يسعى لويس هاميلتون إلى ترك بصمته الفورية في مواجهة بطل العالم في الأعوام الأربعة الأخيرة الهولندي ماكس فيرستابن، عندما يخوض السائق البريطاني المتوج بسبعة ألقاب عالمية أول ظهور له مع فيراري في سباق جائزة أستراليا الكبرى الافتتاحي لموسم قياسي جديد من 24 سباقاً، هذا الأسبوع.
يطمح سائق مرسيدس السابق، هاميلتون، إلى تحقيق لقبه العالمي الثامن، وهو رقم قياسي، والأول له منذ عام 2020، بعد أن تفوق عليه الهولندي وفريقه ريد بول المتألق خلال السنوات الماضية.
أدى انتقاله المذهل إلى فيراري بعد 12 عاماً من النجاح مع مرسيدس إلى تجديد شباب السائق البالغ من العمر 40 عاماً، وهو حريص على تطبيق الدروس المستفادة من 162 لفة من التجارب على حلبة الصخير في البحرين الشهر الماضي على ظروف السباق.
قال هاميلتون عن فيراري: «أنا متحمس جداً لخوض السباق الأول في ملبورن. لا أطيق الانتظار للمشاركة في السباقات معهم»، مضيفاً: «الشغف هنا لا مثيل له. لديهم كل ما يحتاجون إليه للفوز ببطولة العالم، والأمر يتعلق فقط بجمع كل القطع معاً».
تذوق هاميلتون طعم الفوز مرتين من قبل على حلبة ألبرت بارك السريعة والوعرة مع ماكلارين ومرسيدس، ولكن ليس منذ عام 2015.
كان أداء فيراري أفضل، حيث فاز فريق الحصان الجامح بأربعة من آخر ستة سباقات في أستراليا، بينها العام الماضي عندما احتل الإسباني كارلوس ساينس الذي حل محله هاميلتون، في المركز الأول متقدماً على زميله في الفريق شارل لوكلير من موناكو.
انطلق فيرستابن من المركز الأول لكنه فشل في إنهاء السباق في ملبورن، العام الماضي، حيث اضطر إلى العودة لحظيرة فريقه بعد أربع لفات، والدخان يتصاعد من سيارته بسبب عطل في المكابح في اللفة الثانية.
كان هذا استثناءً بسيطاً للهولندي الذي حصد لقبه العالمي الرابع قبل سباقين من نهاية الموسم الماضي متقدماً على سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس.
يسعى فيرستابن، البالغ من العمر 27 عاماً، الآن إلى أن يصبح ثاني سائق بعد الألماني مايكل شوماخر يفوز بخمس بطولات عالم متتالية.
حرص الهولندي على التقليل من شأن التوقعات، وقال لوسائل الإعلام الهولندية: «لا أعتقد أننا قادرون على المنافسة على الفوز في ملبورن حالياً».
وأضاف في إشارة إلى التجارب في البحرين: «إذا نظرنا إلى أزمنة اللفات، فأعتقد أن ماكلارين هو الفريق المرشح الأوفر حظاً».
وتابع: «من جانبنا، لم تسر الأمور بسلاسة تامة، ولكن من ناحية أخرى، لدينا بعض الأفكار لتحسين الأداء».
يشارك فيرستابن الآن في ريد بول مع ليام لاوسون بعد رحيل المكسيكي سيرخيو بيريس الذي لم يقدم أداءً جيداً، حيث يُعدّ النيوزيلندي واحداً من ستة سائقين يخوضون أول ظهور لهم في الموسم الكامل في أستراليا.
ستتجه أنظار الأستراليين نحو جاك دوهان، نجل ميك، بطل العالم خمس مرات في موتو جي بي، الذي سيخوض أول ظهور له على أرضه مع ألبين.
السائقون الأربعة الآخرون هم الإيطالي الشاب أندريا كيمي أنتونيلي الذي حل بديلاً لهاميلتون في مرسيدس، والبريطاني أوليفر بيرمان (هاس)، والبرازيلي غابريال بورتوليتو (ساوبر)، والفرنسي إسحاق حجار (ريسينغ بولز).
يأتي حذر فيرستابن في أعقاب تحدي نوريس الذي واجهه العام الماضي عندما قاد ماكلارين إلى لقبه الأول للصانعين منذ عام 1998.
وكما كان متوقعاً، كان أداء ماكلارين سريعاً في البحرين، حيث يحرص نوريس وزميله الأسترالي أوسكار بياستري على تقديم أداء مميز هذا الأسبوع.
وقال البريطاني: «لقد كانت هذه الحلبة جيدة لنا في الماضي، ونأمل أن نواصل زخمنا من عام 2024 إلى هذا العام».
وأضاف: «لقد خضنا اختباراً مثمراً، لكننا لن نعرف موقفنا حتى التجارب الرسمية، السبت».
وحذر نوريس من أنه يتوقع أن تكون فرق أخرى غير ماكلارين وريد بول وفيراري ومرسيدس أكثر تنافسية هذا الموسم.
وقال: «أعتقد أن هذا الموسم سيكون مثيراً جداً، مع الكثير من السباقات المتقاربة. ستكون هناك منافسة شرسة».
تعود ملبورن إلى مكانتها التقليدية سباقاً افتتاحياً للموسم لأول مرة منذ خمس سنوات، حيث يتوقع المنظمون حضور أكثر من 450 ألف متفرج عبر بوابات حلبة ألبرت بارك.
استضافت المدينة أول سباق جائزة كبرى كل عام تقريباً منذ انتقال السباق الأسترالي من أديلايد عام 1996، لكنها لم تفعل ذلك منذ عام 2019 بعد أن تسببت جائحة كوفيد في إسناد استضافة السباق الافتتاحي إلى البحرين.