأولى اعتباراً من الموسم المقبل بمشاركة أفضل 24 نادياً في القارة، في حين كان السد قد ضمن المشاركة المباشرة في البطولة بصفته بطلاً للدوري.

وتبدو كفة السد أرجح لنيل اللقب في ظل الإمكانيات الكبيرة التي يتملكها والتمرس الواضح لجل نجومه في التعامل مع المباريات النهائية، على العكس من منافسه، ما يشكل دافعاً، نحو فريق المدرب وسام رزق لحصد ثنائية الدوري، والكأس بعد موسم صفري.

وقال رزق: «تفصلنا خطوة عن تحقيق لقب ثانٍ يحمل الكثير من الخصوصية، لكن حذارِ من تقاعس وثقة مفرطة، وجب أن نكون حاضرين ونستعد كما يجب من أجل تحقيق هدفنا».

وأضاف: «نعم، نريد اللقب التاسع عشر في الكأس، لكن ذلك يتطلب بذل مجهود كبير أمام منافس صنع الحدث وأقصى فِرَقاً كانت مرشحة فوق العادة للوصول بعيداً».

وحول المستوى في المباراة الأخيرة، أوضح: «ظهرنا بصورة جيدة أمام منافس تقليدي بحجم الدحيل، وتجاوزنا ضغوطاً تعرضنا لها لأسباب نعلمها في البيت الداخلي، لكننا استطعنا التعامل مع كل التحديات وتبقى لنا الخطوة الأخيرة».

ومر السد بمحطات صعبة خلال مسيرة الوصول إلى المباراة النهائية، خصوصاً عقب ضغوط الخروج المفاجئ من نصف نهائي كأس قطر بالخسارة أمام الوكرة، ليستهل المشوار بفوز صعب على المرخية 3 - 2.

وثار السد على الوكرة في الدور ربع النهائي من الكاس، وفاز 1 - 0، قبل أن يطوي عناد الدحيل بالنتيجة ذاتها، في نصف النهائي، رغم صعوبات البداية بأفضلية المنافس الذي أهدر ركلة جزاء.

بالمقابل، فاجأ قطر الجميع بمستويات راقية في البطولة، فكانت كلمة السر في المدرب الموقت يوسف النوبي الذي جاء بعد إقالة البرتغالي هيليو سوزا الذي ترك الفريق، في خضم تهديد الهبوط والملحق في الدوري.

وحقق النوبي انتصارين في الجولتين الأخيرتين أبعد بهما الفريق على إرهاصات التهديد، ثم واصل النجاح بتجاوز الوعب في ثمن نهائي الكاس 2 - صفر، قبل أن يحدث المفاجأة الأولى بإقصاء الريان بركلات الترجيح 5 - 4 بعد التعادل 4 - 4 في الوقتين الأصلي والإضافي في ربع النهائي.

وكبر طموح نادي قطر محققاً مفاجأة جديدة لا تقل شأناً على الأولى، بعدما أبعد الغرافة المرشح للمنافسة على اللقب وبركلات الترجيح أيضاً 4 - 3 بعد التعادل بهدفين لمثلهما في نصف النهائي.

وقال النوبي: «الإنجاز الذي تحقق بالوصول إلى النهائي يُعد تاريخياً بعد غياب عن العرض الأخير لـ20 عاماً. وفخورون بما تحقق، ولكن الطموح بات أكبر».

وأضاف: «نحلم بأن نعود إلى منصة التتويج بعد 48 عاماً، ونملك كل الدوافع التي تشحذ الهمم لتحقيق ذلك؛ فالروح القتالية التي أظهرها اللاعبون في البطولة تُعدّ مثالاً يُحتذى».

وعن المنافس المتمرس، قال المدرب: «لا شك في أن السد يملك الإمكانيات، وقبل ذلك التقاليد العريقة في البطولات، لكننا نملك العزيمة والإصرار، وندرك أن كرة القدم لا تعترف سوى بحقيقة الميدان، وبالتالي سنبذل قصارى جهدنا من أجل الظفر باللقب».


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية الإيراني يلتقي نظيره القطري في طهران

الخليج وزير الخارجية الإيراني خلال لقائه في طهران رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (وكالة «مهر» الإيرانية)

وزير الخارجية الإيراني يلتقي نظيره القطري في طهران

أجرى رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في طهران، اليوم، مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. ووفق وسائل إعلام…

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عربية لاعبو الإمارات يحتفلون بالفوز الكبير على قطر (أ.ف.ب)

«تصفيات المونديال»: رباعية ليما تقود الإمارات لفوز كبير على قطر

سجّل فابيو ليما 4 أهداف، وأضاف يحيى الغساني الهدف الخامس، في فوز الإمارات 5 - صفر على ضيفتها قطر.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات يلتقي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر (وام)

مباحثات إماراتية قطرية حول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات يلتقي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، ويبحث معه العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية باولو بينتو مدرب الإمارات (الشرق الأوسط)

مدرب الإمارات يرشّح إيران وقطر لبلوغ المونديال

أكد البرتغالي باولو بينتو، مدرب منتخب الإمارات لكرة القدم، على صعوبة مباراة الثلاثاء ضد نظيره القطري.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج أمير قطر الشيخ تميم مستقبلاً الوزراء الجدد بعد اداء اليمين الثلاثاء (الديوان الأميري القطري)

أمير قطر يعلن تغييرات حكومية وأمنية واسعة

أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمراً بتعديل تشكيل مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، تضمن تغييرات في حقيبة الدفاع ورئاسة الديوان الأميري وجهاز أمن الدولة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.