تستمر توابع أزمة مباراة قمة الدوري المصري لكرة القدم بين الزمالك والأهلي، التي كانت مقررة في 11 مارس (آذار) وألغيت بسبب عدم حضور الأخير إلى الملعب، احتجاجاً على عدم استقدام طاقم حكام أجنبي، بعدما تبادل الغريمان ومعهما المتصدر بيراميدز البيانات، في تصعيد يهدد بعدم استكمال الموسم.
وبدأت الأزمة حين تحدد موعد مباراة الزمالك والأهلي في بداية مباريات مجموعة البطولة التي تأهل إليها أصحاب المراكز التسعة الأولى، وطلب الأهلي من رابطة الأندية المصرية المحترفة استقدام طاقم حكام أجنبي لإدارة المباراة، وهو ما دفعها للتقدم بهذا الطلب إلى الاتحاد المصري للعبة، الذي لم يستجب بحجة ضيق الوقت.
وصباح يوم المباراة، أصدر الأهلي بياناً أعلن فيه رفضه خوضها من دون طاقم حكام أجنبي، وعدم استكماله لمسابقة الدوري في حالة عدم تحقيق طلبه. وبالفعل لم يحضر الفريق الأحمر لملعب المباراة، ليعلن طاقم الحكام المصري الذي حضر بالملعب إنهاءها.
وبعد يومين، أعلنت رابطة الأندية قرارها باعتماد فوز الزمالك بنتيجة 3-0، مع خصم 3 نقاط إضافية من الأهلي في نهاية الموسم، وتحميل النادي الخسائر المادية الناجمة عن إلغاء اللقاء.
وردَّ الأهلي بتقديم شكوى للجنة الأولمبية المصرية ضد رابطة الأندية واتحاد الكرة؛ مشيراً إلى أنه رفض خوضها بسبب تعهد رابطة الأندية إحضار طاقم حكام أجنبي وهو ما لم يتحقق.
بدورها، أعلنت اللجنة الأولمبية رفض شكوى الأهلي واعتماد قرارات رابطة الأندية، قبل أن تخرج الأخيرة الأحد ببيان أعلنت فيه تعديل العقوبة الموقعة على الأهلي، وإلغاء خصم 3 نقاط إضافية؛ حسب لائحة الموسم الحالي؛ حيث لا يعدُّ عدم حضور الأهلي لملعب المباراة انسحاباً في هذه الحالة.
وأصدر الأهلي بياناً أعلن فيه العودة للمشاركة في الدوري، مع مواصلة تصعيد القضية في القضاء الرياضي، بينما رد الزمالك ببيان رفض فيه قرارات رابطة الأندية، وطالبها بالكشف عن محضر الجلسة، مهدداً بالتصعيد بدوره واللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومحكمة التحكيم الرياضي (كاس).
ودخل بيراميدز على خط الصراع، بإصدار بيان بدوره سخر فيه من قرار الرابطة بإلغاء خصم النقاط، وهدد بتصعيد الأزمة تضامناً مع الزمالك.
موسم مهدد
وقال مصدر في رابطة الأندية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «قرار الرابطة الأخير نهائي وملزم للجميع، ولا يحق لأي جهة الاعتراض عليه»؛ مشيراً إلى أن لائحة الموسم الحالي تختلف عن سابقتها، وأن حالة الانسحاب وخصم النقاط الإضافية لا تنطبق على ما قام به الأهلي في مباراة القمة الملغاة.
من جانبه، قال أحمد حسام (ميدو)، عضو لجنة كرة القدم في الزمالك، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الزمالك سيقوم بالتصعيد أمام (فيفا) والمحكمة الرياضية الدولية، ولدينا ثقة في إلغاء قرار الرابطة الأخير. ما يحدث هو محاباة لنادٍ واحد ولدينا تنسيق تام مع بيراميدز في هذا الشأن».
وأخذت الأزمة بُعداً جديداً حين تراجع بيراميدز عن الطلب الذي تقدم به للاتحاد باستقدام طاقم حكام أجنبي لمباراته أمام الأهلي، في المرحلة الثانية المقررة في 12 أبريل (نيسان)، فردَّ الأهلي بمخاطبة الاتحاد بمواصلة الطلب، مع تكفله بتكلفة الطاقم إن لزم الأمر.
وقال مصدر في إدارة بيراميدز لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نرغب في حضور طاقم حكام أجنبي بالفعل لإدارة مباراتنا أمام الأهلي، ولكن التطورات الأخيرة أثبتت عدم جدوى ذلك، فتراجعنا عن الأمر».
وأضاف: «لم نكن نرغب في التدخل، ولكن قرار الرابطة يخل بمبدأ المنافسة، ويجعلنا طرفاً أصيلاً في الأزمة، لذا، نحن نتضامن مع الزمالك في مطالبه، وإن استلزم الأمر تصعيداً بصورة أكبر فسنقوم بذلك».
وردَّ مصدر في الأهلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ما يحدث يهدد بعدم استكمال المسابقة، واتحاد الكرة يتحمل مسؤولية الأمر بصورة كاملة. الاتحاد رفض استقدام طاقم حكام أجنبي، وافتعل أزمة مع الرابطة»، متحدثاً عن محاباة الاتحاد للزمالك وبيراميدز «في أكثر من موقف».
وأضاف: «الاتحاد تنازل طواعية عن شروط (فيفا) ومنح بيراميدز رخصة (نادٍ محترف) ليشارك في المسابقات المحلية والقارية، من دون أن يستوفي شروط اللعب النظيف. منح الاتحاد أيضاً الزمالك حرية سداد ديونه لقيد لاعبيه في الوقت الذي يناسبه، ومنحه رخصة المشاركة القارية في مخالفة للائحة».