نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

الفريق وضع قدماً نحو التأهل لنهائي كأس الرابطة ويطمح إلى التقدم للمربع الذهبي للدوري

إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)
إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة (رويترز)
TT

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)
إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة (رويترز)

قبل عامين واصل نيوكاسل يونايتد تألقه منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ووضع قدماً نحو التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم بفوزه 2-صفر على مضيفه آرسنال مساء أول من أمس، في وقت وصل فيه مهاجمه السويدي ألكسندر إيساك، إلى أعلى مستوى وبات يُنظَر إليه على أنه جوهرة التاج في تشكيلة المدرب إيدي هاو.

وسجل إيساك الهدف الأول قبل نهاية الشوط الأول لمباراة الذهاب على ملعب الإمارات ثم لعب دوراً كبيراً في الهدف الثاني لنيوكاسل الذي سجله أنتوني جوردون في الشوط الثاني. وسيكون نيوكاسل، الذي لم يفز بأي لقب كبير منذ 1955، الآن، المرشح الأبرز لاستكمال المهمة في مباراة الإياب الشهر المقبل علماً بأنه يعيش أياماً جيدة بعد فوزه 2-1 على توتنهام اللندني أيضاً قبل ثلاثة أيام، ليصبح أقرب إلى أول أربعة مراكز في الدوري الإنجليزي الممتاز.

لقد أُثيرت شكوك كثيرة في بداية الموسم حول نيوكاسل بسبب عدم ثبات المستوى وتراجع الفاعلية الهجومية، لكنَّ الفريق عاد بقوة وحقق سبعة انتصارات متتالية في جميع المسابقات، ويعود الفضل الأول في ذلك إلى المستويات الاستثنائية التي يقدمها المهاجم السويدي البالغ من العمر 25 عاماً.

لقد أحرز إيساك 10 أهداف مع نيوكاسل هذا الموسم ورفع رصيده إلى 50 هدفاً مع الفريق منذ قدومه قبل عامين.

دائماً ما واجه إيساك ضغوطاً هائلة بسبب التوقعات الكبيرة لما يمكن أن يقدمه. فعندما كان في السادسة عشرة من عمره أصبح أصغر هداف في تاريخ نادي أيك السويدي، وسرعان ما أثبت نفسه أحد أبرز المواهب في جميع أنحاء أوروبا، وهو الأمر الذي جعل كثيرين يشبِّهونه بمواطنه الأسطوري زلاتان إبراهيموفيتش، رغم الاختلاف الهائل بين الاثنين، فشخصية إيساك الهادئة والمتواضعة بعيدة كل البعد عن شخصية إبراهيموفيتش التي تتسم بالغرور الشديد.

وُلد إيساك لأبوين إريتريين في استوكهولم، ونشأ طفلاً متواضعاً ومنطوياً، وتطوَّر في نهاية المطاف حتى أصبح ذلك اللاعب والشخص الذي أراد نيوكاسل أن يبني مشروعه حوله.

وغالباً ما يجري تشبيهه بأسطورة آرسنال تييري هنري، بسبب قدرته الهائلة على التحكم بقدميه، وذكائه في التحرك في وسط الملعب وعلى الأطراف، ناهيك بأنه يفعل كل ذلك بسهولة كبيرة.

في عام 2017، انتقل إيساك إلى بوروسيا دورتموند، المعروف بأنه «أرض خصبة» لتطوير النجوم الصاعدين، لكن على عكس جادون سانشو وغود بيلينغهام وإيرلينغ هالاند، لم ينجح المهاجم السويدي في التأقلم مع الحياة في ألمانيا. لقد اعترف المديرون الفنيون الذين عملوا معه بأنه يمتلك فنيات وقدرات هائلة، لكنّ خجله منعه من إظهار هذه الإمكانات كما ينبغي.

أسهم إيساك ارتفعت في سوق الإنتقالات بعد تسجيله 10 اهداف هذا الموسم (رويترز)cut out

ومع ذلك، أدى اجتماع واحد بين إيساك والمدير الفني للفريق الرديف بنادي بوروسيا دورتموند آنذاك، يان سيويرت، إلى تحويل مسيرته الكروية. ففي أثناء تناول القهوة، أظهر سيويرت للمهاجم السويدي الشاب صورتين جنباً إلى جنب -واحدة له وهو جالس على مقاعد البدلاء في بوروسيا دورتموند، وأخرى له وهو يبتسم بعد تسجيل هدف بقميص منتخب السويد. وسأله سيويرت عن الفارق بين الصورتين. اعترف إيساك بأن الفارق يتمثل في الثقة التي يفتقر إليها مع ناديه، وبدأ يشعر براحة أكبر بعد ذلك.

وعلى الرغم من نجاحه في تقديم مستويات جيدة في هولندا خلال الفترة التي لعب فيها لفيليم تيلبورغ على سبيل الإعارة في عام 2019 -سجل 13 هدفاً في 16 مباراة بالدوري الهولندي الممتاز- فإنه انضم إلى ريال سوسيداد لكي ينتقل إلى المستوى التالي.

أحرز إيساك 10 أهداف مع نيوكاسل هذا الموسم ورفع رصيده إلى 50 هدفاً منذ قدومه

لم يكن إيساك قد وصل إلى مرحلة النجومية آنذاك، لكنَّ موهبته لم تكن موضع شك أبداً. ولم ينسَ يوماً من أين أتى، وكان يتواصل بشكل دائم مع معلِّم اللغة الإسبانية في مدرسته في السويد ليشكره على مساعدته في فهم اللغة. وبمجرد استقراره في مدينة سان سيباستيان، سجَّل إيساك 17 هدفاً في موسمه الثاني، واستمر في إثارة الإعجاب في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 مع منتخب السويد. وعلى الرغم من أنه لم يسجل أي هدف في البطولة، فإنه قدم أداءً ساحراً في دور المجموعات، خصوصاً أمام سلوفاكيا عندما تلاعب بالمدافعين وساعد فريقه على الفوز بهدف دون رد.

ازدادت التكهنات حوله، لكنه لم يُحرز سوى ستة أهداف فقط في 32 مباراة في موسم 2021-2022، وهو ما عزز فكرة أنه لم يكن مستعداً للانضمام إلى نادٍ من أندية القمة مقابل الرسوم المطلوبة للاستغناء عنه، التي تجاوزت 60 مليون جنيه إسترليني. رفض نيوكاسل في البداية إبرام الصفقة بهذا السعر، لكنَّ إصابة كالوم ويلسون جعلت مسؤولي النادي يُغيِّرون رأيهم وتعاقدوا معه في صفقة قياسية في تاريخ النادي في أغسطس (آب) 2022.

أعطت هذه الخطوة انطباعاً كاذباً عن سياسة نيوكاسل في سوق الانتقالات، خصوصاً بعد أن انتقلت ملكية النادي إلى صندوق الاستثمار السعودي، وقيل إن النادي كان متهوراً إلى حدٍّ ما للتعاقد مع إيساك بهذا المقابل المادي الكبير -وهو أمر لن يفعله أي نادٍ آخر. لكن لم يكن الأمر كذلك أبداً، فقد تمت دراسة هذه الصفقة بعناية حتى لا يتم انتهاك قواعد الربح والاستدامة، كما كان مسؤولو النادي يتابعون اللاعب عن كثب منذ فترة ويعرفون قدراته وإمكاناته جيداً.

شكّلت شخصية إيساك المتواضعة عاملاً كبيراً أيضاً، حيث كانت إدارة نيوكاسل حريصة على أن يتناسب كل لاعب جديد مع أخلاقيات العمل الجماعي وروح الفريق، وبات من الواضح الآن أن انطواء اللاعب لم يعد عائقاً أمام تألقه، وأثبت أنه يستحق ذلك المبلغ تماماً، على الرغم من أن الإصابات تسببت في غيابه عن الملاعب لمدة خمسة أشهر من موسمه الأول.

في موسمه الأول سجَّل أكثر من 10 أهداف، وقاد نيوكاسل إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا، وفي موسم 2023-2024، أصبح إيساك أول لاعب في نيوكاسل منذ آلن شيرار، قبل عقدين من الزمان، يسجل 20 هدفاً في الدوري خلال موسم واحد.

وقال شيرار عنه لبرنامج «مباراة اليوم» على قناة «بي بي سي» العام الماضي: «إنه يشكل تهديداً مستمراً على مرمى المنافسين طوال الوقت. إنه يُنهي الهجمات بشكل ممتاز، ويتميز بالثقة والهدوء، ويؤمن بكل ما يفعله. إنه يفعل كل شيء بأعلى مستوى ممكن من الجودة».

بدأ نيوكاسل هذا الموسم بصعوبة، ولم يكن يلعب بالهوية التي يريدها المدير الفني إيدي هاو، وكان الفريق يفتقر إلى الطاقة والحيوية في منتصف الملعب، لذا بدا إيساك معزولاً بمفرده في الخط الأمامي.

لقد كان أحد أسباب معاناته في نهاية مسيرته مع ريال سوسيداد يتمثل في تغيير طريقة اللعب بعد رحيل مارتن أوديغارد إلى آرسنال، حيث لم يعد إيساك يتواصل مع خط الوسط كما كان الأمر من قبل. لكن المستويات الاستثنائية التي يقدمها إيساك حالياً مع نيوكاسل تأتي في الوقت الذي يلعب فيه ساندرو تونالي دوراً دفاعياً أكبر في خط الوسط، مع تقدم برونو غيماريش إلى الأمام، وهو الأمر الذي أعطى الفريق مزيداً من التحكم والتوازن.

وقال هاو بعد أن سجل المهاجم السويدي أول ثلاثية له مع نيوكاسل في المباراة التي فاز فيها على إيبسويتش تاون برباعية نظيفة في ديسمبر: «ألكسندر موهبة عالمية. الطريقة التي يسجل بها الأهداف تُظهر أنه يمتلك الهدوء والاتزان اللذين لا يمتلكهما سوى عدد قليل جداً من اللاعبين. وعندما تضيف مهاراته الفنية إلى هذا المزيج، فهذا يجعلك تؤمن بأنه يمتلك كل شيء».

لكنْ ما الخطوة القادمة لإيساك؟ سيكون نيوكاسل حريصاً على الاحتفاظ بخدمات نجمه السويدي، وفي ظل بقاء ثلاث سنوات ونصف على نهاية عقده، فإن موقف النادي قوي للغاية. تشير تقارير إلى أن هناك اهتماماً من جانب آرسنال لضمه، ربما بسبب تشابهه مع هنري، لكن سيتعين على آرسنال أن يدفع مبلغاً باهظاً من أجل التعاقد معه. وفي ظل قواعد الربح والاستدامة، فإن أندية قليلة فقط هي التي تستطيع تحمل قيمة هذه الصفقة، التي قد تتخطى 100 مليون جنيه إسترليني.

عندما اضطر نيوكاسل إلى بيع بعض لاعبيه من أجل الالتزام بقواعد الربح والاستدامة الصيف الماضي، جرت محادثات مع ليفربول بشأن بيع أنتوني غوردون، وكان هناك حديث عن إمكانية تفعيل الشرط الجزائي الموجود في عقد غيماريش والبالغ 100 مليون جنيه إسترليني، لكن جرى إغلاق الحديث عن إمكانية رحيل إيساك، فهو اللاعب الذي لا يريد النادي خسارته تحت أي ظرف من الظروف والفتى المدلل للفريق، كما أن إمكاناته الفريدة تجعل من المستحيل تقريباً تعويضه.

وتعلّق جماهير نيوكاسل آمالها على مهاجمها السويدي لفك عقدة التتويج بالبطولات خصوصاً بعد أن اقترب الفريق كثيراً من التأهل لنهائي كأس الرابطة.


مقالات ذات صلة

محمد صلاح وتييري هنري... مقارنة بين اثنين من عظماء الدوري الإنجليزي

رياضة عالمية محمد صلاح مع ليفربول وكأس الدوري الإنجليزي (غيتي)

محمد صلاح وتييري هنري... مقارنة بين اثنين من عظماء الدوري الإنجليزي

يشترك الاثنان فيما يمكن وصفه بالعبقرية عندما يكونان في قمة إبداعهما إضافة إلى فاعليتهما الاستثنائية في الأوقات الحاسمة.

رياضة عالمية مرموش سجل 18 هدفاً وصنع 11 هدفاً مع آينتراخت فرنكفورت هذا الموسم (إ.ب.أ)

لماذا يسعى مانشستر سيتي إلى التعاقد مع عمر مرموش؟

يعد عمر مرموش المرشح الأبرز للقيام بدورين في سيتي: قيادة خط الهجوم وتقديم الدعم اللازم لهالاند.

رياضة عالمية شون دايش أول ضحايا الملاك الجدد لإيفرتون (رويترز)

الملاك الجدد لإيفرتون يبدأون التصحيح بإقالة المدرب

قرر نادي إيفرتون الإنجليزي، إقالة مدربه شون دايش، اليوم الخميس، وذلك قبل ساعات قليلة من مباراة للفريق ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روني وزوجته كولين (رويترز)

كولين روني: تعرضنا لـ«الإرهاب» بعد انتقال زوجي ليونايتد

قالت كولين روني، زوجة النجم الإنجليزي واين روني، إن عائلتها تعرضت لما وصفته بـ«الإرهاب» لدى انتقال زوجها إلى مانشستر يونايتد مقبلاً من إيفرتون في عام 2004

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

وجَّه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامات إلى فريق نيوكاسل يونايتد ومدربه المساعد جاسون تيندال وأستون فيلا والمحلل الأداء الرئيسي له فيكتور مانتس.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لماذا يسعى مانشستر سيتي إلى التعاقد مع عمر مرموش؟

مرموش سجل 18 هدفاً وصنع 11 هدفاً مع آينتراخت فرنكفورت هذا الموسم (إ.ب.أ)
مرموش سجل 18 هدفاً وصنع 11 هدفاً مع آينتراخت فرنكفورت هذا الموسم (إ.ب.أ)
TT

لماذا يسعى مانشستر سيتي إلى التعاقد مع عمر مرموش؟

مرموش سجل 18 هدفاً وصنع 11 هدفاً مع آينتراخت فرنكفورت هذا الموسم (إ.ب.أ)
مرموش سجل 18 هدفاً وصنع 11 هدفاً مع آينتراخت فرنكفورت هذا الموسم (إ.ب.أ)

تنفس مشجعو مانشستر سيتي الصعداء بعد تحقيق الفريق فوزين متتاليين في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد شعر حامل اللقب بالقلق الشديد بعدما حقق فوزاً وحيداً وخسر 9 مرات في 13 مباراة، لكنه أنهى عام 2024 بالفوز على ليستر سيتي، وبدأ عام 2025 بالفوز على وست هام على ملعب الاتحاد، وبدا الأمر وكأن مانشستر سيتي يدخل العام الجديد بثوب جديد.

لكن على الرغم من تلك الانتصارات، لا يبدو مانشستر سيتي بنفس المستوى الذي كان عليه من قبل، فقد كان ليستر سيتي، الذي خسر آخر 5 مباريات له، الأكثر استحواذاً على الكرة، كما سدد وست هام 17 تسديدة مقابل 10 تسديدات لمانشستر سيتي، على الرغم من خسارة وست هام المباراة في نهاية المطاف بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد. وبالتالي، إذا أتيحت الفرصة للمدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، لتدعيم صفوف فريقه، فيتعين عليه أن يغتنم هذه الفرصة جيداً.

لقد تأثر مانشستر سيتي كثيراً بالإصابات هذا الموسم، خاصة أن الفريق لم يدعم صفوفه كما ينبغي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. ولم يتعاقد مانشستر سيتي إلا مع اللاعب الشاب سافينيو واللاعب المخضرم إلكاي غوندوغان، وهو ما بدا غير كافٍ بالمرة في ذلك الوقت، نظراً لأن قائمة الفريق كانت تبدو بالفعل بحاجة ماسة إلى تدعيمات قوية. ومع بداية العام الجديد، قرر مانشستر سيتي الإنفاق بقوة لتدعيم صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية الحالية، وبالتالي لم يكن من الغريب أن تشير تقارير إلى اهتمامه بعدد كبير من الأسماء الجديدة: عبد القادر خوسانوف من لانس، وفيتور ريس من بالميراس في خط الدفاع؛ وإيدرسون من أتالانتا، ومارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد في خط الوسط. وعلى الرغم من تدعيم خط الهجوم بالتعاقد مع سافينيو من جيرونا مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، فإن الفريق لا يزال بحاجة إلى لاعب آخر في الثلث الأخير من الملعب.

لقد تأثرت الخيارات الهجومية لمانشستر سيتي برحيل النجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز، الذي كان يستطيع اللعب في أكثر من مركز في الخط الأمامي؛ حيث كان يمكنه أن يحل محل إيرلينغ هالاند في مركز المهاجم الصريح، أو اللعب في عمق الملعب. ونظراً لإصابة كيفين دي بروين والانخفاض الكبير في مستوى فيل فودين، يتعين على الفريق أن يجد حلاً لقلة حصيلته التهديفية.

وبالتالي، لم يكن من المفاجئ أن يسعى مانشستر سيتي للتعاقد مع لاعب يمكنه قيادة خط الهجوم أو تقديم الدعم اللازم لهالاند، ويعد عمر مرموش هو المرشح الأبرز للقيام بكلا الدورين. لقد سجل المهاجم المصري البالغ من العمر 25 عاماً 18 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة لآينتراخت فرنكفورت، وهي الأرقام التي لا يتفوق عليه فيها سوى لاعب واحد فقط في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا: زميله في المنتخب المصري محمد صلاح، الذي سجل 21 هدفاً وقدم 17 تمريرة حاسمة.

ومن المفهوم أن آينتراخت فرنكفورت يعتمد بقوة على مرموش. يحتل الفريق حالياً المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الألماني الممتاز، ونظراً لأن الفارق بين صاحب المركز الثالث وصاحب المركز التاسع 3 نقاط فقط، فإن آينتراخت فرنكفورت لا يرغب في أن يترك مرموش في منتصف الموسم حتى لا تتأثر مساعيه بإنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. ويقدم النجم المصري مستويات رائعة في الدوري الألماني؛ حيث سجل 13 هدفاً في 15 مباراة، ولم يسجل أكثر منه سوى هاري كين، برصيد 14 هدفاً.

يُمكن لمانشستر سيتي أن يستفيد من قدرة مرموش على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من دور داخل المستطيل الأخضر. لقد أصبح مانشستر سيتي يعتمد بشكل مبالغ فيه على هالاند، وكان محظوظاً للغاية لأن المهاجم النرويجي العملاق لم يتعرض، حتى الآن، للإصابة. لقد لعب هالاند كل مباريات مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، باستثناء 6 دقائق فقط، وسجل 44 في المائة من إجمالي عدد أهداف الفريق. في المقابل، سجل برناردو سيلفا وفيل فودين وجيريمي دوكو وسافينيو وجاك غريليش 7 أهداف فقط في الدوري، بينما يتميز مرموش بفاعلية هجومية لا يمتلكها أي من أجنحة مانشستر سيتي الحاليين، كما تشير الإحصائيات إلى أنه سدد أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم (64 تسديدة).

هل يصبح مرموش منافساً لصلاح في الدوري الإنجليزي؟ (غيتي)

وسيُكمل مرموش هالاند إذا لعبا معاً، أو يكون بديلاً له عندما لا تسير الأمور على ما يرام بالنسبة للمهاجم النرويجي. يقدم هالاند أفضل مستوياته عندما يكون داخل منطقة الجزاء، في حين يستطيع مرموش شق طريقه في المواقف الصعبة؛ حيث يحتل المركز الثالث في قائمة أكثر اللاعبين نجاحاً في المراوغات في الدوري الألماني هذا الموسم برصيد 39 مراوغة. وعلاوة على ذلك، يتميز مرموش بالمهارة، وهو ما سيكون مهماً للغاية نظراً لأن معظم الفرق تلعب أمام مانشستر سيتي بتكتل دفاعي. كما أن معدل نجاح تمريراته البالغ 78.5 في المائة سيروق كثيراً لغوارديولا.

يبدو أن 50 مليون جنيه إسترليني قد تكون كافية لإغراء آينتراخت فرنكفورت للتخلي عن خدمات مرموش، ويتعيّن على مانشستر سيتي أن يدفع هذا المبلغ. وقد يكون النجم المصري هو الإضافة المثالية لفريق يفتقر إلى مهاجم قادر على اللعب في أكثر من مركز منذ انتقال ألفاريز إلى أتلتيكو مدريد خلال الصيف. قد لا يكون من المرجح أن يعود مانشستر سيتي للمنافسة بقوة على لقب الدوري هذا الموسم، لكنه لا يزال ينافس على كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا في النصف الثاني من الموسم. ومن المؤكد أن التعاقد مع مرموش سيساعد مانشستر سيتي على إضافة المزيد من الألقاب والبطولات إلى خزائنه.

* خدمة «الغارديان»