في تصريحات نارية حملت الكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة، حمّل جواو فيليكس إدارة بنفيكا مسؤولية عدم عودته للنادي خلال فترات الانتقالات الصيفية الثلاث الماضية، مؤكّداً أنه كان يحلم بالعودة إلى ملعب «الضوء»، لكن «غياب الرغبة الحقيقية» من الجانب الآخر هو ما أغلق الباب... لا المال ولا قيمة الصفقة.
اللاعب البرتغالي، الذي يعيش أفضل فتراته مع النصر ويقود جدول هدّافي الدوري برصيد 11 هدفاً، تحدّث بصراحة لافتة خلال حوار مع «سبورت تي في»، كاشفاً الكثير مما دار خلف الكواليس.
«كنت مستعداً للعودة في ثلاثة صيفيات... لكن لم تكن هناك رغبة. لا أعرف مِمَّن»
فيليكس بدأ حديثه بتأكيد أن انتقاله إلى النصر لم يكن بدافع المال، بل بدافع الشعور بالتقدير: «ما جعلني آتي إلى النصر هو رغبة النادي الشديدة في ضمي. الحقيقة أنني كنت قاب قوسين من العودة إلى بنفيكا في آخر ثلاثة صيفيات. كانت رغبتي دائماً وقلت ذلك لوكلائي... لكن لم تكن هناك رغبة جدية من النادي. لا أعرف مِمن. ولم يكن ذلك بسبب قيمة الانتقال أو الراتب... بل ببساطة لأن الإرادة من الطرف الآخر لم تكن موجودة».
ثم أضاف أنه حين ظهر النصر بعرض واضح وإصرار كبير، لم يكن من الممكن الرفض: «النصر جاء برغبة أكبر... وعندما يحدث ذلك، لا يمكنك قول لا».
وعن احتمالية العودة مستقبلاً، لم يغلق الباب... لكنه لم يفتحه أيضاً: «لا أضع خططاً للعام المقبل. لدي أهداف، لكنني أعيش اللحظة. أنا سعيد في النصر وتركيزي كامل هنا، هذا كل ما أستطيع قوله».
مع النصر وتحت قيادة خورخي خيسوس، يعيش فيليكس إحدى أفضل فتراته: «ما زلت أنا... اللاعب نفسه... الجودة نفسها. أعمل لأكون الأفضل وأساعد النادي. أحياناً الأمور تسير، وأحياناً لا. جزء منها يتعلق باللاعب، وجزء بالظروف. الآن... كل الظروف في صالحي، وهذا أحد الأسباب».
اللعب بجوار كريستيانو رونالدو، وفي دوري يتمتع بقدر كبير من الجودة الهجومية، ساعده على استعادة نسخته الأكثر إبداعاً وفاعلية.
تصريحات فيليكس جاءت معاكسة تماماً لما قاله رئيس بنفيكا روي كوستا قبل أسابيع، حين أكد أن المال كان العامل الحاسم الذي دفع الصفقة إلى السقوط.
قال روي كوستا لصحيفة «ريكورد» البرتغالية بعد نهاية الميركاتو: «لم أنزعج من اختياره. لكن يجب أن نفهم... نحن غير قادرين على منافسة الأندية السعودية مالياً. كنا قريبين جداً من إتمام الصفقة، لكن في اللحظة الأخيرة اتخذ فيليكس قراراً مختلفاً. عليّ احترامه».
ثم كرر الفكرة في مقابلة مع «تي في آي» بعدها بثلاثة أيام: «كان هناك أمل كبير، وحاولنا جعله واقعاً. لكن من المستحيل بالنسبة لنا أن نواجه أندية السعودية في الجانب المالي. فيليكس كان مصمماً على العودة لبنفيكا... حتى جاء عرض السعودية الذي لم يكن ممكناً رفضه».
تصريحات فيليكس تعيد فتح الملف بالكامل... وتضع شكوكاً حول حقيقة «من» داخل بنفيكا لم يُرِد عودته.
وفي جزء آخر من الحوار، تحدّث فيليكس عن أجواء كرة القدم في بلاده، موجهاً انتقادات شديدة: «لا أشاهد الكثير من الدوري البرتغالي. الآن أتابع تونديلا لأن أخي يلعب هناك. لكن من خلال ما أسمعه... هناك صراعات يومية، جدالات بلا نهاية، من الاثنين إلى الأحد. هذا لا يساعد... ولا يجعل الكرة البرتغالية تتطور».
وأضاف: «الذهنية في البرتغال تُبطئ تطور اللاعبين والأندية. ما دامت لم تتغير، فسيظل الدوري في المستوى نفسه ولن يتقدم. وهذا مؤسف... لأن لدينا لاعبين ومدربين وأندية ممتازة قادرة على النجاح في أوروبا».

