هل يحظى هاري كين بالتقدير الذي يستحقه؟

نجم خارق... وأحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم

قاد كين بايرن ميونيخ للفوز بلقب الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي (غيتي)
قاد كين بايرن ميونيخ للفوز بلقب الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي (غيتي)
TT

هل يحظى هاري كين بالتقدير الذي يستحقه؟

قاد كين بايرن ميونيخ للفوز بلقب الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي (غيتي)
قاد كين بايرن ميونيخ للفوز بلقب الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي (غيتي)

أعاد هاري كين كتابة تاريخ كرة القدم، وحطم كثيراً من الأرقام القياسية، بتألقه المستمر مع الأندية ومع منتخب بلاده على مدار أكثر من عقد من الزمان.

يحمل اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف بقميص منتخب إنجلترا على مر العصور، برصيد 76 هدفاً في 110 مباريات، ولا تزال لديه القدرة على إضافة المزيد، بعد تأهل منتخب «الأسود الثلاثة»، بقيادة المدير الفني الألماني توماس توخيل، إلى كأس العالم الصيف المقبل.

وعلاوة على ذلك، يعدّ كين الهداف التاريخي لنادي توتنهام برصيد 280 هدفاً في 435 مباراة، قبل انتقاله إلى بايرن ميونيخ في صفقة تقدر قيمتها بـ86.4 مليون جنيه إسترليني خلال أغسطس (آب) 2023.

وواصل كين تألقه المذهل منذ انتقاله إلى بايرن ميونيخ، مسجلاً 103 أهداف في 106 مباريات مع العملاق البافاري، كما أنهى أخيراً غيابه عن منصات التتويج عندما قاد بايرن ميونيخ إلى الفوز بلقب الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي.

وصل كين إلى 100 هدف له مع بايرن ميونخ بعد الثنائية التي أحرزها بمرمى فيردر بريمن في المباراة التي انتهت بفوز فريقه برباعية نظيفة.

وحقق النجم الإنجليزي الدولي هذا الإنجاز في 104 مباريات، وهو ما جعله - وفق فيل ماكنولتي على «بي بي سي» - يتقدم على إيرلينغ هالاند وكريستيانو رونالدو بصفته أسرع لاعب يصل إلى 100 هدف مع نادٍ واحد في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا، بعد أن حققا هذا الإنجاز مع مانشستر سيتي وريال مدريد على التوالي في 105 مباريات.

سجل كين 21 هدفاً في 13 مباراة مع منتخب إنجلترا وبايرن ميونيخ هذا الموسم، بمعدل هدف كل 52 دقيقة.

ومع ذلك - ورغم كل هذه الإنجازات - هل لا يزال كين لا يحصل على التقدير الذي يستحقه؟

كين هو الهداف الأول للمنتخب الإنجليزي، لكن لا يزال هناك من يتساءل عما إذا كان بإمكانه تقديم المزيد، متسائلين عما إذا كان اللعب أمام منتخبات ضعيفة قد ساعده في تعزيز سجله التهديفي على المستوى الدولي.

يُلخص مهاجم إنجلترا السابق كريس ساتون هذه الحجة في جملة واحدة، قائلاً: «لو أعلن هاري كين اعتزاله اللعب الدولي اليوم، لرأينا على الفور منتخب إنجلترا وفرصه في كأس العالم العام المقبل بشكل مختلف تماماً».

وأضاف: «قد لا يتبقى لكين الكثير مع منتخب إنجلترا، ولكن من سيخلفه؟ ومن يقترب من مستواه؟ لا أحد. هذا كفيل بأن يُخبرك بكل ما تحتاج معرفته. إنه لاعب متعدد المهارات والمواهب، وقناص استثنائي أمام المرمى، ولا تملك إنجلترا من هو أفضل منه. يتحدث الناس عن تسجيل الأهداف في التصفيات، لكنه ليس مسؤولاً عن مستوى المنافسين الذين يلعب أمامهم، أليس كذلك؟ ولا يمكنه التحكم فيمن يلعب ضده. إنه ماكينة أهداف، وقد كان كذلك طوال مسيرته الكروية. عندما تتحدث عن أعظم مهاجمي إنجلترا على مر العصور، فيجب أن يكون هاري كين من ضمنهم بالتأكيد. انظروا فقط إلى أرقامه».

يعد كين أفضل هداف لإنجلترا في البطولات الكبرى برصيد 15 هدفاً من 29 مباراة (رويترز)

لم تكن البطولات الكبرى سهلة مطلقاً بالنسبة إلى كين؛ بدءاً من «كأس الأمم الأوروبية 2016» في فرنسا عندما حصل على ركلات ركنية أكثر من الأهداف التي سجلها - 7 ركلات ركنية دون أي هدف - نتيجة الطريقة الغريبة التي كان يعتمد عليها المدير الفني للمنتخب الإنجليزي آنذاك، روي هودجسون، في الكرات الثابتة، وهو الأمر الذي يلخص المسيرة الفوضوية لإنجلترا في هذه البطولة، والتي انتهت بالهزيمة المذلة أمام آيسلندا في دور الـ16.

وبعد عامين في «مونديال روسيا»، وبصفته قائداً لمنتخب إنجلترا، فاز كين بـ«الحذاء الذهبي» في كأس العالم، مسجلاً 6 أهداف في 6 مباريات، وقاد منتخب بلاده للوصول إلى الدور نصف النهائي.

وكان كين هداف المنتخب الإنجليزي عندما وصل إلى نهائي «كأس الأمم الأوروبية 2020» برصيد 4 أهداف في 7 مباريات، على الرغم من أن «كأس العالم 2022» انتهت بخيبة أمل كبيرة، فقد أهدر كين ركلة جزاء في الهزيمة بهدفين مقابل هدف أمام فرنسا بالدور ربع النهائي في قطر.

وقدم كين، وفقاً لمعاييره الخاصة، أداء مخيباً للآمال في «كأس الأمم الأوروبية 2024»، وبدا منهكاً للغاية لدرجة أن كثيرين طالبوا بدخول أولي واتكينز لاعب آستون فيلا مكانه.

واستُبدل به بالفعل في جميع مباريات إنجلترا بأدوار خروج المغلوب، بما في ذلك خروجه بعد 61 دقيقة فقط من المباراة النهائية التي خسرتها إنجلترا أمام إسبانيا في برلين. ومع ذلك، تقاسم صدارة هدافي البطولة بثلاثة أهداف من 7 مباريات.

ويعدّ كين أفضل هداف لإنجلترا في البطولات الكبرى، برصيد 15 هدفاً من 29 مباراة. هذا المجموع من الأهداف يضعه في المركز الخامس، عند تصنيف مجموع الأهداف في بطولتي «كأس الأمم الأوروبية» و«كأس العالم»، خلف كريستيانو رونالدو والثلاثي الألماني ميروسلاف كلوزه وجيرد مولر ويورغن كلينسمان. فهل لم تُقدَّر مساهماته الرائعة حق قدرها؟

يقول ساتون: «يُقيَّم لاعبو إنجلترا في البطولات الكبرى، وإذا لم يفوزوا بها، تبدأ الانتقادات، وعادةً ما يكون القائد البارز أول من يواجه هذه الانتقادات. وقد تجد تنافساً وعصبية قبلية وانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد تجد من يُهاجم بشدة، لكنك لن تجد أي شخص مارس اللعبة بمستوى معقول يُشكك في كين. وأعتقد أن معظم المشجعين يدركون قيمة هاري كين بصفته لاعباً كبيراً». ويتابع: «لم يكن كين يمتلك مطلقاً سرعة مذهلة، لكنه يؤدي عملاً رائعاً طوال الوقت. إنه ليس مجرد هداف استثنائي، بل لديه القدرة على العودة إلى عمق الملعب للمساهمة في بناء اللعب والتأثير على مجرى المباريات، مُظهراً وعياً رائعاً، وقوة كبيرة في التمرير، ورؤية ثاقبة».

كين هو الهداف التاريخي لتوتنهام برصيد 280 هدفاً في 435 مباراة (غيتي)

يقول مدافع إنجلترا السابق ماثيو أبسون، الذي لعب ضد كين ويتابعه بانتظام بصفته محللاً في إذاعة «بي بي سي»: «عندما يتعلق الأمر بكين، تتبادر إلى ذهني دائماً عبارة: (إنك لا تعرف قيمة ما لديك إلا بعد فوات الأوان). أعتقد أيضاً أن ما يُؤثر في ذلك هو الطريقة التي يلعب بها كين، حيث أعتقد أن الناس اعتادت العمل العظيم الذي يقدمه. إنه متواضعٌ للغاية رغم كل ما يحققه. يُحقق لاعبون آخرون أرقاماً أقل جودةً كثيراً من أرقامه، لكنك تراهم يُبدعون في إظهار ما يُقدمونه أكثر منه».

بجودة هالاند أو حتى أفضل

يُعدّ هالاند، لاعب مانشستر سيتي، هو المعيار الأساسي الآن لأفضل المهاجمين في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث رفعت الثلاثية التي أحرزها في مرمى إسرائيل ضمن التصفيات الأوروبية رصيده إلى 21 هدفاً من 12 مباراة مع منتخب النرويج ونادي مانشستر سيتي هذا الموسم.

أما بشأن التحمل وثبات المستوى، فإن كين هو المعيار الذهبي، ففي 11 موسماً كاملاً مع توتنهام وبايرن ميونيخ، منذ موسم 2014 - 2015، لم يُسجل كين أقل من 24 هدفاً في جميع المسابقات خلال موسم واحد.

يُعرب بات نيفين، محلل «بي بي سي سبورت»، عن رأيه بأن كين يُضاهي هالاند بصفته هدافاً، بل يُمكن القول إنه يتفوق عليه بوصفه لاعباً أعلى اكتمالاً.

وقال الجناح الأسكوتلندي السابق: «أحب جداً هاري كين، وما زلت أعتقد أنه لا يحصل على التقدير الذي يستحقه، فهذا اللاعب عبقري بكل ما تحمله الكلمة من معنى».

لكن ماذا عن مقارنته بهالاند؟ يقول نيفين: «هذا ليس انتقاصاً من إيرلينغ هالاند، فهو أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم. لكن هاري كين أيضاً أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم. ربما لا يُنظر إليه على هذا النحو في إنجلترا، لكنه كذلك بالفعل. أرقام هاري رائعة، بل إنها أفضل من ذلك بكثير عندما تدرك أن كثيراً من هذه الأرقام تحققت عندما كان يلعب مع توتنهام. كان توتنهام فريقاً جيداً، لكنه لم يكن مثل مانشستر سيتي. هذه ليست مشكلة هالاند بالطبع، لكنني لا أعتقد أن هاري يُصنّف ضمن هذه الفئة بما يكفي».

كين مستمر في تألقه مع بايرن ميونيخ (أ.ف.ب)

وأشار المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، ذات مرة إلى توتنهام على أنه «فريق هاري كين».

حاول المدير الفني الإسباني التعاقد مع كين في عام 2021، لكن رئيس توتنهام، دانيال ليفي، رفض بيعه، ثم تعاقد غوارديولا مع هالاند بعد عام.

وقال نيفين: «عندما تشاهد مباراة يكون فيها هالاند في أفضل حالاته، ينجذب انتباهك إليه دائماً. ويبدو الأمر كأن هناك 21 لاعب كرة قدم في الملعب في كفة، وهالاند في الكفة الأخرى. وإذا شاهدتَ هاري كين وهو يلعب مع بايرن ميونيخ، الذي يعدّ أحد أفضل الفرق في العالم، فستجد أيضاً أن هناك 10 لاعبين في كفة، وهاري كين وحده في الكفة الأخرى. إنه لاعبٌ خارقٌ، ليس فقط في مباريات الدوري الألماني الممتاز، بل أيضاً في مباريات دوري أبطال أوروبا. إنه عملاقٌ حقيقي».

ألمانيا معجبة بـ«نجم خارق يمتلك عقلية الشباب»

نال هاري كين إشادةً واسعةً مؤخراً عندما تراجعت صحيفة «بيلد» الألمانية علناً عن انتقادها قرار بايرن ميونيخ التعاقد معه.

وكتب الصحافي ألفريد دراكسلر يقول: «كنتُ من الذين انتقدوا انتقال هاري كين من توتنهام إلى بايرن ميونيخ مقابل نحو 100 مليون يورو في عام 2023، لكنني غيرت رأي بالتأكيد».

في المقابل، لم تكن هناك أي شكوك لدى مسؤولي بايرن ميونيخ بشأن كين، حيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لكين وهو يُستقبل بحفاوة بالغة لدى وصوله من قِبل توماس توخيل، المدير الفني لبايرن ميونيخ آنذاك، والذي أوصل الآن إنجلترا إلى «كأس العالم» الصيف المقبل.

وقال الكاتب الكروي الألماني رافاييل هونيغشتاين: «أسلوب لعب هاري كين وسلوكه العام يُثيران إعجاب الجماهير واللاعبين في غرفة خلع الملابس. عندما وصل كين، كان هناك شعور بأنه اللاعب المثالي. ربما كانت هناك مخاوف بشأن القيمة المالية المرتفعة للصفقة، وتاريخ اللاعب مع الإصابات، وعمره. وكانت هناك بعض التحفظات والقلق، لكنهما لم يستمرا طويلاً».

وأضاف: «الأرقام شيء مهم، لكن لو اقتصر الأمر على الأرقام فقط، لما كان التأثير كبيراً. كانت لدى روبرت ليفاندوفسكي أرقام قياسية، وحطم رقم جيرد مولر، لكن كين، على عكس المهاجم التقليدي، يلعب بتواضع ومسؤولية جماعية تجاه الفريق ككل. إنه يلعب بوصفه نجماً خارقاً، لكن بعقلية شاب لديه الكثير الذي يثبته داخل الملعب. إنه لا يكتفي بالركض مسافات إضافية، ولكنه كثيراً ما يعود حتى منطقة جزاء فريقه لمساعدته في النواحي الدفاعية. إنه ببساطة لاعب ذو تأثير مذهل».

يتفق أبسون مع أن كين نجم خارق لكنه متواضع للغاية، قائلاً: «من النادر في هذا العصر أن تجد نجماً خارقاً يتصرف بهذا التواضع الشديد. إنه نموذج يُحتذى. وفي عالم يلعب فيه التسويق ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في بناء شخصيتك، أعتقد أن كين لا يعتمد على هذا الأمر بالقدر الذي يفعله كثير من النجوم الآخرين».


مقالات ذات صلة

غراهام أرنولد: العراق جاهز لمواجهة الإمارات… وهدفنا بلوغ المونديال

رياضة عربية غراهام أرنولد المدير الفني لمنتخب العراق (رويترز)

غراهام أرنولد: العراق جاهز لمواجهة الإمارات… وهدفنا بلوغ المونديال

أكد غراهام أرنولد، المدير الفني لمنتخب العراق، جاهزية فريقه لمواجهة نظيره الإماراتي، في مباراة الذهاب ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة عالمية هالاند يواصل تألقه وهواية التهديف في المواجهة أمام ليفربول (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة الـ11من الدوري الإنجليزي

إذا استمر غوارديولا، في الدفع بأوريلي فلا يوجد شك في أنه سحجز مكان له في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية تمكن سكوت ليندبلوم من فرض سيطرته على مجريات السباق (بطولة أرامكو السعودية لفورمولا 4)

«أرامكو السعودية لفورمولا 4»: سكوت ليندبلوم يتوج بطلاً للجولة الثالثة

اختُتمت الجولة الثالثة من «بطولة أرامكو السعودية لفورمولا4» على «حلبة كورنيش جدة»، ضمن فعاليات «موسم جدة»، وسط حضور جماهيري كبير وأجواء مليئة بالإثارة والحماس.

ضحى المزروعي (جدة)
رياضة عالمية لاعبو تشيلسي يحتفلون بتسجيل الهدف الافتتاحي أمام وولفرهامبتون (أ.ف.ب)

هل تعلّم تشيلسي كيفية فكّ التكتلات الدفاعية؟

دوّت صفارة نهاية الشوط الأول في ملعب ستامفورد بريدج مساء السبت وسط صيحات استهجان لم تختلف رتابتها عن أداء الشوط الأول نفسه

The Athletic (لندن)
رياضة عربية وصل المنتخبان الإماراتي والعراقي إلى هذه المرحلة بعد إخفاقهما بالتأهل في التصفيات الآسيوية (المنتخب الإماراتي)

الملحق الآسيوي: فرصة جديدة للإمارات والعراق لبلوغ كأس العالم

يلتقي منتخبا الإمارات والعراق، الخميس، في أبوظبي ضمن ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل إلى الملحق العالمي لتصفيات كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (دبي)

10 نقاط بارزة في الجولة الـ11من الدوري الإنجليزي

هالاند يواصل تألقه وهواية التهديف في المواجهة أمام ليفربول (رويترز)
هالاند يواصل تألقه وهواية التهديف في المواجهة أمام ليفربول (رويترز)
TT

10 نقاط بارزة في الجولة الـ11من الدوري الإنجليزي

هالاند يواصل تألقه وهواية التهديف في المواجهة أمام ليفربول (رويترز)
هالاند يواصل تألقه وهواية التهديف في المواجهة أمام ليفربول (رويترز)

حقق مانشستر سيتي انتصاراً ثميناً ومستحقاً على ضيفه ليفربول، في قمة مباريات المرحلة الـ11 في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وسجل ماتيس دي ليخت هدفاً برأسه في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع ليقود مانشستر يونايتد للتعادل مع توتنهام.

«الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط بارزة في هذه الجولة:

أوريلي يتألق مع مانشستر سيتي ضد صلاح

ركزت عناوين الصحف على انضمام فيل فودين وجود بيلينغهام إلى قائمة منتخب إنجلترا، في حين لم يكن هناك تركيز كبير على اختيار توماس توخيل لنيكو أوريلي.

لقد دفع مايلز لويس سكيلي ثمن قلة مشاركاته مع آرسنال، والآن يحظى لاعب مانشستر سيتي الشاب بفرصة مثالية من أجل ضمان مشاركته مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم.

ينضم اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً إلى معسكر المنتخب الإنجليزي بعد أن أصبح أحدث مدافع يقضي على خطورة النجم المصري محمد صلاح.

صحيح أن صلاح لم يعد يقدم نفس المستويات التي كان يقدمها في السابق، لكن كان لا يزال يتعين على أوريلي إظهار قدر كبير من القوة والشراسة والصبر للتعامل مع النجم المصري.

لقد نجح الظهير الأيسر لمانشستر سيتي في قطع كثير من الكرات من صلاح -مما أسعد جماهير الفريق المضيف- وتقدم للأمام بفاعلية كبيرة أيضاً لأداء واجباته الهجومية.

وإذا استمر المدير الفني للسيتيزنز، جوسيب غوارديولا، في الدفع بأوريلي في المباريات الكبرى، وإذا تجنب اللاعب الشاب الإصابة، فلا يوجد شك في أنه سيكون قادراً على حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي. (مانشستر سيتي 3-0 ليفربول).

أمسية صعبة أخرى لإليوت

بعد فوز أستون فيلا على بورنموث برباعية نظيفة، ارتسمت الابتسامات على وجوه لاعبي الفريق ومديرهم الفني أوناي إيمري.

لكن بالنسبة إلى هارفي إليوت، فقد كانت هذه أمسية صعبة أخرى؛ إذ تم استبعاده من قائمة المباراة للمرة الثالثة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز (رغم أنه لم يكن مسموحاً له بمواجهة ناديه الأصلي، ليفربول)، وكانت آخر مباراة للاعب البالغ من العمر 22 عاماً مع أستون فيلا في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) بديلاً في الدقيقة 86 ضد فينورد.

وكان آخر ظهور له في الدوري في سبتمبر (أيلول)، عندما شارك مع بداية الشوط الثاني ضد ناديه السابق فولهام.

ويشير إيمري إلى مستوى اللاعبين الذين يتنافس معهم إليوت على مكان في صفوف الفريق، بما في ذلك إيمي بوينديا وروس باركلي، واللذين سجل كل منهما في مرمى بورنموث.

ثم هناك مورغان روجرز، الذي تطور ليصبح أحد اللاعبين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم في تشكيلة إيمري.

ويتعين على إليوت، المنضم لأستون فيلا في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، أن يلعب 10 مباريات على الأقل لكي يتم تفعيل بند انتقاله بصفة دائمة من ليفربول مقابل 35 مليون جنيه إسترليني، لكن بعد المشاركة في سبع مباريات فقط وخوض 98 دقيقة في الدوري الإنجليزي الممتاز، فربما لا يشارك مع أستون فيلا مرة أخرى! (أستون فيلا 4-0 بورنموث).

كانفوت يعوِّض غويهي بطريقة مميزة

رفض كريستال بالاس بيع مارك غويهي إلى ليفربول خلال الصيف الماضي بسبب شعور أوليفر غلاسنر بالقلق من أن بديله جايدي كانفوت، البالغ من العمر 19 عاماً، لم يكن يتمتع بالخبرة الكافية للتعامل مع متطلبات اللعب في أربع مسابقات هذا الموسم.

وقد تعززت تلك الشكوك عندما تسبب كانفوت، المنضم لكريستال بالاس من تولوز مقابل 23 مليون جنيه إسترليني، في هدف في مرمى فريقه أمام آيك لارنكا القبرصي في دوري المؤتمر الأوروبي في أول مشاركة له أساسياً.

وفي المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مع برايتون، تألق لاعب منتخب فرنسا تحت 21 عاماً، ونجح ببراعة في تعويض غياب غويهي المصاب، ولم يرتكب أي خطأ.

وكما قال غلاسنر، فإن كانفوت يمتلك «كل ما يحتاج إليه قلب الدفاع، فهو سريع وطويل القامة». كما توقع غلاسنر أن يقدم كانفوت مستويات أفضل في المستقبل مع اكتسابه مزيداً من الثقة والوقت. (كريستال بالاس 0-0 برايتون).

برنتفورد يواصل تطوير خط هجومه بنجاح

هناك قدر كبير من الإعجاب بقدرة برنتفورد على التعاقد مع مهاجمين مميزين. لقد كان إيفان توني في البداية هو النجم الأول للخط الأمامي، وكان مؤثراً للغاية لدرجة أنه شق طريقه نحو الانضمام لمنتخب إنجلترا قبل أن ينتقل إلى السعودية.

وبعد ذلك، تولى يوان ويسا وبريان مبيومو مسؤولية قيادة الخط الأمامي، وسجلا عديداً من الأهداف، ثم رحلا في صفقات ضخمة هذا الصيف. فكيف سيتأقلم الفريق من دون هذا الثنائي الهجومي الخطير؟

جاء الدور على إيغور تياغو -الذي رفع رصيده من الأهداف في الدوري هذا الموسم إلى ثمانية أهداف بعد هدفيه في مرمى نيوكاسل، ليحل في المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري بعد المهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند- ليقود خط هجوم الفريق ببراعة.

وبعد موسم أول في إنجلترا عانى فيه من الإصابات، بدأ تياغو هذا الموسم بقوة، ويتحمل الآن مسؤولية تسجيل الأهداف في الفريق.

وقال كيث أندروز، المدير الفني لبرنتفورد: «إنه يقدم مستويات رائعة ويلعب بثقة عالية، ويمتلك شخصية رائعة. إنه يعشق الحياة، ويعشق كرة القدم. وأتمنى أن يواصل تقديم هذه المستويات الرائعة لفترة طويلة». (برنتفورد 3-1 نيوكاسل).

نوتنغهام يجب أن يستفيد أكثر من إيغور جيسوس

من الواضح أن إيغور جيسوس لاعب ممتاز، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان سينجح في تقديم مستويات جيدة في مركز رأس الحربة في الدوري الإنجليزي أم لا.

لقد أشركه شون دايك لمدة ساعة أمام ليدز يونايتد، لكن اللاعب البرازيلي لم يتمكن من تقديم المهام الهجومية التي طلبها منه المدير الفني.

إنه يبذل قصارى جهده في الضغط العالي على المنافسين، لكنه يُعطي انطباعاً بأنه يجيد اللعب أكثر في عمق الملعب وليس كرأس حربة.

عندما انضم جيسوس إلى نوتنغهام فورست قادماً من بوتافوغو، كان يُنظر إليه على أنه مهاجم وهمي، لكن لم يفكر أي من المديرين الفنيين الثلاثة الذين لعب تحت قيادتهم مع نوتنغهام فورست خلال أربعة أشهر في إنجلترا، في إشراكه إلى جانب مهاجم آخر.

ومع إصابة كريس وود، حصل إيغور جيسوس على وقت أكبر للعب والتأقلم مع الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه لم يسجل أي هدف في الدوري حتى الآن. (نوتنغهام فورست 3-1 ليدز يونايتد).

لاعب خط وسط أستون فيلا روس باركلي وهدف فريقه الثالث في شباك بورنموث (رويترز)

سيسكو يبدو غريباً في هجوم مانشستر يونايتد

تكمن ميزة إنفاق 200 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع ثلاثة مهاجمين جدد في الصيف في أنها -على الرغم من أن ذلك يعني أن بعض مراكز الفريق لا تزال بحاجة إلى تدعيم كبير- تجعل من الصعب تحديد ما إذا كان أحد هؤلاء الثلاثة الجدد يعاني أم لا!

وبينما يبدو برايان مبيومو مرتاحاً بشكل متزايد في مانشستر يونايتد -حيث كان هدفه الأول في مرمى توتنهام هو الرابع له في أربع مباريات بالدوري- فإن بنيامين سيسكو لم يستقر بعد.

سجل المهاجم السلوفيني في مرمى برنتفورد وسندرلاند هذا الموسم، لكنه لا يبدو متأقلماً بشكل طبيعي ضمن هذا الثلاثي الهجومي لمانشستر يونايتد.

أهدر المهاجم السلوفيني، الذي يبلغ طوله 1.95 متر، أكثر من فرصة سهلة أمام توتنهام، ففي وقت متأخر من المباراة وبينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لكل فريق، حصل سيسكو على تمريرة بينية رائعة لكنه تعثر وارتطم بالمدافع ميكي فان دي فين وخرج من الملعب بسبب إصابة في الركبة.

ربما لا يستغل مانشستر يونايتد قدرات ونقاط قوة المهاجم السلوفيني كما ينبغي، لكنه يبدو بعيداً جداً عن مستوى مبيومو وماتيوس كونيا. (توتنهام 2-2 مانشستر يونايتد).

اللاعبان الكبيران يشعلان حماس وست هام

تم تقديم قميصين خاصين لكل من توماس سوتشيك وجارود بوين بمناسبة مشاركتهما رقم 250 مع وست هام. انتقل اللاعبان إلى وستهام في نفس الوقت في يناير (كانون الثاني) 2020، وتألقا في مسيرة النادي الرائعة في دوري المؤتمر الأوروبي عام 2023.

وقدم اللاعبان الكثير للفريق بمنتهى الإخلاص وإنكار الذات. وتولى بوين، الذي يحمل شارة القيادة، دور المهاجم الذي يحمل العبء الهجومي للفريق في الأوقات الصعبة، في حين لم يُبدِ سوتشيك أي اعتراض على مشاركة اللاعب الشاب فريدي بوتس بدلاً منه في خط الوسط.

وقال اللاعب التشيكي الدولي: «أشعر بالسعادة من أجله، وآمل أن يواصل عروضه المميزة. وعلى الرغم من رغبتي في الوجود داخل الملعب قدر الإمكان لمساعدة الفريق بأي شكل من الأشكال، فإنني سعيد لأنني ما زلت جزءاً لا يتجزأ من هذا الفريق».

وأمام بيرنلي، لم يقدم بوين أفضل مستوياته، لكنَّ سوتشيك دخل بديلاً ليحسم المباراة لصالح فريقه، حيث أحرز هدفاً وصنع الهدف الحاسم الذي سجله كايل ووكر بيترز في اللحظات الأخيرة. (وست هام 3-2 بيرنلي).

مانشستر يونايتد يعود بنقطة ثمينة من أرض توتنهام عبر رأسية دي ليخت (4) (رويترز)

سندرلاند يسد الفجوة بين دوري الدرجة الأولى والدوري الإنجليزي الممتاز

حقق سندرلاند أفضل بداية في الدوري الإنجليزي الممتاز لفريق صاعد منذ هال سيتي قبل 17 عاماً.

ويعني التعادل مع آرسنال بهدفين لكل فريق أن سندرلاند حصد 19 نقطة من أول 11 مباراة له بعد عودته للدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب دام ثماني سنوات.

يحتل سندرلاند المركز الرابع في جدول الترتيب بعد انتزاعه نقطة ثمينة من المتصدر آرسنال، ويبدو الهبوط لدوري الدرجة الأولى احتمالاً بعيداً، لكن يتعين على الفريق أن يأخذ العبرة مما حدث لهال سيتي في موسم 2008-2009، فعلى الرغم من أن هال سيتي حصد 20 نقطة من أول 11 مباراة، فإنه بقي في الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق نقطة واحدة فقط عن المراكز الثلاثة الأخيرة المؤدية للهبوط.

كان شعار سندرلاند في ملحق الصعود الموسم الماضي هو «حتى النهاية»، وقد تجلَّت هذه الروح القتالية مجدداً في ملعب النور أمام آرسنال.

وقال المدير الفني لسندرلاند، ريجيس لو بري، بعد أداء قوي آخر لفريقه: «هنا في سندرلاند، لدينا عديد من اللاعبين الذين يقاتلون من أجل الحفاظ على نظافة شباكهم أو منع أي تسديدة على مرماهم». (سندرلاند 2-2 آرسنال).

فيرنانديز يشعر بألم نتيجة الموسم الطويل

يبدو أن إنزو فرنانديز من بين اللاعبين الذين يعانون من الإرهاق نتيجة المشاركة في كأس العالم للأندية. يُعاني لاعب خط وسط تشيلسي، الذي لعب دوراً رئيسياً في فوز «البلوز» بكأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الصيف الماضي، من ألمٍ شديد.

قدم فرنانديز أداء مُتميزاً خلال فوز فريقه على وولفرهامبتون، لكن النجم الأرجنتيني يحتاج إلى الحصول على قسط من الراحة ولن يشارك مع منتخب بلاده ضد أنغولا هذا الأسبوع.

وقال فرنانديز: «لن أكون متاحاً مع منتخب الأرجنتين. كنتُ أتحدث للتو مع الفريق الطبي لأنني عانيتُ من مشكلة في ركبتي خلال الأشهر الأربعة الماضية». (تشيلسي 3-0 وولفرهامبتون).

بروبي وفرحة منح سندرلاند التعادل مع أرسنال (رويترز)

ثنائي إيفرتون يُعزز مكانته في منتخب إنجلترا

دافع ديفيد مويز عن انضمام لاعب فريقه جيمس غارنر إلى قائمة منتخب إنجلترا بعد فوز إيفرتون المُريح على فولهام بهدفين دون رد.

وأشار المدير الفني لإيفرتون إلى استدعاء المدير الفني لإنجلترا، توماس توخيل، للاعب بورنموث أليكس سكوت، لخوض تصفيات كأس العالم المقبلة، قائلاً: «بالنسبة إلى أداء جيمس، فهو لا يختلف عن أداء سكوت كثيراً».

وبعد انتقاله للعب في مركز الظهير لتحسين إرسال الكرات العرضية من الجهة اليمنى لإيفرتون، قدّم غارنر أداءً رائعاً.

ومع ذلك، كان اللاعب الأبرز في إيفرتون هو كيرنان ديوسبري هول، البالغ من العمر 27 عاماً، والذي أعلن مؤخراً رغبته في الانضمام إلى منتخب إنجلترا بدلاً من آيرلندا، والذي قدم أفضل أداء له مع إيفرتون منذ انتقاله للفريق قادماً من تشيلسي في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. (إيفرتون 2-0 فولهام).

* خدمة «الغارديان»


فضيحة تضرب استعدادات النرويج لجولة الحسم في تصفيات المونديال

آرون دونن وأندرياس شيلدروب من المنتخب النرويجي لكرة القدم خلال حصة تدريبية (رويترز)
آرون دونن وأندرياس شيلدروب من المنتخب النرويجي لكرة القدم خلال حصة تدريبية (رويترز)
TT

فضيحة تضرب استعدادات النرويج لجولة الحسم في تصفيات المونديال

آرون دونن وأندرياس شيلدروب من المنتخب النرويجي لكرة القدم خلال حصة تدريبية (رويترز)
آرون دونن وأندرياس شيلدروب من المنتخب النرويجي لكرة القدم خلال حصة تدريبية (رويترز)

تعرضت تحضيرات المنتخب النرويجي لأهم أسبوع كروي في تاريخه الحديث لهزّة قوية، بعد اعتراف أحد أبرز لاعبيه، أندرياس شيلدروب، بارتكاب «جريمة إلكترونية» خلال فترة مراهقته.

وجاءت القضية قبل أيام من المواجهتين الحاسمتين في تصفيات كأس العالم 2026، ما أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط الرياضية في أوسلو.

شيلدروب، جناح بنفيكا البرتغالي، البالغ من العمر 21 عاماً، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أنه «يشعر بالخجل» ومستعد لتحمل العواقب بعدما شارك، عن غير قصد بحسب قوله، مقطع فيديو غير قانوني قبل عامين حين كان لاعباً في نادي نوردشيلاند الدنماركي.

وأوضحت تقارير صحافية في كوبنهاغن أن أحد اللاعبين وُجهت إليه تهم تتعلق بمشاركة مواد غير لائقة لأشخاص دون الثامنة عشرة، قبل أن يتضح أن المقصود هو الدولي النرويجي الشاب.

ورغم الفضيحة، استُدعي شيلدروب إلى معسكر المنتخب الذي يقوده المدرب ستالي سولباكن استعداداً لمباراتي إستونيا وإيطاليا، حيث يسعى الفريق لحسم تأهله إلى المونديال للمرة الأولى منذ عام 1998.

وتتصدر النرويج مجموعتها الأوروبية بفارق 3 نقاط أمام إيطاليا، ما يجعل الفوز على إستونيا، الخميس، كافياً تقريباً لضمان بطاقة التأهل، بفضل تفوقها الكبير في فارق الأهداف، قبل اللقاء الختامي الأحد في روما.

رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، ليز كلافينيس، وصفت تصرف اللاعب بأنه «خطأ جسيم يستوجب المساءلة القانونية»، مؤكدة أن الاتحاد تواصل مع محاميه لمتابعة القضية، التي ستُعرض أمام القضاء الدنماركي الأربعاء المقبل.

من جانبه، قال المدرب سولباكن إن «ما قام به شيلدروب لا يمكن تبريره»، لكنه أشار إلى أن اللاعب «يتعاون مع السلطات منذ اليوم الأول».

وفي بيان اعتذاري، نشره على «إنستغرام»، أوضح شيلدروب أنه تلقى الفيديو المثير للجدل وأرسله إلى صديق «من دون تفكير»، مؤكداً أنه لم يشاهد سوى ثوانٍ قليلة قبل أن يدرك خطأه ويحذف المقطع فوراً.

وأضاف: «لم أكن أعلم أن مجرد إرساله يُعد فعلاً غير قانوني، ولم تكن لديّ أي نية لإيذاء أحد».

كما قدّم اعتذاره إلى جميع المتضررين، وإلى زملائه في المنتخب الذين وصفهم بأنهم «لا يستحقون هذا التشويش في أسبوع مصيري».

قضية شيلدروب جاءت في توقيت حساس جداً، إذ يعيش المنتخب النرويجي حالة من التفاؤل بفضل تألق نجمه الأول إرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي يقود جيلاً جديداً يسعى لكتابة تاريخ جديد لبلاده في كأس العالم المقررة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا عام 2026.

اللاعب الشاب كان قد شارك لأول مرة مع المنتخب في يونيو (حزيران) الماضي ضد كوسوفو، وقدّم مستويات مميزة في دوري أبطال أوروبا مع بنفيكا، تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو، ما جعله أحد المواهب الواعدة في الكرة الاسكندنافية.

لكن اعترافه الأخير، حتى إن جاء بنبرة ندم، ألقى بظلال ثقيلة على أجواء المنتخب، وأثار نقاشاً أخلاقياً حول مسؤولية الرياضيين الشباب وسلوكهم خارج الملعب.

ورغم الجدل، يؤكد الاتحاد النرويجي أن تركيزه الأساسي يبقى على «تحقيق حلم التأهل»، وأن القضايا الشخصية «لن تصرف الأنظار عن المهمة الوطنية».

وبينما تستعد أوسلو لاستقبال إستونيا في مباراة قد تصنع التاريخ، تأمل الجماهير ألا تتحول الفضيحة الفردية إلى عقبة أمام لحظة طال انتظارها منذ ربع قرن.


توخيل: أريد منتخب إنجلترا أشبه بـ«رابطة أخوية» يتمنى الجميع الانضمام إليها

المدير الفني لمنتخب إنجلترا توماس توخيل خلال حصة تدريبية (رويترز)
المدير الفني لمنتخب إنجلترا توماس توخيل خلال حصة تدريبية (رويترز)
TT

توخيل: أريد منتخب إنجلترا أشبه بـ«رابطة أخوية» يتمنى الجميع الانضمام إليها

المدير الفني لمنتخب إنجلترا توماس توخيل خلال حصة تدريبية (رويترز)
المدير الفني لمنتخب إنجلترا توماس توخيل خلال حصة تدريبية (رويترز)

أكّد الألماني توماس توخيل، المدير الفني لمنتخب إنجلترا، أن ارتداء قميص المنتخب يجب أن يكون «شرفاً لا يُقاس»، مشدداً على أنه يسعى لبناء مجموعة متماسكة تشبه «رابطة أخوية» تجمع اللاعبين بروح واحدة، وتجعلهم يتطلعون دائماً إلى الانضمام للمنتخب والدفاع عن ألوانه.

ويواصل المنتخب الإنجليزي استعداداته لنهائيات كأس العالم المقبلة بعدما حسم تأهله قبل جولتين من نهاية التصفيات، بصفته وصيفاً لآخر نسختين من بطولة أوروبا. ومن المقرر أن يخوض المنتخب مباراتين أمام صربيا غداً (الخميس) في لندن، ثم أمام ألبانيا الأسبوع المقبل.

تصريحات توخيل جاءت بعد عام من الجدل الذي أثاره المهاجم هاري كين، حين أشار إلى أن بعض اللاعبين فقدوا حماسهم لتمثيل المنتخب الوطني بسبب تكرار الانسحابات والإصابات المصطنعة.

وقال توخيل إن هدفه هو «بناء طاقة إيجابية وروح فريق قوية تجعل الجميع يرغب في أن يكون جزءاً من هذا الكيان». وأضاف أن الانضمام للمنتخب يجب أن يرتكز على الالتزام والمنافسة، موضحاً أن «من ينسحب في الوقت الخطأ أو يتراجع عن القتال من أجل مكانه قد يفقد فرصته، لأن هناك من سيأخذ قميصه».

وأوضح المدرب الألماني أن الأمر لا يتعلق بالعقوبة بقدر ما هو دافع للمسؤولية والانتماء، مشيراً إلى أن الأجواء داخل المعسكر أصبحت أكثر حماسة ورغبة في اللعب. وأضاف: «الجميع يريد أن يكون حاضراً، الجميع يشعر بالفخر عندما يمثل إنجلترا، لأنه قمة ما يمكن أن يبلغه لاعب كرة القدم».

ويرى توخيل أن الوصول إلى هذا الإحساس الجماعي يمثل الخطوة الأخيرة نحو بناء منتخب قادر على المنافسة في البطولات الكبرى، مؤكداً أن الفريق يسير «في الاتجاه الصحيح» بفضل التزام اللاعبين واستجابتهم.

وأكد المدرب أن الجهاز الفني لا يقبل أي تراخٍ، حتى بعد ضمان التأهل، مشيراً إلى أن اللاعبين يدركون أهمية الحفاظ على الزخم والجاهزية: «لا أحد يعتبر هذه الفترة مناسبة للراحة، لأننا تأهلنا بالفعل. نريد طاقة متجددة في كل معسكر، وهذا ما يميزنا حالياً».

ويأمل توخيل أن ينعكس هذا الانسجام داخل وخارج الملعب في أداء المنتخب خلال كأس العالم، معتبراً أن بناء ثقافة جماعية قوية هو المفتاح لإعادة إنجلترا إلى منصات التتويج التي غابت عنها منذ عقود.