اليعقوبي: الكرة التونسية المتردية بحاجة لإرادة سياسية لتعود للواجهة الأفريقية

قيس اليعقوبي (الشرق الأوسط)
قيس اليعقوبي (الشرق الأوسط)
TT

اليعقوبي: الكرة التونسية المتردية بحاجة لإرادة سياسية لتعود للواجهة الأفريقية

قيس اليعقوبي (الشرق الأوسط)
قيس اليعقوبي (الشرق الأوسط)

قال قيس اليعقوبي مدرب منتخب تونس الأول عقب الهزيمة أمام غامبيا، إن الكرة في بلاده تعيش حالة متردية تتطلب تدخلاً سياسياً لإخراجها من هذه الحالة. وخسرت تونس على أرضها 1 - صفر أمام غامبيا أمس (الاثنين)، لتفقد صدارة المجموعة الأولى بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2025 المقررة في المغرب، علماً بأنها كانت قد حسمت بالفعل تأهلها إلى النهائيات.

وانتزع منتخب جزر القمر، الذي كان قد حسم تأهله أيضاً، صدارة المجموعة بعدما فاز 1 - صفر على مدغشقر في المباراة الأخرى بالمجموعة في اليوم نفسه.

وتصدرت جزر القمر المجموعة برصيد 12 نقطة، تليها تونس في المركز الثاني بـ10 نقاط، بينما ودعت غامبيا المنافسات بـ8 نقاط في المركز الثالث، ومدغشقر بنقطتين فقط.

وأضاف اليعقوبي في مؤتمر صحافي: «قدمنا مباراة جيدة وصنعنا كثيراً من الفرص، لكن غابت عنا الواقعية التي كانت حاضرة في مباراة مدغشقر وسجلنا 3 أهداف. المنتخب تلقى هدفاً بسبب خطأ دفاعي ساذج. لكن المهم التأهل للنهائيات».

وأشار مدرب تونس المؤقت، الذي قاد الفريق في المباراتين الأخيرتين بعد الانفصال عن المخضرم فوزي البنزرتي، إلى أن أداء المنتخب يعكس تماماً وضع كرة القدم التونسية التي تعيش حالة متردية وبحاجة إلى تدخل سريع وناجع، على حد تعبيره.

وأرجع اليعقوبي أزمة النتائج التي يعيشها المنتخب حالياً إلى الوضع المتردي الذي تمر به كرة القدم التونسية، قائلاً: «دار لقمان على حالها منذ سنوات. الوضع نفسه مع المدرب فوزي البنزرتي وقبله جلال القادري ومنذر الكبير».

وعدّ أن إخراج المنتخب من الوضع الصعب لا يتوقف فقط على المدرب، بل يتطلب إرادة سياسية قوية والبحث عن حلول جذرية لكرة القدم التونسية.

وأضاف: «تنتظر المنتخب محطات مهمة مع بداية العام المقبل أهمها تصفيات كأس العالم التي تفرض البحث عن حلول قريبة المدى».

وأوضح اليعقوبي أن منتخب تونس قبل 5 سنوات كان في مكانة أفضل، وكانت تهابه أكبر المنتخبات، لكنه يعاني الآن بسبب غياب الإمكانات المالية.

ولفت إلى أن تونس بحاجة إلى اعتمادات مالية وخطوة جادة نحو تحسين البنية الأساسية كالتي توجد في البلاد المجاورة.

وخلّف أداء المنتخب التونسي خلال تصفيات كأس الأمم الأفريقية في مجموعة عدّها المتابعين سهلة، موجة من الانتقادات لدى الشارع الرياضي التونسي.

وقال خليل بالحاج علي صحافي رياضي لـ«رويترز»، إن الهزيمة من غامبيا تعكس موسماً كاملاً من الصعوبات والهزات لمنتخب فقد هويته وصلابته، وأصبح صيداً سهلاً لجميع منافسيه رغم تكرر التغييرات وتعدد الاختيارات بين فنية وبشرية وإدارية.

وتابع: «منتخبات شمال أفريقيا تأهلت بسهولة ووضعت المنافسين في حجمهم الحقيقي عكس منتخبنا الذي لعب بالنار، ولولا هدف علي العابدي لوقعنا في المحظور».

وقال حيدر الشارني صحافي بإذاعة «موزاييك» المحلية، إن التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية يعدّ إنجازاً بالنظر للظروف الموجودة وإلى الجيل الحالي من اللاعبين.


مقالات ذات صلة

«تصفيات أمم أفريقيا»: الجزائر تكتفي بالتعادل أمام غينيا الاستوائية

رياضة عربية جانب من بداية مواجهة الجزائر وغينيا الاستوائية (الشرق الأوسط)

«تصفيات أمم أفريقيا»: الجزائر تكتفي بالتعادل أمام غينيا الاستوائية

تعادل المنتخب الجزائري أمام نظيره من غينيا الاستوائية سلبياً، في المباراة التي أُجريت الخميس في مالابو، ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عالمية نادر الغندري لن يلحق بتشكيلة تونس (الاتحاد التونسي)

غربال بدلاً من الغندري في تشكيلة تونس لمواجهة مدغشقر

أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم اليوم (الاثنين) غياب نادر الغندري عن رحلة الفريق إلى جنوب أفريقيا لمواجهة مدغشقر ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عالمية الكاميرون هزمت كينيا وتأهلت لنهائيات أمم أفريقيا (الاتحاد الأفريقي)

الكاميرون إلى نهائيات أفريقيا 2025

ضمنت الكاميرون تأهلها إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقررة عام 2025 في المغرب.

«الشرق الأوسط» (كيرا تاون)
رياضة عالمية منتخب بوركينا فاسو تأهل لنهائيات المغرب 2025 (أ.ف.ب)

بوركينا فاسو تحجز أولى البطاقات إلى نهائيات أفريقيا 2025

حجزت بوركينا فاسو أولى البطاقات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقررة عام 2025 في المغرب.

«الشرق الأوسط» (أبيدجان)
رياضة عربية الجزائري محمد فارسي مدافع نادي كولومبوس كرو الأميركي (رويترز)

منتخب الجزائر يفتقد فارسي وحجام في مواجهة توغو

غادرت بعثة المنتخب الجزائري لكرة القدم مطار مدينة عنابة، شرق البلاد، السبت، باتجاه توغو، استعداداً لمواجهة منتخبها.

«الشرق الأوسط» (عنابة)

أنسو فاتي مصاب مرة أخرى

أنسو فاتي ما زال يعاني من الإصابات المتتالية (أ.ب)
أنسو فاتي ما زال يعاني من الإصابات المتتالية (أ.ب)
TT

أنسو فاتي مصاب مرة أخرى

أنسو فاتي ما زال يعاني من الإصابات المتتالية (أ.ب)
أنسو فاتي ما زال يعاني من الإصابات المتتالية (أ.ب)

إذن، أصيب أنسو فاتي مرة أخرى.

في الأسبوع الماضي، تعرض جناح برشلونة لإصابة في أوتار الركبة أثناء جلسة تدريبية، ستجعله خارج الملاعب لمدة 4 أسابيع، وهي الضربة الأخيرة للاعب لا يزال يبلغ من العمر 22 عاماً فقط.

وبحسب شبكة «The Athletic»، بدأت مشاكل فاتي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 عندما مُزق الغضروف المفصلي في ركبته اليسرى في مباراة بالدوري الإسباني ضد ريال بيتيس. عانى من عدة انتكاسات، واضطر إلى الخضوع لعملية جراحية 4 مرات.

منذ تعافيه من تلك الإصابة عام 2021، تعرض لـ9 إصابات أخرى وغاب عن الملاعب لأكثر من 300 يوم. أصبح الآن مهاجماً احتياطياً في برشلونة بعد أن أمضى الموسم الماضي على سبيل الإعارة في برايتون. بدأ مباراة واحدة هذا الموسم ولعب 158 دقيقة في 7 مباريات.

إنه بعيد كل البعد عما تصوره المشجعون عندما اقتحم فاتي الفريق الأول لبرشلونة، وهو يبلغ من العمر 16 عاماً خلال الأوقات العصيبة للنادي عام 2019. بدا وكأنه يرتدي علامة «ليونيل ميسي الجديد» بعد صعوده من أكاديمية النادي «لا ماسيا»، لا يزال يرتدي القميص رقم 10 الذي تركه الأرجنتيني عندما غادر في عام 2021.

سقطت الأرقام القياسية لفاتي عندما ظهر لأول مرة مع الفريق الأول. أصبح أصغر هداف لبرشلونة، وأصغر لاعب يبدأ في كامب نو، وأصغر لاعب يسجل ويصنع في مباراة بالدوري الإسباني، وأصغر لاعب يسجل على أرض النادي الشهيرة.

كان أصغر لاعب لبرشلونة في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا، وأصغر هداف في تاريخ المسابقة بين جميع الأندية، وأصغر لاعب في إسبانيا منذ عام 1936، وأصغر لاعب يسجل أهدافاً متعددة في دوري أبطال أوروبا وثاني أصغر هداف في تاريخ الكلاسيكو.

كثير من هذه الأرقام القياسية يحملها الآن زميله في الفريق لامين يامال.

لقد أثبت الشاب البالغ من العمر 17 عاماً نفسه كنجم برشلونة بلا منازع، ويبدو أنه اللاعب الهيكلي الذي سيبني الفريق نفسه حوله، كما كانت الحال ذات يوم مع ميسي. على الرغم من أن فاتي ويامال يتمتعان بعلاقة جيدة، فإنه من قسوة القدر أن يشاهد الأول الآن الثاني يعيش الحياة التي ربما كان يعتقد أنه سيعيشها.

سبق أن أبلغ بالتفصيل عن مشاكل إصابة فاتي. فقد تم خياطة غضروفه الممزق، وتم عمل غرزة لربط الأجزاء المفتوحة من الجرح، لكنه اضطر إلى الخضوع لعملية جراحية أخرى بعد شهرين.

قال الدكتور فيديريكو لوبيت، جراح العظام المتخصص في إصابات الركبة، في يناير (كانون الثاني) 2023: «على عكس عملية الغضروف المفصلي الكلاسيكية، مع الخياطة يجب أن تكون عملية التعافي أبطأ كثيراً. لقد اندفعوا مع أنسو». ولم يستجب الموظفون السابقون في برشلونة الذين كانوا مسؤولين عن تعافي فاتي عندما تم الاتصال بهم للتعليق في ذلك الوقت، ولم تستجب عائلة فاتي أيضاً.

منذ ذلك الحين، فشل فاتي في العودة إلى حالته قبل الإصابة. يراقب المشجعون أداءه بصبر وأمل، ممتنين لما قدمه لهم في وقت صعب ويحلمون بأن يفعل الشيء نفسه مرة أخرى. لكن هذه الآمال تتضاءل مع كل إصابة.

فاتي هو أحد اللاعبين القلائل، إلى جانب فيران توريس، الذين فشلوا في إعادة اكتشاف أفضل مستوياتهم تحت قيادة هانسي فليك. لم تفعل إعارة الموسم الماضي إلى برايتون كثيراً للاعب يبدو أن ثقته في نفسه قد تبخرت.

بالحديث إلى موظفي النادي - الذين مثل جميع المصادر المذكورة في هذه المقالة، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحماية العلاقات - تشعر أن مناقشة وضع فاتي أصبحت محرمة تقريباً، لأن الجميع يشعرون بالسوء بشأن وضعه ويأملون أن يتغير في مرحلة ما. ربما كان مدرب برايتون السابق، روبرتو دي زيربي، هو الشخص الأكثر صدقاً في العلن عن وضع فاتي.

قال في مؤتمر صحافي، في أبريل (نيسان): «فاتي يعمل بشكل جيد للغاية، لكن لدي توقعات مختلفة منه. لم يتغير رأيي فيه. إنه أحد أفضل المواهب في العالم في عمره، لكنه يحتاج إلى تحسين أدائه وتحسين لياقته وتحسين عقليته، لأنه للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يجب أن تكون أقوى عقلياً وجسدياً. عندما يُظهر لنا أنه جاهز، يمكنه اللعب معنا».

انتهى فاتي بـ4 أهداف وتمريرة حاسمة واحدة لبرايتون في 27 مباراة، حيث عانى من إصابة في أوتار الركبة في نوفمبر أبقته خارج الملاعب لمدة 10 أسابيع. إنه ليس نفس اللاعب الذي حقق اختراقاً، فمن الصعب التمييز بين ما قد يكون صراعاً مع الثقة والقضايا الجسدية.

عندما عاد فاتي من برايتون، أخبره برشلونة أنهم سيمنحونه فترة ما قبل الموسم تحت قيادة الوافد الجديد فليك لمعرفة كيف كان حاله. ومع ذلك، لم يكن يبدو غير قابل للمس، كما كان في فترات الانتقالات السابقة.

أعجب فاتي بفليك في البداية وكان مستعداً لإظهار أنه يستحق فرصة جديدة. ثم، قبل أن يذهب برشلونة في جولة إلى الولايات المتحدة، داس لاعب على قدم فاتي أثناء جلسة تدريبية، وأصابه.

شعر فاتي في البداية أنه ليس شيئاً خطيراً واستمر في التدريب، ولكن عندما ذهب للفحص من قبل الطاقم الطبي لبرشلونة، أدركوا أنه يعاني من إصابة في القدم. كانت ضربة لآماله في ترك بصمة في فترة ما قبل الموسم، كان هناك لاعبون كبار آخرون غائبون، وكان من الممكن أن يكون قد حصل على فرصة جديدة. لقد غاب عن الجولة بسبب هذه المشكلة، وتم تعليق أي خروج محتمل، على غرار ما يمكن أن يحدث الآن مع أحدث إصابة عضلية لفاتي ونافذة الانتقالات في يناير.

قال كثير من إخصائيّي العلاج الطبيعي الذين استشارهم في ذلك الوقت إن الخضوع لكثير من العمليات الجراحية، كما فعل فاتي، يمكن أن يتسبب في استمرار اللاعب في الشعور بالألم بمرور الوقت، حتى عندما يتعافى غضروفه.

يقول الأشخاص داخل النادي الذين يتعاملون مع فاتي على أساس يومي إنه يحتاج إلى الشعور بالدعم في الوقت الحالي، وهو ما سيكون نتيجة طبيعية ومفهومة لتاريخ إصاباته الأخيرة.

مستقبله غير مؤكد، وتبدو فرصه في اقتحام الفريق الأول ضئيلة.

يعتمد فريق برشلونة بقيادة فليك على الجدارة. بدأ فاتي في وضع غير مؤاتٍ بعد غيابه عن جولة ما قبل الموسم، وكان مخيباً للآمال عندما تم استدعاؤه. في ظهوره الأخير، لم يتمكن من إحداث فرق حيث سجّل برشلونة «صفر تسديدات» على المرمى في هزيمة 1 - 0 أمام ريال سوسيداد.

ثم هناك حقيقة أن برشلونة لديه الثلاثي الهجومي الأكثر تسجيلاً للأهداف في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا: رافينيا، وروبرت ليفاندوفسكي، ولامين يامال، حيث سجلوا 37 هدفاً.

ليفاندوفسكي هو هداف الدوري الإسباني برصيد 14 هدفاً، وفي سن 36 عاماً، يمر بأحد أفضل مواسمه في مسيرته. يزدهر رافينيا بعد انتقاله من الجناح الأيمن إلى الجناح الأيسر، وشارك يامال في 14 هدفاً في 16 مباراة. من الصعب أن نرى ما الذي يناسب فاتي أو توريس، حتى لو كان يامال خارج الملعب حالياً بسبب إصابة في الكاحل.

قبل 5 سنوات، لم يكن من المتوقع أن يعتمد فاتي على العروض القصيرة للعودة إلى فريق برشلونة. لكن هذا هو الواقع بالنسبة للاعب الذي يبتعد أكثر فأكثر عن أفضل حالاته.