في أسبوع حاسم بموسم ريال مدريد، صعد كيليان مبابي إلى اللوحة.
ووفق شبكة «The Atthletic»، فقد سجل اللاعب (البالغ من العمر 26 عاماً) في أول مباراة ديربي له ضد أتليتكو مدريد (كان قد غاب عن أول لقاء هذا الموسم بين الغريمين بالمدينة في سبتمبر (أيلول) الماضي بسبب إصابة في الفخذ) ولعب دوراً رئيسياً؛ حيث ضغط فريق كارلو أنشيلوتي من أجل الفوز في الـ«برنابيو».
لكن المباراة كانت محظوظة أيضاً؛ لأنها ضمت منذ البداية جميع نجوم الهجوم الأربعة في مدريد: مبابي وفينيسيوس جونيور ورودريغو وجود بيلينغهام. هذا هو النظام الذي من المتوقع أن يلجأ إليه مدريد مرة أخرى في مباراة الذهاب من ملحق دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي مساء الثلاثاء.
بدأت الليلة باسم مبابي بصفته آخر اسم يعلَن عنه عبر نظام الخطاب العام في الـ«برنابيو». إنها لفتة أصبحت معتادة وتعكس مكانة المهاجم الفرنسي في هذا الفريق.
تلقى اللاعب مزيداً من الإشادة عندما حصل على جائزة «أفضل لاعب في الدوري الإسباني لشهر يناير (كانون الثاني)» الماضي. سجل 5 أهداف خلال 4 مباريات في إسبانيا الشهر الماضي، مما يدل على مدى وصوله إلى أعلى مستوياته بعد انضمامه من باريس سان جيرمان الصيف الماضي.
كافح مبابي للتألق، وأمضى الشوط الأول دون تسديدات، ولم يخلق أي فرص، ولم ينجح في المراوغة التي حاولها.
لكن الشوط الثاني كان مختلفاً، حيث أظهر مزيداً من المرونة والانتهازية. كان بالمكان المناسب في الوقت المناسب لتحويل الكرة المرتدة إلى مرمى الحارس يان أوبلاك بعد تسديدة من بيلينغهام صدها أوبلاك.
احتفل مبابي بطريقته المعتادة في الأشهر الأخيرة، حيث ركض عائداً إلى دائرة المنتصف، ورفع يديه في الهواء بموجة من الفرح والحماس، وحث زملاءه في الفريق على المضي قدماً. سمح أنشيلوتي لنفسه بلحظة من الاحتفال على خط التماس، وسرعان ما كان مبابي بجواره، حيث تلقى الرعاية بسبب جرح في أصبعه.
كان هذا هو الهدف الـ23 لمبابي هذا الموسم في 34 مباراة، إلى جانب 3 تمريرات حاسمة. في المتوسط، يسجل الفرنسي أو يقدم تمريرة حاسمة كل 109 دقائق. تُظهر لوحة معلومات اللاعب الخاصة به في المباراة كيف شارك بالمناطق المركزية؛ وإن كان دون اللعب العام الذي اعتدنا رؤيته منه في منطقة الجزاء.
تماماً كما حدث ضد برشلونة في نهائي بطولة كأس السوبر الإسبانية في يناير (كانون الثاني) الماضي، سجل مبابي في مباراة كبيرة بعد بداية مختلطة لمسيرته مع مدريد. انتهت تلك المباراة بهزيمة مهينة 5 - 2. هنا؛ ربما كان بإمكان مدريد تحويل التعادل 1 - 1 إلى فوز، لكنهم ما زالوا غير قادرين على تجاوز خط النهاية.
كانت الظروف المحيطة بهذه المباراة مختلفة. دخل أنشيلوتي المباراة دون أي مدافعين مركزيين بسبب الإصابة (لا يعتمد النادي على خيسوس فاييخو الذي لعب 10 دقائق فقط هذا الموسم). سيكون الأمر نفسه ضد مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا يوم الثلاثاء، الذي أظهر فوزه الضيق على ليتون أورينت في كأس الاتحاد الإنجليزي في وقت سابق من اليوم أن لديهم مشكلاتهم الخاصة.
ولكن حتى مع وجود مبابي على قائمة الهدافين، فلم يتمكن مدريد من تجاوز الخط في مباريات كبرى. لقد تكبدوا هزائم أمام ميلان وليفربول وأتليتك بلباو، وبرشلونة (مرتان: 4 - 0 و5 - 2) هذا الموسم.
دفعت الهزيمة الأخيرة ضد برشلونة أنشيلوتي إلى التفكير بجدية في إسقاط أحد نجومه الأربعة في المقدمة بحثاً عن مزيد من التوازن في المباريات المهمة، حيث يُنظر إلى رودريغو على أنه الأكثر احتمالاً للعودة إلى مقاعد البدلاء. ولكن منذ الكلاسيكو في السعودية، سجل المهاجم البرازيلي 9 أهداف في 7 مباريات وظل لاعباً أساسياً في الفريق.
وتقول مصادر (أُبقيَ على هويتها غير معلنة لحماية العلاقات) بملعب التدريب في «فالديبيباس» التابع لريال مدريد، إن أنشيلوتي قرر الاستمرار بالنظام نفسه بعد أن طُلب من المهاجمين إظهار مزيد من التضحية الدفاعية في التحضير للديربي. وقالت تلك الأصوات، معترفة بصعوبة إيجاد التوازن الصحيح في الفريق: «كانت هناك (تضحيات) في الشوط الثاني، لكنها لم تكن كافية لفعل ذلك لمدة 45 دقيقة».
وفي الوقت نفسه، شهد الشوط الأول تكرار أخطاء الأشهر الأخيرة. صنع أتليتكو فرصة في الدقيقة الخامسة على الجانب الأيمن لريال مدريد الذي كان فيه قلب الدفاع المؤقت أوريليان تشواميني والظهير الأيمن البديل لوكاس فاسكيز. ورد أنشيلوتي برفع ذراعيه في غضب.
كان ريال مدريد أكثر غضباً بسبب ركلة الجزاء المثيرة للجدل التي احتُسبت ضدهم، وبعد أسبوع قدموا شكوى رسمية ضد نظام التحكيم الإسباني بعد القرارات في خسارتهم 1 - 0 أمام إسبانيول.
واحتُسب أن تشواميني داس على جناح أتليتكو، صامويل لينو، في منطقة الجزاء، مما أثار استياء كثيرين داخل النادي. وقال أحد الأشخاص الذين كانوا حاضرين في غرفة الملابس: «لا يمكن أن تكون ركلة جزاء مطلقاً. الأمر يتعلق أكثر باللاعب لينو الذي وضع قدمه تحت (تشواميني)».
كانوا أكثر انسجاماً وعملوا بجدية أكبر في الشوط الثاني؛ مما أدى إلى أرقام أفضل بشكل عام لريال مدريد؛ حيث سددوا 8 تسديدات على المرمى مقارنة بعدم تسديد أي واحدة في الشوط الأول، و11 فرصة مقارنة بـ6.
داخل غرفة ملابس ريال مدريد هم مقتنعون بأن هذه هي الطريقة للانتصار في ملعب «الاتحاد».
وبغض النظر عن ذلك، فمن العدل أن نقول إن نجوم ريال مدريد لم يكتسحوا كل شيء أمامهم بالطريقة التي توقعها كثير من المشجعين قبل الموسم.
يبدو أن «الرباعي الرائع» المكون من مبابي وفينيسيوس جونيور ورودريغو وبيلينغهام سيستمرون جميعاً في التشكيلة الأساسية ضد مانشستر سيتي.