في المرحلة الأولى من الدوري الإنجليزي لكرة القدم يتوجه آرسنال، المنافس الدائم، إلى ملعب «أولد ترافورد» (الأحد) لمواجهة مانشستر يونايتد، في لقاء مرتقب للغاية بين فريقين تم تجديد صفوفهما. وفي محاولة يائسة لكسر دائرة احتلال المركز الثاني، أضاف آرسنال الجودة والعمق من خلال التعاقد مع مارتن زوبيمندي وكريستيان نورغارد لتعزيز خط الوسط، وفيكتور غيوكيريس للمساعدة في حل مشكلة المهاجم التي طال أمدها.
ويظل دفاع آرسنال ضمن فئة الصفوة، وسيتم اختباره في مواجهة الثلاثي الهجومي الجديد لمانشستر يونايتد: بنيامين سيسكو وماتيوس كونيا وبرايان مبومو. وبعد احتلاله المركز الخامس عشر في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب الجديد روبن أموريم، كان يونايتد في وضع إعادة بناء مع توقعات عالية وصبر ينفد بسرعة. ويسعى يونايتد إلى إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى والعودة إلى المنافسات الأوروبية، لكن هذا يعتمد على المستوى الذي يقدمه. والسؤال الأهم هو: هل سيتمكن أموريم من تحفيز فريقه الجديد بسرعة ليصبح قوة تنافسية، أو سيكون هذا موسماً انتقالياً آخر مُحبطاً؟
وستكون الأنظار مسلطة على مواجهة المهاجمين السلوفيني بنيامين سيسكو والسويدي فيكتور غيوكيريس خلال قمة الفريقين المرتقبة. والمفارقة أنه كانت هناك إمكانية أن يلعب كل من المهاجمين مع الفريق المنافس؛ إذ سعى آرسنال للتعاقد مع سيسكو مطلع الصيف ودخل في مفاوضات طويلة وشاقة مع لايبزيغ الألماني، لكن لم يتم الاتفاق على صفقة الانتقال، ليحول تركيزه صوب غيوكيريس الذي وردت أخبار عن احتمال التحاقه بمدربه السابق في سبورتينغ البرتغالي روبن أموريم والانضمام إلى يونايتد.
وافتقد آرسنال الذي حل وصيفاً في المواسم الثلاثة الماضية، وما زال يبحث عن لقبه الأول في الدوري الممتاز منذ 2004، مهاجماً قناصاً في السنوات الأخيرة؛ إذ تعرض البرازيلي غابريال جيزوس لإصابات متكررة، وقام مدربه الإسباني ميكل أرتيتا بإشراك الألماني كاي هافيرتز في مركز قلب الهجوم من دون أن يصيب نجاحاً كبيراً. وقدم غيوكيريس أداء رائعاً في صفوف سبورتينغ في الموسمين الأخيرين، وسجل 97 هدفاً في 102 من المباريات، معظمها بإشراف مدرب يونايتد الحالي أموريم، كما سجل 12 هدفاً في آخر 17 مباراة في صفوف منتخب بلاده.
وحصل آرسنال على خدماته بعقد لمدة 5 سنوات في صفقة بلغت 62.9 مليون يورو (قرابة 73.45 مليون دولار). وقال أرتيتا عن مهاجمه الجديد إنه «لاعب عندما تترك له مساحة في مواجهة واحد ضد واحد، سيدمرك». وسبق لغيوكيريس أن اختبر اللعب في الدوري الممتاز حيث فشل في فرض فاعليته التهديفية مع برايتون، لكنه تألق في دوري المستوى الثاني (تشامبيونشيب)؛ إذ سجل 41 هدفاً في 121 مباراة مع كوفنتري وسوانزي سيتي.
ثلاثي هجومي جديد

في المقابل، منحت إدارة مانشستر يونايتد أموريم الموارد اللازمة لإصلاح هجومه من خلال التعاقد مع سيسكو والكاميروني برايان مبومو والبرازيلي ماتيوس كونيا، بتكلفة إجمالية تجاوزت 200 مليون جنيه إسترليني (290 مليون دولار)، بعد أن اكتفى الفريق بتسجيل 44 هدفاً فقط في 38 مباراة الموسم الماضي. وسجل سيسكو الفارع الطول (1.95 متر) خلال عامين بقميص لايبزيغ 39 هدفاً في 87 مباراة في مختلف المسابقات، منها 13 هدفاً مع 5 تمريرات حاسمة في «البوندسليغا» الموسم الماضي. وعلى الصعيد الدولي، سجل لبلاده 16 هدفاً في 41 مباراة. وحصل يونايتد على خدماته بعد منافسة شرسة مع جاره نيوكاسل قبل أن يحسم الأمر لصالحه بصفقة مقدرة بـ99 مليون دولار. وأشاد به مدير كرة القدم في يونايتد جيسون ويلكوكس بقوله: «يمتلك بنيامين قدرة نادرة بين الإيقاع السريع والهيمنة الجسدية على المدافعين، ليشكل أحد أبرز المواهب الاستثنائية الصاعدة في كرة القدم». وأضاف: «تابعنا مسيرة بنيامين عن قرب، وخلصت كل تحاليل البيانات إلى أنه يملك المتطلبات والشخصية للتألق مع مانشستر يونايتد».
وشهد يونايتد أسوأ نتيجة له منذ هبوطه عام 1974 خلال موسمه الأول مع أموريم؛ إذ احتل «الشياطين الحمر» المركز الخامس عشر في الدوري الممتاز، وفشلوا في التأهل إلى إحدى المسابقات الأوروبية بعد خسارتهم نهائي الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) أمام توتنهام. ويحتاج كلا الناديين بشدة إلى بداية قوية، وستكون المعركة بين المهاجمين الجديدين حاسمة على الأرجح في تحديد النتيجة.
