مع اقتراب نابولي مرة أخرى من الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، ظهر لاعب جديد في قلب نهضة الفريق، إذ يقترب سكوت مكتوميناي من تحقيق مكانة مرموقة بين الجماهير في جميع أنحاء المدينة.
ولعب الاسكوتلندي (28 عاماً) دوراً محورياً في تعزيز آمال نابولي في الفوز باللقب، وأصبح لاعباً يعتمد عليه الفريق منذ انتقال النجم السابق خفيتشا كفاراتسخيليا إلى باريس سان جيرمان في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتتحدث الأرقام عن نفسها، إذ سجل لاعب الوسط 11 هدفاً، وأرسل ست تمريرات حاسمة لزملائه هذا الموسم في الدوري، وسجل خمسة أهداف فقط في أبريل (نيسان) الماضي، وهو ما كان كافياً لاختياره أفضل لاعب في هذا الشهر.
وكانت أخلاقيات العمل والولاء الشديد بين الأسباب التي دفعت أنطونيو كونتي مدرب نابولي إلى دفع 30.5 مليون يورو خلال فترة الانتقالات الصيفية العام الماضي لضم مكتوميناي، الذي غادر مانشستر يونايتد بعد 22 عاماً. وكان أولي غونار سولشاير مدرب يونايتد السابق يكن مشاعر قوية تجاه هذه الصفقة.
وقال سولشاير في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في وقت سابق من الشهر الحالي: «كيف يمكنك بيع سكوت؟ هذا أمر لا أفهمه».
ويبدو أن كونتي يتفق مع رأي سولشاير، إذ سمح لمكتوميناي بالقيام بدور هجومي أكبر ليشكل ثنائياً ديناميكياً مع المهاجم المخضرم روميلو لوكاكو.
وقال كونتي في وقت سابق من الشهر الحالي عن مكتوميناي: «لم يكن له دور أساسي في مانشستر يونايتد، بينما هنا أعطيناه دوراً. إنه يعمل بجدية، وأصبح الآن لاعباً متكاملاً. لقد تقاسم تطوره الفريق بالكامل».
في مدينة تعج باللافتات، والصور، ورسومات الغرافيتي لبطل نابولي دييغو أرماندو مارادونا، بدأت جداريات مكتوميناي في الظهور في أنحاء نابولي. وأطلق عليه مشجعو نابولي المتحمسون لقب «ماكفراتم» - وهو مزيج مرح بين اسمه وكلمة «فراتم»، وهي كلمة شهيرة في نابولي تعني «شقيقي».
وقال الصحافي والمشجع المخضرم لنابولي أكيلي بيتي كامبيوني لـ«رويترز»: «نحن نحبه لأنه قوي، وجاد، ويبذل جهداً كبيراً في الملعب. بعد انتهاء المباراة يشعر بالإرهاق من بذل كل ما في وسعه. سواء فزنا، أو خسرنا، لا أحد يعبر عن مزاج الجماهير أكثر من مكتوميناي بعد صفارة النهاية. يلعب ويتفاعل بقلبه».
وإذا تمكن مكتوميناي من قيادة نابولي للنهاية السعيدة وحصد لقبه الثاني للدوري خلال ثلاث سنوات، فقد تجد شوارع نابولي، التي تعج دائماً بالطاقة، لاعباً آخر لتخليد اسمه.
وأضاف كامبيوني: «أشقر، وطويل القامة، واسكوتلندي -يعشق نابولي. لا عجب أن نابولي وقعت في حبه».