فرضت لجنة تنظيمية مستقلة غرامة مالية قدرها 120 ألف جنيه إسترليني على نادي وست هام يونايتد، عقب تورط جماهيره في هتافات معادية للمثليين خلال مباراة الفريق أمام تشيلسي، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز في فبراير (شباط) الماضي.
ووفقًا لما ذكرته شبكة «The Athletic»، تضمّنت العقوبات التي فرضتها اللجنة على النادي اللندني خطة عمل وتحذيراً رسمياً، وذلك بعد توجيه تهمة إليه تتعلّق بـ«الفشل في ضمان عدم صدور سلوك غير لائق أو مهين أو مسيء أو فاحش من جماهيره، سواء بشكل مباشر أو ضمني، مرتبط بالتوجه الجنسي».
وقد تلقّى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم شكاوى من مؤسسة «كيك إت أوت» المناهضة للتمييز، وذلك بعد اللقاء الذي أقيم على ملعب «ستامفورد بريدج» يوم 3 فبراير؛ حيث وُجهت لوست هام تهمة السماح بترديد هتاف «Chelsea rent boy» في الدقيقة 62 من المباراة.
ووفقاً لوثائق القضية، فقد اعترف وست هام بالتهمة في 28 مارس (آذار)، عقب توجيه الاتهام الرسمي له من قِبل الاتحاد في 27 من الشهر ذاته.
وكشفت التحقيقات أن «عدداً كبيراً جداً» من مشجّعي وست هام الموجودين في المدرج المخصص للفريق الضيف قد شاركوا في تلك الهتافات «التمييزية بوضوح والمهينة بشدة»، وهو ما صنّف الحادث على أنه «هتاف جماهيري جماعي»، واستمر قرابة 40 ثانية.
وأكَّدت اللجنة أن النادي لم يُحدد هوية أي من مرتكبي هذا السلوك داخل الملعب، ولم ترد أدلة تُشير إلى بذل النادي أي جهود، سواء أثناء المباراة أو بعدها، في محاولة للتعرف على المتورطين.
وجاء في بيان رسمي صادر عن وست هام: «الهتافات المعادية للمثليين، التي ترقى في هذه الحالة إلى ارتكاب جريمة جنائية، لا تتماشى مع القيم والمبادئ التي يؤمن بها نادي وست هام يونايتد والأغلبية الساحقة من جماهيره. يعتمد النادي سياسة عدم التسامح مطلقاً مع أي سلوك تمييزي أو مسيء أو مهين، وأي شخص يتم التعرف عليه ستُفرض عليه عقوبات من النادي، فضلاً عن أي إجراءات جنائية قد تُتخذ بحقه».
وحمّلت اللجنة النادي مسؤولية «القصور الكبير في التخطيط المسبق بشكل مناسب» للمباراة ضد تشيلسي، وهو ما عدّته سبباً رئيسياً في عجزه عن تحديد هوية المتورطين أو اتخاذ إجراءات ضدهم.
كما وُجّهت انتقادات للطاقم الميداني التابع للنادي في المدرج المخصص للجماهير الزائرة، لفشلهم في رصد أو الإبلاغ عن الهتافات المعادية للمثليين.
وقد أوضح وست هام في بيانه أن الموظفين لم يتلقوا أي شكاوى بخصوص الواقعة خلال أو بعد المباراة.
وأضاف البيان: «بدأ النادي بالفعل تنفيذ خطوات ملموسة لمراجعة وتعزيز المبادرات القائمة، من أجل الاستمرار في اتخاذ نهج استراتيجي واستباقي لمنع ورصد أي سلوك أو ألفاظ محتملة تندرج تحت إطار التمييز أو عدم اللياقة، سواء في المباريات على أرضنا أو خارجها».
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أدرج في يناير (كانون الثاني) 2023 هتاف «Chelsea rent boy» ضمن العبارات التي يُمكن اتخاذ إجراءات تأديبية بحق الأندية التي تردّد جماهيرها هذا الشعار. وكانت النيابة العامة البريطانية قد أكدت في عام 2022 أن هذه العبارة تُعد ازدراءً للمثليين وتندرج ضمن جرائم الكراهية.
ولم يكن وست هام النادي الوحيد الذي وُجهت له عقوبات في هذا السياق، إذ فُرضت غرامة مماثلة على نادي لوتون تاون، بقيمة 120 ألف جنيه إسترليني، بعد ترديد جماهيره الهتاف نفسه ضد لاعب تشيلسي السابق، بيلي غيلمور، خلال مواجهة برايتون في أغسطس (آب) 2023.
