لو كانت هناك ندوة عن كيفية تسجيل الأهداف الحاسمة في الدقائق الأخيرة، لكان أولي غونار سولشاير بلا شك ضمن المتحدثين. لكن لو كان الموضوع عن كيفية خطف لاعب في اللحظة الأخيرة من أمام نادٍ آخر قبل توقيعه، فربما عليه أن يفسح المجال لاسم جديد من وست هام يونايتد، وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.
سولشاير، الذي عُرف بتسجيل أهداف قاتلة خلال مسيرته كلاعب في مانشستر يونايتد، بات هو الضحية هذه المرة بصفته مدرباً لفريق بشيكتاش، بعدما نجح وست هام في خطف كايل ووكر-بيترز بشكل مفاجئ في صفقة انتقال حر، عقب انتهاء عقده مع ساوثهامبتون.
الظهير البالغ من العمر 28 عاماً كان على وشك الانضمام للنادي التركي يوم الخميس الماضي، لكن العرض سُحب بعد تأجيله للفحص الطبي، حيث علم باهتمام وست هام. كان من المفترض أن يسافر إلى إسطنبول بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي، لكنه فضّل البقاء في بريطانيا لإتمام انتقاله إلى فريق غراهام بوتر.
ووكر-بيترز، الذي سيرتدي القميص رقم 2، وقّع عقداً لمدة ثلاث سنوات مع خيار التمديد لسنة إضافية. ويُعد ثاني صفقات الفريق هذا الصيف بعد التعاقد مع الظهير الآخر الحاجي مالك ضيوف من سلافيا براغ الأسبوع الماضي.
وسيجتمع اللاعب من جديد بزميله السابق في ساوثهامبتون جيمس وارد-براوس، الذي لعب دوراً مهماً في إقناعه بالعودة إلى العاصمة، بعد أن أمضى سبع سنوات مع توتنهام قبل انتقاله إلى الساحل الجنوبي.
وقال ووكر-بيترز لموقع وست هام الرسمي: «أنا متحمس جداً، وأشعر أن هذا الانتقال كان منتظراً منذ وقت طويل. تم الربط بيني وبين النادي عدة مرات، و(براوس) حاول مراراً جعل الأمر يحدث. خلال الأيام الماضية، تحدث معي وأكد أنني سأستمتع بالتجربة هنا. أتطلع للأمر وأعتقد أنني سأتأقلم بسرعة. أنا متحمس للعودة بجوار براوس، كثير من الناس لا يعرفون أنه شخص مرح للغاية. أتطلع لمشاركة غرفة الملابس معه من جديد».
وأضاف: «تحدثت مع غراهام بوتر، وكان له تأثير كبير جداً في قراري. لطالما أحببت أسلوبه كمدرب، وأعتقد أنه يناسبني. أحب اللعب بكثافة، وأعطي كل ما لدي في كل مباراة، وأريد أن أحقق أشياء مميزة هنا. كل فريق يطمح للبطولات، ووست هام يملك هذا الطموح. من خلال حديثي مع غراهام، يتضح أنه يريد بناء شيء استثنائي، وآمل أن أكون جزءاً منه».
في الصيف الماضي، أجرى وست هام محادثات مع ساوثهامبتون بشأن اللاعب، لكن الصفقة لم تتم حينها. وبعد تعيين بوتر في يناير (كانون الثاني)، ناقش الجهاز الفني تحسين مركز الظهير، خصوصاً مع قرب رحيل آرون كريسويل وفلاديمير كوفال بنهاية عقديهما. وكان ووكر-بيترز أحد الأسماء المطروحة إلى جانب ظهير جيرونا أرناو مارتينيز.
لكن خبرته في الدوري الإنجليزي الممتاز رجّحت كفته، حيث خاض أكثر من 150 مباراة في الدوري منذ ظهوره الأول مع توتنهام في موسم 2017-2018.
وقال بوتر: «نحن سعداء جداً بموافقة كايل على الانضمام إلينا. لطالما أعجبت بأدائه، وتأثرت به في كل مرة واجه فيها فرقي السابقة. إنه لاعب ذو سجل مميز، محترف من الطراز الرفيع، وفرض نفسه كأحد لاعبي الدوري الممتاز الموثوقين، ولا يزال في أفضل سنواته. سيضيف منافسة قوية على المركز، وشخصية إيجابية داخل غرفة الملابس».
بوتر يخطط لمواصلة إعادة بناء الفريق، ويستهدف ثنائي ليفربول هارفي إليوت وتايلر مورتون. إلا أن تقييم ليفربول البالغ 40 مليون جنيه إسترليني لإليوت يشكل عقبة حالياً، بينما يعتمد وصول مورتون على تفريغ مركز في وسط الميدان. النادي لا يزال منفتحاً للاستماع لعروض تخص آندي إيرفينغ، غويدو رودريغيز، إدسون ألفاريز. علماً بأن مورتون يحظى أيضاً باهتمام من أياكس وكلوب بروج.
وبعد انتقال محمد قدوس إلى توتنهام مقابل 55 مليون جنيه إسترليني، يُعد التعاقد مع ووكر-بيترز دفعة معنوية قوية لتشكيلة بوتر. اللاعب السابق للمنتخب الإنجليزي سجل سبعة أهداف وصنع 12 خلال خمسة أعوام في ساوثهامبتون. ولفت مستواه تحت قيادة رالف هازنهوتل أنظار المدرب غاريث ساوثغيت، الذي منحه أول ظهور مع منتخب إنجلترا الأول في مارس (آذار) 2022 خلال مباراة ودية أمام سويسرا. كما مثّل منتخبات إنجلترا من فئة تحت 18 عاماً وحتى تحت 21 عاماً في 37 مناسبة.
ويُجيد ووكر-بيترز اللعب في كلا مركزي الظهير، إضافة إلى مركز الجناح الدفاعي، وهو ما يناسب نظام اللعب الذي يرغب بوتر في تطبيقه هذا الموسم. وتشير بيانات الموسم الماضي إلى مشاركته أحياناً في خط الوسط المتقدم ضمن دور الجناح الدفاعي.
ومن المتوقع أن يكون لوجوده أهمية قصوى في شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير، حين يغادر ضيوف وآرون وان-بيساكا للمشاركة في كأس أمم أفريقيا مع منتخبي السنغال والكونغو الديمقراطية. وهنا تبرز قيمة تعدد أدوار ووكر-بيترز، مما يعزز أهمية التعاقد معه.
إنه انطلاقة مشجعة لنافذة الانتقالات في وست هام. وإذا كان حدس بوتر في اكتشاف المواهب دقيقاً كما يبدو، فقد نشهد صفقات إضافية بنفس الجودة - وربما أعلى منها.
