يدور جدل في أروقة كرة القدم المصرية مع اقتراح رئيس رابطة الأندية تطبيق نظام جديد لشكل الدوري للموسم المقبل، بغية حلّ أزمة تلاحم المواسم، بسبب كثرة الارتباطات التي تلاحق المنتخب والأندية المشاركة في المسابقات القارية. اقترح رئيس الرابطة أحمد دياب أخيراً اتباع «النموذج البلجيكي» بخوض مسابقة الدوري من دور واحد، ثم تقسيم الأندية إلى قسمين للقب والهبوط، وذلك في الموسم المقبل بصورة استثنائية، على أن تعود للشكل الطبيعي في الموسم التالي، بسبب ارتباط المنتخب بكأس أمم أفريقيا صيف 2025، مما يعني ضرورة نهاية المسابقة في مايو (أيار) على أقصى تقدير. وكانت الرابطة قد كشفت عن أن الموسم الحالي سيمتد حتى منتصف أو نهاية أغسطس (آب) بسبب كثرة التوقفات التي عطلت المسابقة، حيث خاض المنتخب كأس أفريقيا في كوت ديفوار، والأهلي بطولتي الدوري الأفريقي وكأس العالم للأندية، بالإضافة لمشاركة الرباعي الأهلي وبيراميدز والزمالك وفيوتشر في مسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد الأفريقي. ويشارك 18 نادياً في بطولة الدوري المصري تتنافس على مدى 34 جولة. وبحسب مقترح دياب سيتم تقليص عدد الجولات إلى 17 في الدور الأول، على أن يتم تقسيم الأندية بعد ذلك إلى قسمين يلعب أحدهما على اللقب والآخر لتفادي الهبوط، دون أن يتم الكشف عن العدد النهائي لكل منهما حتى الآن. لكن في بلجيكا تتكوّن البطولة من 16 نادياً فقط تتنافس على مدى 30 جولة من ذهاب وإياب، ثم تلعب الأندية الستة الأولى معاً دوري من ذهاب وإياب بواقع 10 مباريات أخرى لكل فريق، مما يعني زيادة عدد المباريات وليس تقليلها. يوضح دياب لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن ما يعنيه من المقترح «هو أن تقام المسابقة بشكلها الطبيعي لدور واحد، على أن تُقسّم لقسمين في المرحلة الثانية من دور واحد أيضاً». وأضاف: «لا يزال المقترح في طور الدراسة ولم نتخذ قراراً نهائياً حتى الآن. ربما تقام المسابقة بشكلها الطبيعي في النهاية لكن هذا سيكون محفوفاً بالكثير من المخاطر».
وتردّدت عبر السنوات الماضية مقولة «موسم استثنائي» في مصر، لكن عامر حسين عضو الاتحاد والمشرف على لجنة المسابقات يقول إن هذه المرة يجب أن يكون الموسم استثنائياً بحق. يشرح: «كنا نخطّط أن ينتهي الموسم الحالي بنهاية يونيو (حزيران) ويبدأ الجديد في أغسطس (آب) لينتهي في مايو (أيار)، ثم أتت مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية ومشاركة المنتخب في كأس الأمم وارتباطات الأندية القارية لتعني أن ذلك مستحيل»، وتابع: «بعد ذلك، طلب الجهاز الفني الجديد لمنتخب مصر بقيادة حسام حسن المزيد من التوقفات. لن ينتهي الموسم قبل أغسطس، ويجب أن تحصل الأندية على راحة كافية قبل بداية الموسم الجديد الذي يجب أن ينتهي في مايو على أقصى تقدير». أكّد حسين أنه سبق وعرض المقترح ذاته في الموسم الماضي، لكن الأندية رفضت تغيير شكل المسابقة، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيصبح ضرورياً في الموسم الجديد، خصوصاً مع مشاركات الأندية القارية، الأهلي في مونديال الأندية بالولايات المتحدة، وأمم أفريقيا صيفاً بالمغرب. وأشار حسين إلى أن بطولة دوري القسم الثاني والتي تسمى «دوري المحترفين» أقيمت هذا الموسم بالطريقة المقترحة دون أي أزمات مع الأندية «بالنظام الجديد، سيخوض كل فريق 17 مباراة في المرحلة الأولى، ثم تسع مباريات على الأكثر في الثانية، مما يعني تخفيض عدد الجولات من 34 إلى 26 وهو ما سيوفر الكثير من الوقت لكي تنتهي المسابقة في الوقت المطلوب». ويدافع دياب عن اقتراح رابطته «النظام المقترح ليس اختراعاً، بل يُطبّق في أكثر من دولة وضربت مثالاً فقط ببلجيكا. في حالة الموافقة على هذا المقترح سنضع كل المعايير الخاصة بعدد الأندية والجولات في المرحلة الثانية، كيفية تحديد الملاعب، وكذلك طريقة حساب النقاط وهل يصعد كل فريق بنقاطه كاملة أم بنسبة منها». ويقضي نظام الدوري البلجيكي الذي اقترحه دياب بأن يصعد كل فريق للمرحلة الختامية بنصف عدد النقاط التي حصدها في المرحلة الأولى، وهو ما أثار اعتراضات بين الأندية. وأبدى مدير الكرة بالنادي الأهلي خالد بيبو موافقة مشروطة على مقترح الرابطة. قال لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «ليس لدينا تعليق على الأمر ما دام لم يصدر به أي قرار بعد. لكن تحفظنا الوحيد حالياً إذا تمت الموافقة عليه هو أن يصعد كل فريق بنقاطه كاملة للمرحلة الثانية». ولعب الأهلي سبع مباريات حتى الآن في الدوري، مقابل 15 لإنبي المتصدّر! أما القطب الثاني للكرة المصرية نادي الزمالك، فعبّر من خلال عضو مجلس إدارته أحمد سليمان عن رفضه للفكرة. وقال: «في حالة تغيير شكل الدوري يجب أن تقوم لجنة فنية مختصة بوضع شكل توافق عليه الأندية لا أن يخرج علينا رئيس الرابطة بمقترح لا يساوي بين الأندية». وقال سليمان إن الزمالك ينتظر مخاطبة رسمية من الرابطة بشكل المسابقة ليعلن عن موقفه النهائي من اقتراحها.