حظي كلوب بروج البلجيكي بإشادة كبيرة بعدما حجز بطاقته إلى ثمن نهائي دوري الأبطال بعدما جدّد فوزه على مضيفه أتالانتا الإيطالي في الملحق الفاصل، وكذلك نال سلتيك الاسكوتلندي كثيراً من الثناء بعد صموده أمام بايرن ميونيخ حتى الثواني الأخيرة عندما استقبلت شباكه هدف التعادل 1 - 1 ليُحرم من خوض ركلات الترجيح.
وربما كان وداع ميلان وأتالانتا المسابقة ضربة للكرة الإيطالية، إلا أن عروضهما المخيبة في مشوار الدوري الموحد كانت مؤشراً لما حدث في الملحق الفاصل.
في مدينة برغامو الإيطالية معقل أتالانتا أبهر شمس الدين طالبي لاعب كلوب بروج، ذو الأصول المغربية، المراقبين بقيادة فريقه للفوز 3 - 1 سجل منها هدفين، وانتزع الإعجاب بمراوغاته الرائعة، وكراته العرضية الدقيقة، وقدرته الكبيرة على الفوز بالالتحامات الهجومية، واسترجاع الكرة في الدفاع، ليؤكد استحقاقه بجائزة رجل المباراة.
وبعدما ساعد فريقه في الفوز ذهابا 2 - 1 عاد طالبي البالغ من العمر 19 عاماً ليؤكد جدارته في مباراة الإياب بالملحق بافتتاح التسجيل في أول هجمة لبروج بعد مرور 3 دقائق فقط من بداية اللقاء، ثم ضاعف اللاعب الشاب تقدم فريقه بتسجيله الهدف الثاني في الدقيقة 27 بعد حركة رائعة وتسديدة من كرة ارتدت من تصدي حارس المرمى ماركو كارنيزيكي، قبل أن يحسم زميله الإسباني فيران جوتغلا الثالث قبل نهاية الشوط الأول.
وبات طالبي في سن الـ19 عاماً و285 يوماً أصغر لاعب بلجيكي يسجل في الأدوار الإقصائية في دوري الأبطال، ورابع أصغر لاعب يسجل ثنائية بعد الفرنسي كيليان مبابي، والنرويجي إرلينغ هالاند، والإيطالي نيكولو زانيولا.
وسجل المهاجم النيجيري أديمولا لوكمان هدف أتالانتا مطلع الشوط الثاني، قبل أن يهدر بعد ربع ساعة ركلة جزاء تصدى لها بنجاح الحارس سيمون مينيوليه.
ونشأ طالبي، الذي يتميز بالسرعة ولديه تقنية عالية، في مدينة مولنبيك، وتدرب في توبيز - براين قبل أن ينضم إلى كلوب بروج في 2015، وظهر لأول مرة مع فريق تحت 23 سنة قبل ثلاث سنوات، ثم انضم إلى الفريق الأول في 2023.
وهذا الموسم، سجل خمسة أهداف، وقدّم تمريرتين حاسمتين مع بروج في الدوري البلجيكي.
وعلى ملعب أليانز أرينا في ميونيخ، كان سلتيك في طريقه لانتزاع فوز مثير وجر العملاق بايرن ميونيخ لركلات الترجيح، بعدما تقدم بهدف نيكولاس غيريت كوهن في الدقيقة 63 قبل أن يدرك البديل الكندي ألفونسو ديفيز التعادل لفريقه في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، ليستفيد العملاق البافاري من فوزه 2 - 1 ذهاباً في الملحق المؤهل. وحافظ النادي البافاري على سجله الناصع في ميونيخ في «التشامبيونزليغ»، حيث لم يخسر منذ أبريل (نيسان) 2021، في سلسلة من 21 مباراة.
وغنت جماهير سلتيك للاعبيها الذين سقطوا في حالة من البكاء بعد العرض البطولي قائلة: «ارفعوا رؤوسكم أيها الأبطال». كانت الإشادة التي حظي بها فريق سلتيك وإدارته رغم انتهاء مشوار الفريق في دوري الأبطال دليلاً على حجم الجهد الذي بذله فريق المدرب الآيرلندي بريندان رودجرز بالمسابقة أمام فرق عريقة صاحبة خبرة كبيرة أوروبياً.
العرض الشجاع الرائع من رجال رودجرز جعل بايرن مهدداً بالخروج من البطولة في معقله لولا الحظ العاثر للفريق الاسكوتلندي عندما اصطدمت الكرة بقدم ألفونسو ديفيز لتسكن شباكه في وقت قاتل.
وحاول البلجيكي فينسن كومباني مدرب بايرن ميونيخ تبرير ما حدث من توتر لفريقه قبل التعادل 1 - 1 مع ضيفه سلتيك، بالإرهاق الذي عانى منه اللاعبون، وقال: «كنا نتحدث دائماً عن عدد المباريات التي سنخوضها خلال ستة أيام. كان الشوط الثاني جيداً. أتيحت لنا الفرص وكان بوسعنا تسجيل مزيد من الأهداف. ليس من السهل اجتياز مثل هذا النظام الضاغط للمباريات. هدفنا هو أن يكون الأداء والنتائج متناسبين».
وفي يوم الأحد المقبل يستقبل بايرن، الذي يتقدم بفارق ثماني نقاط على ليفركوزن، منافسه آينتراخت فرنكفورت، الثالث وله 42 نقطة، في مباراة قد لا يشارك بها هداف الفريق الإنجليزي هاري كين بعدما استبدل أثناء الاستراحة ضد سلتيك للإصابة.
وعن كين قال كومباني: «لقد تعرض لضربة في الوجه خلال مباراة ليفركوزن، وأبدى استعداده للعب ضد سلتيك، لكن خلال المباراة شعر بأنه غير قادر على مساعدة الفريق بشكل كامل. لم نرغب في المخاطرة. ما زلت لا أعرف إلى متى سيستمر غيابه، أو ما إذا كان سيظل مصاباً».
وقرر البايرن أمس ضرورة حاجة كين لبعض الوقت للراحة لأن الإصابة التي تعرض لها الإنجليزي الدولي (31 عاماً) أدت إلى نزيف داخلي يستلزم مراجعة الطاقم الطبي.
وانضمت فرق بنفيكا البرتغالي، وفينورد الهولندي إلى كلوب بروج وبايرن ميونيخ إلى المتأهلين للدور ثمن النهائي. وكان انتزاع فينورد بطاقة العبور بالتعادل مع ميلان 1 - 1 في ملعب سان سيرو بعد فوزه ذهاباً بهدف نظيف، ضربة قاسية للفريق الإيطالي بطل أوروبا سبع مرات.
وعلّق القائد السابق لمانشستر سيتي الإنجليزي كايل ووكر الوافد الجديد إلى ميلان من بين 5 صفقات أجراها الفريق الإيطالي في يناير (كانون الثاني): «كنا الفريق الوحيد في الملعب والمسيطر لفترة طويلة، لكن قرار الحكم غيّر مجرى المباراة».
وعبّر المهاجم السابق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش المستشار الخاص لرئيس ومالك ميلان عن خيبته عقب الخسارة، قائلاً: «نشعر بخيبة أمل، نحن غاضبون، كنا نفتقر إلى النضج عندما تتقدم 1 - 0 لا يجب أن تتوقف عن الهجوم. يتعيّن علينا الرد في الدوري والعودة إلى المسار الصحيح».
وتأهل فينورد إلى ثمن نهائي المسابقة القارية الأم للمرة الأولى منذ موسم 1974 - 1975، في النسخة الأخيرة التي نجح فيها في الفوز بمباراتي الذهاب والإياب. وفي لشبونة، اقتنص بنفيكا بطاقة التأهل بتعادل مثير أمام ضيفه موناكو الفرنسي 3 - 3 في إياب الملحق المؤهل، مستفيداً من فوزه ذهاباً خارج أرضه 2 - 1.