أسدلت نجمة منتخب جنوب أفريقيا جيرماين سيوبوسينوي الستار على مسيرتها الدولية بعد خسارة بلادها أمام غانا 3 - 4 بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث لكأس أمم أفريقيا للسيدات في المغرب.
وأنهت اللاعبة رقم «12» مسيرتها في صمت، من دون ضجة، ولكن بكثير من الكرامة والمشاعر الطاغية، التي لم تظهر بوضوح إلا في «لحظات الوداع التي لا يعرف وقعها إلا من مر بها».
ونقل الموقع الرسمي لـ«الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)» عن سيوبوسينوي قولها: «أشعر بالارتياح... لا أدري إن كانت هذه الكلمة المناسبة، لكنها
ما أشعر به».
القرار كان متخذاً قبل انطلاق البطولة. أما إرثها، فقد تأكد وتكرس على مدار مشوارها في البطولة.
ولدت سيوبوسينوي في مدينة كيب تاون، وترعرعت كروياً في جامعة ويسترن كيب، وخاضت كل شيء تقريباً مع منتخب جنوب أفريقيا. في عام 2010، وهي في الـ16، سجلت أول هدف رسمي لبلادها في كأس العالم للفتيات تحت 17 سنة في ترينيداد وتوباغو، ومن هناك بدأت كتابة فصول مسيرة ألهمت كثيرين.
وسجلت سيوبوسينوي هدف التأهل لـ«أولمبياد ريو دي جانيرو 2016»، وشاركت في كأس العالم للسيدات عامي 2019 و2023، وفي الأولمبياد مرتين عامي 2016 و2020، وشاركت في 4 نسخ من كأس أمم أفريقيا للسيدات (2016، و2018، و2022، و2024). وكانت ذروة الإنجاز الفوز التاريخي بلقب البطولة القارية في المغرب عام 2022، حيث لعبت دوراً محورياً بتسجيلها أمام نيجيريا وصناعة هدف التأهل أمام تونس.
وقالت أماندا دلاميني، النجمة السابقة عضو «نادي المائة»، عن سيوبوسينوي: «جيرماين مكافحة وقائدة فطرية وملهمة حقيقية. عرفتها شابة
تفيض بالطموح، وها هي الآن تودع بعد مسيرة استثنائية حافظت فيها على مستواها لسنوات».
كما أشادت بها المدربة ديزيري إيليس، التي تابعتها منذ كان عمرها 15 سنة، قائلة: «لقد سجلت أول هدف لنا في كأس العالم، وشاركت في أول نسخة من (كأس أمم أفريقيا) تقام على أرضنا عام 2010، كما قادت المنتخب في (أولمبياد 2012)، وفي نسخة 2022، وعندما أصيبت ثيمبي كجاتلانا، تولت المسؤولية رغم غيابها لفترة بسبب مشكلات في التأشيرة. جيرماين دوماً كانت موجودة في اللحظات الحاسمة».
وقالت زميلتها وصديقتها ريفيلوي جاين: «جيرماين تترك أثراً كبيراً. كانت دائماً حاضرة، داخل وخارج الملعب. كنا نود أن نهديها نهاية أفضل، لكنها
بكل تأكيد فخورة بنا».
ورغم اعتزالها اللعب الدولي، فإن سيوبوسينوي (31 عاماً) ستواصل مسيرتها مع نادي مونتيري المكسيكي، بعد محطات احترافية في ليتوانيا
وإسبانيا والبرتغال وجنوب أفريقيا.
وتملك سيوبوسينوي شهادة في التسويق من جامعة سامفورد ألاباما؛ مما يتيح لها نظرة واثقة نحو المستقبل.
