في ليلة لا تُنسى من ليالي أولد ترافورد الأوروبية، قدَّمَ مانشستر يونايتد واحدة من أكثر المباريات درامية في تاريخه، بعدما قلب تأخره أمام ليون الفرنسي إلى فوز مثير بنتيجة 5-4 في إياب ربع نهائي الدوري الأوروبي، ليحسم التأهل إلى نصف النهائي بنتيجة 7-6 في مجموع المباراتين.
الصحافة البريطانية، اتفقت على وصف ما حدث بالملحمي والاستثنائي. صحيفة «ذا غارديان» اعتبرت أن يونايتد قدَّم «عودة فوضوية» على طريقة الكبار، مؤكدة أن الفريق كان متأخراً 6-4 في مجموع اللقاءين قبل دقائق فقط من النهاية. تقدم ليون في الشوط الإضافي الثاني عن طريق ريان شرقي وألكسندر لاكازيت، بعد أن كان قد سجل أيضاً في الوقت الأصلي عبر كورنتين توليسو ونيكولاس تاليافيكو. لكن مانشستر يونايتد رفض الاستسلام، وسجل ثلاثة أهداف متتالية في الدقائق الأخيرة؛ ركلة جزاء من برونو فيرنانديز، ثم هدف من الشاب كوبي ماينو، واختتمها هاري ماغواير برأسية قاتلة في الدقيقة 121.
من جهتها، سلطت صحيفة «ذا تايمز» الضوء على الدور التكتيكي الكبير للمدرب روبن أموريم، مشيرة إلى أنه هو من قرر إرسال ماغواير إلى الأمام في الدقائق الأخيرة لأنه «اللاعب الوحيد القادر على التسجيل بالرأس في تلك اللحظة»، كما صرّح.
المدرب البرتغالي وصف الأجواء في «أولد ترافورد» بأنها لا تُصدّق، مؤكداً أنه لم يسمع هتافاً بهذا الحجم من قبل، في إشارة إلى تفاعل الجماهير مع اللحظات الأخيرة المجنونة. أما موقع «توك سبورت» فتناول أهمية الانتصار من ناحية مالية وتنافسية، حيث أشار إلى أن الفوز يُبقي على آمال يونايتد في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل عبر التتويج بالدوري الأوروبي، ما قد يدر على النادي أكثر من 85 مليون جنيه إسترليني. كما نقل الموقع تصريحات المهاجم المصاب جوشوا زيركزي، الذي عبّر عن خيبة أمله من بعض الجماهير التي غادرت الملعب مبكراً، وقال إنهم فوتوا واحدة من أعظم الليالي في تاريخ النادي.
بدورها، ركزت صحيفة «ذا صن» على الجانب العاطفي والروحي لما حدث، معتبرة أن ما فعله يونايتد كان أشبه بـ«الولادة الجديدة». ولفتت الصحيفة إلى الأداء المميز للحارس أندريه أونانا الذي ظهر بمستوى مغاير تماماً لما قدمه في الذهاب، وساهم في بقاء الأمل قائماً حتى اللحظة الأخيرة. ويتأهب مانشستر يونايتد لمواجهة أتلتيك بلباو في نصف النهائي، مع طموحات متجددة لبلوغ النهائي والتتويج بلقب أوروبي يعيد للفريق هيبته القارية.