يقرّ المنظمون اليابانيون بأن الوعي «يجب أن يكون أعلى» بمناسبة تبقي عام واحد على انطلاق «دورة الألعاب الآسيوية» في آيتشي ناغويا، متعهدين بزيادة الزخم.
وكانت النسخة المؤجلة بسبب الجائحة في هانغجو الصينية عام 2023 استقطبت نحو 12 ألف رياضي، في أكبر دورة آسيوية بالتاريخ، حتى إنها ضمّت عدداً من المشاركين يفوق الألعاب الأولمبية.
ويأمل المنظمون في اليابان أن تترك نسخة العام المقبل، حيث سيقيم الرياضيون على متن سفينة سياحية تُعرف بـ«القرية العائمة» وفي حاويات شحن معدّلة، أثراً مشابهاً.
وقال كازوهيرو ياغي، نائب الأمين العام للجنة المنظمة لـ«دورة آيتشي ناغويا»، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الحماس لا يزال خافتاً، لكنه على ثقة بأنه سيزيد خلال العام المقبل.
وأضاف: «يجب أن يكون الوعي العام أعلى. يرجع ذلك جزئياً إلى أن (الدورة) لا تزال على بُعد عام، وإلى أن أحداثاً رياضية دولية مثل (أولمبياد ميلانو - كورتينا الشتوي) و(كأس العالم لكرة القدم) سيقامان قبلها».
وتابع: «لكننا لن ننتظر هذه الأحداث حتى تنتهي. سنتحرك استباقياً لنشر رسالتنا».
ومن المتوقع مشاركة نحو 15 ألف رياضي ومسؤول في الدورة التي تستضيفها مدينة ناغويا ومنطقة آيتشي الأوسع من 19 سبتمبر (أيلول) حتى 4 أكتوبر (تشرين الأول) 2026.
وفي إطار خفض التكاليف، يخطط المنظمون لإسكان بعض المشاركين على متن باخرة فاخرة، وآخرين في مساكن مؤقتة مصنوعة من حاويات شحن تقع على بُعد رحلة قصيرة بالحافلة.
ويطلق المنظمون السبت العدّ التنازلي للدورة عبر فعاليات تشمل عروضاً في رياضتَي «بي إم إكس» وكرة السلة «3 ضد 3».
وتتوزع مواقع المنافسات على نطاق واسع، حيث ستقام مسابقات السباحة في طوكيو على بُعد نحو 350 كيلومتراً من ناغويا.
وسيكون «ميزوهو بارك» الملعب الرئيسي للدورة في ناغويا، المقرر افتتاحه في مارس (آذار) 2026 بسعة 30 ألف متفرج.
وقال ياغي إن الاستعدادات «تسير بسلاسة»، مضيفاً: «سنواصل تسريع التحضيرات في جميع المجالات لتقديم أفضل منصة لنجوم القارة كي يبلغوا قمة الأداء».
تتميز «الألعاب الآسيوية» بمزيج متنوع من الرياضات، حيث تجمع رياضة مثل «سيباك تاكراو» والـ«كابادي» مع الألعاب الأولمبية التقليدية مثل ألعاب القوى والسباحة.
وستسجل «الفنون القتالية المختلطة (إم إم إيه)» ظهورها الأول في «آيتشي ناغويا»، في محاولة لجذب جيل أصغر من المشجعين.
كما ستشهد الدورة إدراج رياضة ركوب الأمواج لأول مرة، في حين جرى حذف ألعاب الطاولة مثل البريدج والشطرنج.
وستعود الرياضات الإلكترونية بعد نجاحها الكبير في هانغجو، حيث امتلأت القاعة المستقبلية، التي تحتضن 4500 مقعد، بالجماهير لمتابعة نجوم مثل الكوري الجنوبي لي «فايكر» سانغ هيوك.
وستستمر لعبة الكريكيت، مع بناء ملعب دائم لها لترك إرث للعبة في اليابان المولعة بالبيسبول.
وكانت الصين تصدرت جدول الميداليات في هانغجو، محققة أكثر من ضعف حصيلة اليابان صاحبة المركز الثاني، ونحو 4 أضعاف الذهب.
وحقق كثير من الأبطال في هانغجو ذهب «أولمبياد باريس» العام الماضي، بينهم الصينية جينغ تشينوين (كرة المضرب) وبان جانلي (سباحة).
كما يُتوقع أن تكون السبّاحة الصينية، يو زيدي (12 عاماً)، إحدى النجمات الصاعدات في «آيتشي ناغويا»، بعد أن أصبحت أصغر رياضية تُحرز ميدالية في تاريخ بطولات العالم خلال يوليو (تموز) الماضي.
وحلت يو أيضاً رابعة في 3 مسابقات فردية بسنغافورة، وستسعى لاستغلال «الألعاب الآسيوية» في خطوة مهمة على طريق «أولمبياد لوس أنجليس 2028».
ويأمل منظمو «الألعاب الآسيوية» أن يُقبل اليابانيون بكثافة على شراء تذاكر «آيتشي ناغويا»، وذلك بعد أن حُرم الجمهور بشكل كبير من حضور «أولمبياد طوكيو» المؤجل بسبب الجائحة في 2021.
ومع استضافة طوكيو حالياً «بطولة العالم لألعاب القوى»، يعتقد ياغي أن ذلك سيزيد شهية الجماهير لمزيد من الأحداث الحية. وقال إن «الاهتمام العالمي الذي تحظى به البطولة سيمنحنا فرصة لعرض الثقافة الرياضية لليابان وبناء الترقب لـ(دورة الألعاب الآسيوية)».

