لماذا تراجع مستوى لوكاس باكيتا؟

لوكاس باكيتا يعاني هذا الموسم مع وست هام (أ.ف.ب)
لوكاس باكيتا يعاني هذا الموسم مع وست هام (أ.ف.ب)
TT

لماذا تراجع مستوى لوكاس باكيتا؟

لوكاس باكيتا يعاني هذا الموسم مع وست هام (أ.ف.ب)
لوكاس باكيتا يعاني هذا الموسم مع وست هام (أ.ف.ب)

هناك فقرة في كتاب مايكل كاريك يصف فيها كيف جعله تراجع مستواه ظلاً للاعب الذي كان عليه ذات يوم مع مانشستر يونايتد.

كتب في سيرته الذاتية (مايكل كاريك): «عدت إلى فترة ما قبل الموسم ولم أستطع التخلص من الاكتئاب، وكان موسم 2009-2010 أسوأ موسم لي مع يونايتد».

وأردف: «لقد فقدت تلك الميزة. كان رأسي ثقيلاً وقلبي ثقيلاً، حتى جسدي كان ثقيلاً. كنت أعلم أن الأمر كله في رأسي، لكنني شعرت أنني لا أستطيع اللجوء إلى أي شخص للمساعدة، فأنا عنيد للغاية. في عام 2010، كان ذلك أسوأ وقت. كان حلمي أن أكون في كأس العالم لكن الحقيقة هي أنني لم أكن أريد أن أكون هناك».

كاريك، لاعب خط الوسط السابق في وست هام ومانشستر يونايتد وإنجلترا، سيستعيد مستواه في النهاية. لعب دوراً رئيسياً في مساعدة مانشستر يونايتد على الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز في موسمي 2010-2011 و2012-2013. تم اختياره في فريق رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين لعام 2012-2013. إنه مثال قد يرتاح له صانع ألعاب وست هام يونايتد لوكاس باكيتا.

وبحسب شبكة «The Athletic»، وصل باكيتا إلى وست هام نجما، لكن تأثيره تضاءل بشكل كبير وحدث ذلك منذ الموسم الماضي.

هذا الموسم، تم استبعاد اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً من التعادل 1-1 ضد فولهام. ثم تم استبداله في وقت مبكر من المباريات ضد توتنهام هوتسبير ومانشستر يونايتد، وكان لديه عائد ضئيل بهدفين في 11 مباراة بالدوري.

لم يعد يلعب بالأسلوب الهجومي الذي جعله ذات يوم هدفاً للانتقال بقيمة 85 مليون جنيه إسترليني لمانشستر سيتي.

لا يزال احتفاظه بالكرة مصدر قلق. كان مخطئاً في الأهداف التي استقبلتها شباك فريقه في خسارتين أمام سيتي وتوتنهام. كما أدى عدم انضباطه إلى حصوله على إنذارات في خمس من مباريات وست هام الـ13 هذا الموسم.

كل هذا يقودنا إلى السبب المفترض. في مايو (أيار) من هذا العام، اتهم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الدولي البرازيلي بأربع حالات منفصلة من التلاعب بالنتائج، ما يعني أنه متهم بالتأثير على لحظات المباريات - من خلال تلقي بطاقة صفراء، على سبيل المثال.

تتعلق التهم بالبطاقة الصفراء التي حصل عليها باكيتا ضد ليستر سيتي في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، بالإضافة إلى مباريات في عام 2023 ضد أستون فيلا في 12 مارس (آذار)، وليدز يونايتد في 21 مايو، وبورنموث في اليوم الافتتاحي 12 أغسطس (آب).

وقال بيان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم: «يُزعم أنه سعى بشكل مباشر إلى التأثير على التقدم أو السلوك أو جوانب أخرى في هذه المباريات من خلال السعي عمداً إلى تلقي بطاقة من الحكم لغرض غير لائق للتأثير على سوق المراهنات حتى يستفيد شخص أو أكثر من المراهنات».

إذا ثبتت إدانته، فقد يتم إيقافه مدى الحياة - وهو الخوف الذي يتشاركه داخلياً كبار الشخصيات في وست هام.

انتشرت أخبار التحقيق معه في أغسطس 2023. أصدر اللاعب بياناً على «إنستغرام»، قال فيه: «أنا مندهش للغاية ومنزعج من قرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بتوجيه اتهامات لي. لمدة تسعة أشهر، تعاونت مع كل خطوة من خطوات تحقيقهم وقدمت كل المعلومات التي أستطيع. أنفي التهم بالكامل وسأقاتل بكل نفس لتبرئة اسمي. وبسبب العملية الجارية، لن أدلي بمزيد من التعليقات».

في أكتوبر (تشرين الأول)، أصدر بياناً يدعو فيه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى إطلاق «تحقيق شامل» في الكشف عما يدعي أنه معلومات «كاذبة» بشأن قضيته بشأن انتهاكات مزعومة لقواعد المراهنات.

تم استدعاء لاعب الوسط من قبل لجنة برلمانية في البرازيل للإدلاء بشهادته في تحقيق في المراهنات الرياضية الشهر المقبل، ما يعني أنه سيغيب عن مباراة وست هام في الدوري ضد ليستر سيتي في 3 ديسمبر (كانون الأول).

الافتراض هو أن الكثير من الفوضى خارج الملعب أعاقت أداءه على أرض الملعب.

كانت هناك فترة حيث كان عدم وجود باكيتا في التشكيلة الأساسية يُنظر إليه على أنه ضربة قوية لوست هام، لكن هذا لم يعد الحال.

نظراً لنضالاته، حاول الجهاز الإداري وزملاؤه في الفريق التجمع حول البرازيلي. في الموسم الماضي، عقد اللاعبون اجتماعاً للفريق من دون المدير السابق ديفيد مويس وطاقمه المساعد. كان باكيتا يبكي وأخبر زملاءه في الفريق أنه بريء ويشعر أنه يتعرض للاضطهاد من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.

وقال إدسون ألفاريز إنه سيحمي باكيتا على أرض الملعب إذا حاول أي شخص استهدافه. وحاول إيمرسون بالميري، صديقه المقرب، ترتيب ليلة خارج المنزل، لكن باكيتا لم يكن مهتما.

عندما كان المهاجم قد يكون منخفض الثقة هذا الصيف، سافر المدير الفني تيم ستايدتن إلى البرازيل قبل «كوبا أميركا» لدعمه وطمأنته على أهميته وسط عرض غير مرضٍ من نادي طفولته فلامنغو للتوقيع معه.

في سبتمبر (أيلول)، كشف مدرب وست هام جولين لوبيتيغي أنه لا يتحدث مع باكيتا بشأن تهم المقامرة أو إيقافه المحتمل. ولكن عند تقديم المدير، قبل شهرين، دافع الإسباني عن لاعب خط الوسط.

وقال لوبيتيغي: «نعلم أنه وعائلته يعانون كثيراً. نتطلع إلى وجوده هنا معنا. نحن عائلته في إنجلترا ونحن نتطلع إلى أن يكون معنا هنا. سأعتني به. لقد أعجبني عندما رأيته يبتسم في المباراة الأخيرة لأنه كان يستمتع بلعب كرة القدم».

بطريقة أو بأخرى، يحتاج وست هام إلى إخراج صانع الألعاب من هذا المأزق والاقتراب مما كان عليه: موهبة مطلوبة يبدو أنها متجهة إلى قمة الرياضة. بعد كل شيء، فهو توقيع النادي القياسي، بعد أن انتقل من ليون في صيف عام 2022 مقابل 51 مليون جنيه إسترليني.

كانت هناك فترة كان فيها باكيتا يفعل أشياء غير عادية ويصول ويجول في الملعب كما لو كان الأمر أكثر الأشياء طبيعية في العالم. لقد صمت آرون كريسويل وتوماس سوتشيك عندما قدم البرازيلي قطعة مهارة شنيعة في مباراة أوروبية ضد أندرلخت.

دفعت قدرته فلاديمير كوفال إلى القول: «إنه يلعب كرة القدم وكأنه يرقص على شاطئ كوباكابانا».

قد يكون باكيتا غير قادر على اللعب في يوم ما، لكن هذا لم يحدث إلا بشكل عابر هذا العام. لا يزال أحد أصول وست هام، لكنه أحد الأصول التي انخفضت قيمتها بشكل كبير؛ قصته هي تذكير بكيف يمكن أن يتغير كل شيء بسرعة في كرة القدم.

الوقت وحده هو الذي سيخبرنا ما إذا كان باكيتا القديم سيعود إلى مستواه السابق، مثل كاريك.


مقالات ذات صلة

مدرب إنجلترا: كين سيشارك أساسياً أمام آيرلندا... إنه القائد

رياضة عالمية كين خلال تدريبات إنجلترا الأخيرة (رويترز)

مدرب إنجلترا: كين سيشارك أساسياً أمام آيرلندا... إنه القائد

قال لي كارسلي، مدرب إنجلترا المؤقت، إن هاري كين، قائد الفريق، سيشارك أساسياً في المباراة الأخيرة بدور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية أمام آيرلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية لاعبات السباحة في الأهلي خلال تتويجهن باللقب (الأهلي)

سبّاحات الأهلي يخطفن كأس «أندية الغربية»

اُختتمت اليوم السبت بطولة كأس السباحة للسيدات للأندية والهيئات لجميع الفئات السنية، التي استمرت على مدار يومين على مسبح وزارة الرياضة بجدة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عالمية من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية  والإدارية (غيتي)

كيف أصبحت بريطانيا تفتقر إلى المديرين الفنيين الجيدين؟

يبدو أن بريطانيا تتخلف عن الركب فيما يتعلق بالمدربين الجيدين. وبينما كان المدربون الإنجليز ينقلون الثورات الكروية لبلدان أخرى، فإنهم الآن يحاولون اللحاق بالركب.

رياضة سعودية يايلسه أحد المرشحين لتدريب شتوتغارت الألماني (تصوير: عدنان مهدلي)

يايلسه مرشح لتدريب شتوتغارت الألماني

بات الألماني ماتياس يايسله، مدرب الأهلي السعودي، من أبرز المرشحين لتدريب نادي شتوتغارت إذا رحل سيباستيان هونيس الصيف المقبل.

نواف العقيّل (جاكرتا)
رياضة سعودية المنتخب السعودي دشن استعداداته وسط أجواء ماطرة (المنتخب السعودي)

استعدادات «الصقور» في جاكرتا... برق ورعد

على وقع صوت البرق والرعد والأجواء الماطرة، دشّن المنتخب السعودي استعداداته لمواجهة إندونيسيا، الثلاثاء، على ملعب «غيلورا بونغ كارنو».

سعد السبيعي (جاكرتا) نواف العقيّل (جاكرتا )

كيف أصبحت بريطانيا تفتقر إلى المديرين الفنيين الجيدين؟

من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية  والإدارية (غيتي)
من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والإدارية (غيتي)
TT

كيف أصبحت بريطانيا تفتقر إلى المديرين الفنيين الجيدين؟

من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية  والإدارية (غيتي)
من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والإدارية (غيتي)

يُعد روبن أموريم أحدث مدير فني يأتي من البرتغال للعمل في إنجلترا خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان الأمر ولفترة طويلة يسير في الاتجاه المعاكس، حيث سبق أن تولى القيادة الفنية لسبورتنغ لشبونة 8 مدربين إنجليز واسكوتلندي وويلزي على مدار تاريخ النادي، لكن آخر هؤلاء كان بوبي روبسون في عام 1992.

وعمل كل من فيك باكنغهام وفريد بنتلاند وجون توشاك لفترات طويلة في إسبانيا، لكن من النادر الآن أن ترى مديرين فنيين بريطانيين بالخارج. وحتى المنتخب الإنجليزي الأول تعاقد مؤخراً مع المدير الفني الألماني توماس توخيل، وهو الأمر الذي تسبب في كثير من الذعر بين بعض الفئات التي تتساءل عن السبب الذي لا يجعل مديراً فنياً إنجليزياً يتولى هذه المهمة. لكن إحدى المشكلات الرئيسية تتمثل في أنه لا يمكن لأي مدير فني إنجليزي أن يتباهى بأنه يمتلك نفس خبرات ونجاحات توخيل في بلدان مختلفة.

ويُعد ليام روزنيور وويل ستيل الإنجليزيين الوحيدين اللذين يتوليان تدريب أندية في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى خارج وطنهما، ولكي نكون صادقين، تجب الإشارة إلى أن إنجلترا ليس لها الفضل في تقدم ستيل في مسيرته التدريبية، فقد وُلد في بلجيكا لأبوين إنجليزيين وتلقى تعليمه في مدرسة باللغة الفرنسية، كما أنه اكتسب خبراته التدريبية من خلال العمل في الدوري الفرنسي. وعلاوة على ذلك، من الصعب العثور على مديرين فنيين بريطانيين آخرين يسيرون على نفس طريق روزنيور.

ويقول بول كليمنت، الذي عمل مساعداً للمدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي في باريس سان جيرمان وريال مدريد وبايرن ميونيخ، قبل أن يصبح مديراً فنياً مع سيركل بروج: «أعتقد أنه من الرائع أن تفعل ذلك، سواء من حيث الخبرة في مجال كرة القدم، أو في الحياة بشكل عام. وفي ظل الوضع الحالي من المنافسة القوية على الوظائف وجاذبية الوظائف في إنجلترا، يتعين عليك توسيع فرص العمل التي تنافس عليها».

وغالباً ما يُنظر إلى غراهام بوتر باعتباره أبرز مثال على ما يتعلق بترك المرء لمنطقة الراحة الخاصة به لتطوير نفسه مديراً فنياً. لقد قاد المدافع السابق لساوثهامبتون فريق أوسترسوند للترقي من دوري الدرجة الرابعة السويدي إلى الدوريات الأعلى، ثم للمشاركة في المسابقات الأوروبية. ومن خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية، حصل بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والتكتيكية والإدارية، وهو ما ساعده في بناء فلسفته الخاصة ووضع خطة تم تنفيذها بنجاح في سوانزي سيتي وبرايتون.

في الواقع، هناك قدر هائل من البيانات المتاحة بغض النظر عن المكان الذي يعمل به الشخص في العالم؛ إذ يُمكن تتبع نجاح المدير الفني في أي مكان. وغالباً ما يكون هناك عدد أقل من المباريات في الخارج، وهو ما يمنح المديرين الفنيين مزيداً من الأيام في ملعب التدريب مع لاعبيهم، ويسمح لهم بمزيد من الوقت لصقل أسلوب قابل للنقل والتطبيق في أماكن أخرى طوال مسيرتهم التدريبية. ويبحث المديرون الرياضيون عن دليل على قدرة المدير الفني على تحقيق التقدم مع أي نادٍ، بالشكل الذي حققه بوتر في بلدة صغيرة بالسويد.

هناك تصور في أوروبا بأن التدريب البريطاني قد دخل في حالة من الركود، نظراً لأن هناك تركيزاً شديداً على اللعب بطريقة 4 - 4 - 2 وإرسال كرات عرضية إلى داخل منطقة الجزاء. يقول كليمنت: «لا أتذكر أنني أجريت محادثة مع أي شخص قال إن المديرين الفنيين الإنجليز أقوياء أو جيدون حقاً! هذا لا يعني أنه لا يوجد مديرون فنيون إنجليز جيدون، لأنه يوجد بالتأكيد. لكن بشكل عام، فإن سمعة المديرين الفنيين الإنجليز في القارة ليست جيدة».

يُحب مُلاك الأندية رؤية دليل على أن المدير الفني لديه خبرة في التعامل مع كثير من الجنسيات، لكن اللغة يمكن أن تكون حاجزاً والسعي إلى تعلم لغة جديدة يجعل كثيرين لا يفضلون الرحيل للخارج. كان تيري فينابلز دائماً لديه مترجمه الذي يثق به إلى جانبه في برشلونة، كما أن أندية أخرى، مثل سبارتا براغ، تكون لديها اللغة الإنجليزية لغة أولى في ملعب التدريب على الرغم من عدم وجود متحدثين أصليين بها. ومع ذلك، عندما لا تكون هناك لغة مشتركة، فإن تعلم كيفية توصيل الرسالة من دون كلمات يعد أداة مفيدة ويساعد في تنمية مهارات التواصل.

يقول كليمنت: «فكرة الانتقال للخارج تسبب الذعر لبعض المدربين، الذي يشعرون بالقلق من مشكلة التواصل والخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم. أنا سعيد جداً لأنني فعلت ذلك. ممارسة التدريب بلغة ثانية أمر صعب للغاية، لكنه مفيد. لقد عملت في إسبانيا وألمانيا وبلجيكا وإنجلترا وفرنسا، وأصبحت علاقاتي باللاعبين أفضل. إن اكتساب هذه الخبرات وتبادل المعرفة والمعلومات وتبادل الخبرات التي مررت بها، أمر إيجابي بالتأكيد».

ولا شك أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل الأمور أكثر صعوبة، وخير مثال على ذلك آندي مانغان، من ستوكبورت، الذي لم يُسمح له بالانضمام إلى طاقم التدريب في ريال مدريد، على الرغم من أن بوروسيا دورتموند لديه أليكس كلابهام، وبايرن ميونيخ لديه آرون دانكس. من الضروري للمسؤولين عن هذه الصناعة إيجاد مسارات معينة لمساعدة المدربين في الوصول إلى مختلف أنحاء القارة وسط تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وإلا ستكون هناك مخاطرة بالوجود في جزر منعزلة.

ستيف بولد هو المدير الفني لفريق لوميل الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ببلجيكا، ويساعده المدير الفني السابق لمنتخب إنجلترا تحت 18 عاماً ريان غاري. ويعمل كل منهما في إطار مجموعة سيتي لكرة القدم التي ساعدت ديس باكنغهام وليام مانينغ في تحقيق النجاح بعد الفترات التي قضاها كل منهما بالهند وبلجيكا، والتي عاشا خلالها أساليب حياة وظروف مختلفة. لم يكن أي منهما لاعباً بارزاً، لذا بدآ التدريب في سن مبكرة نسبياً، وسرعان ما سافرا إلى الخارج لاختبار نفسيهما وبناء سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب في عالم التدريب.

يقول كليمنت: «لا أتردد في السفر إلى الخارج مرة أخرى، وسأستمتع بمثل هذه التجربة وأرغب في خوضها مرة أخرى. لا أرى نفسي مديراً فنياً إنجليزياً، بل أرى نفسي مدرباً دولياً لديه هذه الخبرات». لا يوجد مسار واحد محدد للوصول إلى القمة - أو حتى إلى المستوى المتوسط - لكن يبدو أن بريطانيا تتخلف عن الركب فيما يتعلق بالمديرين الفنيين الجيدين. وبينما كان المدربون الإنجليز ينقلون الثورات الكروية ذات يوم إلى بلدان أخرى، فإنهم الآن يحاولون اللحاق بالركب. وتجب الإشارة إلى أن الدورات التدريبية وحدها لا تكفي، بل يكون المدرب في بعض الأحيان بحاجة إلى تحمل المخاطر في أماكن أخرى من أجل الحصول على الخبرات اللازمة.

*خدمة «الغارديان»