لم تمضِ سوى ثلاث دقائق فقط على انطلاق مباراة ليفربول أمام آيندهوفن في دوري أبطال أوروبا حتى بدأ جمهور «الريدز» الموجود في ملعب أنفيلد يشعر بالقلق.
فبينما كان حارس المرمى جيورجي مامارداشفيلي يقف والكرة بين قدميه ويفكر في خطوته التالية، بدأ المشجعون في جميع أنحاء الملعب يتذمرون.
وتكرر هذا المشهد مرتين خلال أول عشر دقائق من اللقاء. بحلول ذلك الوقت، كان ليفربول متأخراً بهدف دون رد.
وكان هذا الشعور المبكر بالإحباط دليلاً على أن الجماهير بدأت تفقد الثقة في الفريق الذي تعرض لهزيمة نكراء بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف وحيد.
لقد تعرض ليفربول الآن لتسع هزائم في آخر 12 مباراة له في جميع المسابقات، وخسر ثلاث مباريات متتالية بثلاثة أهداف أو أكثر لأول مرة منذ ديسمبر (كانون الأول) 1953 - وهو الموسم الذي انتهى بالهبوط إلى الدوري الأدنى.
من المؤكد أن مثل هذا المصير الشائن لا ينتظر الريدز هذا الموسم، لكن لا يمكن إنكار أن الفريق يمر بأزمة كبيرة، حيث يبدو - حسب بيث ليندوب على موقع «إي إس بي إن» - أن سُلطة المدير الفني الهولندي آرني سلوت تتضاءل أسبوعاً بعد الآخر.
ومع إطلاق صفارة النهاية، كان من الممكن سماع صيحات وصفارات الاستهجان تدوي في جميع أنحاء الملعب، في مؤشر واضح على المعاناة التي يمر بها الفريق، وعلى أن الأمور تسير في اتجاه واحد فقط.
لقد بدا الأمر وكأن الخسارة بثلاثية نظيفة يوم السبت الماضي أمام نوتينغهام فورست هي أدنى نقطة لليفربول هذا الموسم، لكن الفريق انحدر إلى مستوى جديد من التراجع يوم الأربعاء، حيث عادل أسوأ هزيمة أوروبية له على ملعبه (الخسارة بخمسة أهداف مقابل هدفين أمام ريال مدريد في فبراير (شباط) 2023).
بدأت المعاناة بعد ست دقائق فقط من بداية المباراة عندما احتسب الحكم ركلة جزاء ضد القائد فيرجيل فان دايك، حولها إيفان بيريسيتش إلى هدف بكل هدوء.
قدّم المدافع الهولندي الدولي، الذي كان أحد الأعمدة الرئيسية للريدز وكان صاحب دور هائل في فوز الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، أداءً ربما يكون الأسوأ له هذا الموسم، وقد تجلّى أداؤه المتذبذب في حصوله على البطاقة الصفراء بسبب تدخله المتهور على لاعب الوسط إسماعيل صايبري في الشوط الأول.
استعاد ليفربول توازنه بعد هذه الانتكاسة المبكرة، وأحرز هدف التعادل عن طريق دومينيك سوبوسلاي في الدقيقة 16، لكن سرعان ما توقف زخم الفريق مع بداية الشوط الثاني عندما تجاوز ماورو جونيور محمد صلاح بسهولة قبل أن يمرر الكرة إلى غوس تيل، ليعيد التقدم للضيوف.
ساءت الأمور عندما تسبب الخطأ الذي ارتكبه إبراهيما كوناتي في إحراز آيندهوفن للهدف الثالث عن طريق كوهيب دريوش لتصبح النتيجة تقدم الفريق الهولندي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد بحلول الدقيقة 73، قبل أن يعود اللاعب نفسه ليسجل الهدف الرابع في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ليزيد من معاناة الريدز.
وقال سلوت في مؤتمره الصحافي بعد المباراة عن أداء ليفربول الضعيف: «أعتقد أنها صدمة للجميع. بالنسبة للاعبين، وللصحافيين هنا، وبالنسبة لي، وللجميع، إنها صدمة. إنه أمر غير متوقع تماماً بالنظر إلى مستوى الفريق. هل يعود الأمر إلى نقص في الثقة؟ لم ألحظ ذلك في الشوط الأول».
وأضاف: «بالطبع، من الصعب أن تستقبل هدفاً بعد الخسارة بثلاثية نظيفة في المباراة السابقة. لقد رأيت العقلية التي أظهرها هؤلاء اللاعبون مرات كثيرة منذ أن جئت إلى هنا. لكن في نهاية المباراة، لاحظتُ أن تأخرنا بنتيجة 3 - 1 و4 - 1 أثر على لاعب أو لاعبين».
بالنسبة لسلوت، هذه هي المشكلة الأكبر. فاللاعبون الذين كانوا قبل بضعة أشهر فقط مستعدين لخوض المعركة بكل ما أوتوا من قوة لضمان الاحتفاظ بلقب الدوري يبدو الآن وكأنهم قد استسلموا تماماً.
وبالرغم من كل المشاكل الخططية والتكتيكية التي تواجه المدير الفني الهولندي حالياً، فإن إيقاف هذا التراجع الذهني لكثير من نجومه الأكثر خبرة يبدو مهمة شبه مستحيلة. والآن، يعلم سلوت أكثر من أي شخص آخر أن هذا المستوى المتواضع لا يمكن تحمله كثيراً.
وعندما سُئل عما إذا كان قلقاً بشأن مستقبله مع النادي، قال المدير الفني لليفربول: «لست قلقاً... تركيزي ينصب على أمور أخرى غير القلق بشأن مستقبلي. أنا أحاول تحليل الأمور ومساعدة اللاعبين قدر الإمكان، ومن الواضح أنني لا أفعل ذلك بالطريقة التي فعلتها في الموسم الماضي، لأنه عندما نتحدث عن الأخطاء الفردية، أعتقد أنها أيضاً نتيجة لعمل جماعي. لذا، مرة أخرى، يتعين عليّ أن أبذل جهداً أفضل، وهذا ما أحاول فعله كل يوم لتحسين مستوى الفريق».
لكن بالنسبة لسلوت وليفربول، أصبح من الصعب بشكل كبير رؤية بصيص أمل في نهاية هذا النفق المظلم!

