سجَّل دوري أبطال أوروبا هذا الموسم سابقةً تاريخيةً بغياب أي مدرب فرنسي عن مقاعد التدريب، وهو أمر لم يحدث منذ النسخة الأولى من البطولة عام 1992 - 1993.
فبعد أن كان كل موسم منذ ذلك التاريخ يشهد حضوراً لمدرب واحد على الأقل، ويصل العدد أحياناً إلى 5 في موسم واحد، ينطلق الموسم الجديد 2025 - 2026 دون أي تمثيل تدريبي فرنسي. ووفق صحيفة «ليكيب» الفرنسية، فإن آخر مَن حمل الراية الفرنسية الموسم الماضي كان برونو جينيزيو مع ليل، وإريك روي مع بريست، غير أن الحاضر اليوم مختلف تماماً. الأندية الفرنسية الثلاثة المشارِكة هذا الموسم يقودها مدربون أجانب: الإسباني لويس إنريكي مع باريس سان جيرمان، والإيطالي روبرتو دي زيربي مع مرسيليا، والنمساوي أدي هوتر مع موناكو. هذه الوضعية وضعت حداً لسلسلة امتدت 32 موسماً متواصلة، كان المدربون الفرنسيون خلالها جزءاً ثابتاً من مشهد البطولة القارية. وعلّقت صحف فرنسية على الأمر بالقول: «للمرة الأولى منذ النسخة الأولى من دوري الأبطال، لن يقود أي مدرب فرنسي مباراة في نسخة 2025 - 2026». وأضافت: «فرنسا ستكون ممثلةً بثلاثة أندية فقط، لكن دون بصمة تدريبية محلية، وهو ما يُشكِّل صدمةً بالنظر إلى تاريخ كرة القدم الفرنسية على مستوى المدربين». وتُظهر الأرقام أن المدرب الأبرز فرنسياً في تاريخ البطولة يبقى أرسين فينغر، الذي خاض العدد الأكبر من المباريات في دوري الأبطال خلال مسيرته، معظمها مع آرسنال، إلى جانب 7 مباريات مع موناكو في 1993 - 1994.
ويتفوق فينغر بفارق كبير عن أقرب منافسيه الفرنسيين، وعلى رأسهم زين الدين زيدان الذي صنع أمجاد ريال مدريد، وكلود بويل الذي قاد موناكو وليون وليل، ولوران بلان مع بوردو وباريس سان جيرمان. غياب هذا الجيل من المدربين يفتح باب التساؤلات حول حاضر ومستقبل الكوادر الفنية الفرنسية في المحافل الأوروبية، في وقت يتصاعد فيه حضور المدربين الإسبان والإيطاليين والألمان بشكل لافت داخل البطولة.
