تفاقمت أزمة ليفربول مع تكبد حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم هزيمته الرابعة توالياً لأول مرة منذ أكثر من عقد، ويسعى مدربه الهولندي أرني سلوت بشكل عاجل لإيجاد الحلول.
وخسر «الريدز» أمام مانشستر يونايتد 1-2 الأحد، في أول فوز لغريمهم التقليدي على ملعب أنفيلد منذ يناير (كانون الثاني) 2016.
استفاد ليفربول من بعض الحظ خلال سلسلة الانتصارات السبعة التي افتتح بها الموسم، بفضل الأهداف المتأخرة الكثيرة، لكن التحسن المنتظر في الأداء لم يتحقق.
خسر أربع مرات توالياً في جميع المسابقات، للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، حين كان الآيرلندي الشمالي براندن رودجرز مدرباً.
ومن أبرز المشكلات التي يتعين على سلوت معالجتها لإنقاذ موسم ليفربول:

تراجع صلاح
يبدو محمد صلاح شبحاً للاعب الذي أرعب المدافعين الموسم الماضي، في طريقه لحصد جائزة الحذاء الذهبي لـ«بريميرليغ».
سجّل «الملك المصري» الذي كان دائماً محور هجوم ليفربول، هدفاً واحداً فقط من اللعب المفتوح هذا الموسم، في الجولة الافتتاحية.
وأضاع صلاح فرصتين كبيرتين أمام مانشستر يونايتد يوم الأحد.
كما استُبعد من التشكيلة الأساسية في الهزيمة الأخيرة بدوري الأبطال أمام غلطة سراي، واستُبدل الأحد رغم سعي الفريق لتعديل النتيجة.
يأمل سلوت في أن يكون الأمر مجرد تراجع موقت في المستوى للاعب الذي جدّد عقده لعامين في أبريل (نيسان)، لكن هناك مخاوف من أن أفضل أيامه قد أصبحت خلفه وهو في الثالثة والثلاثين من عمره.
وقال مدافع ليفربول السابق والمحلل في شبكة قنوات «سكاي سبورتس» جيمي كاراغر إن صلاح لم يعد يستحق مكاناً ثابتاً في التشكيلة الأساسية كل أسبوع.
أضاف: «لا أعتقد أن صلاح يجب أن يبدأ كل مباراة الآن، خصوصاً خارج الديار، بالنظر إلى مستواه الحالي. هل سيتقبل ذلك؟ على الأرجح لا، لكن عندما تصل إلى عمر معين ولا تؤدي جيداً، ما حجتك؟».

تعثّر القادمين الجدد
اختار سلوت الإنفاق الكبير في سوق الانتقالات الصيفية، فدفع ناديه أكثر من 450 مليون جنيه إسترليني (604 ملايين دولار) على صفقات جديدة.
وحطم النادي رقمه القياسي مرتين للتعاقد مع صانع الألعاب الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن والمهاجم السويدي ألكسندر إيزاك من نيوكاسل.
لكن أياً منهما لم يسجل حتى الآن أي هدف في الدوري الإنجليزي.
أما الوافد الآخر، الفرنسي أوغو إيكيتيكيه، فقد قدّم لمحات جيدة، لكنه بات الآن في ترتيب المهاجمين الأساسيين خلف إيزاك المتعثّر.
وجاء إنفاق ليفربول الكبير على المهاجمين جزئياً بسبب وفاة البرتغالي ديوغو جوتا في حادث سير في يوليو (تموز)، وهي خسارة لا يزال النادي يعاني من آثارها العاطفية والفنية.
وفي الخط الخلفي، لم يتمكن المجري ميلوش كيركيز من التأقلم في مركز الظهير الأيسر، رغم تفضيله على الاسكوتلندي المخضرم أندي روبرتسون، بينما فشل الهولندي جيريمي فريمبونغ في تثبيت قدميه في الجهة اليمنى.

أزمة دفاعية
هل كلف فشل ليفربول في ضم المدافع مارك غيهي من كريستال بالاس في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية التراجع في الدوري؟
منذ بداية مايو (أيار)، استقبل ليفربول هدفين أو أكثر في مباريات الدوري أكثر من أي فريق آخر، إذ حدث ذلك في 8 من أصل 12 مباراة.
وتلقى الفريق 11 هدفاً في 8 مباريات بالدوري، مقابل 3 فقط لمتصدر الترتيب آرسنال.
ولم يتمكن كيركيز وفريمبونغ من تعويض روبرتسون والراحل ترنت ألكسندر-أرنولد في مركزي الظهيرين.
كما تعرض قلب الدفاع الفرنسي إبراهيما كوناتيه لانتقادات شديدة بسبب تراجع مستواه، وحتى القائد الهولندي فيرجيل فان دايك، المعروف بثباته، ارتكب خطأ في بناء الهجمة التي جاء منها هدف الكاميروني براين مبومو الافتتاحي يوم الأحد.
وقد أبلغ غيهي نادي كريستال بالاس أنه لن يجدد عقده، ما يعني أنه قد يغادر في يناير (كانون الثاني) أو نهاية الموسم.
لكن حتى لو اختار المدافع الإنجليزي الانتقال إلى ليفربول، فقد يكون ذلك متأخراً جداً لإنقاذ الموسم.
