إلى أي مدى سيفتقد آرسنال خدمات ويليام صليبا أمام ليفربول؟

النتائج التي حققها الفريق خلال غياب المدافع الفرنسي المميز غير مبشرة

كيف سيكون خط دفاع آرسنال من دون ويليام صليبا؟
كيف سيكون خط دفاع آرسنال من دون ويليام صليبا؟
TT

إلى أي مدى سيفتقد آرسنال خدمات ويليام صليبا أمام ليفربول؟

كيف سيكون خط دفاع آرسنال من دون ويليام صليبا؟
كيف سيكون خط دفاع آرسنال من دون ويليام صليبا؟

أدت الخسارة بهدفين دون رد أمام بورنموث إلى زيادة الضغوط على آرسنال قبل مواجهته الهامة والمرتقبة أمام المتصدر ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز (الأحد). في الواقع، يُعد هذا أسوأ توقيت ممكن لكي يعرف آرسنال كيف سيكون خط دفاعه من دون ويليام صليبا، الذي تعرض للإيقاف بعد حصوله على بطاقة حمراء أمام بورنموث. كان طرد صليبا هو الطرد الثالث في ثماني مباريات والذي كان مؤثرا للغاية على فريق المدرب أرتيتا الذي تلقى أول هزيمة هذا الموسم أمام بورنموث ليتحسر المدرب الإسباني على أخطاء فريقه المكلفة. ورغم أن آرسنال نجح في تجاوز عواصف الطرد السابقة ليتعادل مع برايتون آند هوف ألبيون ومانشستر سيتي، فإنه فشل أمام بورنموث.

لقد كان صليبا ركيزة أساسية وبشكل منتظم في جميع مباريات «المدفعجية» في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، وقرر أرتيتا إراحته في مباراتين فقط في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وبالتالي - وحسب تقرير أليكس كيبلي على موقع الدوري الإنجليزي الممتاز - فإن غيابه يمثل تحدياً جديداً لأرتيتا، خاصة أنه لا يوجد خيار واضح لتعويضه.

ويواجه آرسنال مشكلات أخرى أيضاً، إذ تحوم الشكوك حول قدرة ريكاردو كالافيوري على اللحاق بمباراة ليفربول بعد تعرضه للإصابة أمام شاختار دونيتسك، بالإضافة إلى أن نجم الفريق بوكايو ساكا «لن يكون على الأرجح» لائقا للمشاركة في المباراة، وفقاً لأرتيتا. لكن يبدو أن غياب صليبا هو المشكلة الكبرى الآن. في الحقيقة، من الصعب للغاية تحديد قيمة المدافعين من خلال الأرقام والإحصائيات وحدها، لكن هناك مقياسان رئيسيان يتفوق فيهما صليبا بشكل واضح. أولاً، يمتلك صليبا أعلى معدل نجاح في التدخلات على المراوغين في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، بنسبة 90 في المائة. بعبارة أخرى، عندما يحاول اللاعبون المرور من صليبا، فإنه ينجح في إيقافهم بشكل دائم تقريبا. بالإضافة إلى ذلك، فإنه أفضل مدافع في إنجلترا في المواجهات الفردية واللعب «واحد ضد واحد».

الحكم يشهر البطاقة الصفراء في وجه صليبا قبل إشهار الحمراء وطرده (أ.ف.ب)

علاوة على ذلك، فقد حاول استخلاص الكرة عن طريق «التاكلينغ» في 21 مناسبة، ونجح في إكمال 12 منها، ليكون أفضل لاعبي آرسنال في هذه الإحصائية، وهو ما يسلط الضوء مرة أخرى على شراسته وقوته في استخلاص الكرات. في المقابل، حاول زميله في قلب الدفاع غابرييل ماغالهايس استخلاص الكرة عن طريق التاكلينغ ست مرات فقط. وهناك إحصائية أخرى جديرة بالملاحظة تتعلق بعدد الكرات المرتدة التي يستعيدها صليبا لفريقه. فعلى الرغم من أن أرقامه في هذا الصدد ليست مرتفعة في موسم 2024 / 25، فإنه استعاد الكرة 213 مرة في موسم 2023 / 24 - أكثر من أي قلب دفاع آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، والثامن بين جميع لاعبي المسابقة.

قد يكون أحد أسباب تراجع مرات استعادته للكرة هذا الموسم هو البطاقات الحمراء الأخيرة التي حصل عليها لاعبو آرسنال، والتي أجبرت الفريق على اللعب بتكتل دفاعي في الخلف، مما أدى إلى ضغط مساحات الملعب وتقليل الكرات المرتدة. وقد تراجع متوسط استحواذ آرسنال على الكرة من 58.2 في المائة في الموسم الماضي إلى 49.1 في المائة هذا الموسم.

لكن إذا جمعنا إحصائيات استعادته للكرة من الموسم الماضي ونجاحه في استخلاص الكرة عن طريق التاكلينغ هذا الموسم، فسنحصل على صورة لقلب دفاع أنيق ولكنه صلب وشرس وقادر على التفوق على منافسيه في المواجهات الفردية، وهي الصفات التي سيحتاج إليها آرسنال بشدة أمام مهاجمي ليفربول الذين يركضون بشكل مباشر نحو المرمى.

في الواقع، لا يوجد دليل كافٍ للقول ما إذا كان آرسنال قادراً على اللعب بشكل جيد من دون صليبا أم لا، لكن النتائج التي حققها الفريق خلال الفترة القصيرة التي غاب عنها اللاعب في موسم 2022 / 23 تجعل مشجعي آرسنال يشعرون بالقلق. لم يغب صليبا عن أي دقيقة من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، لكن في الموسم الذي سبقه انهارت حظوظ آرسنال في المنافسة على اللقب بعد أن تعرض المدافع الفرنسي لإصابة قوية في مارس (آذار) أبعدته عن الملاعب حتى نهاية الموسم.

صليبا في مواجهة بورنموث قبل طرده (أ.ف.ب)

لقد حصل آرسنال على 18 نقطة فقط (فاز في خمس مباريات، وتعادل في ثلاث، وخسر ثلاث) من آخر 11 مباراة في الموسم، وكانت المشكلة الأساسية تكمن في خط الدفاع في ظل غياب صليبا. حافظ آرسنال على نظافة شباكه مرتين فقط في تلك المباريات، واستقبل هدفين على الأقل في خمس مباريات، بينما ظل إنتاجه الهجومي ثابتاً.

من المؤكد أن الكثير من الأمور قد تغيرت منذ موسم 2022 / 23، وأصبح آرسنال أكثر قوة واكتمالا مما كان عليه في ذلك الوقت. ويجب الإشارة هنا إلى أن روب هولدينغ كان هو قلب الدفاع الثاني الذي لعب إلى جانب غابرييل في عدد من المباريات الست التي غاب عنها صليبا في ذلك الموسم، أما الآن فأصبح لدى آرسنال خيارات أفضل من هولدينغ. لكن ما هي البدائل المحتملة لصليبا؟ يشير تحليل مباريات الفريق خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية إلى أن أرتيتا سيلجأ إلى أحد هذين الخيارين لتعويض صليبا: إما أن يشارك جاكوب كيويور بديلا لصليبا في قلب الدفاع، وإما سينتقل جورين تيمبر إلى مركز الظهير على أن يلعب بن وايت قلب دفاع.

لقد قرر أرتيتا الدفع بكيويور كقلب دفاع بعد طرد صليبا أمام بورنموث، ونظراً لأنه المدافع الوحيد الطبيعي الآخر في آرسنال، فمن المنطقي تماما أن يشارك اللاعب البولندي الدولي في التشكيلة الأساسية أمام ليفربول بدلا من صليبا. ومع ذلك، سيتعين على كيويور أن يقدم أداء أفضل من ذلك الذي قدمه أمام بورنموث، حيث اندفع بتهور شديد في حالتين خلال الشوط الأول لتغطية الظهير الأيمن بن وايت، كما تفوق عليه أنطوان سيمينيو، وهو ما أدى إلى خلق فرصة جيدة للتسجيل عن طريق إيفانيلسون.

وفي الشوط الثاني، خسر الصراع الثنائي مع دانغو واتارا، ثم تمركز بشكل خاطئ ولم يتمكن من إيقاف تمريرة عرضية كاد سيمينيو يحولها إلى داخل الشباك. من الواضح أن هذه الأخطاء كانت تتعلق بنقص الشراسة وعدم القدرة على الدفاع بشكل جيد في الصراعات الثنائية، وهما من الصفات التي يتميز بها صليبا والتي سيكون آرسنال في أشد الحاجة إليها أمام ليفربول.

وبالتالي، قد يكون بن وايت هو الخيار الأفضل، خاصة وأنه يمتلك خبرات كبيرة. لقد لعب بدلا من غابرييل في مركز قلب الدفاع في أول ثلاث مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 22023 / 24، وعلى الرغم من أن آرسنال جمع سبع نقاط فقط من هذه المباريات بعد أن فقد نقطتين في التعادل أمام فولهام بهدفين لكل فريق، فإن إجمالي الأهداف المستقبلة المتوقعة في تلك المباريات بلغ 2.8 هدف فقط، أي ما يزيد قليلاً على 0.9 هدف متوقع في كل مباراة في المتوسط؛ وهو تحسن طفيف عن متوسط الأهداف المستقبلة المتوقعة البالغ 1.0 هدف في كل مباراة من المباريات التي شارك فيها صليبا في موسم 2023 / 24.

وعلاوة على ذلك، فإن سرعة بن وايت تجعله خيارا أفضل أيضا، نظرا للسرعات الكبيرة التي يمتلكها مهاجمو ليفربول. وتُظهر بيانات وأرقام الموسم الماضي أن بن وايت أكثر سرعة من كيويور. ومع ذلك، فإن هذا لا يجعل بن وايت خياراً أفضل بشكل واضح من كيويور. فعلى الرغم من أداء كيويور الضعيف أمام بورنموث، فإنه فاز بـ 73.7 في المائة من تدخلاته ضد المراوغين في موسم 2023 / 24، مقارنة بنسبة 44.8 في المائة لبن وايت. وفي هذه الإحصائية على الأقل، فإن كيويور يشبه صليبا أكثر.

والأهم من ذلك هو أن بن وايت لن يكون خيارا أفضل إلا إذا تعافى تيمبر من الإصابة في الوقت المناسب أو إذا قرر أرتيتا البدء بتوماس بارتي في مركز الظهير الأيمن، وهو ما يبدو مستبعدا. وبناء على كل هذه المعطيات، فإن القرار المتعلق بكيفية تعويض صليبا ليس سهلا على الإطلاق. وأياً كان الخيار الذي سيتخذه أرتيتا، فلا يوجد أدنى شك في أن آرسنال سيكون أقل قوة من دون صليبا، وهو الأمر الذي سيمنح ليفربول ميزة كبيرة - وهي الميزة التي يُمكن للمدير الفني للريدز، أرني سلوت، أن يستغلها من خلال الدفع بعدد من اللاعبين أصحاب السرعات الكبيرة في الخط الأمامي.

جاكوب كيويور (وسط) قد يشارك بديلا لصليبا (أ.ف.ب)

وبدلاً من إشراك كودي غاكبو في المقدمة، فقد يقرر سلوت الدفع بداروين نونيز في التشكيلة الأساسية، خاصة أن المهاجم الأورغواياني يمكنه إحداث حالة من الفوضى في دفاعات آرسنال الذي سيكون أقل قوة من دون عقله المفكر. وبدلاً من ذلك، قد تؤدي عودة لويس دياز إلى اليسار إلى إبعاد كيويور أو بن وايت عن تمركزهما الصحيح، كما رأينا ضد بورنموث، وهو ما يؤدي بدوره إلى خلق مساحة لديوغو جوتا، وهو لاعب مزعج في مركز المهاجم الوهمي وسيتحرك دائما لإيجاد مساحة مناسبة بعيدا عن غابرييل. وعلى عكس آرسنال الذي يعاني من الكثير من الإصابات، فإن ليفربول يملك كثيرا من الخيارات الجيدة في جميع المراكز، فهل يستغل هذه الفرصة ويحقق الفوز ويحكم قبضته على صدارة الدوري، أم سيكون لأرتيتا ولاعبيه رأي آخر؟


مقالات ذات صلة

كيف أصبح مستقبل شتايدتن ولوبيتيغي في وستهام في مهب الريح؟

رياضة عالمية كان وستهام يعتمد على نجم هجومه ميخائيل أنطونيو قبل أن يصبح بطيئاً بعد تجاوزه الثلاثين من العمر (غيتي)

كيف أصبح مستقبل شتايدتن ولوبيتيغي في وستهام في مهب الريح؟

في البداية يجب التأكيد على حقيقة أن الخلل في وستهام ليس بالأمر الجديد. لكن مصدر الإحباط يكمن الآن في أن التعاقد مع مدير تقني للنادي كان من المفترض أن يُحسِّن

جاكوب شتاينبرغ (لندن)
رياضة عالمية بيتو محتفلاً بهدف التعادل (رويترز)

الدوري الإنجليزي: إيفرتون يحبط فرحة فولهام بهدف قاتل

أحرز المهاجم البديل بيتو هدفاً في الوقت بدل الضائع ليمنح إيفرتون التعادل 1 - 1 مع ضيفه فولهام في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كان وستهام يعتمد على نجم هجومه ميخائيل أنطونيو قبل أن يصبح بطيئاً بعد تجاوزه الثلاثين من العمر (غيتي)

كيف أصبح مستقبل شتايدتن ولوبيتيغي بوستهام في مهب الريح؟

كانت التوقعات عالية للغاية عندما تم تعيين تيم شتايدتن مديراً تقنياً بعد فوز وستهام بدوري المؤتمر الأوروبي

رياضة عالمية هالاند وفرحته مع زملائه في سيتي بهدف الفوز على ساوثهامبتون (أ.ب)

هالاند يقود سيتي لفوز صعب على ساوثهامبتون والارتقاء لقمة الدوري الإنجليزي

رفع هالاند رصيده إلى 11 هدفاً، ليتربع على قمة هدافي المسابقة هذا الموسم، كما أنه الهدف الرابع عشر له في مختلف المسابقات.

رياضة عالمية كريس وود لاعب نوتنغهام فورست يحتفل بتسجيل الهدف الثاني في ليسستر سيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: نوتنغهام يواصل عروض القوية بثلاثية في ليستر

قاد النيوزيلندي كريس وود فريقه نوتنغهام فورست لمواصلة عروضه القوية وإلحاق الهزيمة بمضيفه ليستر سيتي 3-1 ضمن الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فليك سعيد وأنشيلوتي حزين بعد «كلاسيكو» مذل لريال مدريد

ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
TT

فليك سعيد وأنشيلوتي حزين بعد «كلاسيكو» مذل لريال مدريد

ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)

أبدى الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد الإسباني، أسفه للخسارة الثقيلة التي تعرض لها فريقه في عقر داره أمام الغريم الأبدي برشلونة 4 - صفر، بينما أعرب الألماني هانز فليك، مدرب الفريق الكتالوني، عن سعادته بالفوز العريض الذي أوقف سلسلة من 42 مباراة دون هزيمة للفريق الملكي المدريدي.

وبعد أن أهدر الريال كثيراً من الفرص في الشوط الأول الذي انتهى سلباً، دفع الثمن غالياً في الثاني بتلقيه رباعية قاسية، سجل منها البولندي روبرت ليفاندوفسكي هدفين في غضون دقائق قليلة، قبل أن يضيف لامين جمال والبرازيلي رافينيا هدفين آخرين.

وقال أنشيلوتي حزيناً: «نحن متألمون. إنها لحظة عصيبة. لم نكن نستحق هذه الخسارة الثقيلة. لكنني أريد أن أشكر الجماهير على دعمها... يجب علينا نسيان آخر 30 دقيقة. لا يزال الموسم طويلاً جداً. يجب ألا نستسلم. يجب التعلم؛ وسنفعل».

وأوضح: «لقد كانت مباراة متكافئة، إلى أن سجل المنافس أول هدف. لعبنا بقوة في الشوط الأول، لكننا افتقرنا إلى الدقة. سنحت لنا فرص للتقدم في النتيجة، لكن، على عكس سير اللقاء، سجل المنافس هدفين سريعين، حينئذ تغيرت مجريات المباراة».

وأضاف: «كان بمقدورنا التقدم في الشوط الأول. اعتمد برشلونة على الدفاع المتقدم، ولم نستغل ذلك لكسر مصيدة التسلل. كان علينا التعامل بدقة أكبر مع 3 أو 4 فرص».

في المقابل، عبر فليك عن فخره بلاعبيه بعد الفوز العريض على الغريم الأبدي، وهو الأول لبرشلونة في لقاء القمة منذ مارس 2023.

وأبدى فليك سعادته بالانتصار الذي توج أسبوع برشلونة الاستثنائي بتحقيق فوز رائع على اثنين من الفرق الأوروبية القوية؛ إذ سحق بايرن ميونيخ الألماني 4 - 1 في دوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي.

ويحظى فليك ببداية رائعة مع العملاق الكتالوني بتحقيق 10 انتصارات في 11 مباراة بالدوري الإسباني. وقال المدرب الألماني: «سعيد بالعمل في برشلونة والعيش فيها... قدمنا مباراة رائعة، وأنا فخور للغاية بالفريق». وأضاف: «ضغطنا بطريقة أفضل بالكرة ومن دونها. استحوذنا على الشوط الثاني؛ لذا تغيرت المباراة. تدربنا كثيراً على كيفية الدفاع بخط متقدم وعدم ترك أي مساحات أمام لاعبي الريال. نحن متمسكون بفكرتنا، والآن نتمتع بالرشاقة، ونريد المضي قدماً».

وعزز برشلونة صدارته للدوري الإسباني برصيد 30 نقطة، بفارق 6 نقاط عن ريال مدريد، و9 عن فياريال صاحب المركز الثالث.

وتجب الإشارة هنا إلى أن فريق برشلونة في هذه المباراة كان ثاني أصغر فريق من حيث أعمار اللاعبين في لقاء كلاسيكو منذ 80 عاماً، بل وأصغر فريق لبرشلونة منذ عام 1956. ومع ذلك، فإن من صنع الفارق هو ليفاندوفسكي البالغ من العمر 36 عاماً، الذي خطف المباراة من ريال مدريد بفضل براعته في إنهاء الهجمات مع بداية الشوط الثاني.

كانت جماهير الريال، التي ملأت ملعب «سانتياغو برنابيو» عن آخره، تنتظر أن تشهد «كلاسيكو» خاصاً من مهاجمها الجديد الفرنسي كيليان مبابي؛ نظراً إلى أن هذا هو أول لقاء قمة منذ انضمامه المدوي إلى الملكي قادماً من باريس سان جيرمان خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. لكن الفرنسي الدولي أهدر كثيراً من الفرص في الشوط الأول، قبل أن يستسلم وفريقه للانهيار في الشوط الثاني أمام شباب برشلونة المتحمس.

أهدر مبابي فرصة محققة في بداية المباراة، ثم أحرز هدفاً أُلغي بداعي التسلل بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو، مما مهد الطريق أمام أمسية صعبة للاعب الفرنسي، الذي وقع في مصيدة التسلل كثيراً. في المجمل، وقع مبابي في مصيدة التسلل 6 مرات خلال الشوط الأول؛ أي أكثر من أي مباراة سابقة في مسيرته الكروية بالكامل، قبل أن يقع مجدداً في مصيدة التسلل مرتين أُخريين في الشوط الثاني. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مبابي أصبح أكثر لاعب يقع في مصيدة التسلل خلال مباراة واحدة في آخر 15 موسماً بالدوري الإسباني الممتاز، بـ8 مرات، وكان ينبغي على مبابي أن يتعلم شيئاً مما قام به ليفاندوفسكي على الطرف الآخر!

كان ليفاندوفسكي قد تعرض لانتقادات في بعض الأحيان خلال الموسم الماضي، لكنه يقدم مستويات رائعة هذا الموسم تحت قيادة فليك. لقد سجل المهاجم البولندي الآن 14 هدفاً بالدوري الإسباني الممتاز في 11 مباراة فقط هذا الموسم، و17 هدفاً بجميع المسابقات.

لقد نجحت مرة جديدة خطة برشلونة في اللعب بخط دفاع متقدم، إلى جانب الضغط المستمر على المنافس. قبل مباراة الكلاسيكو، كان برشلونة صاحب أكثر خط دفاع تقدماً في الدوري الإسباني الممتاز بمسافة 61 ياردة عندما تكون الكرة في نصف ملعب الفريق المنافس، وأسقط منافسيه في أكثر من 70 حالة تسلل هذا الموسم؛ أكثر من ضعف أي فريق آخر في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا.

وبعد اجتياز عقبة بايرن ميونيخ في منتصف الأسبوع، كان السؤال الكبير يتعلق بما إذا كان برشلونة سيلعب بخط دفاع متقدم مرة أخرى أمام ريال مدريد، في ظل وجود لاعبين يمتلكون سرعات فائقة مثل مبابي وفينيسيوس؟ كان هناك بعض الحالات التي احتُسب فيها تسلل بفارق ضئيل للغاية في الشوط الأول، ولعل أبرز هذه الحالات الهدف الملغى الذي سجله مبابي، لكن باو كوبارسي ومارتينيز نجحا في مهمتهما، والتزما بالقرب من خط منتصف الملعب قدر الإمكان، وأوقعا لاعبي ريال مدريد في مصيدة التسلل مراراً وتكراراً.

أظهرت هذه المباراة بما لا يدع مجالا للشك أن أنشيلوتي بحاجة إلى مزيد من العمل مع فريقه المدجج بالنجوم؛ لأن ما حدث في معقله «سانتياغو برنابيو» يعدّ كارثة للنادي الملكي، الذي لم يخسر منذ 42 مباراة. تعرض الريال لثالث أكبر خسارة بالدوري الإسباني الممتاز في تاريخه، حيث لم يتلق هزيمة أكبر من هذه على ملعبه في الدوري منذ عام 1974، وبات يتأخر بفارق 6 نقاط عن برشلونة المتصدر.

لقد أظهرت هذه الهزيمة افتقاد الفريق العمل الجماعي المدروس، الذي يعاني منه منذ بداية الموسم، حتى لو كان يُتغاضَي عن ذلك نتيجة العروض الفردية الرائعة، مثل الهاتريك الذي أحرزه فينيسيوس في مرمى بوروسيا دورتموند منتصف الأسبوع.