«آسيا 2023» تبتسم بتأهل 4 منتخبات لثُمن النهائي لأول مرة في تاريخهاhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/4814861-%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7-2023-%D8%AA%D8%A8%D8%AA%D8%B3%D9%85-%D8%A8%D8%AA%D8%A3%D9%87%D9%84-4-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%AB%D9%8F%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7
«آسيا 2023» تبتسم بتأهل 4 منتخبات لثُمن النهائي لأول مرة في تاريخها
عمر خربين يحتفل بهدفه في شباك الهند (أ.ف.ب)
الدوحة :«الشرق الأوسط»
TT
الدوحة :«الشرق الأوسط»
TT
«آسيا 2023» تبتسم بتأهل 4 منتخبات لثُمن النهائي لأول مرة في تاريخها
عمر خربين يحتفل بهدفه في شباك الهند (أ.ف.ب)
قد تقلل مشاركة 24 فريقاً في كأس آسيا لكرة القدم من جودة المباريات، مع خروج 8 فرق فقط من دور المجموعات، لكن بالنسبة لبعض الدول الناشئة فإنها فرصة نادرة لإظهار قدراتها على المنافسة في بطولة كبرى.
وحققت طاجيكستان وفلسطين وسوريا وإندونيسيا إنجازاً تاريخياً ببلوغ أدوار خروج المغلوب، لأول مرة في تاريخها هذا العام في قطر، بعدما تأهلت المنتخبات الثلاثة الأخيرة، بعد حصولها على المركز الثالث في مجموعاتها.
وتأهلت فلسطين إلى دور الـ16 في المشاركة الثالثة لها، وفازت بمباراة في كأس آسيا لأول مرة، حين انتصرت 3 - صفر على هونغ كونغ لتضمن التأهل للدور التالي، يوم الثلاثاء.
وقال مصعب البطاط، قائد منتخب فلسطين: «هذا الإنجاز سيشكل حافزاً ويجلب البسمة داخل فلسطين وخارجها، وضعنا العواطف جانباً على أرض الملعب؛ لأننا آمنّا بالمجموعة وروح الفريق. من خلال تقديم الرسالة الصحيحة، قدّمنا أنفسنا بوصفنا لاعبين مؤهلين، وأثبتنا أننا نستحق أن نكون هنا. نعرب عن امتناننا لجميع جماهيرنا».
كان منتخب طاجيكستان، الذي يشارك لأول مرة في البطولة، صاحب المفاجأة الكبرى في دور المجموعات، إذ تأهل إلى أدوار خروج المغلوب بعدما أنهى الدور الأول في المركز الثاني بالمجموعة الأولى، خلف منتخب قطر حامل اللقب.
وبقيادة المدرب ذي الحضور القوي، الكرواتي بيتار شيجرت، وجدت طاجيكستان نفسها في مأزق في مواجهة لبنان في ختام مشوار الفريقين بدور المجموعات، لكنها انتفضت لتتأهل للدور الثاني بعدما هزّت الشباك لأول مرة لتحصد أول انتصار في البطولة.
وقال المدرب: «بالنسبة لنا، اجتياز دور المجموعات حلم كبير. كان الحلم الأول هو التأهل، والثاني الوصول للدور التالي. والآن يتجدد الحلم، يجب أن نتعامل مع الأمر خطوة تلو الأخرى، يجب أن نحترم المنافسين. كثرة الأحلام ليست بالأمر الجيد. أنا واقعي ولا بد أن نظل واقعيين».
وتأهلت سوريا إلى أدوار خروج المغلوب لأول مرة منذ مشاركتها الأولى في البطولة في 1980، مما أجج مشاعر البعض، بينهم مترجم المدرب هيكتور كوبر الذي لم يتمالك دموع الفرحة خلال مقابلة أعقبت المباراة.
وقال كوبر: «بدأنا بحلم التأهل لكأس آسيا، وأعقبه طموح الوصول لدور الـ16. نعرف أن هذا لا يعدّ إنجازاً كبيراً لكثير من الفرق الكبرى في هذه البطولة. لكن بالنسبة لنا إنه شعور رائع، وسنقدم ما يلزم للبقاء هنا لأطول فترة ممكنة».
واضطرت إندونيسيا لانتظار تعثر عمان لتتقدم في البطولة بعدما ودعتها 4 مرات من دور المجموعات.
وقال المدرب شين تاي يونغ: «دربت واحداً من أضعف الفريق المشاركة في هذه البطولة. تحتل إندونيسيا الترتيب 146 في التصنيف، لكن أداءنا لا يعكس تصنيفنا. كنا الفريق الأصغر سناً في دور المجموعات، ومواجهة أفضل الفرق في آسيا ستساعدنا على مواصلة التطور».
خلصت هيئة محلفين إلى أن الآيرلندي كونور ماكغريغور البطل السابق للفنون القتالية المختلطة اعتدى جنسياً على امرأة في حفل بدبلن في 2018 وألزمته بدفع تعويض لها.
يسدل الستار، غداً السبت، على منافسات دوري الأبطال العالمي لقفز الحواجز في الرياض، بعد 266 يوماً من الصراع في 15 مدينة حول العالم.
لولوة العنقري (الرياض )
منيرة السعيدان (الرياض )
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحربhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/5083956-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AF%D9%81%D8%B9%D8%AA-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.
سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».
وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.
في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.
القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.
لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».
وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».
في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».
أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».
عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».
زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.
مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.
رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».
زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.