آرسنال... الأخطاء الصغيرة عواقبها كبيرة

آرسنال تلقى هزيمته الأولى هذا الموسم أمام بورنموث (أ.ب)
آرسنال تلقى هزيمته الأولى هذا الموسم أمام بورنموث (أ.ب)
TT

آرسنال... الأخطاء الصغيرة عواقبها كبيرة

آرسنال تلقى هزيمته الأولى هذا الموسم أمام بورنموث (أ.ب)
آرسنال تلقى هزيمته الأولى هذا الموسم أمام بورنموث (أ.ب)

على الرغم من كل العمل المبذول لتوسيع «الهوامش الصغيرة» التي يشير إليها ميكيل أرتيتا ولاعبوه كثيراً، يواصل آرسنال تقويض نفسه. حسمت تمريرتان خلفيتان مصيره أمام بورنموث؛ حيث أدى لياندرو تروسارد إلى حصول ويليام صليبا على بطاقة حمراء وجاكوب كيفيور؛ ما أدى إلى تسجيل أصحاب الأرض الهدف الثاني.

ووفق شبكة «The Athletic»، كانت الخسارة 0 - 2، مساء السبت، هي المرة الثالثة التي يُهدر فيها آرسنال نقاطاً في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وكانت كل تلك المناسبات مصحوبة ببطاقة حمراء.

كان طردَا ديكلان رايس وتروسارد ضد برايتون ومانشستر سيتي على التوالي أكثر إثارة للجدل من طرد صليبا. ومع ذلك، فإن وضع آرسنال في هذه المواقف ليس وصفة مستدامة للمنافسين على اللقب.

وقال رايس لشبكة «سكاي سبورتس»، بعد أول هزيمة لهم هذا الموسم: «لقد صدمنا أنفسنا 3 مرات في 8 مباريات، وخرجنا منها على أرضنا أمام برايتون وخارج ملعبنا أمام مانشستر سيتي. لا يمكننا ارتكاب أخطاء سخيفة. أنت في حاجة إلى أفضل اللاعبين على أرض الملعب في جميع الأوقات. الإيمان عالٍ جداً وسنبقى معاً. هذه هي كرة القدم، مهما حدث، والشيء الأكثر أهمية هو أن نتماسك معاً، ونبقى في الاتجاه الصحيح».

كانت هذه أول خسارة لآرسنال خارج أرضه في الدوري عام 2024؛ حيث فاز فريق أرتيتا بـ10 مباريات، وتعادل مرتين قبل رحلته إلى الساحل الجنوبي.

ويعود هذا السجل إلى الموسم الماضي، وهو موسم يستحق إعادة النظر فيه بشكل صحيح. في حين كان آرسنال ممتازاً بعد العام الجديد. قال مارتن أوديغارد، متحدثاً في الصيف: «من السهل أن تنظر إلى مباراة واحدة، لكن عليك أن تنظر إلى الموسم بأكمله. لم يكن لدينا الثبات للفوز بها. نحن علينا أن نستحق ذلك، نحن نعلم أنه يمكننا التحسن، هذا ما نعمل من أجله، إنها مجرد تفاصيل صغيرة».

في موسم 2023 - 2024، تذبذب ثبات آرسنال فيما يتعلق بكيفية إهداء الأهداف للخصم خارج أرضهم في النصف الأول من الموسم. لقد جعلهم يخسرون نقاطاً كثيرة أمام فولهام وتوتنهام هوتسبر ووست هام في موسم أضاعوا فيه اللقب بفارق نقطتين فقط.

يوم السبت، شوهد هذا النوع من التذبذب في أداء تروسارد وكيفيور؛ ما وضع صليبا وديفيد رايا في مواقف محفوفة بالمخاطر.

وكان أرتيتا على حق في مؤتمره الصحافي بعد المباراة، عندما قال: «إنهم (اللاعبون) لديهم أفضل النيات. ويلي (صليبا) لم يفعل شيئاً مثل هذا من قبل، ولا يفعل ذلك عن قصد، أو ما حدث في الثانية». كانت هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها صليبا على بطاقة حمراء في دوري كرة القدم.

كان مدرب آرسنال على حق أيضاً عندما وصف الأمر بأنه «حادث ينتظر حدوثه لعدم الحصول على النقاط» بعد أن لعب بـ10 لاعبين في الدقيقة الـ30 عندما تم طرد صليبا بسبب عرقلته إيفانيلسون بينما كان مهاجم بورنموث يطارد كرة تروسارد الضالة.

كل ما يمكن أن يفعله آرسنال لبقية الشوط الأول هو الرد على الموقف الذي وجدوا أنفسهم فيه والبقاء على قيد الحياة. لقد أظهروا بشكل مفهوم المزيد من الشخصية في استحواذهم على الكرة بعشرة لاعبين ضد بورنموث مقارنة بما فعلوه ضد مانشستر سيتي، لكن مرة أخرى، فإن المباراة التي تتوقف على قرارات في أجزاء من الثانية لا تساعدهم.

كان لغابرييل مارتينيلي تأثير إيجابي في الدقائق القليلة الأولى له على أرض الملعب بعد استبدال تروسارد، لكن كان يجب أن يؤدي أداءً أفضل من خلال مواجهته الفردية مع كيبا أريزابالاغا. تسديدته إلى القائم البعيد، والتي أرسلها مرات عدة من قبل، تم إرسالها برقية وأثبتت أنها كانت نقطة تحول أخرى. تقدم بورنموث 1 - 0 بعد دقائق فقط بعد أن أنهى رايان كريستي ركلة ركنية كان نيكولاس غوفر (مدرب الضربات الثابتة في آرسنال) يفخر بها.

كان عمل غوفر في الكرات الثابتة أحد الأسباب الرئيسية وراء عمل «الهوامش الصغيرة» لصالح آرسنال في السنوات الأخيرة. حصل أرتيتا على 18 بطاقة حمراء في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ مباراته الأولى في البوكسينغ داي 2019، أي أكثر بخمس بطاقات من أي فريق في تلك الفترة؛ مما أدى إلى إغلاقها مرة أخرى، لكن ليس من تلقاء نفسها.

في بعض الأحيان، قد لا تأتي الخطة معاً كما هو متصور. بدا آرسنال وكأنه ينجرف حتى مع 11 لاعباً، حيث عانى ثلاثي خط الوسط المكون من ميكيل ميرينو وتوماس بارتي ورايس، الانسيابية بشكل صحيح. كان لدى رايس وميرينو الحرية في التجول عبر خط الوسط في أول نصف ساعة، لكن عدوان بورنموث خارج الكرة جعل التقدم بالكرة إلى خط الوسط أمراً صعباً.

وفي مؤتمره الصحافي قبل المباراة، قال أرتيتا: «الأسبوع المقبل سيكون حاسماً لفهم مدى قرب (أوديغارد)». من المحتمل أن تكون المباريات القادمة ضد شاختار دونيتسك وليفربول مبكرة جداً للعودة، لكن كيفية إعداد أرتيتا لخط الوسط - والآن رباعي دفاعه - ستكون مجالاً للنقاش.

دخل إيثان نوانيري بديلاً واثقاً آخر في الدقيقة الـ81. على الرغم من أن آرسنال كان متأخراً بالفعل بنتيجة 2 - 0، فإنه كان لا يزال يتمتع بالسرعة في تمريراته. قد تكون البداية ضد ليفربول غير محتملة، لكن شاختار يمكن أن يوفر فرصة جيدة لمعرفة كيفية أدائه بصفته شرارة إبداعية للفريق في خط الوسط لمدة تزيد على 10 دقائق.

كان من المتوقع إدخال كيفيور بديلاً لقلب الدفاع الأيمن. لقد شغل هذا المنصب لأول مرة أثناء غياب صليبا للإصابة في موسم 2022 - 23، وقام بذلك من حين إلى آخر منذ ذلك الحين. ومع ذلك، كان استبداله بعد الخطأ في الهدف الثاني لبورنموث، غير متوقع إلى حد ما.

كيفيور لم يلعب بشكل سيئ، بخلاف الخطأ الذي ارتكبه، لكن الثقة ستكون مطلوبة في بديل صليبا أمام ليفربول. لقد بنى تيمبر ذلك في كل من الظهير الأيسر والظهير الأيمن. إذا كان لائقاً، فقد يكون هو حل المشكلات الذي يبحث عنه أرتيتا، حيث يستطيع كل من اللاعب الهولندي الدولي والأبيض اللعب إما في مركز الظهير الأيمن أو في قلب الدفاع.

مباراة واحدة فقط في المجموعة الثالثة من المباريات هذا الموسم، كان آرسنال يسبب التوتر بشكل أكثر انتظاماً مما كان يودّ مدربه أو لاعبوه أو أنصاره.

وأظهرت الطريقة التي استجابوا بها في غياب أوديغارد الشهر الماضي، بخمسة انتصارات وتعادلين، كيف يمكن لآرسنال التكيف من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، سيكون من الرائع لو قضوا عطلة نهاية أسبوع واحدة من دون الحاجة إلى التكيف مع الظروف السخيفة.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيليان مبابي (رويترز)

مبابي: بدأت الانسجام مع لاعبي الريال

يعتقد كيليان مبابي أنه انسجم أخيراً مع زملائه بريال مدريد، بعد تسجيله هدفاً في الفوز 3-0 على مضيفه ليغانيس، بدوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية سجل دونافان ميتشل والبديل تاي جيروم 26 نقطة لكل منهما (أ.ب)

«إن بي إيه»: كافالييرز يواصل انتصاراته المبهرة... وسلتيكس يلاحقه

واصل كليفلاند كافالييرز صدارته المنطقة الشرقية وحقق انتصاره السابع عشر منذ انطلاق الموسم، بتغلُّبه على ضيفه تورونتو رابتورز 122-108.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية أعرب أنشيلوتي عن ثقته في أن قراره الخططي بتغيير موقع كيليان مبابي في الهجوم أتى بثماره (رويترز)

أنشيلوتي: تغيير موقع مبابي أتى بثماره أمام ليغانيس

أعرب كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد عن ثقته بأن قراره الخططي بتغيير موقع كيليان مبابي في الهجوم أتى بثماره بعدما أنهى الفرنسي صيامه عن التهديف بالفوز 3 - صفر

«الشرق الأوسط» (ليغانيس)
رياضة عالمية إيما ماكيون (أ.ف.ب)

أسطورة السباحة الأسترالية ماكيون تعتزل بعد مسيرة أولمبية عظيمة

اعتزلت السبّاحة إيما ماكيون، الأكثر تتويجاً في تاريخ أستراليا الأولمبي وصاحبة ثمانية أرقام قياسية عالمية، الاثنين، عن عمر يناهز 30 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».