لم يشهد عالم كرة القدم كثيراً من التحولات الهائلة كالتي مر بها الفرنسي عثمان ديمبلي، الذي يستعد لبسط جناحيه في نهائي «دوري أبطال أوروبا»، بعدما بدا أنه فقد القدرة على التحليق.
وبعدما كان يُنظر إليه على أنه لاعب أهدر إمكاناته، خرج اللاعب البالغ 27 عاماً من الشرنقة بطلاً على غير المتوقع، ليقود باريس سان جيرمان إلى نهائي «دوري الأبطال» أمام إنتر ميلان في ميونيخ يوم السبت المقبل.
وبفضل تألقه التهديفي، بدأ ديمبلي فصلاً جديداً في مسيرته بعدما طوى صفحة مليئة بتذبذب المستوى وتخللتها لمحات من العبقرية.
وقال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، في فبراير (شباط) الماضي حين بدا أنه أب حازم يتحدث عن طفله الذي نجح في ترويضه: «أفضل شيء فعلته هو عدم إشراكه خلال المباراة أمام آرسنال في لندن».
وأطلق استبعاده المؤقت من التشكيلة شرارة تحول ديمبلي من جناح متذبذب المستوى إلى قوة هجومية ضاربة.
وتعكس الإحصاءات هذا التحول المذهل؛ إذ سجل 21 هدفاً في الدوري الفرنسي ضمن 32 هدفاً أحرزها في 40 مباراة بجميع المسابقات، متفوقاً على إجمالي أهدافه في مواسمه الخمسة السابقة.
وارتفعت كذلك دقة تسديداته؛ إذ هز الشباك في 26.7 في المائة من المحاولات، مقابل 13.5 في المائة فقط في الماضي.
وأوضح ديمبلي بأسلوبه المعهود: «اللعب رأس حربة يقربني كثيراً من المرمى. بمجرد تجاوزي المنافس أكون أمام المرمى مباشرة، ويكون تركيزي منصباً على إنهاء الهجمة».
هذه النسخة المطورة من ديمبلي وليدة تكتيكات مبتكرة. وبفضل تعدد مهاراته (8 أهداف بالقدم اليمنى، و10 بالقدم اليسرى، وهدفان بالرأس) أصبح أحد أخطر المهاجمين في اللعبة.
وأدى التعديل التكتيكي الذي أجراه لويس إنريكي، بالاعتماد على ديمبلي في المنتصف ضمن إطار يعتمد على الضغط العالي والاستحواذ، إلى تحويل الفريق إلى وحدة واحدة.
وأثبت هذا النهج فاعليته بشكل خاص في «دوري الأبطال»، فقد وجد المنافسون أنفسهم تحت ضغط خانق من سان جيرمان قبل أن يوجه ديمبلي الضربات القاضية.
وفي حين يستعد سان جيرمان لمواجهة إنتر ميلان في نهائي «دوري الأبطال» يوم السبت المقبل، يقف ديمبلي عند مفترق طرق بين الخلاص الشخصي والنجومية المحتملة.
ويقود ديمبلي خط هجوم النادي الذي يسعى بشدة إلى تحقيق المجد القاري بمحاولته الثانية في النهائي.
وإذا تحققت أحلام سان جيرمان في «دوري الأبطال»، فإن اسمه سيطرح بقوة ضمن المرشحين للفوز بـ«الكرة الذهبية».
وأثار أداء ديمبلي في نهائي «كأس فرنسا» بعض الشكوك؛ إذ أخفق في استغلال 4 فرص سانحة عندما فاز فريقه 3 - صفر على استاد «رانس»، لكنه يحظى بفرصة لتصحيح مساره يوم السبت، وقد يكون العامل الحاسم في اللقاء.

