فيما تترقب القارة الصفراء «رئيسها الأولمبي الجديد»، السبت، من خلال الجمعية العمومية للجان الأولمبية الآسيوية الـ42، التي سيتنافس خلالها الكويتي الشيخ طلال الفهد الصباح ومواطنه حسين المسلم، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن أحد النافذين الداعمين للشيخ طلال الفهد في المجلس الأولمبي تلقى تحذيراً من اللجنة الأولمبية الدولية بعدم التدخل في الانتخابات والتأثير عليها، وأنه سيتعرض لإجراءات من قبل اللجنة في حال قام بذلك.
وعقد المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي اجتماعه الـ80، الجمعة، وذلك في العاصمة التايلاندية بانكوك، برئاسة «راجا راندير سينغ»، وبحضور الأمير فهد بن جلوي بن عبد العزيز نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، عضو المكتب التنفيذي، رئيس لجنة التعليم بالمجلس، الذي سيترأس السبت وفد المملكة المشارك في الجمعية العمومية الـ42.
وشهد الاجتماع مناقشة عدد من التقارير المقدمة لنواب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي لكل من شرق آسيا، وشرق وجنوب آسيا، وجنوب آسيا، ووسط آسيا، وغرب آسيا، بالإضافة إلى تقارير رؤساء اللجان.
وتجرى صباح السبت انتخابات الجمعية لاختيار الرئيس الجديد للمجلس للأعوام الأربعة المقبلة، التي أغلق باب الترشح لها بداية أبريل الماضي، حيث تم إعلان الأسماء المرشحة من قبل المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي.
ويضم وفد المملكة في الجمعية العمومية؛ الأمير عبد الله بن فهد عضو مجلس إدارة اللجنة، وعبد العزيز باعشن الرئيس التنفيذي، الأمين العام للجنة.
وفي خضم ذلك، قال باكيريت جيرارد زابيلي، رئيس مكتب الأخلاقيات والامتثال في اللجنة الأولمبية الدولية، في رسالته للعضو السابق في المجلس الآسيوي، إنه «تم إبلاغنا بأنك ستزور بانكوك في الفترة من 6 إلى 8 يوليو 2023، فقط في وقت اجتماع المجلس التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي وانتخاب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي. ويمكن اعتبار هذا السفر إلى تايلاند تدخلاً في أنشطة المجلس الأولمبي الآسيوي، ويمكن أن تؤخذ في الاعتبار من قبل لجنة الأخلاقيات التابعة للجنة الأولمبية الدولية، في الوقت الذي ستنظر فيه هذه اللجنة في وضعك في ضوء التوصيات المقدمة إلى المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية».
وقال زابيلي، في تحذير شديد اللهجة: «نوصيك بمراعاة التوصيات الصادرة عن لجنة الأخلاقيات في اللجنة الأولمبية الدولية، التي وافق عليها المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية في سبتمبر (أيلول) 2021، وإعادة النظر في مثل هذا السفر لتجنب أي نوع من التدخل في أنشطة الحركة الأولمبية».
وقالت مصادر أخرى لـ«الشرق الأوسط» إن قطر وقرغيزستان ستمتنعان عن التصويت من خلال تقديم «الورقة البيضاء»، في حين أن سوريا والأردن لن تحضرا عملية التصويت.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن حسين المسلم يملك قرابة 25 صوتاً، في حين أن الشيخ طلال الفهد يملك أصوات 11 دولة، مع وجود دول أخرى ما زالت متأرجحة في اختياراتها. لكن ليلة «الجمعة» قد تحمل في طياتها كثيراً من المستجدات التي قد تقود الفهد إلى قلب الطاولة على منافسه في العملية الانتخابية.
وشغل الشيخ طلال (58 عاماً) مناصب عدة سابقاً، أبرزها رئاسة اللجنة الأولمبية الكويتية واتحاد كرة القدم، قبل أن يبتعد عن المشهد الرياضي في السنوات الأخيرة لظروف صحية، فيما يشغل المسلم (63 عاماً) منصب المدير العام للمجلس الأولمبي الآسيوي، ورئاسة الاتحاد الدولي للألعاب المائية.
وظهرت بوادر المعركة الانتخابية بين الطرفين منذ أبريل (نيسان) الماضي، حين أقفل باب الترشح للرئاسة، لكن المنافسة اتخذت منحنى مختلفاً، وشهدت تطورات مثيرة، بعدما أرسلت اللجنة الأولمبية الكويتية كتابين رسميين ممهورين بتوقيع رئيسها الشيخ فهد ناصر الصباح، سحبت في الأول دعمها للمسلم، وطالبت في الثاني بدعم الفهد.
وحينها كشف رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية بيار جلخ، في تصريحات إعلامية، عن تلقي لجنته بالفعل كتاباً من اللجنة الأولمبية الكويتية بشأن دعم الشيخ طلال الفهد، مشيراً إلى أن «هذا الدعم سيؤثر في الحسابات الانتخابية».
ورغم الموقف الكويتي المستجد، أبقى الموقع الرسمي للمجلس الأولمبي الآسيوي على وضع اللجنة الأولمبية الكويتية بين اللجان التي رشحت المسلم إلى جانب لجان البحرين، ونيبال، وسوريا، فيما حظي الشيخ طلال بترشيح لجان العراق، وفلسطين، وقيرغيزستان، وتركمانستان، وإندونيسيا.
وحسب النظام الداخلي، يشترط أن يحظى المرشح للرئاسة بدعم لجنتين أولمبيتين على الأقل، ويفوز بالرئاسة من يحصل على أغلبية أصوات اللجان الأولمبية القارية الـ45.
وأرسل المسلم كتاباً إلى لجان أولمبية وطنية، جدّد فيه استمراره في الانتخابات: «الرسالة (سحب الترشيح من الكويت) جاءت فقط بسبب الضغط السياسي الخارجي من طرف ثالث، وليس لها أي تأثير على ترشيحي أو نيتي العمل... لقيادة حركتنا الرياضية الآسيوية العظيمة».
وكان عبد الله الشاهين، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، قال في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» إن المنافسة على رئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي حق مشروع لأي مرشح يرى في نفسه القدرة على إدارة المنظمة القارية، مشيراً إلى أنهم في الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الكويتية اعتمدوا ترشيح حسين المسلم لرئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي، وأن «الكلمة الأخيرة» ستكون في الجمعية العمومية.