عانت ماديسون كيز ذات يوم من وطأة التوقعات بأنها ستحقق ذات يوم، أو في أحد الأيام، لقب إحدى البطولات الأربع الكبرى، وهذا ما كان متوقعا لها منذ أن كانت طفلة معجزة في عامها 11.
واليوم السبت، بعد ما يقرب من 16 عاما من احترافها التنس، فازت اللاعبة الأميركية المحررة من الضغوط 6-3 و2-6 و7-5 على المصنفة الأولى أرينا سابالينكا في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة.
وكما يقولون فإن الأشياء الجيدة تأتي لمن ينتظرها، لكن انتظار كيز ربما بدا أنه لا نهاية له.
وجاء فوزها ببطولة أستراليا المفتوحة في مشاركتها 46 ببطولة كبرى، لتصبح ثالث لاعبة تنتظر مدة طويلة للحصول على أول ألقابها الكبرى في عصر الاحتراف، بعد فلافيا بنيتا وماريون بارتولي.
ورغم أن ضرباتها الأرضية القوية وشجاعتها تحت الضغط كانتا عنصرين أساسيين في الفوز على سابالينكا، المتوجة بلقب «أستراليا» في العامين الماضيين والمصنفة الأولى عالميا، فإن كيز أشادت بالعلاج الذي ساعدها على تقديم أفضل أداء لها.
وكانت بحاجة إلى ذلك لإخماد الأصوات المزعجة في رأسها بشأن افتقارها للنجاح في البطولات الكبرى.
وقالت للصحافيين: «أعتقد أنه مع تقدمي في العمر واقترابي من تحقيق ذلك (الفوز ببطولة كبرى) ثم عدم حدوث هذا الأمر، شعرت وكأنني أقول (هل سيحدث هذا حقا؟ إذا لم يحدث، فهذا يعني أنني لم ألتزم بما قاله لي الجميع والذي كان ينبغي علي فعله)».
وأردفت اللاعبة: «في النهاية وصلت للنقطة التي كنت فيها متراجعة شخصيا وكنت كما لو كنت غير مهتمة إذا كان هذا الأمر سيساعد على الأداء، بل كنت أريد فقط الشعور بالتحسن. أعتقد بصراحة أنه إذا لم أحقق ذلك، فلن أجلس هنا».
وقبل عشر سنوات، وفي سن 19، بدت كيز مستعدة لتقديم ما توقعه الجميع عندما بلغت قبل نهائي بطولة كبرى للمرة الأولى في ملبورن بارك.
لكنها لم تكن بأي حال من الأحوال تمثل تهديدا للمنافسين على الفوز باللقب هذا العام.
وكان موسمها في عام 2024 مليئا بالإصابات، وكان أفضل أداء لها في البطولات الثلاث الكبرى التي شاركت فيها هو بلوغ الدور الرابع في ويمبلدون.
عندما وصلت كيز إلى ملبورن بارك، كانت تدرك أن ذروة مسيرتها ربما كانت عندما تأهلت إلى نهائي بطولة أميركا المفتوحة عام 2017، وهي المباراة التي انتهت بهزيمة مريرة أمام مواطنتها سلون ستيفنز.
وتغير الوضع فجأة يوم الخميس الماضي عندما فازت المصنفة 19 على إيغا شفيونتيك، المتوجة بخمس بطولات كبرى، في مباراة مثيرة من ثلاث مجموعات لتبلغ النهائي.
وحققت أكبر انتصار في مسيرتها بفوز أكبر وأهم اليوم على سابالينكا.
وتخلصت من الهواجس التي طاردتها منذ مواجهتهما الأخيرة في بطولة كبرى بقبل نهائي «أميركا المفتوحة» عام 2023، عندما فرطت في تقدمها بمجموعة لتخسر في ثلاث مجموعات ثم تنهمر في البكاء خلال مؤتمر صحافي عقب المباراة.
وبعد مرور عام ونصف العام، تبدلت الأدوار لتبكي سابالينكا بحرقة تحت منشفة في ملعب رود ليفر.
ودخلت كيز تاريخ التنس بعدما أصبحت اللاعبة التي حرمت لاعبة روسيا البيضاء من الفوز بلقبها الثالث تواليا في ملبورن بارك، وأنهت سلسلة انتصاراتها التي بلغت 20 مباراة متتالية على الملاعب الصلبة للبطولة.
وشهدت الاحتفالات الكثير من الدموع والفرحة عندما ذهبت إلى فريقها واحتضنت زوجها ومدربها بيورن فراتانغيلو بعد شهرين من زواجها من لاعب التنس السابق.
وبعد نجاحها أخيرا في اختراق حواجز البطولة الكبرى، سيتحسن التصنيف العالمي لكيز لتصل للمركز السابع، لتعود إلى ذروتها قبل أكثر من ثمانية أعوام.
وقالت كيز إنها ربما تخلصت من هاجس الفوز ببطولة كبرى لكنها ستواصل العلاج النفسي.
وأضافت: «هذا شيء سأستمر فيه بقية حياتي. أعتقد أنه إذا فعل المزيد من الناس ذلك وتحدثوا عنه، فسيصبح الأمر طبيعيا. الأمر أشبه بالذهاب للطبيب».