أتمّ الهولندي رود فان نيستلروي مهمته المؤقتة في تدريب مانشستر يونايتد بنجاح، وقاده إلى الفوز على ضيفه ليستر سيتي بثلاثة أهداف نظيفة أمس بالمرحلة الحادية عشرة للدوري الإنجليزي، وقبل تسليم القيادة إلى البرتغالي روبن أموريم، في حين أسفرت قمة لندن بين تشيلسي وآرسنال عن تعادل 1-1 أبعدهما عن سباق الصدارة، فيما حقق إيبسويتش فوزه الأول بالبطولة على حساب مضيفه توتنهام 1-2، وقلب نيوكاسل تأخره بهدف أمام نوتنغهام فورست إلى انتصار 3-1.
في «أولد ترافورد» افتتح البرتغالي برونو فيرنانديز التسجيل لمصلحة مانشستر يونايتد في الدقيقة 17، احتفل فيرنانديز الذي خاض آخر 17 مباراة له تحت قيادة المدير الفني الهولندي السابق إريك تن هاغ دون تسجيل أي هدف، بظهوره رقم 250 مع يونايتد، وبالتهديف في الدقيقة 17، مستفيداً من تمريرة بكعب القدم من العاجي أماد ديالو قبل أن يطلق تسديدة منخفضة قوية في الزاوية البعيدة. وهذا هو الهدف الرابع للقائد في أربع مباريات تحت قيادة فان نيستلروي.
وقال فيرنانديز: «مرّ وقت طويل دون تسجيل أي أهداف، والآن أصبحت الأهداف تأتي في المباريات القليلة الأخيرة. كان الحفاظ على نظافة شباكنا مرة أخرى أمراً في غاية الأهمية لاستعادة سمعتنا هنا. يتعين علينا الاستمرار في ذلك وعلينا التحسن».
وكان لمدافع ليستر، الدنماركي فيكتور كريستيانسن، الفضل في هدف يونايتد الثاني في الدقيقة 38 بعدما تحولت كرة حاول فيرنانديز تسديدها من داخل الصندوق، بقدم الأول ودخلت الشباك. وسجل الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو الهدف الثالث ليونايتد في الدقيقة 82 بتسديدة رائعة من حدود منطقة المرمى.
وهتف المشجعون في «أولد ترافورد» باسم فان نيستلروي طوال الدقائق الأخيرة من المباراة؛ إذ من المتوقع أن يسلم مهامه إلى أموريم اليوم بعد إنهاء الأخير مشواره مع سبورتينغ لشبونة، على أن يخوض مباراته الأولى مدرباً لمانشستر يونايتد في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي أمام إيبسويتش تاون. ولم يتحدد بعد مستقبل فان نيستلروي مع يونايتد رغم أن مهاجم الفريق السابق قال إنه يريد البقاء ضمن الجهاز الفني.
وقال فان نيستلروي: «أعتقد أن هذا النادي لديه كل المقومات للعودة إلى المستويات التي عرفتها كلاعب. اعتباراً من الاثنين، سأدعم مدربنا الجديد، روبن أموريم، وأحث كل من يحب النادي على فعل الشيء نفسه».
وقال فيرنانديز بعض الكلمات الطيبة في حق المدرب المؤقت، وأضاف: «رود فان نيستلروي كان على قدر المسؤولية، يعشق النادي، ويريد أن يجلب السعادة للاعبين. جلب الابتسامة إلى الجميع في المباريات الأخيرة، أراد فقط أن نستمتع بها. أردنا أن نقول له وداعاً كمدرب بأفضل صورة؛ لأنه فعل أشياء جيدة لنا. إنها حقبة جديدة ومدرب جديد، مما يعني أن كل شيء يتغير، ولكن ما لم يتغير هو أن هذا النادي يجب أن يعود إلى حيث ينتمي».
وكان فان نيستلروي، مهاجم «الشياطين الحمر» السابق، تسلم المهمة مؤقتاً بعد إقالة مواطنه تن هاغ إثر خسارة الفريق أمام وستهام 1-2، ونجح في قيادة يونايتد لتحقيق ثلاثة انتصارات إلى جانب تعادل واحد في مختلف المسابقات، بعدما كان الفريق اكتفى بفوز وحيد في ثماني مباريات متتالية.
ورفع يونايتد رصيده إلى 15 نقطة، لكنه بقي في المركز الثالث عشر، في حين تلقى ليستر هزيمته الثالثة في آخر أربع مباريات ضمن مختلف المسابقات، وتجمّد رصيده عند 10 نقاط في المركز الخامس عشر.
وفي ستامفور بريدج خرجت القمة اللندنية بين تشيلسي وغريمة آرسنال بتعادل 1-1 مخيب لحظوظ الفريقين في سباق القمة، حيت تساوى الفريقان في رصيد 19 بالمركزين الثالث والرابع، لكن بفارق 9 نقاط عن ليفربول المتصدر، و4 نقاط عن مانشستر سيتي الثاني.
وبعد شوط أول سريع ومثير لكن دون تهديف، نجح آرسنال في ترجمة سيطرته البسيطة إلى هدف التقدم في الدقيقة 60 عبر البرازيلي غابريل مارتينلي، لكن تشيلسي عادل في الدقيقة 70 بتسديدة قوية من البرتغالي بيدرو نيتو على يسار ديفيد رايا.
وعلى ملعبه سقط توتنهام بشكل مفاجئ أمام ضيفه إيبسويتش 1-2، بعد ثلاثة أيام من خسارته الأولى في «يوروبا ليغ» على يد غلاطة سراي التركي 2-3 الخميس.
وتقدّم إيبسويتش أولاً عبر الآيرلندي سامي سموديكس في الدقيقة 31، ثمّ ليام ديلاب (34)، قبل أن يقلّص الأوروغوياني رودريغو بنتانكور الفارق في الدقيقة 69.
والفوز هو الأول لإيبسويتش في البطولة ورفع به رصيده إلى ثماني نقاط، ليخرج أخيراً من المراكز المهددة بالهبوط إلى السابع عشر. في المقابل، تجمّد رصيد توتنهام عند 16 نقطة في المركز العاشر.
وتعافى نيوكاسل ليوقف مسيرة انتصارات ضيفه نوتنغهام فورست ويخرج بفوز مثير 3-1. وعلى ملعب «سيتي غراوند» توقفت سلسلة انتصارات فورست في آخر 3 مباريات، بعدما سقط في عقر داره أمام نيوكاسل.
ورغم أن أصحاب الأرض تقدموا مبكراً عبر المدافع البرازيلي موريلو في الدقيقة 21، فإن نيوكاسل انتفض في الشوط الثاني وسجل ثلاثية عبر السويدي ألكسندر أيزاك في الدقيقة 54، والبرازيلي جويلينتون (72)، وهارفي بارنز (83).
وأتيحت عدة فرص للفريقين، تراجع فورست للمركز الخامس في الجدول برصيد 19 نقطة من 11 مباراة، في حين تقدم نيوكاسل إلى المركز الثامن برصيد 18 نقطة.
على جانب آخر، ما زال المصري محمد صلاح يؤكد أنه ورقة ليفربول الرابحة بعدما ساهم في إحراز هدف أو تمريرة حاسمة على الأقل في 9 من مباريات الفريق العشر الأولى هذا الموسم، كظاهرة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كان النجم المصري البالغ من العمر 32 عاماً، دائماً ما يصنع الفارق لفريقه تحت قيادة المدير الفني السابق الألماني يورغن كلوب، لكن يبدو أن وصول الهولندي أرني سلوت إلى ملعب «أنفيلد» قد أعطى صلاح دفعة إضافية لمواصلة التألق.
وبعد تسجيله هدف الفوز رقم 49 في مسيرته مع ليفربول، في المباراة ضد أستون فيلا أول من أمس (2 - صفر)، رفع صلاح رصيده إلى 10 أهداف مع 10 تمريرات حاسمة في 17 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم.
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح نجح في التسجيل من 23.33 في المائة من الفرص التي تتاح له، بما في ذلك 54.55 في المائة من الفرص الكبيرة التي تسنح له أمام المرمى، وهو ما يعني أنه يتفوق في هذا الأمر وبفارق كبير عن المستويات التي كان يقدمها خلال المواسم الأربعة الماضية.
يتعين علينا أن نعود إلى موسم 2017 - 2018، عندما سجل صلاح 32 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي المرة الوحيدة التي كان يساهم خلالها في الأهداف المباشرة بمعدل أفضل مما هو عليه الأمر الآن... وبعد تسجيله 8 أهداف وصناعة 5 أهداف أخرى بالدوري هذا الموسم، أصبح النجم المصري أكثر أهمية من أي وقت مضى لخط هجوم ليفربول.
وعلاوة على ذلك، لم يشارك صلاح قَطّ في أقل من 32 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم واحد مع ليفربول. لم يتعرض صلاح لإصابات خطيرة طوال مسيرته مع ليفربول، ويقدم مستويات مذهلة منذ وصوله إلى ملعب «أنفيلد» في صيف عام 2017، ومع ذلك لا توجد أي مؤشرات واضحة على أنه يعاني من الإرهاق أو أن مسيرته الكروية آخذة في التراجع.
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح يتقدم بفارق كبير عن باقي لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم من حيث أكبر عدد من اللمسات داخل منطقة جزاء المنافسين. ومن المثير للاهتمام أن قائمة أفضل خمسة لاعبين في هذه الإحصائية ضمت مهاجماً واحداً هو النرويجي إيرلينغ هالاند هداف مانشستر سيتي.
وعندما يستحوذ صلاح على الكرة على الجانب الأيمن، فإنه لا يزال من بين اللاعبين الذين يصعب إيقافهم في العالم. لقد وصل أستون فيلا إلى ملعب «أنفيلد» وهو يشعر بالقلق بشأن إمكانية التعامل مع فريق صلاح، وقد واجه الظهير الأيسر لوكاس ديني مشاكل جمة أمام سرعة المصري الذي صنع هدفاً وسجل الثاني.
من المؤكد أن دياز وكودي جاكبو ونونيز يقدمون مستويات رائعة، لكن صلاح لا يزال الأكثر خطورة في ليفربول، وأنه لا يزال ينتمي إلى فئة النخبة في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن في ظل قرب انتهاء عقده مع ليفربول في يونيو (حزيران) المقبل، فإن خطط صلاح المستقبلية غير معروفة، ويخشى جمهور فريقه من أن يكون هذا هو موسمه الأخير في «أنفيلد».