لا شيء يعبّر عن «كلاسيكو مشتعل» أكثر من تدخل الشرطة للفصل بين اللاعبين والمدربين!
شهدت مباراة ريال مدريد وبرشلونة الأحد فوضى من الطراز الرفيع. البداية كانت ساخنة، والنهاية أكثر توتراً. فبعد أن انتهى اللقاء بفوز ريال مدريد 2-1، انفجرت الأحداث في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع، حين طُرد بيدري بعد خطأ على أوريلين تشواميني، لتندلع مشادات بين لاعبي الفريقين والبدلاء.
وبحسب شبكة «The Athletic»، فقد تلقى الحارس أندري لونين (البديل) بطاقة حمراء لتدخله من على الدكة، ورفعت ست بطاقات صفراء أخرى، قبل أن تتدخل الشرطة لفض الاشتباك بين الجهازين الفنيين.
في وسط الفوضى، التقطت الكاميرات فينيسيوس جونيور وداني كارفاخال وهما يوجهان إشارات ليامال (18 عاماً)، وكأنهما يتهكمان عليه بسبب تصريحاته قبل اللقاء. وتشواميني اضطر إلى إمساكه جسدياً لمنعه من الرد بنفس الطريقة.
بعد اللقاء، حاول تشواميني تهدئة الأمور قائلاً: «كانت مجرد كلمات، بلا نية سيئة. لكنها منحتنا دافعاً إضافياً».
أما فرينكي دي يونغ فاعتبر أن «كل شيء مُبالغ فيه»، لكنه أضاف: «أتفهم سبب غضب ريال مدريد».
ففي الأيام التي سبقت الكلاسيكو، كان لامين يامال يعيش مرحلة «كل ما يلمسه يتحول إلى ذهب» بعد توقيعه عقداً ضخماً بقيمة 650 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، لكنه سقط في فخ الثقة الزائدة حين قال في بث مباشر من «كينغز ليغ» التي يديرها جيرارد بيكيه إن «مدريد فريق من الشكّائين واللصوص» - جملة أشعلت الأجواء قبل أن تُشعل البرنابيو نفسه.
رغم الضجيج، قدّم ريال مدريد مباراة قوية وخرج بانتصار ثمين عزّز به صدارته لليغا بفارق خمس نقاط بعد عشر جولات، مع سجل مثالي في دوري الأبطال بثلاثة انتصارات.
تقنية الـ«فار» كان لها نصيبها من الأحداث؛ ألغت ركلة جزاء على يامال بعد احتكاكه مع فينيسيوس، كما ألغت هدفاً لمبابي بداعي التسلل بفارق سنتيمترات. لكن مدريد لم يفقد تركيزه، وسجّل مبابي هدفاً شرعياً رائعاً من تمريرة ساحرة من بيلينغهام، قبل أن يضيف الإنجليزي بنفسه هدف الفوز قبل نهاية الشوط الأول.
وشهد اللقاء أيضاً تصدياً مدهشاً من شتشيسني لركلة جزاء نفذها مبابي، لكن برشلونة فشل في استغلال الدفعة المعنوية.
اللافت أن فينيسيوس جونيور خرج غاضباً عند استبداله في الدقيقة 72، وقال لاحقاً إنه «سئم من الوضع»، ملمّحاً إلى إمكانية الرحيل.
ورغم ذلك، ظهر ريال مدريد أكثر تماسكاً وهدوءاً من أي وقت مضى، وكأن تشابي ألونسو - خليفة كارلو أنشيلوتي - أعاد للفريق هويته.

