«جائزة البرازيل الكبرى»: نوريس في حاجة إلى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة

نوريس بحاجة إلى التفوق على منافسه فرستابن بفارق 12 نقطة (إ.ب.أ)
نوريس بحاجة إلى التفوق على منافسه فرستابن بفارق 12 نقطة (إ.ب.أ)
TT

«جائزة البرازيل الكبرى»: نوريس في حاجة إلى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة

نوريس بحاجة إلى التفوق على منافسه فرستابن بفارق 12 نقطة (إ.ب.أ)
نوريس بحاجة إلى التفوق على منافسه فرستابن بفارق 12 نقطة (إ.ب.أ)

عندما ينطلق سباق «جائزة البرازيل الكبرى» ضمن منافسات بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، سيكون لاندو نوريس في حاجة إلى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة من أجل منع ماكس فرستابن، منافسه الذي وصفه بالخطير خلال «سباق المكسيك» مطلع هذا الأسبوع، من الاقتراب أكثر من لقبه الرابع على التوالي في بطولة العالم.

وقبل «سباق البرازيل» المقرر على حلبة «إنترلاغوس» ذات الأجواء الرائعة في ساو باولو، يتأخر نوريس سائق «مكلارين» بفارق 47 نقطة عن فرستابن سائق «رد بول»، والمتوّج ببطولة العالم ثلاث مرات، قبل أربع جولات متبقية في الموسم و120 نقطة متاحة حداً أقصى.

ويبدو فرستابن المرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب، إذ لا يزال نوريس بحاجة إلى التفوق على منافسه بفارق 12 نقطة في المتوسط في كل جولة، لكن تظل هناك إمكانية كبيرة لعرقلته عن تحقيق ذلك.

وفي الوقت الحالي، يحقق «فيراري» صعوداً مستمراً، ويتنافس بقوة على لقب الفرق للمرة الأولى منذ 2008. وقد يساعد ذلك نوريس إذا فرض سائقاه كارلوس ساينز وشارل لوكلير تفوقهما على فرستابن.

وبات الفريق الإيطالي يتأخر بفارق 29 نقطة فقط عن «مكلارين» متصدر الترتيب العام للفرق، بعد تألّق هائل في سباقي «أميركا» و«المكسيك»، ولم يعد من السهل التفوق عليه.

وقال ساينز الفائز من مركز أول المنطلقين في «مكسيكو سيتي»، الأحد الماضي: «أعتقد أن كلاً منا يثق بأن التتويج باللقب هو أمر ممكن ونتحدّث عنه كثيراً الآن».

وكان فرستابن قد خضع لعقوبتين بإضافة 10 ثوانٍ إلى زمنه خلال «سباق المكسيك»، حيث فرض المراقبون قيوداً صارمة على التحركات التي تجبر سائقين آخرين على الخروج عن المسار، وقد يكون لذلك تأثير كبير في ملامح الصراع على اللقب بدءاً من الآن.

وسيكون «سباق البرازيل» هو الخامس من إجمالي 6 سباقات تتضمّن سباقات سرعة هذا الموسم، وبالتالي ستكون هناك 8 نقاط إضافية متاحة عبر السباق الذي يُقام لمسافة 100 كيلومتر السبت، علماً بأن فرستابن كان قد حقّق الفوز في جميع سباقات السرعة الأربعة الماضية هذا الموسم.

كذلك حقق فرستابن الفوز بسباق السرعة والسباق الرئيسي في البرازيل في العام الماضي، عندما كان «رد بول» يفرض هيمنته، في حين جاء نوريس في المركز الثاني في كلا السباقين.

وقال فرستابن الذي انطلق من المركز الثاني، لكنه أحرز المركز السادس في النهاية يوم الأحد الماضي: «كان (سباق المكسيك) سباقاً للنسيان؛ لكننا نعلم أن بوسعنا أن نؤدي بشكل أفضل، ونعمل بجدية على معرفة ما حدث بشكل خاطئ حتى نتمكّن من تحسين أدائنا في السباقات القليلة الأخيرة».

فرستابن خضع لعقوبتين بإضافة 10 ثوانٍ إلى زمنه بعد التحركات التي أجبرت سائقين على الخروج عن المسار (إ.ب.أ)

عقوبة شبكة الانطلاق: من المحتمل أيضاً فرض عقوبة خاصة بشبكة الانطلاق بسبب مخالفات تغيير المحرك، وهو ما لم يتم تأكيده بعد، ولكن ذلك قد لا يمثّل مشكلة كبيرة لفرستابن في حلبة «إنترلاغوس» التي يكون فيها التجاوز أكثر سهولة.

وستُسلّط الأنظار أيضاً على زميله في الفريق سيرجيو بيريز، الذي يقدم أداء متواضعاً؛ إذ رفض كريستيان هورنر رئيس فريق «رد بول» التأكيد على بقاء السائق المكسيكي على شبكة الانطلاق بعد سباق «إنترلاغوس» بعد سلسلة من العروض المخيبة للآمال.

وقال بيريز إن «سباق المكسيك» كان أكثر سباق مخيباً للآمال بالنسبة إليه خلال الموسم.

وأضاف: «كنت أريد تقديم أداء جيد، ولكننا بصفتنا فريقاً، لم نخرج بما نستحقه. نحن بحاجة إلى مزيد من سيارتي حتى نبدأ في المنافسة بشكل أكبر، وهذا سيكون الهدف قبل (سباق البرازيل)».

وقد يكون فريق «مرسيدس» أيضاً ضمن المرشحين للفوز، إذ يحظى سائقه لويس هاملتون بشعبية كبيرة لدى الجماهير في مسقط رأس آيرتون سينا، الذي كان يشكّل القدوة في طفولة هاملتون بطل العالم سبع مرات، الذي تُوفي في إيمولا قبل 30 عاماً.

وقال رئيس فريق «مرسيدس»، توتو فولف: «نعلم أنه سيكون من الصعب تحدي (فيراري) و(مكلارين) بعد أن أظهرا قوة كبيرة في السباقات الأخيرة».

وأضاف: «على الرغم من ذلك سنواصل العمل الجاد لتحقيق ذلك، وسنرى كيف سيكون أداؤنا خلال منافسات مطلع الأسبوع».​


مقالات ذات صلة

مدرب القادسية: «ديربي الشرقية» جاء في وقته

رياضة سعودية غونزاليس يتحدث خلال المؤتمر (القادسية)

مدرب القادسية: «ديربي الشرقية» جاء في وقته

أعرب الإسباني ميغيل غونزاليس، المدير الفني لفريق القادسية، عن حماسه لمواجهة الاتفاق في الديربي المرتقب ضمن الدوري السعودي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عالمية اتحاد القوى الدولي قرر حذف نتائج جيميشو وجوائزها المالية (الشرق الأوسط)

المنشطات تُوقف وصيفة «أولمبياد طوكيو» 4 أعوام

قررت وحدة النزاهة بالاتحاد الدولي لألعاب القوى، الخميس، إيقاف الإثيوبية تسيهاي جيميشو، وصيفة ماراثون طوكيو السابقة، لمدة 4 أعوام؛ بسبب شبهة تناولها المنشطات.

«الشرق الأوسط» (موناكو)
رياضة سعودية البرتغالي فيتور بيريرا مدرب فريق الشباب (واس)

بيريرا: الإصابات حرمت الشباب من «تدوير اللاعبين»

كشف البرتغالي فيتور بيريرا، مدرب فريق الشباب، عن أنه يريد التدوير بين لاعبيه بسبب ضغط المباريات، لكن وجود الإصابات أسهم في الحد من هذا الأمر بالفترة الماضية.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية بنزيمة سيغيب عن ديربي جدة بسبب الإصابة (الاتحاد)

بنزيمة وديميرال خارج قائمة الديربي

فضّل الفرنسي لوران بلان، مدرب الاتحاد، إراحة مواطنه كريم بنزيمة، هداف الفريق، عن المشاركة في الديربي أمام الأهلي، وذلك بسبب معاناة المهاجم من إصابة.

علي العمري (جدة)
رياضة عالمية ماركيز قال إن الفكرة المنطقية الوحيدة هي أن تذهب كل الأرباح من السباق إلى الأسر المتضررة (رويترز)

متسابقو الدراجات النارية يرفضون إقامة سباق فالنسيا بسبب الفيضانات

قال متسابقون، في بطولة العالم للدراجات النارية، الخميس، إن إقامة السباق الختامي للموسم في فالنسيا ستكون غير أخلاقية بسبب الفيضانات الكارثية.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)

فوز رودري بـ«الكرة الذهبية» أنصف فئة من اللاعبين لا تحظى بالتقدير اللازم

رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
TT

فوز رودري بـ«الكرة الذهبية» أنصف فئة من اللاعبين لا تحظى بالتقدير اللازم

رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)

عندما كان رودريغو هِرنانديز طالباً يعيش داخل سكن جامعي ويدرس الأعمال التجارية في جامعة بمقاطعة قسطلونة الإسبانية، كان، على حد تعبيره، «الشخص العاجز الذي لا يفعل أي شيء على الإطلاق». ربما كان يذهب لتناول العشاء، وربما يتوقف لفترة وجيزة عند الحانة، لكنه لم يكن يفعل أياً من الأشياء التي يفعلها زملاؤه بعد انتهاء ساعات الدراسة. لم يستطع معظم زملائه فهم ذلك، حتى رأوه وهو يلعب لمصلحة فياريال. كان في التاسعة عشرة من عمره، ولم يقل أي شيء عن مسيرته الكروية، ولم يكن زملاؤه في الدراسة يعرفون حتى أنه لاعب كرة قدم. والآن، حصل رودري، وهو في الثامنة والعشرين من عمره، على جائزة «أفضل لاعب في العالم»، ليكون بذلك أول إسباني يفوز بالكرة الذهبية منذ الراحل لويس سواريز قبل 64 عاماً.

وفي يوم درامي هيمنت عليه الانتقادات والاتهامات بالظلم، كان تتويج رودري بهذه الجائزة المرموقة بمثابة عمل من أعمال العدالة، ليس لرودري فقط، ولكن لهذه الفئة من اللاعبين والأشخاص، ولفكرة ولمفهوم معين، وللجماعية التي يجسدها فرد، بل وربما حتى لكرة القدم نفسها. كما أن الأمر شكل من أشكال العدالة لإسبانيا نفسها، حتى لو لم يُنظر إليه بهذه الصورة في نادي ريال مدريد الإسباني، الذي رفض مسؤولوه السفر إلى باريس عندما علموا أن فينيسيوس جونيور لن يكون الفائز.

لعب رودري دوراً بارزاً في فوز مانشستر سيتي بالكثير من الألقاب والبطولات (غيتي)

وحتى في مسرح «شاتليه»، عندما فتح النجم الليبيري جورج واياه الظرف وبدأ يقول: «الفائز هو...»، كانت هناك صيحات تقول «فينيسيوس!» وكانت هناك بعض الصافرات عندما أُعلن عن فوز رودري بالجائزة. لقد كان الأمر برمته محزناً بعض الشيء، وكأن رودري قد فعل شيئاً فظيعاً ولم يلعب كرة القدم بشكل جيد للغاية. وعلاوة على ذلك، لم يلتفت النجم الإسباني إلى كل ما حدث، وتحدث بكل وضوح وتواضع، كما هي حاله داخل الملعب. وعلى الرغم من أن فينيسيوس لديه كل المبررات التي تجعله يؤمن بأحقيته في الفوز بالجائزة، فإن فكرة عدم استحقاق رودري الجائزة أمر سخيف.

فعندما يتعلق الأمر بالتأثير على الطريقة التي يلعب بها الفريق، والتكيف مع كل الظروف، فلا يوجد أحد مثل رودري في حقيقة الأمر. لقد أكد النجم الإسباني مراراً على أن دوره يتمثل في «مساعدة فريقي على تحقيق النجاح»، وقد لعب دوراً حاسماً بالفعل في فوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا العام الماضي. ومع منتخب إسبانيا، حصل رودري على بطولة «كأس الأمم الأوروبية 2024»، وهي البطولة التي رجحت كفته في الحصول على الجائزة هذه المرة. وقد وصفه جوسيب غوارديولا، مديره الفني في مانشستر سيتي، بأنه «أفضل لاعب خط وسط في العالم دون منازع»، بينما وصفه المدير الفني لمنتخب إسبانيا، لويس دي لا فوينتي، بأنه «الكومبيوتر المثالي»، الذي قاد منتخب بلاده للفوز ببطولة اليورو.

وأكد غوارديولا أن فوز مواطنه ولاعب فريقه بجائزة «الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» بمثابة لحظة فخر لمانشستر سيتي، وأيضاً برهان على ما يفتقده الفريق في ظل غياب اللاعب حتى نهاية الموسم بداعي الإصابة. وأضاف غوارديولا: «قبل كل شيء بالطبع، التهنئة له ولكل عائلته وأصدقائه. إنه نبأ مذهل له، وبالطبع لنا جميعاً، الجميع في سيتي وجماهيرنا. نحن فخورون للغاية به. إنها المرة الأولى». وأوضح: «لم نكن لنتخيل قبل أعوام أن أحد لاعبينا سينال هذه الشرف العظيم. سعداء أيضاً بأننا جزء من هذا، وأن نتشارك معه فيه. وأتمنى أن يمنحه هذا الإنجاز الطاقة للتعافي بشكل جيد من أجل الموسم المقبل، وأن يكون معنا مجدداً». وأصبح رودري عنصراً محورياً في صفوف سيتي منذ انتقاله من صفوف أتلتيكو مدريد في 2019، حيث خسر الفريق في 11 بالمائة فقط من المباريات التي شارك فيها اللاعب الإسباني، مقارنة بالخسارة في 24 بالمائة من المباريات التي غاب عنها.

لقد وافق عدد كافٍ من المصوتين البالغ عددهم 100 شخص (حقيقةُ أن هذه ديمقراطية، وإن كانت معيبة، تُنسى بسهولة) على منحه هذه الجائزة. لقد نهض رودري، وتسلم عكازيه من روبن دياز، الذي شكره على مرافقته إلى فرنسا، وتقدم ببطء إلى المسرح، حيث ساعده ديدييه دروغبا في الوصول إلى المكان المحدد له. لقد أكد رودري مراراً على أنه لم يكن يهتم بالحصول على هذه الجائزة، لكن حتى لو كان هذا صحيحاً من قبل، فإن الأمر يختلف تماماً عندما تصعد المسرح وتمسك الجائزة بيديك. لقد تنهد عندما نظر إلى الجائزة، وكانت مشاعر السعادة واضحة تماماً عليه، قال: «لم أكن أتخيل مطلقاً أن يحدث هذا يوماً ما».

وقال رودري: «إنه ليس انتصاراً لي؛ بل لكرة القدم الإسبانية»، مردداً أكثر من مرة كلمة «بلدي». وأشار إلى لاعبين آخرين كان بإمكانهم، وربما كان ينبغي لهم، الفوز بهذه الجائزة، وكانوا جميعهم من إسبانيا، حيث ذكر أسماء تشافي هِرنانديز، وآندريس إنييستا، وإيكر كاسياس، وسيرجيو بوسكيتس. وأشار أيضاً إلى داني كارفاخال، الذي تعرض للإصابة نفسها في الركبة، والذي قال إنه كان يستحق أن يكون على المسرح.

رودري لاعب مانشستر سيتي يتوج بـ«الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» (أ.ف.ب)

وكانت هذه الرسالة تشبه كثيراً ما قاله رودري خلال مشاركته مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية في ألمانيا. في بعض الأحيان كان من الممكن رؤية رودري كأنه المدرب الفعلي للمنتخب الإسباني. وقال رودري: «إنني أعتقد دائماً أن دور لاعب خط الوسط مهم جداً؛ من حيث القيادة، ومن حيث النواحي الخططية والتكتيكية، وما يحدث داخل الملعب. أحب هذا الدور، وهو الدور الذي يجب أن يلعبه لاعب خط الوسط إذا كان يريد أن يعمل الفريق بشكل جيد».

في الواقع، كان رودري يؤدي هذا الدور القيادي دائماً، وبشكل طبيعي وتلقائي، على الرغم من أنه روى قصة في حفل يوم الاثنين عن كيف كان مستعداً ذات يوم، عندما كان في الـ17 من عمره، لترك كرة القدم بأكملها. لقد كان يكرس حياته لكرة القدم، لكنه شعر بأنه غير قادر على مواصلة اللعب، قبل أن يقنعه والده بالاستمرار. وقال: «حتى عندما كنت طفلاً، كنت أفهم المباريات وأقرأها بشكل جيد. وعندما كان الفريق ينجح، كنت أستطيع أن أرى السبب وراء ذلك، وكيف كان الفريق يخلق المساحات اللازمة داخل الملعب. وكنت أتوقع تحركات اللاعبين». وعلاوة على ذلك، كان رودري يستمع لنصائح اللاعبين الأكثر خبرة. ويتذكر إلكاي غوندوغان كيف كان رودري، في موسمه الأول مع مانشستر سيتي، يبقى في النادي بعد انتهاء التدريبات لمدة 30 أو 35 دقيقة كل يوم، ليس لمواصلة التدريب، ولكن للتحدث والاستماع. يقول غوندوغان: «كان دائماً يناقش ويتعلم ويسعى لإتقان الطريقة التي يلعب بها».

وقبل كل شيء، فإنه يساعد الجميع داخل الملعب، حيث يؤمن بأن الأداء الجماعي هو وظيفته. ويقول عن ذلك: «إذا اتخذت قرارات جيدة، فسيقوم الفريق بأشياء جيدة». قد لا يرى الجمهور دائماً هذا الدور، ومن هنا يأتي التناقض... هناك لحظة تصبح فيها حقيقة «التقليل من شأنك» صفة يقيَّم اللاعب من أجلها. ويجذب التواضع والهدوء والتلقائية الانتباه، ويساعد العمل الجاد الذكي والجماعي على وصول اللاعب إلى المكانة التي يستحقها في نهاية المطاف.

قاد رودري المنتخب الأسباني للفوز بـ«يبورو 2024»

لقد أصبح التصويت له كأنه واجب لإعادة الأمور إلى نصابها ولخلق حالة من التوازن. في الحقيقة، سوف يؤدي حصول رودري على «الكرة الذهبية» إلى حدوث تحول في عالم كرة القدم، وإعادة تعريف الأولويات، بحيث لا تركز كرة القدم بالكامل على الأهداف أو النجوم الذين يسعون لخطف الأضواء؛ على الرغم من أن الأحداث المثيرة المحيطة بعدم فوز فينيسيوس بالجائزة تشير إلى أنه لم يُتغلب على هذا الأمر تماماً حتى الآن. إن منح رودري الجائزة لا يعني فقط الاعتراف بما فعله هذا اللاعب، ولكن يعني إعطاء التقدير اللازم لهذا النوع من اللاعبين ولأهميتهم في الفرق التي يلعبون لها، ولهذه الفئة من اللاعبين الذين كان ينبغي لهم الفوز بهذه الجائزة من قبل، بل وللعدالة ولكرة القدم نفسها. وقال رودري: «وجودي هنا يعكس أهمية لاعبي خط الوسط: لم يحصلوا على التقدير الذي يستحقونه، لكنهم أصبحوا في دائرة الضوء اليوم».

وقبل بطولة كأس الأمم الأوروبية في الصيف الماضي، أكد ألفارو موراتا حينئذ على أن رودري كان ليفوز بجائزة «الكرة الذهبية» بالفعل لو روج لنفسه أكثر قليلاً؛ فالطالب الجامعي الذي لم يخبر الجميع بأنه لاعب كرة قدم كان بحاجة إلى التحدث قليلاً. وقال قائد منتخب إسبانيا: «كان بإمكانه أن يفوز بالجائزة بسهولة العام الماضي؛ فكل ما ينقصه هو التسويق لنفسه، وأقول له ذلك دائماً». وقال رودري رداً على ذلك: «لكنني لا ألعب كرة القدم من أجل هذا. يخبرني في بعض الأحيان بأنه يتعين عليّ فعل هذا الشيء أو ذاك، لكنني أفهم كرة القدم بشكل مختلف. وأنا أعرف كيف تسير الأمور؛ لذلك لا أشعر بالإحباط. لا يزعجني هذا الأمر، لكن لو أراد أحدهم ذات يوم مكافأتي على العمل الذي أقوم به، فهذا أمر مرحب به». وفي مساء الاثنين الماضي في باريس، كوفئ بالفعل هذا النجم الكبير على العمل الرائع الذي يقوم به.

* خدمة «الغارديان»