أثارت تصريحات المدافع الألماني المخضرم ماتس هوملز الجدل حول أداء فريقه السابق بوروسيا دورتموند؛ حيث فتح النقاش في الوسط الكروي الألماني بشأن حدود النقد العلني، ودور اللاعبين أصحاب الخبرة خلال المرحلة الحاسمة من الموسم.
وجاءت هذه التصريحات لتضع المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش في دائرة الضوء، بعدما ردّ بتعليق يعكس شكّه في دوافع الانتقادات، قائلاً، حسبما نقلته صحيفة «بيلد» الألمانية: «ربما تحاول تضليلي».
وعدُّت تصريحات كوفاتش مؤشراً على حساسية الموقف، خصوصاً أنها جاءت عقب ملاحظات وصف فيها هوملز الأداء الفني للفريق بأنه يفتقر إلى الإبداع والهوية الواضحة داخل الملعب، وهو تقييم فُهم على نطاق واسع على أنه موجّه للجهاز الفني.
وفي حين رأى مؤيدو هوملز أن حديثه يندرج ضمن إطار النقد البنّاء، عدّ آخرون أن طرح هذه الملاحظات عبر وسائل الإعلام قد يُثير ارتباكاً في مرحلة تحتاج إلى التماسك.
ولم يقتصر ردّ كوفاتش على التصريحات، بل تُرجم على أرض الملعب؛ حيث قدّم بوروسيا دورتموند مباراة قوية تُوّجت بفوز واضح على فياريال، وعدّت الصحافة الألمانية هذه المباراة بمثابة رد مباشر على الانتقادات.
وينظر إلى هذا الانتصار على أنه يمنح الفريق فترة من الهدوء النسبي بعد الجدل الإعلامي الأخير، إذ توفر هذه النتائج الإيجابية فرصة لتهدئة حدة النقاشات حول الخطط الفنية المرتبطة للفريق.
وأظهر الفريق خلال المباراة تنظيماً تكتيكياً أفضل وانضباطاً أوضح في الأداء، وهو ما عزز موقف المدرب الذي يفضّل دائماً الرد عبر العمل داخل أرض الملعب، بدلاً من الدخول في جدالات إعلامية مطوّلة.
ويرى مراقبون أن كوفاتش يسعى من خلال هذا النهج إلى ترسيخ سلطته الفنية، والحفاظ على خط فاصل واضح بين الرأي الشخصي والعمل المؤسسي داخل النادي.
وتسلّط هذه القضية الضوء مجدداً على إشكالية متكررة في كرة القدم الأوروبية، تتعلق بالعلاقة بين المدرب واللاعبين أصحاب التاريخ الطويل داخل الفريق؛ حيث تتقاطع الخبرة مع الانضباط، وحرية التعبير مع متطلبات العمل الجماعي. وفي نادٍ بحجم بوروسيا دورتموند، تزداد حساسية هذه المعادلة بفعل الضغط الجماهيري، والتغطيات الإعلامية المكثفة، ما يجعل كل تصريح تحت المجهر.
وبينما يمنح الفوز كوفاتش دفعة إضافية لمواصلة مشروعه الفني، يبقى هذا الملف مفتوحاً على احتمالات متعددة، خصوصاً في ظل موسم طويل وتحديات مقبلة ستعيد تقييم الخيارات الفنية مرة أخرى بعيداً عن التصريحات. وحتى ذلك الحين، يبدو أن المدرب الكرواتي نجح في تحويل الجدل من مساحة الكلام إلى لغة النتائج، على الأقل في هذه المرحلة من المنافسة.





