هل ليفربول بحاجة إلى إعادة بناء سريعة حتى يتمكن من الفوز بالبطولات؟

لاعبون أساسيون تنتهي عقودهم بنهاية الموسم... وآخرون بارزون يتقدمون في السن

أفراح في نيوكاسل وأحزان في ليفربول (إ.ب.أ)
أفراح في نيوكاسل وأحزان في ليفربول (إ.ب.أ)
TT
20

هل ليفربول بحاجة إلى إعادة بناء سريعة حتى يتمكن من الفوز بالبطولات؟

أفراح في نيوكاسل وأحزان في ليفربول (إ.ب.أ)
أفراح في نيوكاسل وأحزان في ليفربول (إ.ب.أ)

تعرض ليفربول لهزيمتين متتاليتين لأول مرة تحت قيادة مدربه أرني سلوت بعد خسارته 2 - 1 أمام نيوكاسل يونايتد في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية لكرة القدم (الأحد)، لكن المدرب الهولندي لا يريد أن يتحول هذا التعثر إلى أزمة. وجاءت الخسارة أمام نيوكاسل بعد خروج ليفربول من دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا بركلات الترجيح أمام باريس سان جيرمان يوم الثلاثاء الماضي. ورغم أنه خسر فرصة الفوز بلقبين في غضون ستة أيام، فإن ليفربول يتصدر الدوري الممتاز بفارق 12 نقطة عن أقرب منافسيه وقال سلوت إن ليس هناك ما يدعو للذعر.

وأبلغ الصحافيين في ملعب ويمبلي: «نحن هنا، أحد أكبر الأندية في العالم. لكنها ليست المرة الأولى في تاريخه أو في آخر موسمين يخسر فيها مباراتين. هذا جزء من كرة القدم. لقد كان أسبوعاً عصيباً، لكننا نجحنا فيه أيضا في تعزيز صدارتنا (للدوري) إلى 12 نقطة من 10 نقاط؛ لذا ليست كل الأمور سلبية، لكن لم تكن آخر مباراتين كما أردنا». ولم يقدم ليفربول أفضل مستوياته منذ صفارة البداية، وغاب عنه الضغط والحماس الذي امتاز بهما طوال الموسم.

لكن يأخذنا كل هذا إلى طرح السؤال التالي: ما الذي تعنيه الخسارتان، وكيف يؤثر هذا الفشل، وخاصة في مواجهة نيوكاسل في كأس الرابطة، على الطريقة التي نتذكر بها هذا الفريق العظيم لليفربول بعد ذلك؟ سيجد البعض أن هذا السؤال في حد ذاته خاطئ، بل ويرون أنه محاولة يائسة للتقليل من قيمة ما قدمه ليفربول هذا الموسم من خلال مقارنته بمعايير غير واقعية وبعيدة المنال، وكأن الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين ليعادل الغريم التقليدي مانشستر يونايتد لا يكفي!

ومع ذلك، تكفي دراسة لغة جسد لاعبي ليفربول بعد ذلك لتعرف أن الهزيمتين غير عاديتين. لقد كان محمد صلاح، الذي قد يرحل عن ليفربول في نهاية هذا الموسم، وزملاؤه في حالة من الحزن الشديد. سيركز الحديث الآن على ضرورة تعافي اللاعبين. وإذا كان هؤلاء اللاعبون قد تعلموا شيئاً من المنافسة الشرسة خلال المواسم السابقة، فإن هذا الشيء يتمثل في نسيان أي إخفاق سريعاً، والتركيز على التحدي التالي. في الحقيقة، يجب أن يتعلق السؤال الحقيقي بالحالة البدنية للاعبي ليفربول بعد موسم طويل ومرهق.

وبالطبع، هناك تداعيات محتملة أخرى تتجاوز مجرد ما حدث هذا الأسبوع، بل وتتجاوز هذا الموسم بأكمله. فإذا كان الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019 - 2020 جاء تتويجاً لمشروع النادي الطويل، فإن هزيمته بأربعة أهداف مقابل هدفين في مجموع مباراتي الذهاب والعودة أمام أتلتيكو مدريد بدوري أبطال أوروبا في ذلك الموسم - وهي مباراة طغى عليها بطبيعة الحال فيروس (كورونا) - قدمت أيضاً صورة غير سعيدة لما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب.

لقد سيطر ليفربول على مجريات اللقاء الذي أقيم على ملعب أنفيلد، وتحكم في فترات طويلة من اللقاء، لكنه استقبل ثلاثة أهداف نتيجة بعض الأخطاء الفردية وفقدان التركيز، والضعف في الهجمات المرتدة، وقبل كل شيء نتيجة الإرهاق الشديد. وعلى الرغم من فوز ليفربول بلقب الدوري في ذلك الموسم بفارق 18 نقطة عن أقرب منافسيه، فقد شهدت هذه المباراة بعض السمات التي أدت إلى تراجع مستوى الفريق بشكل كبير خلال الموسم التالي، لدرجة أنه أنهى ذلك الموسم متخلفاً عن موسم 2019 - 2020 بفارق 30 نقطة كاملة.

صلاح وأحزان نهاية حلمين في 6 أيام (أ.ف.ب)
صلاح وأحزان نهاية حلمين في 6 أيام (أ.ف.ب)

يجب أن نأخذ في الاعتبار تداعيات تفشي فيروس «كورونا» آنذاك، لكن كانت هناك أيضاً علامات ملموسة على تراجع مستوى الفريق بعد ذلك. لقد كان فريق ليفربول في موسم 2019 - 2020 هو ثامن أكبر فرق الدوري سنا، كما أنه كان ثالث أقل فريق استخداماً للاعبين (عدد اللاعبين المشاركين في المباريات). أما فريق ليفربول في الموسم الحالي فهو رابع أكبر فرق الدوري سناً. صحيح أن ليفربول يمتلك بعض السمات التي تساعده على الفوز بلقب الدوري، مثل التماسك والذكاء والخبرة والتفاهم، لكن هناك أيضاً شعور بأن هذا الفريق يقترب من نهاية فترة قوته، وقد يحتاج إلى إعادة بناء في وقت أقرب بكثير مما يعتقده الناس.

وتتقدم آخر الركائز الأساسية لأول فريق عظيم بناه يورغن كلوب ببطء نحو النهاية: روبرتسون يبلغ من العمر 31 عاماً، وأليسون وصلاح 32 عاماً، وفيرجيل فان دايك 33 عاماً، وحتى ترينت ألكسندر أرنولد، الذي يبلغ من العمر 26 عاماً، والذي خاض بالفعل ما يقرب من 400 مباراة، قد يرحل عن الفريق خلال الصيف المقبل. لقد ساعد هذا الشعور بعدم اليقين بالنسبة لهؤلاء اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم، ولعل هذا يفسر سبب ذهول صلاح بعد الخسارة أمام باريس سان جيرمان، لأنه يعلم جيداً أن سجله في دوري أبطال أوروبا ليس جيداً مثل اللاعبين الذين يطمح إلى محاكاتهم، وأن فرص تحقيق ذلك قد بدأت تنفد أمامه.

هناك عقود يجب تجديدها، وفترة انتقالات مقبلة يجب خلالها التعاقد مع لاعبين جدد، والتخلص من لاعبين لم يعد لهم دور مع الفريق، حتى يتمكن الفريق من الدفاع عن اللقب. قد يبدو من الغرابة أن نقول ذلك عن فريق لم يحسم الفوز بلقب الدوري حتى الآن، لكن اللعبة تتحرك وتتطور بسرعة مذهلة، وهو ما يعني أن أي فريق سيكتفي بما حقق ويركن إلى الركود سوف يُعاقب بشدة!

الخسارة الثانية على التوالي لم تحرم ليفربول من فرصة الفوز بلقب فحسب، فقد أخلت بتوازنه في الفترة الأخيرة من الموسم، التي عادة ما تحقق فيها الفرق الكبرى أفضل النتائج. وقال المدرب: «هذا جزء من كرة القدم. إذا واجهت فرقاً قوية، فقد تخسر أيضاً، لكن من الأفضل أن تحقق فوزاً تلو الآخر خلال الموسم كله. ولكن نعم، قد تخسر مرتين متتاليتين أيضاً».‬ وأضاف: «لقد استغرق الأمر سبعة أو ثمانية أو تسعة أشهر لنخسر مرتين على التوالي وهذا حدث أمام فريقين، فريق ينافس على الصعود لدوري الأبطال والآخر هو باريس سان جيرمان».

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

نقاط بارزة في الجولة التاسعة والعشرين من الدوري الإنجليزي

رياضة عالمية رودريغو مونيز يقفز عالياً ليشارك رايان سيسينيون فرحته بهدف فولهام الثاني في شباك توتنهام (أ.ف.ب)

نقاط بارزة في الجولة التاسعة والعشرين من الدوري الإنجليزي

قد يكون الإبقاء على سانشيز في حراسة مرمى تشيلسي هو القرار الذي قد يكلِّف المدرب إنزو ماريسكا منصبه.

رياضة عالمية كريس وود (رويترز)

وود لاعب فورست منفتح على العودة للعب في بلده نيوزيلندا

ساعد كريس وود في اقتراب نوتنغهام فورست من التأهل إلى دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الموسم المقبل، عندما سجّل 18 هدفاً في موسم استثنائي بالدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية تكبد يونايتد خسائر تراكمية بلغت 410 ملايين جنيه إسترليني في السنوات السبع الماضية (رويترز)

مانشستر يونايتد يتحدّى روابط المشجعين برفع أسعار التذاكر

أعلن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، الاثنين، خططه لرفع أسعار التذاكر بنسبة 5 في المائة لموسم 2025-2026، غير آبه بدعوات روابط المشجعين إلى تجميد التكلفة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية محمد صلاح لم يفعل شيئاً في المباراة (رويترز)

ما الخطأ الذي حدث لليفربول في ويمبلي؟

بحلول الوقت الذي قاد فيه آرني سلوت لاعبيه المحبطين إلى أعلى الدرج لتسلم ميداليات الوصيف، كان نصف ملعب ويمبلي مهجوراً من مشجعي ليفربول.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فان دايك (أ.ب)

فان دايك: العالم يغرق لكن «الجائزة الكبرى» لا تزال في متناول ليفربول

يقول فيرجيل فان دايك إنه قد يشعر وكأن «العالم يغرق» بعد هزيمتين مؤلمتين - لكنه يصر على أن «الجائزة الكبرى» هذا الموسم لا تزال في متناول ليفربول.

The Athletic (لندن)

الشرطة الأرجنتينية: لم نشاهد «أي شيء طبي» في غرفة مارادونا

مارادونا توفي عام 2020 ومازالت أسرار وفاته لم تكشف بعد (أ.ب)
مارادونا توفي عام 2020 ومازالت أسرار وفاته لم تكشف بعد (أ.ب)
TT
20

الشرطة الأرجنتينية: لم نشاهد «أي شيء طبي» في غرفة مارادونا

مارادونا توفي عام 2020 ومازالت أسرار وفاته لم تكشف بعد (أ.ب)
مارادونا توفي عام 2020 ومازالت أسرار وفاته لم تكشف بعد (أ.ب)

أفاد عناصر الشرطة الذين كانوا أول الواصلين إلى غرفة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية دييغو أرماندو مارادونا بعد وفاته عام 2020، بأنهم لم يشاهدوا «أي شيء طبي» في غرفة طبية من المفترض أن تكون مخصصة لتعافي بطل مونديال 1986، وذلك خلال إدلائهم بشهاداتهم في جلسات محاكمة الطاقم الطبي.

وفي اليوم الثالث من محاكمة سبعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في محكمة في سان إيسيدرو (شمال بوينس أيرس)، قال نائب مفوض الشرطة لوكاس فارياس: «لم أرَ أي مستلزمات طبية في الغرفة. لم أرَ أي أمصال اعتقدت أنها ستكون موجودة أثناء العلاج في المنزل».

وبدوره، قال مفوض الشرطة لوكاس بورخي الذي كان أيضاً من أول الواصلين إلى غرفة الأسطورة الكروية في تيغري (شمال بوينس أيرس)، إنه «لم يكن سرير مستشفى، بل كان ملة سرير عادية»، مضيفاً أنه لم يكن هناك جهاز مزيل الرجفان.

توفي مارادونا في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 عن ستين عاماً، حين كان يتعافى من جراحة في دماغه إثر جلطة دموية، بعد عقود من صراعه مع الإدمان على الكوكايين والكحول إلى مشكلات في الكلى والكبد والقلب والأعصاب.

وجِد ميّتا في سريره بمنزل مستأجر في حي تيغري الراقي شمال العاصمة، إثر خروجه من المستشفى بعد أسبوعين من الجراحة.

تبين أنه توفي إثر نوبة قلبية.

قال الممرض الليلي إنه لاحظ «علامات تحذيرية» لكن "تلقيت الأوامر بعدم إيقاظه».

ويمثل أمام المحكمة بتهمة "احتمال القتل العمد» جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي، الطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، المعالج النفسي كارلوس دياس، المنسقة الطبية نانسي فورليني، منسق الممرضين ماريانو بيروني، الطبيب بيدرو بابلو دي سبانيا والممرض ريكاردو ألميرو.

وطلبت ممرضة أخرى، جيزيلا داهيانا مدريد، أن تُحاكم أمام هيئة محلفين منفصلة. تبدأ محاكمتها في يوليو (تموز). منذ البداية، كانت تقول إنها طبقت تعليمات الأطباء.

واتهمت النيابة العامة أفراد العناية الطبية بتقديم علاج منزلي «متهور وضعيف» لمارادونا، معتبرة أنه تُرك لقدره لـ"فترة طويلة ومؤلمة» قبل وفاته.

وتوصلت لجنة خبراء طبية من 20 عضوا شكلها المدعي العام الأرجنتيني عام 2021، إلى أن مارادونا «كانت لديه حظوظ أفضل بالبقاء على قيد الحياة» بحال تلقيه علاجاً مناسباً في منشأة طبية مناسبة.

ذكر قاضي التحقيق في القضية أن كلا من المتهمين لعب دوراً في الأحداث.

«عملية اغتيال» و«مسرح رعب»

وبسبب هذا الإهمال المميت المحتمل، يواجه المتهمون عقوبة بالسجن تتراوح بين 8 و25 عاماً، في محاكمة من المتوقع أن تستمر حتى يوليو (تموز) بواقع جلستي استماع أسبوعيا.

وينفي المتهمون أي مسؤولية عن الوفاة، وقال محامو الدفاع الثلاثاء إن عناصر الشرطة ليس لديهم معرفة طبية تسمح لهم بإصدار حكم.

وكان عناصر الشرطة الأربعة أول من تقدم بالشهادات من بين قرابة مئة شاهد، بينهم خبراء وعائلة وأصدقاء وأطباء مارادونا على مر السنين.

وقال بورخي إنه تلقى اتصالاً هاتفياً حوالي الساعة الواحدة ظهراً من يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 من مقر إقامة مارادونا، وأرسل نائبه فارياس الذي أبلغه بعد دقائق قليلة أن الأسطورة قد توفي.

وافاد بورخي بأنه عندما وصل إلى مكان الحادث، فوجئ "بعدد الأشخاص» المتواجدين في الفناء خارج مكان إقامة مارادونا، إن كان من أفراد العائلة أو طاقم العناية.

في افتتاح المحاكمة الثلاثاء الماضي، ندد المدعي العام باتريسيو فيراري في بيانه الافتتاحي بما اعتبره «عملية اغتيال»، بفترة نقاهة تحولت إلى «مسرح رعب»، وبفريق طبي «لم يقم أحد فيه بما يجب أن يقوم به».

ورفع أمام القضاة صورة لمارادونا ميتاً على سريره، وبطنه منتفخاً.

وأكدت الشرطة هذه الرؤية التي أظهرت مارادونا «ببطن منتفخ جداً، قريب من الانفجار»، وهو يرتدي قميصاً قصير الكميّن وسروالاً قصيراً.

وقال فارياس: «فوجئت برؤية مارادونا بهذه الصورة. لم أتخيل يوما أن أجد نفسي أمام هذه الصورة... بكل ما يمثله».