مع اقتراب ريال مدريد من فتح صفحة جديدة، بقيادة المدرب تشابي ألونسو، بدأت ملامح التحديات التكتيكية تتكشف أمام الجهاز الفني المرتقب، ولعلَّ أبرزها ما يتعلق بجود بيلينغهام لاعب متعدد الأدوار، صاحب تأثير هجومي واضح، لكنه، في الوقت نفسه، لا ينتمي إلى قالب واحد سهل التوظيف.
فالسؤال الذي يفرض نفسه: كيف سيتعامل ألونسو مع هذا الملف؟ وأين سيضع بيلينغهام في خريطته التكتيكية الجديدة؟
وفق صحيفة «آس» الإسبانية، فإن التوجه داخل النادي يميل إلى العودة لنظام الدفاع الرباعي، مع الابتعاد عن خطة الخط الخلفي الثلاثي، التي قد تُربك استقرار المنظومة.
ورغم أن أي قرارات نهائية لن تُتخذ قبل بداية التحضيرات، فإن التوقعات تشير إلى اعتماد أسلوب 4-4-2، حيث يشكّل كل من أوريلين تشواميني وفيديريكو فالفيردي ثنائي الارتكاز.
في هذا الإطار، تشير الصحيفة إلى أن بيلينغهام سيواصل تمركزه على الجهة اليسرى من خط الوسط؛ وهو الموقع الذي شغله، لفترات طويلة، هذا الموسم. غير أن هذا التمركز لا يحدد بالضرورة دوره؛ فالنقاش قائم داخل أروقة النادي حول ما إذا كان يجب منحه حرية أكبر للتحرك في العمق وتسجيل الأهداف، كما فعل حين سجّل 23 هدفاً في موسمه الأول، أو تكليفه بأدوار أكثر تنظيماً لبناء اللعب من الخلف.
وتلفت «آس» إلى أن هذا التردد يرتبط أيضاً بتراجع مستوى بيلينغهام، في النصف الثاني من الموسم، ما أثار بعض القلق داخل النادي، وإن لم يصل لمرحلة «الإنذار»، إلا أنه يستدعي حذراً في إدارته فنياً، خلال المرحلة المقبلة.
وبوجود ثنائي هجومي يُتوقع أن يضم كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، فإن التوازن في خط الوسط سيكون أكثر أهمية من أي وقت مضى، وهو ما يجعل من دور بيلينغهام مسألة حساسة جداً.
فهل يعود إلى دور صانع اللعب الحر؟ أم تُعاد تهيئته بصفته لاعب صندوق إلى صندوق؟ تلك أسئلة ستضع تشابي ألونسو مبكراً أمام أول اختباراته الحقيقية.
في النهاية، يبقى موقع بيلينغهام في منظومة ريال مدريد المقبلة أكثر من مجرد قرار تكتيكي؛ إنه مقياس لما ستكون عليه هوية الفريق في عهد تشابي.