خيّم الصمت التام على أجواء نادي إنتر ميلان، بعد التعادل المثير أمام لاتسيو، حيث قرر اللاعبون والمدرب سيموني إنزاغي مقاطعة وسائل الإعلام، في خطوة احتجاجية على ما وصفوه بالأخطاء التحكيمية المتكررة، ولا سيما بعد ركلة الجزاء التي حصل عليها لاتسيو وجاء منها هدف التعادل 2-2، عقب تدخُّل تقنية الفيديو. الصمت كان صاخباً ورسالة واضحة بأن الغضب بلغ ذروته داخل المعسكر الأزرق والأسود.
ووفق ما ذكرته صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت» الإيطالية، فإن هذا الصمت جاء تعبيراً عن امتعاض النادي من قرارات الحَكَم دانييلي تشيفي، ومن المُساعد في غرفة الفيديو ماركو غويّدا، الذي كان في السابق قد صرّح علناً بعدم رغبته في إدارة مباريات لفريق نابولي بسبب «الضغوط العاطفية» المرتبطة بجماهير المدينة. ورغم ذلك، جرى تعيينه مساعداً في غرفة الفيديو لمباراة إنتر ولاتسيو، وهو ما عَدَّه مسؤولو إنتر دليلاً على ازدواجية في المعايير.
الاحتجاج داخل أروقة إنتر لا يتعلّق فحسب بركلة الجزاء التي أثارت الجدل بعد لمسة يد على المُدافع يانيك بيسيك، وإنما أيضاً بحالة استياء أوسع من أداء الفريق في الشوط الثاني، الذي سمح للاتسيو بالعودة في النتيجة، بعد أن كان النيراتزوري قد تقدموا مرتين وأعادوا أنفسهم إلى صدارة الترتيب مؤقتاً. المدرب إنزاغي، الذي طُرد، في الدقائق الأخيرة من اللقاء، بقي في غرفة الملابس لأكثر من ساعة مع لاعبيه والجهاز الإداري؛ لامتصاص الغضب وتحليل ما جرى في أمسية عاصفة على ملعب «جوزيبي مياتزا».
من جهة أخرى، أعادت الصحيفة التذكير بحالة تحكيمية سابقة أثارت الجدل أيضاً، عندما تجاهل الحَكَم فابري في مباراة إنتر وروما تدخلاً واضحاً من نديكا على بيسيك، ولم يُستدعَ حينها لمراجعة اللقطة، ما زاد من شعور الفريق بأن هناك نوعاً من التحيز أو التراخي في تقييم الحالات الجدلية المرتبطة بلاعبي إنتر.
لكن ما زاد الطين بلة كان الخطأ الكارثي الذي ارتكبه البديل ماركو أرناتوفيتش في الدقيقة 95، عندما فشل في استغلال تمريرة رأسية مثالية من أتشيربي، وأضاع فرصة تسجيل هدف الفوز. هذا الخطأ أضاف خيبة جديدة إلى موسمه المخيِّب مع الفريق، ليصبح، في نظر الجماهير، رمزاً لإهدار الفرص في اللحظات الحاسمة.
في خِضم ذلك، يبدو أن إنتر فرّط بطريقة غريبة ومؤلمة في فرصة ثمينة للتتويج بلقب الدوري، خاصة بعد أن كان قد تلقّى «هدية» غير متوقَّعة من بارما، أعادته ليتحكم في مصيره بيديه. ومع ذلك، عاد الفريق ليُهدر التقدم بطريقة وصفها البعض بأنها «انتحار كروي» في أكثر مراحل الموسم حساسية، وسط موسم جنوني ما زال يخبئ الكثير.
ورغم أن مسيرة الفريق في دوري أبطال أوروبا، هذا الموسم، ستظل محفورة في الذاكرة، فإن لقب الدوري، الذي بدا قاب قوسين أو أدنى، أصبح مهدداً بالضياع بطريقة أكثر مرارة من تلك التي عاشها الفريق عام 2022 عندما خسره لصالح ميلان. وليزداد المشهد قسوة، كان ماركو أرناتوفيتش أيضاً طرفاً في ذلك الموسم، لكنه، هذه المرة، أنهى الأمر بكرة شاردة، جسّدت خيبة إنتر المتكررة بين خطوط الملعب وشاشات المراجعة.