هل حقاً فشل «مشروع مبابي» في ريال مدريد؟

ما قدمه النجم الفرنسي حتّى الآن لا يرقى إلى مستوى التوقعات

مبابي يفشل في هز شباك برشلونة خلال هزيمة الريال في «الكلاسيكو» برباعية نظيفة (أ.ف.ب)
مبابي يفشل في هز شباك برشلونة خلال هزيمة الريال في «الكلاسيكو» برباعية نظيفة (أ.ف.ب)
TT

هل حقاً فشل «مشروع مبابي» في ريال مدريد؟

مبابي يفشل في هز شباك برشلونة خلال هزيمة الريال في «الكلاسيكو» برباعية نظيفة (أ.ف.ب)
مبابي يفشل في هز شباك برشلونة خلال هزيمة الريال في «الكلاسيكو» برباعية نظيفة (أ.ف.ب)

بعد أيام من الخسارة أمام الغريم التقليدي برشلونة في الكلاسيكو برباعية نظيفة، لم يكن ريال مدريد بحاجة إلى الفوز على ميلان يوم الثلاثاء فحسب، بل كان بحاجة إلى فوز مُقنع يثبت من خلاله أن هذا الفريق استعاد توازنه وتماسكه، وأن المدير الفني للفريق الملكي، كارلو أنشيلوتي، قد وجد حلولا للمشكلات التي واجهها الفريق، وأن المشروع الجديد بقيادة النجم الفرنسي كيليان مبابي يسير في الاتجاه الصحيح.

لكن بدلاً من ذلك، تلقى ريال مدريد هزيمة ثقيلة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في عقر داره في «سانتياغو برنابيو» مقابل هدف وحيد أمام ميلان، وأظهر المزيد من الأدلة على أن شيئاً ما قد حدث بشكل سيئ بالنسبة لحامل لقبي الدوري الإسباني الممتاز ودوري أبطال أوروبا، وإشارة أخرى - كما يعتقد أليكس كيركلاند في تحليله على موقع «إي إس بي إن» - أن ملوك أوروبا قد يواجهون صعوبات لا يمكن تصورها لتجاوز دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا بعد خسارتين في أربع مباريات.

وكان أداء ريال مدريد ضد ميلان مشابهاً لما رأيناه في المباراة التي فاز فيها بخمسة أهداف مقابل هدفين على بوروسيا دورتموند قبل أسبوعين، لكن هذه المرة كان الأداء سيئا، دون أي شيء جيد فيما يتعلق بالنتيجة. وظهر الفريق مرة أخرى بشكل مخيب للآمال ومفككا للغاية خلال الشوط الأول، الذي انتهى بتقدم ميلان بهدفين مقابل هدف وحيد. لكن هذه المرة، لم يكن هناك قتال حماسي من النادي الملكي في الشوط الثاني للعودة في النتيجة، على عكس ما فعله فينيسيوس جونيور أمام بوروسيا دورتموند.

وبدلاً من ذلك، ازدادت الأمور سوءاً. لقد حاول أنشيلوتي القيام بكل شيء ممكن، وأجرى خمسة تبديلات - دفع بكل من إدواردو كامافينغا وإبراهيم دياز وداني سيبايوس ورودريغو وفران غارسيا في الشوط الثاني - في محاولة لإعادة النشاط للفريق، لكن لم يؤد ذلك إلا إلى زيادة الارتباك. وبنهاية المباراة، كان ريال مدريد قد خلق الكثير من الفرص - 23 تسديدة، 10 منها على المرمى - ومتوسط أهداف متوقعة بلغ 2.44، لكنه لم يسجل سوى هدف وحيد.

كانت هناك لحظات بدا فيها الأمر وكأن المباراة من الممكن أن تنتهي بنتيجة مختلفة، حيث تم إلغاء الهدف الذي سجله أنطونيو روديغر في الشوط الثاني بداعي التسلل، وهو الهدف الذي كان سيجعل النتيجة 2-3 قبل 10 دقائق من النهاية. وتصدى حارس مرمى ميلان، مايك ماينان، لضربة رأس قوية من دياز في وقت متأخر من المباراة. لكن بشكل عام، كانت هذه ليلة للنسيان بالنسبة لريال مدريد!

في الواقع، لم يكن هناك شيء جيد بالنسبة لريال مدريد، بل كانت هناك تسديدات سيئة ومثيرة للسخرية بعيدة عن المرمى تماما من لاعبين موهوبين مثل لوكا مودريتش وجود بيلينغهام، في الوقت الذي أهدر فيه مبابي الفرص واحدة تلو الأخرى. لقد سدد اللاعب الفرنسي ثماني تسديدات، من بينها ثلاث تسديدات فقط على المرمى، ومتوسط أهداف متوقعة بلغ 0.54. لقد كان هناك شعور بالإحباط من جانب مشجعي ريال مدريد، بل وأطلقت الجماهير صافرات الاستهجان ضد لاعب خط الوسط أوريليان تشواميني أثناء خروجه من المباراة في الشوط الأول.

مبابي يغادر ملعب «سانتياغو برنابيو» بعد أن تلقى ريال مدريد هزيمة ثقيلة أمام ميلان (أ.ف.ب)

فهل من المفترض أن يكون الأمر صعباً إلى هذا الحد في فريق يضم فينيسيوس ومبابي في الهجوم، وبلينيغهام وفيديريكو فالفيردي في خط الوسط، وروديغر وإيدر ميليتاو في الدفاع؟ من المؤكد أن هذا الفريق يضم كوكبة من النجوم العالميين، لكن الأداء لا يرتقي أبدا إلى مستوى هذه الأسماء، على الأقل خلال الموسم الجاري. وبالتالي، تتزايد الضغوط على أنشيلوتي. في الواقع، تتسم كل المستويات التي قدمها ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بدرجات متفاوتة من عدم الإقناع. فأمام شتوتغارت، احتاج الفريق إلى هدفين في وقت متأخر من المباراة من توقيع روديغر وإندريك ليفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وأمام ليل، خسر ريال مدريد بهدف دون رد، بعد أن أهدر لاعبوه كثيرا من الفرص السهلة. وكانت العودة في النتيجة أمام بوروسيا دورتموند والفوز بخمسة أهداف مقابل هدفين مثيرة للإعجاب، بفضل الأداء المذهل الذي قدمه النجم البرازيلي فينيسيوس في الشوط الثاني، لكن ذلك لم يحدث إلا بعد أداء سيئ آخر في الشوط الأول.

في الحقيقة، من الصعب تجاهل التأثير الذي خلفه وصول مبابي الذي طال انتظاره على هذا الفريق، وكذلك تأثيره غير المباشر على مركز ومكانة فينيسيوس وبيلينغهام في الفريق. لا يزال فينيسيوس، إلى حد كبير، يقدم مستويات جيدة هذا الموسم، ففي هذه المباراة أمام ميلان حصل على ركلة جزاء وسجلها بشكل رائع على طريقة «بانينكا» ليعادل النتيجة بهدف لكل فريق، وأعاد ريال مدريد إلى المباراة بعد أن وضع ماليك ثياو ميلان في المقدمة بهدف من ضربة رأس متقنة.

أنشيلوتي يفضل المحافظة على فينيسيوس في مركز الجناح الأيسر الذي يفضل مبابي أن يشغله (غيتي)

لكن ما يقدمه بيلينغهام حتى الآن خلال الموسم الجاري مثير للحيرة والتساؤلات. إنه لا يلعب بشكل سيئ في المجمل، لكن بحلول الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في موسمه الأول، كان قد سجل 13 هدفاً لريال مدريد، لكنه لم يسجل أي هدف هذا الموسم. ويبدو أن أنشيلوتي لا يعرف على وجه التحديد ما الذي يتعين عليه القيام به مع بيلينغهام، حيث أعاده يوم الثلاثاء إلى اللعب في الناحية اليسرى لوسط الملعب، وهو المركز الذي لعب به خلال معظم فترات الموسم الماضي، بعد أن لعب ناحية اليمين في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك مباراة برشلونة. وكان آخر هدف سجله بيلينغهام مع ريال مدريد قبل 176 يوماً.

التصريحات التي أدلى بها مهاجم الاتحاد السعودي حاليا ومنتخب فرنسا وريال مدريد الإسباني سابقا كريم بنزيمة، قد تؤكد مدى حيرة أنشيلوتي حول مركزي فينيسيوس ومبابي. بنزيمة طالب مواطنه مبابي بتعلم كيفية شغل مركز رأس الحربة، لأنه لا يستطيع إزاحة فينيسيوس من مركز الجناح الأيسر. مبابي لم يصل إلى ذروة مستواه حتى الآن في صفوف فريقه الجديد بعد رحيله عن باريس سان جيرمان. وقام أنشيلوتي بالمحافظة على فينيسيوس في مركز الجناح الأيسر، في حين أشرك مبابي مهاجما صريحا.

وقال بنزيمة في هذا الصدد: «المشكلة بنظري أن مبابي ليس مهاجما صريحا حتى مع المنتخب الوطني، وفي كل مرة يلعب بقميص الرقم 9 لا يكون على ما يرام، لأن هذا المركز ليس مركزه». وتابع: «في اليسار هناك لاعب بمستواه هو فينيسيوس، وبالتالي ثمة مشكلة، لا يمكن إشراك فينيسيوس في مركز قلب الهجوم أو على اليمين، لأنه عندما يلعب على الجهة اليسرى يصنع الفارق».

وأوضح: «مبابي ليس رقم 9 حقيقيا. الناس تطالبه بالكثير وهو يعاني من ضغوطات كبيرة، هنا ليس باريس سان جيرمان»، وأردف: «أنصحه بعدم اليأس لأنني لا أعتقد أنه سيزيح فينيسيوس، لان الأخير أفضل لاعب في العالم حاليا». وأوضح: «يتعين على مبابي أن يضع في الحسبان أنه اليوم هو الرقم 9 ونسيان شغل مركز الجناح الأيسر في الوقت الحالي». ومنذ انتقاله من فريق العاصمة الفرنسية بصفقة حرة، سجل مبابي 8 أهداف في 14 مباراة في مختلف المسابقات.

وحتى خط دفاع ريال مدريد، الذي كان يمثل إحدى أبرز نقاط قوته العظيمة في الموسم الماضي، أصبح الآن مهلهلا، لقد استقبلت شباك الفريق 10 أهداف في آخر أربع مباريات. وأمام ميلان، كان مرمى ريال مدريد مكشوفا تماما، وكان خط الوسط مفتوحاً على مصراعيه، وهو ما يجعله مسؤولا بنفس قدر مسؤولية خط الدفاع عن الأهداف التي استقبلها الفريق. وتلاعب نجم ميلان رافائيل لياو بالظهير الأيمن البديل لوكاس فاسكيز.

ثم كان هناك ألفارو موراتا، الذي لعب دور العدو اللدود لجمهور ريال مدريد، والذي سجل في مرمى فريقه السابق - هذا هو هدفه السابع ضد ريال مدريد، بعد أن سبق له التسجيل بقميصي يوفنتوس وأتلتيكو مدريد - ليجعل النتيجة تشير إلى تقدم ميلان بهدفين مقابل هدف وحيد مع نهاية الشوط الأول. وبعدما أحرز موراتا هدفه، كانت هناك ابتسامة على وجهه ووضع إصبعه على شفتيه، قبل أن يقرر عدم الاحتفال ضد ناديه السابق. لقد بذل موراتا مجهودا كبيرا في هذه المباراة، وكان يعود كثيرا إلى الخلف، ويلعب كمحطة قوية في الخط الأمامي، وهي الأمور التي لم يتمكن مبابي من القيام بها بنفس الشكل.

معاناة مبابي منذ وصوله إلى ريال مدريد تتزايد (رويترز)

وكان من الممكن أن تصبح الأمور أكثر سوءا بالنسبة لريال مدريد، حيث تصدى لونين ببراعة لتسديدة قوية من لياو في الدقيقة 52. وبينما كان ريال مدريد يبحث عن هدف التعادل ويسعى لخلق فرص للتسجيل، كان ميلان يمثل خطورة هائلة في الهجمات المرتدة السريعة. وسجل تيجاني رايندرز هدفا آخر في الدقيقة 73، لتصبح النتيجة تقدم ميلان بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وتزداد الأمور صعوبة على ريال مدريد، الذي لم يتمكن من العودة في النتيجة.

لن يلعب ريال مدريد أي مباراة أخرى في دوري أبطال أوروبا قبل شهر من الآن، عندما يصطدم بليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز. وقبل ذلك، هناك فترة توقف دولية ومباراتان في الدوري الإسباني الممتاز أمام أوساسونا وليغانيس. إنهما مباراتان يمكن الفوز بها على الورق، لكن مستوى ريال مدريد في الوقت الحالي لا يجعل أي شيء مضمونا! وبحلول الوقت الذي سيذهب فيه ريال مدريد إلى ملعب «آنفيلد»، قد تكون الضغوط المتراكمة على الفريق ومديره الفني قد وصلت إلى نقطة الغليان!


مقالات ذات صلة

برشلونة يؤجل عودته لملعب «كامب نو»

رياضة عالمية جانب من عمليات تجديد ملعب «كامب نو» (نادي برشلونة)

برشلونة يؤجل عودته لملعب «كامب نو»

أرجأ نادي برشلونة المنافس في الدوري الإسباني الممتاز العودة إلى ملعبه كامب نو، الذي تم تجديده، حتى منتصف فبراير (شباط) المقبل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
رياضة عالمية جانب من أعمال التحديث والتوسيع لملعب برشلونة الشهير الكامب نو (الشرق الأوسط)

تأجيل عودة برشلونة إلى كامب نو وتمديد عقد مونتجويك

أعلن برشلونة الإسباني الأربعاء إن عودته إلى ملعب كامب نو ستؤجل حتى منتصف فبراير (شباط) على الأقل حيث يخضع الاستاد الشهير لأعمال التحديث والتوسيع.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أنسو فاتي ما زال يعاني من الإصابات المتتالية (أ.ب)

أنسو فاتي مصاب مرة أخرى

إذن، أصيب أنسو فاتي مرة أخرى.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية يعاني ريال مدريد من إصابات عديدة هذا الموسم (د.ب.أ)

25 إصابة في ريال مدريد... ما السبب يا ترى؟

سحق ريال مدريد أوساسونا 4 - 0 في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت مصائبهم هذا الموسم.

The Athletic (مدريد)
رياضة عالمية أيوزي بيريز (إ.ب.أ)

بيريز لاعب فياريال: علينا الوقوف مع فالنسيا... كرة القدم ثانوية

قال أيوزي بيريز لاعب فياريال إن لاعبي ومدربي فرق دوري الدرجة الأولى الإسباني لم يكن عليه أن يثيروا بأنفسهم المخاوف بشأن إقامة المباريات بعد الفيضانات المميتة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

السعوديون ضمن الأكثر شراء لتذاكر «كأس القارات» في قطر

ملعب لوسيل سيحتضن نهائي كأس القارات للأندية (الشرق الأوسط)
ملعب لوسيل سيحتضن نهائي كأس القارات للأندية (الشرق الأوسط)
TT

السعوديون ضمن الأكثر شراء لتذاكر «كأس القارات» في قطر

ملعب لوسيل سيحتضن نهائي كأس القارات للأندية (الشرق الأوسط)
ملعب لوسيل سيحتضن نهائي كأس القارات للأندية (الشرق الأوسط)

أعلنت اللجنة المحلية المنظمة لكأس القارات للأندية في قطر 2024، انطلاق مبيعات التذاكر للجماهير عبر الموقع الرسمي للبطولة.

يأتي ذلك بعد انتهاء فترة المبيعات المبكرة الحصرية لحاملي بطاقات فيزا، التي تواصلت، على مدى أسبوع، بدءاً من 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، وشهدت إقبالاً كبيراً مع تصدر مصر وقطر والسعودية والأردن الدول الأكثر شراءً للتذاكر.

يُذكر أن التذاكر التي سيجري طرحها للجماهير عامة ابتداء من اليوم، ستكون متاحة للشراء من قِبل جميع حاملي البطاقات.

وتستضيف قطر النسخة الأولى من البطولة في حُلّتها الجديدة، خلال الفترة من 11- 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ويشهد استاد 974 مباراتين؛ الأولى لنادي باتشوكا المكسيكي مع الفائز بكأس ليبرتادوريس في 11 ديسمبر، في حين تجمع المباراة الثانية النادي الأهلي المصري مع الفائز بديربي الأميركيتين في 14 ديسمبر، وذلك قبل المواجهة الكبرى المرتقبة بين ريال مدريد والفائز بكأس التحدي، والتي يحتضنها استاد لوسيل في 18 ديسمبر المقبل؛ احتفالاً بالذكرى السنوية الثانية على استضافة النهائي التاريخي لكأس العالم قطر 2022.

وتبلغ أسعار تذاكر ديربي الأميركيتين وكأس التحدي 150 ريالاً قطرياً للفئة الأولى، و70 ريالاً قطرياً للفئة الثانية، و40 ريالاً قطرياً للفئة الثالثة ولتذاكر المشجعين من ذوي الإعاقة.

في حين تبلغ أسعار تذاكر المباراة النهائية 1000 ريال قطري للفئة الأولى، و600 ريال قطري للفئة الثانية، و200 ريال قطري للفئة الثالثة ولتذاكر المشجعين من ذوي الإعاقة. ويوفر استادا 974 ولوسيل تجربة تتميز بالإتاحة وسهولة الوصول مع مجموعة واسعة من خيارات المقاعد والأماكن المخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة.