لامبارد عند وصوله لكوفنتري: أنا هنا كمدير فني وليس كشخص مشهور

فرانك لامبارد المدرب الجديد لكوفنتري سيتي (د.ب.أ)
فرانك لامبارد المدرب الجديد لكوفنتري سيتي (د.ب.أ)
TT

لامبارد عند وصوله لكوفنتري: أنا هنا كمدير فني وليس كشخص مشهور

فرانك لامبارد المدرب الجديد لكوفنتري سيتي (د.ب.أ)
فرانك لامبارد المدرب الجديد لكوفنتري سيتي (د.ب.أ)

قبل دقائق من بدء حقبة فرانك لامبارد في كوفنتري سيتي، كانت نينا سيمون تغني: «أشعر أنني بحالة جيدة» في أرجاء الملعب.

وبحسب شبكة «The Athletic»، كان هذا فجراً جديداً ويوماً جديداً وحياة جديدة لأنصار كوفنتري، بعد أن أعلن المالك دوغ كينغ نهاية 7 سنوات ناجحة لمارك روبينز على رأس القيادة.

بعد 18 شهراً من التوقف عن اللعب، كان التعادل المحموم 2 - 2 لكوفنتري على أرضه أمام كارديف سيتي المتعثر بمثابة تذكير بالدماء والرعد في بطولة دوري الدرجة الأولى بالنسبة للامبارد، في أول مباراة له في القسم منذ تذوق الهزيمة في نهائي التصفيات مديراً لفريق ديربي كاونتي عام 2019.

بعد تأخره في معظم المباراة أمام فريق كارديف، الذي لم يفز بعد على الطريق هذا الموسم، أنقذ فيكتور تورب ركلة جزاء في وقت متأخر، منحه التعادل، لتجنيب الفريق أي خجل مبكر.

وقال لامبارد، في مؤتمره الصحافي بعد المباراة: «كنا نريد أكثر من التعادل، لكنهم (الجماهير) كانوا داعمين للغاية». وأردف مدرب تشيلسي السابق: «هذه العلاقة تدور حولنا الآن. إنها تتعلق بالزخم الذي يمكننا بناؤه. لا أريد أن أكون على حافة الجانب السلبي، لأنني سعيد لأننا حصلنا على نقطة».

بالنسبة للامبارد، يبدو هذا وكأنه لحظة كبيرة في مسيرته التدريبية، مع تشابه مع واين روني في بليموث أرجايل، حيث يحتاج إلى الإعجاب بعد فترة مختلطة حتى الآن.

بعد أول موسم واعد مدعوماً بلاعبين شباب موهوبين في ديربي، حصل على وظيفة أحلامه في تشيلسي، وهو المنصب الذي وصل إليه مبكراً جداً، ولكن كان من المستحيل رفضه. بدأ الأمر جيداً، على الرغم من عمل لامبارد تحت حظر الانتقالات، حيث وصل تشيلسي إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وتأهل لدوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، بدأ المدّ يتحول في موسمه الثاني، وحلّ محله توماس توخيل.

كانت القصة مشابهة في إيفرتون حيث ساعد وصوله في تحفيز القاعدة الجماهيرية وضمان البقاء بعد فترة بائسة تحت قيادة رافائيل بينيتيز. ومع ذلك، أدى الهجوم القوي والدفاع المتسرب إلى إقالته في الموسم التالي مع إيفرتون في المركز التاسع عشر، قبل فترة كارثية كمدرب مؤقت في تشيلسي حيث خسر 8 مباريات من أصل 11 مباراة، وهي الفترة التي وصفها في حفل الكشف عنها يوم الخميس بأنها «دور حمل الطفل».

وبينما ورث بعض المواقف الصعبة في وظائفه السابقة، دخل لامبارد في كوفنتري إلى نادٍ يتمتع ببنية مستقرة وقاعدة جماهيرية داعمة وفريق موهوب، حتى لو لم يكن ملعب النادي، الذي يقع بجوار حديقة تسوق، بنفس الروعة التي يتمتع بها كثير من الملاعب التي زارها خلال مسيرته الكروية الرائعة.

يعود كثير من ذلك إلى المدير الفني المنتهية ولايته روبينز، الذي ضمن ترقيتين، وفاز بكأس رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وكان على وشك الفوز على مانشستر يونايتد في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، كل ذلك أثناء التعامل مع كثير من الفوضى خارج الملعب والمواسم من دون ملعب.

ومع ذلك، بدأ صبر المشجعين ينفد بعد بداية بطيئة أخرى للموسم، مع رحيل مساعد روبينز لفترة طويلة، أدي فيفياش، في الصيف.

قال كينغ في منتدى للجماهير، الأسبوع الماضي: «كان التراجع بعد نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي واضحاً. أخبرت مارك أن يأخذ قسطاً من الراحة في نهاية الموسم. ولكن بعد ذلك تلقيت مكالمة هاتفية منه تفيد بأنه لم يعد بإمكانه العمل مع أدي فيفياش. لقد أزعجني ذلك».

وأضاف كينغ، الذي أكمل عملية شراء كوفنتري بنسبة 100 في المائة، في يناير (كانون الثاني) 2023: «في بعض الأحيان يتعين اتخاذ قرار صعب. أنا أحب مارك روبينز. وقد قضينا أوقاتاً طيبة معاً، ولكن كان لا بد من اتخاذه».

وعلى الرغم من سلسلة النتائج المخيبة للآمال، فإن إقالة روبينز كانت بمثابة صدمة. كان أطول مدرب خدمة في البطولة، ورحل مع احتلال كوفنتري المركز السابع عشر في الجدول.

ومع ذلك، بعد 3 أسابيع، ومع تولي لامبارد منصب المدرب الرئيسي الجديد، يتطلع كثيرون إلى الأمام ويتوقون إلى الوقوف خلف لاعب خط الوسط الإنجليزي السابق.

وعند توليه الوظيفة، قال لامبارد، الذي وقّع عقداً لمدة عامين ونصف عام، لوسائل الإعلام الداخلية في كوفنتري: «أريد إحضار فريق هجومي مثير (للمشجعين) لمشاهدته، فريق يعتمد على الاستحواذ، ويريد أيضاً الهجوم بسرعة في بعض الأحيان. ولكن بالطبع نريد أن نكون فريقاً عدوانياً أيضاً يريد الفوز بالكرة في أعلى الملعب».

كما أشاد بروبينز بعد مباراة كارديف: «أنا لست هنا لأحارب ذلك، أنا هنا لأقول: (رائع)، ولأحاول القيام بعملي»، كما قال للصحافيين.

قال مشجع كوفنتري كريغ بالمر (42 عاماً)، وهو في طريقه إلى المباراة: «سيستغرق بعض الوقت، والآن حان الوقت لندعمه. لو سألتني قبل 3 أسابيع، لكنت قلت: ما الذي نفعله؟... إنه نفس الأمر مع العلاقات، فأنت تصاب بالصدمة، أليس كذلك؟ لكنهم، مثلي، يتقبلون الفكرة. الآن أشعر بمزيد من التفاؤل».

وافقته زميلته المشجعة راشيل تريانور، قائلة: «لقد كانت صدمة عندما رحل روبينز، لكن لا بد من تغيير الأمور... أنا في الواقع متفائلة جداً الآن... لقد شعرت بالحزن لرؤية روبينز يرحل، ولكن يمكنني أن أفهم السبب!!».

وأضاف المشجع دونكان روبرتس: «سنمنح لامبارد فرصة... إنه تعيين جريء من قبل كينج، والوقت سوف يخبرنا ما إذا كان هذا هو التعيين الصحيح».

لقد انتقل هذا التفاؤل الهادئ الذي سبق المباراة إلى أرض الملعب، حيث تم استقبال لامبارد بشكل حار عندما تم تقديمه لجماهير الفريق المضيف لأول مرة.

كانت هناك تحية قصيرة وتصفيق من لامبارد قبل أن يتراجع إلى مقاعد البدلاء إلى جانب المساعدين الموثوق بهم: جو إدواردز، وكريس جونز، اللذين كانا جزءاً من تشكيلته في إيفرتون وتشيلسي.

ومع انطلاق المباراة، ارتفعت هتافات «سوبر فرانكي لامبارد» في جميع أنحاء الملعب، حيث لعب كوفنتري بتشكيل 4 - 2 - 3 - 1، وهو تغيير عن تشكيل 3 - 4 - 1 - 2 الذي استخدمه روبينز في نهاية فترة توليه المسؤولية.

ومع ذلك، سرعان ما تحول الجو المبهج إلى أجواء باهتة حيث كان كارديف هو الذي وجّه الضربة الأولى، بينما استقبل فريق لامبارد هدفاً من ركلة ركنية. لكن الأمر استغرق 3 دقائق فقط حتى ردّ كوفنتري حيث سجّل إيفرون هدفاً. وسجّل ماسون كلارك ـ الذي استدعاه لامبارد إلى التشكيلة الأساسية ـ هدف التقدم بتسديدة من داخل منطقة الجزاء بعد تمريرة ذكية من تاتسوهيرو ساكاموتو.

وكان بقية الشوط الأول من المباراة متقارباً للغاية، حيث شهد كثيراً من الفرص والأخطاء، وكان لامبارد، الذي يرتدي معطفاً طويلاً وحذاءً رياضياً، يتجول على حافة منطقته الفنية.

وبدأ الشوط الثاني على غرار الشوط الأول، حيث سجّل كارديف مرة أخرى هدفاً مبكراً بتسديدة قوية من مسافة 25 ياردة في الزاوية السفلى من أليكس روبرتسون. ولكن هذه المرة، فشل كوفنتري في الرد على الفور، وارتفعت أصوات التذمر من الجماهير مع تقدم المباراة.

وفي منتصف الشوط الثاني، غنى مشجعو كارديف المبتهجون، الذين كانوا يستمتعون بفوز جديد خارج أرضهم، للامبارد أغنية: «ستتم إقالتك في الصباح».

وجاء هدف التعادل لكوفنتري في الدقيقة 88 في ظروف مثيرة للجدل. فقد احتسب الحكم ركلة جزاء لفريق لامبارد، رغم أنه بدا كأنه استمر في المباراة. وبعد إنذار لاعبي كارديف بسبب احتجاجهما، أرسل تورب حارس المرمى في الاتجاه الخاطئ ليجعل النتيجة 2 - 2.

ولم يكن هناك مزيد من الدراما، لذا كان على لامبارد أن يكتفي بنقطة واحدة عند عودته إلى مقاعد البدلاء.

بعد المباراة، حاول لامبارد تحويل الأضواء بعيداً عن نفسه.

وقال في المؤتمر الصحافي بعد المباراة: «أنا شخص متواضع. أنا هنا كمدرب رئيسي، ولست كشخصية مشهورة. لقد دربت فرقاً في دوري أبطال أوروبا، لكن استمتاعي يأتي من محاولة جعل الفريق أفضل. رغم أنني أبتعد عن ذلك أحياناً... هذه ليست لحظتي الجيدة، لكنها أول 90 دقيقة... أنا هنا للعمل والقيام بعمل جيد للنادي».


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: ليتشي يخطف التعادل من يوفنتوس

رياضة عالمية يوفنتوس وليتشي اكتفيا بنقطة التعادل (إ.ب.أ)

«الدوري الإيطالي»: ليتشي يخطف التعادل من يوفنتوس

سقط فريق يوفنتوس في فخ التعادل أمام مضيفه ليتشي بنتيجة 1 / 1 ضمن منافسات الجولة الرابعة عشرة بالدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ليتشي)
رياضة عالمية الإنجليزي مايسون غرينوود يسجل هدف الفوز لمرسيليا (إ.ب.أ)

«الدوري الفرنسي»: غرينوود يهدي مرسيليا المركز الثاني

أهدى الإنجليزي مايسون غرينوود فريقه مرسيليا فوزا قاتلا على ضيفه موناكو 2-1 الأحد في المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (مرسيليا)
رياضة عالمية ماكس فرستابن سائق «رد بول» (رويترز)

فرستابن: لم أعد أحترم راسل!

قال ماكس فرستابن، سائق «رد بول» إنه لم يعد يحترم جورج راسل، سائق مرسيدس، بعدما قرّر المنظمون تجريد السائق الهولندي من مركز أول المنطلقين بجائزة قطر الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية أرني سلوت مدرب ليفربول (د.ب.أ)

سلوت: ليفربول اقترب من «الكمال»

قال أرني سلوت مدرب ليفربول، الأحد، إن فريقه قدم أداء خالياً من الأخطاء تقريباً ليتغلب على غريمه القديم مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو يكرم الرياضيين الفائزين في حفل الاتحاد الدولي لألعاب القوى (أ.ف.ب)

سيفان حسن وليتزيلي تيبوغو «أفضل رياضيين» في 2024

اختير البطلان الأولمبيان البوتسواني ليتزيلي تيبوغو (200م) والإثيوبية سيفان حسن (ماراثون) أفضل «رياضي ورياضية في عام 2024».

«الشرق الأوسط» (موناكو)

«الدوري الفرنسي»: غرينوود يهدي مرسيليا المركز الثاني

الإنجليزي مايسون غرينوود يسجل هدف الفوز لمرسيليا (إ.ب.أ)
الإنجليزي مايسون غرينوود يسجل هدف الفوز لمرسيليا (إ.ب.أ)
TT

«الدوري الفرنسي»: غرينوود يهدي مرسيليا المركز الثاني

الإنجليزي مايسون غرينوود يسجل هدف الفوز لمرسيليا (إ.ب.أ)
الإنجليزي مايسون غرينوود يسجل هدف الفوز لمرسيليا (إ.ب.أ)

أهدى الإنجليزي مايسون غرينوود فريقه مرسيليا فوزاً قاتلاً على ضيفه موناكو 2-1، الأحد، في المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الفرنسي لكرة القدم، ما سمح له بإزاحته عن المركز الثاني والاقتراب بعض الشيء من باريس سان جيرمان المتصدر.

على «ستاد فيلودروم»، بدا موناكو في طريقه الى تحقيق فوزه الأول في معقل مرسيليا على صعيد الدوري منذ 15 يناير (كانون الثاني) 2017 (4-1)، وذلك بعدما وضعه الروسي ألكسندر غولوفين في المقدمة بتمريرة من السويسري دينيس زكريا (41).

لكن البرازيلي لويس هنريكي أطلق المواجهة من نقطة الصفر في بداية الشوط الثاني بإدراكه التعادل من كرة رأسية (53)، ثم بقيت النتيجة على حالها حتى الدقيقة 89 حين سجل غرينوود هدفه التاسع في الدوري هذا الموسم من ركلة جزاء تسبب بها كريستيان ماويسا بلمسه الكرة بيده في المنطقة المحرمة.

وبذلك، رفع فريق المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي رصيده إلى 26 نقطة في الوصافة بفارق الأهداف أمام موناكو، متخلفا بفارق 7 نقاط عن سان جيرمان حامل اللقب المتعادل السبت مع ضيفه نانت 1-1.

وفرط ليل بالفوز واكتفى بالتعادل مع مضيفه مونبلييه متذيل الترتيب 2-2 في نهاية حامية للمباراة.

وبدا ليل في طريقه لتحقيق الفوز السابع حين تقدم حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بهدفين للكندي جوناثان ديفيد من ركلتي جزاء (44 و54) مقابل هدف للغيني إسياغا سيلا (2+45).

لكن أرنو نوردان حرمه من نقطتين وجنب فريقه الهزيمة العاشرة للموسم بخطفه التعادل في نهاية لقاء شهد طرد مدرب مونبلييه جان لوي-غاسيه (87)، الهولندي ميتشل باكر من جهة ليل وتانغي كوليبالي من ناحية المضيف (9+90)، ما تسبب في احتساب 16 دقيقة كوقت بدل ضائع من دون أن يستفيد منها الضيوف للعودة بانتصارهم السابع للموسم.

وبذلك، رفع ليل رصيده إلى 23 نقطة في المركز الرابع بفارق نقطة أمام ليون الذي أزاح ضيفه نيس عن المركز الخامس وألحق به الهزيمة نفسها التي تعرض لها الأخير الخميس على يد رينجرز الأسكوتلندي في "يوروبا ليغ"، وذلك باكتساحه 4-1 بفضل ثلاثية لألكسندر لاكازيت (4 و41 و69 من ركلة جزاء) وهدف لجوردان فيريتوت (43)، مقابل هدف لسفيان ديوب (22).

وعاد أنجيه من ملعب منافسه على تجنب الهبوط لوهافر بفوزه الثالث للموسم بفضل هدف سجله الجزائري حمد عبدالله (63)، رافعا رصيده إلى 13 نقطة في المركز الرابع عشر، بفارق نقطة أمام منافسه الذي تلقى الهزيمة العاشرة.

ورفع تولوز رصيده إلى 18 نقطة في المركز العاشر بفارق نقطة خلف ضيفه أوكسير بعدما ألحق بالأخير الهزيمة السادسة بالفوز عليه بهدفين سجلهما النرويجي جوشوا كينغ (32) والسويسري فنسان سييرو (39 من ركلة جزاء).