تنطلق منافسات دوري الدرجة الأولى الأسترالي لكرة القدم غداً الجمعة في أعقاب فترة مضطربة قبل انطلاق الموسم بعد تقليص الأندية المشاركة إلى 12 فريقاً بمغادرة وسترن يونايتد المثقل بالديون.
واكتشف المشجعون معنى جديداً لكلمة «الإيقاف المؤقت لحين تصحيح الأوضاع» الشهر الماضي بعد استبعاد وسترن يونايتد ليمثل فريقان مدينة ملبورن في الدوري.
أما مصير بطل نسخة عام 2022 وعودته إلى المسابقة فقد تأجلت مؤقتاً، بينما يسعى المنظمون لتحويل الأنظار بعيداً عن الحديث عن خفض التكاليف والأزمات المالية التي طغت على فترة ما قبل انطلاق الموسم.
وفي ظل استحواذ كرة القدم الاحترافية على جزء صغير من سوق الرياضة المزدحمة في أستراليا، فإن عدداً قليلاً من فرق الدوري المحلي تتمتع بوفرة مالية.
وازدادت الأوضاع المالية صعوبة في الموسم الماضي، بعدما خفضت الجهات المنظمة مخصصات الدعم السنوية للأندية، لتجد إداراتها نفسها مطالبة بتحقيق المزيد بإمكانيات أقل.
وفي ظل وجود سقف منخفض للرواتب، تفتقر الأندية للقدرة المالية اللازمة لجذب أفضل المواهب في العالم، لكن بعض الفرق أظهرت قدرة أكبر من غيرها على تحقيق النجاح خلال الظروف الاقتصادية الصعبة.
ولم تكن هناك مفاجآت تذكر عندما توج ملبورن سيتي، المملوك لنفس المجموعة المالكة لمانشستر سيتي، بلقبه الثاني في الموسم الماضي بعد تغلبه على غريمه التقليدي ملبورن فيكتوري 1-صفر في المباراة النهائية للموسم، في نهائي جمع بين عملاقي الكرة الأسترالية.
ولكن حتى دعم الملياردير المالك للنادي لم يكن كافياً لمساعدة فريق أوكلاند على تكليل موسمه الأول المذهل بلقب البطولة.
وكان فريق المدرب ستيف كوريكا في طريقه لبلوغ النهائي بعد فوزه على ملبورن فيكتوري 1-صفر خارج أرضه في ذهاب الدور قبل النهائي، لكنه خسر 2-صفر في مباراة الإياب على أرضه.
وبعد أن قضى أوكلاند فترة ما قبل الموسم مستاء من ضياع فرصته في التتويج، سيسعى الفريق للثأر عندما يحل ضيفاً على ملبورن فيكتوري بعد غد السبت.
أما فيكتوري فيأمل أن يتمكن لاعبه الجديد خوان ماتا، الفائز بكأس العالم مع منتخب إسبانيا، من مساعدته في تجاوز عقبة النهائي بعد خسارته في نهائيين متتاليين.
وفي المقابل، من المرجح أن تستمر الفرق الصغيرة في تناقضها المعتاد في الدوري بتأرجحها بين التألق والمعاناة.
وتحول فريق سنترال كوست مارينرز من كونه حاملاً للقب مرتين إلى الفشل في التأهل إلى الأدوار الإقصائية في الموسم الماضي، ومع الرحيل المفاجئ للمدرب مارك جاكسون عشية انطلاق الموسم، يواجه الفريق تحديات صعبة لتجنب إنهاء الموسم في المركز الأخير.
ويأمل فريق ماكارثر المنتمي إلى مدينة سيدني أن يتمكن الدولي الكوري الجنوبي جي-دونج-وون ومجموعة من الصفقات الجديدة في قيادة الفريق إلى الأدوار الإقصائية، والتخلص من تبعات فضيحة التلاعب بالنتائج التي طالت عدداً من لاعبيه هذا العام، وتسببت في مثولهم أمام المحكمة.
ورغم أن القيود المالية جعلت أندية الدوري تفتقر إلى وجود اللاعبين البارزين، فإنها أتاحت فرصة أكبر للمواهب الشابة المحلية.
واستغل عدد من اللاعبين فرصهم الموسم الماضي للحصول على عقود احترافية في أوروبا.
واتخذت كرة القدم الأسترالية خطوة صغيرة ولكنها مهمة نحو مستقبل أكثر إشراقاً بإطلاق دوري الدرجة الثانية الأسبوع الماضي، مما منح بعض أقدم وأنجح الأندية في البلاد منصة للظهور بعد عقود من التهميش.
وستقام مباريات دوري الدرجة الثانية بالتزامن مع أول ثلاثة أشهر من دوري الأضواء، مما يضيف حماساً للكرة المحلية التي تتطلع لتسليط الضوء عليها.
