قبل أشهر قليلة، كان مستقبل المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا مع تشيلسي على المحك. أسلوب لعبه الحذر كان يثير استياء الجماهير، والفريق كان مهدداً بالغياب عن دوري أبطال أوروبا. لكن النهاية جاءت مغايرة تماماً للتوقعات.
اختتم «البلوز» موسم 2024-2025 بقوة، حيث فازوا في خمس من آخر ست مباريات لينتزعوا المركز الرابع في الدوري، قبل أن يضيفوا لقب دوري المؤتمر الأوروبي إلى خزائنهم. ولم يتوقف الزخم عند ذلك، بل توجهوا إلى الولايات المتحدة وحققوا إنجازاً تاريخياً بالفوز بكأس العالم للأندية بنظامها الجديد، بعد سحق بطل دوري الأبطال باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة في النهائي. فجأة، أصبح سقف الطموحات مفتوحاً على مصراعيه أمام أبناء ستامفورد بريدج.
وبحسب شبكة «The Athletic»، فقد حصد تشيلسي جائزة مالية ضخمة بلغت نحو 97 مليون جنيه إسترليني من تتويجهم بكأس العالم للأندية، واستغلوا هذا المبلغ في دعم صفوفهم بثماني صفقات، جميعها تحمل بصمة الشباب والطموح.
أكبرهم سناً كان البرازيلي جواو بيدرو (23 عاماً) القادم من برايتون مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، والذي سجل ثلاثة أهداف حاسمة في المونديال (هدفان في نصف النهائي وواحد في النهائي). كما ضموا المهاجم ليام ديلاپ من إيبسويتش مقابل 30 مليون، والجناح جيمي غيتنز من بوروسيا دورتموند مقابل 53 مليون، والموهبة البرازيلية الصاعدة إستيفاو (18 عاماً) المتوقع له مستقبل باهر.
وفي الدفاع، عززوا الصفوف بالمدافع الهولندي الشاب جوريل هاتو (19 عاماً) لمواجهة أزمة إصابات ويسلي فوفانا، إلى جانب ضم لاعب الوسط البرتغالي داريو إيسوغو من سبورتينغ لشبونة مقابل 18.5 مليون. كما تعاقدوا مع الموهبة الإكوادورية كيندري بايز (18 عاماً) من إندبنديينتي ديل فاي، والفرنسي مامادو سار من ستراسبورغ (المعار حالياً لفريقه السابق).
منذ استحواذ المالك الأميركي تود بويلي على النادي في 2022 خلفاً لرومان أبراموفيتش، تعاقب ستة مدربين على مقعد القيادة الفنية. لكن مع ماريسكا، يبدو أن الاستقرار بدأ يعود. الإيطالي، الذي يعتبر من تلامذة بيب غوارديولا، فرض أسلوباً يعتمد على التمريرات القصيرة المعقدة، مدعوماً بحصد الألقاب.
تشيلسي الآن في وضع غير معتاد... لديهم خطة طويلة الأمد، وهو ما تعكسه عقود الصفقات الجديدة التي تمتد بين 7 و8 سنوات. الموسم الماضي لم يكن مطلوباً من ماريسكا ضمان التأهل لدوري الأبطال، لكنه فعلها، وأضفى عليها لقبين، ما رفع سقف التطلعات.
الحد الأدنى المتوقع الآن هو حجز مقعد في المربع الذهبي (أو الخماسي إذا كان مؤهلاً للأبطال)، مع التتويج بكأس محلية مثل كأس الرابطة أو كأس الاتحاد. المنافسة على الدوري أو دوري الأبطال قد تكون طموحاً مبالغاً فيه حالياً، لكن الفريق بات يملك المقومات للذهاب بعيداً.
الموسم الماضي خسر الفريق نقاطاً ثمينة أمام أندية القاع، أبرزها الحصول على نقطة واحدة فقط من مباراتي إيبسويتش الهابط، والخسارة على ملعبه أمام فولهام. تحسين الأداء على أرضه سيكون مفتاح النجاح، بعدما فقد الفريق نقاطاً في 8 مباريات بملعب ستامفورد بريدج.
بعد فترة راحة استمرت ثلاثة أسابيع منذ التتويج العالمي، يبدأ تشيلسي مشواره في الدوري بمواجهة كريستال بالاس على أرضه يوم 17 أغسطس (آب)، قبل زيارة وست هام في 22 من الشهر نفسه، ثم استقبال فولهام في 30 منه. وبعد التوقف الدولي، يواجه برينتفورد في 13 سبتمبر (أيلول)، تليها قمة أمام مانشستر يونايتد خارج الأرض في 20 سبتمبر، ثم موقعة أمام ليفربول على أرضه في 4 أكتوبر (تشرين الأول).










