سلوت عزز دفاع ليفربول وزاد من فرص منافسته على لقب الدوري

شباك الفريق اهتزت مرتين فقط في 7 مباريات

لاعبو ليفربول وفرحة الفوز على كريستال بالاس خارج الديار في الجولة الماضية (أ.ب)
لاعبو ليفربول وفرحة الفوز على كريستال بالاس خارج الديار في الجولة الماضية (أ.ب)
TT

سلوت عزز دفاع ليفربول وزاد من فرص منافسته على لقب الدوري

لاعبو ليفربول وفرحة الفوز على كريستال بالاس خارج الديار في الجولة الماضية (أ.ب)
لاعبو ليفربول وفرحة الفوز على كريستال بالاس خارج الديار في الجولة الماضية (أ.ب)

قال المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون، الذي يمتلك خبرات هائلة فيما يتعلق بكيفية الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، ذات مرة: «الهجوم يجعلك تفوز بالمباريات، لكن الدفاع يجعلك تفوز بالبطولات». وعلى الرغم من أن فيرغسون كان يتولى قيادة الغريم التقليدي لليفربول، مانشستر يونايتد، فإن كلماته هذه تبدو مشجعة للغاية بالنسبة لجمهور «الريدز» في الوقت الحالي. لقد انتقل ليفربول بسهولة من حقبة ما بعد يورغن كلوب إلى حقبة أرني سلوت ودخل فترة التوقف الدولي وهو يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد البداية الرائعة للموسم بفضل الدفاع المُحكم للفريق.

وبعد الفوز على كريستال بالاس بهدف دون رد في الجولة الماضية، أصبح ليفربول أقل فرق الدوري استقبالاً للأهداف بعد 7 مباريات، بواقع هدفين فقط وحافظ على نظافة شباكه في 5 مباريات. وحسب التحليل الذي نشره غاري روز على موقع «بي بي سي»، فإنه على الرغم من أننا لا نزال في بداية الموسم، فإن كل المؤشرات تؤكد أن ليفربول سيكون منافساً شرساً على لقب الدوري هذا الموسم.

وقال قائد ليفربول فيرجيل فان دايك: «نحن نواصل التقدم ونواصل العمل، ولا نشعر بالرضا أبداً. وجميع اللاعبين (وليس خط الدفاع وحده) يسهمون في الحفاظ على نظافة شباكنا».

من المؤكد أن هناك مقارنات بين ما يقدمه الفريق حالياً تحت قيادة سلوت وما كان يقدمه تحت قيادة كلوب، خصوصاً في ظل النجاحات الكبيرة التي حققها المدير الفني الألماني في ملعب «آنفيلد». من المشجع أن أداء الفريق تحت قيادة سلوت كان أفضل من الناحية الدفاعية بعد أول 7 مباريات من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز مقارنة بأي موسم تحت قيادة كلوب. وكانت المرة الوحيدة التي اقترب فيها ليفربول بقيادة كلوب من استقبال هدفين فقط بحلول هذه المرحلة في موسم 2018 – 2019، عندما اهتزت شباك الفريق بثلاثة أهداف فقط. وكان ذلك هو العام الذي حصل فيه «الريدز» على 97 نقطة، بفارق نقطة واحدة فقط عن البطل مانشستر سيتي.

إذن ما الذي تغير بالفعل؟ كان من الواضح في نهاية الموسم الماضي أن ليفربول بحاجة إلى تقوية دفاعاته إذا كان يريد حقاً أن ينافس على لقب الدوري. لقد أنهى ليفربول الموسم في المركز الثالث بفارق 9 نقاط عن المتصدر مانشستر سيتي الفائز، و7 نقاط عن آرسنال صاحب المركز الثاني، بينما كان ليفربول هو صاحب أسوأ خط دفاع بين الفرق الثلاثة الأولى؛ حيث استقبل 7 أهداف أكثر من مانشستر سيتي، و12 هدفاً أكثر من آرسنال.

لكن حتى الآن هذا الموسم، استقبل آرسنال أربعة أهداف أكثر من ليفربول، بينما استقبلت شباك مانشستر سيتي ستة أهداف أكثر. من المؤكد أن الموسم لا يزال في بدايته وأنه لا يزال يتعين على ليفربول أن يقطع طريقاً طويلاً في هذا الصدد، لكن هذه الأرقام الدفاعية تعد مؤشرات جيدة للغاية بالنسبة للفريق. عندما تنظر إلى الأمور للوهلة الأولى، تعتقد أنه ليس هناك تغيير يذكر في خط دفاع «الريدز»؛ حيث لا يزال الفريق يعتمد على ترينت ألكسندر أرنولد وفان دايك وآندي روبرتسون، بينما ثبت أن إبراهيما كوناتي هو الخيار المفضل لدى سلوت للعب إلى جانب قائد الفريق فيرجيل فان دايك. ويقدم هذا الثنائي مستويات رائعة في قلب الدفاع.

وبعد المباريات السبع الأولى من الموسم الماضي، واجه ليفربول 101 تسديدة على المرمى، مقارنة بـ64 تسديدة فقط هذا الموسم، لكن سلوت يعتقد أنهما يقدمان ما هو أكثر من مجرد منع الأهداف. وقال سلوت عن قلبي الدفاع: «لقد كانا رائعين طوال الموسم حتى الآن، ليس فقط في الدفاع، ولكن أيضاً في الطريقة التي يبدآن بها الهجمة بشكل جيد من الخلف. إنهما يقومان بالكثير من الأشياء الجيدة، سواء في حال الاستحواذ على الكرة أو فقدانها».

وبعد الفوز الكبير بثلاثية نظيفة على مانشستر يونايتد الشهر الماضي، تحدث روبرتسون عن شعوره بأن خط الدفاع أصبح أكثر قوة تحت قيادة سلوت، قائلاً: «نبدو أكثر أماناً من الناحية الدفاعية. أصبحنا أكثر تحكماً في المباريات التي نلعبها، ومن الرائع أن تخرج بشباك نظيفة. إنه لأمر رائع أن تلعب أمام منافس كبير مثل مانشستر يونايتد وتحافظ على نظافة شباكك».

سلوت قاد ليفربول إلى بداية رائعة للموسم بفضل الدفاع المُحكم للفريق (أ.ف.ب) Cutout

كان من الواضح في نهاية الموسم الماضي أن ليفربول بحاجة إلى تقوية دفاعاته إذا كان يريد المنافسة على اللقب

وخلال الموسم الماضي، احتل فينورد بقيادة سلوت المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الهولندي الممتاز، وكان الفريق صاحب ثاني أقوى خط دفاع في المسابقة بعدما استقبل 26 هدفاً في 34 مباراة. وكان فينورد هو الأقل استقبالاً للتسديدات من اللعب المفتوح في الدوري طوال الموسم بـ175 تسديدة، مقارنة بـ203 تسديدات للبطل آيندهوفن. ومن المشجع لليفربول أن فينورد كان قوياً أيضاً في الدفاع في الكرات الثابتة؛ حيث استقبل 5 أهداف فقط من كرات ثابتة. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن شباك مانشستر سيتي استقبلت ثلاثة أهداف فقط من كرات ثابتة الموسم الماضي، مقارنة بـ10 أهداف لـ«الريدز».

لكن هل تم اختبار خط دفاع ليفربول بشكل قوي حقاً حتى الآن؟ من المؤكد أن هذا هو السؤال الذي يطرحه مشجعو الفرق المنافسة، وهو أمر مفهوم تماماً. وعلى الرغم من أن بداية ليفربول كانت رائعة، بل وربما أفضل مما كان يأمله حتى مشجعو «الريدز» أنفسهم، فإن هناك من يرى أن الفريق لم يتعرض لاختبارات قوية حتى الآن. فقد جاءت خمسة من انتصارات الفريق الستة في الدوري حتى الآن أمام فرق تحتل حالياً مراكز في النصف السفلي من جدول الترتيب، بما في ذلك اثنان من الفرق الثلاثة الأخيرة في الدوري. وقد أشار سلوت نفسه إلى هذا الأمر.

فبعد الفوز على وولفرهامبتون بهدفين مقابل هدف وحيد في نهاية الأسبوع الماضي، قال المدير الفني الهولندي لشبكة سكاي سبورتس: «أنا أول من يدرك حقيقة أن المباريات الست الأولى التي خضناها كانت أقل صعوبة بكثير من المباريات التي خاضها وولفرهامبتون على سبيل المثال. لا يزال يتعين علينا أن نقدم الكثير لكي نثبت أننا قادرون على تجاوز فرق القمة في جدول الترتيب. هناك الكثير من الأشياء التي يجب علينا تحسينها، لكن من الجيد أننا حصلنا على هذا العدد من النقاط وأننا في صدارة جدول الترتيب في الوقت الحالي».

وسيواجه ليفربول اختبارات أكثر صعوبة بعد فترة التوقف الدولي؛ حيث يستضيف تشيلسي في 20 أكتوبر (تشرين الأول) ثم يسافر لمواجهة آرسنال، الذي يطمح للفوز باللقب، بعد ذلك بسبعة أيام. لكن مصدر القلق الأكبر الآن يتمثل في غياب حارس المرمى أليسون بيكر، الذي تعرض للإصابة في آخر مباراة فاز فيها الفريق. وبدا أن حارس المرمى الدولي البرازيلي يعاني من إصابة في أوتار الركبة عندما أبعد الكرة قبل 11 دقيقة من نهاية المباراة، وقال سلوت بعد ذلك إنه يتوقع غيابه «لبضعة أسابيع».

لا يريد أي فريق أن يكون من دون حارسه الأول، لكن ليفربول لديه حارس مرمى بديل أثبت جدارته وهو كاويمين كيليهر، الذي لعب بديلاً لأليسون عندما غاب بسبب الإصابة أيضاً الموسم الماضي؛ حيث لعب ما مجموعه 10 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز. غاب حارس المرمى الآيرلندي عن المباراة التي فاز فيها ليفربول على كريستال بالاس بسبب المرض، وهو ما أدى إلى مشاركة فيتسلاف ياروس لأول مرة.

قضى حارس المرمى التشيكي الموسم الماضي معاراً إلى فريق شتورم غراتس النمساوي وقاده للفوز بلقبي الدوري والكأس المحليين. وقال سلوت: «الشيء الإيجابي هو أن ياروس قدم أداءً جيداً للغاية في الموسم الماضي عندما كان معاراً، وقاد فريقه للفوز ببطولتي الدوري والكأس. في هذا النادي نحتاج إلى ثلاثة حراس مرمى جيدين، وكان ياروس رائعاً أمام كريستال بالاس».


مقالات ذات صلة

هل أفلت تن هاغ مدرب مانشستر يونايتد من الإقالة في فترة التوقف الدولية؟

رياضة عالمية تن هاغ مازال يؤمن بإنه الرجل المناسب لتصحيح مسار يونايتد (رويترز)

هل أفلت تن هاغ مدرب مانشستر يونايتد من الإقالة في فترة التوقف الدولية؟

كان يتوقع أن يصدر مانشستر يونايتد الإنجليزي قرارا بإقالة المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ بداية هذا الأسبوع وفي فترة التوقف الدولية،

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الأندية الأوروبية عانت من كثرة إصابات اللاعبين (رويترز)

الإصابات كلفت الأندية الأوروبية 732 مليون يورو

أفاد تقرير نشر الثلاثاء بأن اللاعبين في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم هم الأكثر عرضة للإصابة بين مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية قرر استيفاو الانتقال من بالميراس إلى تشيلسي رغم عروض مغرية من أندية أوروبية كبيرة (غيتي)

استيفاو: حلمي الأكبر أن أصبح أفضل لاعب في العالم

استيفاو لا يزال في السابعة عشرة من عمره، ويعد أبرز موهبة شابة في كرة القدم البرازيلية منذ نيمار.

رياضة عالمية أليكس فيرغسون (أ.ب)

فيرغسون يتنحى عن منصب سفير مانشستر يونايتد

يعتزم أليكس فيرغسون المدرب الأكثر نجاحاً لمانشستر يونايتد الاستقالة من منصبه سفيراً عالمياً للنادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لاعبو ليفربول وفرحة الفوز على كريستال بالاس خارج الديار في الجولة الماضية (أ.ب)

كيف عزز سلوت دفاع ليفربول وزاد من فرص فوزه بلقب الدوري؟

كان من الواضح في نهاية الموسم الماضي أن ليفربول بحاجة إلى تقوية دفاعاته إذا كان يريد المنافسة على اللقب


الإصابات كلفت الأندية الأوروبية 732 مليون يورو

الأندية الأوروبية عانت من كثرة إصابات اللاعبين (رويترز)
الأندية الأوروبية عانت من كثرة إصابات اللاعبين (رويترز)
TT

الإصابات كلفت الأندية الأوروبية 732 مليون يورو

الأندية الأوروبية عانت من كثرة إصابات اللاعبين (رويترز)
الأندية الأوروبية عانت من كثرة إصابات اللاعبين (رويترز)

أفاد تقرير نشر، الثلاثاء، بأن اللاعبين في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم هم الأكثر عرضة للإصابة بين مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، لكن الدوري الإنجليزي الممتاز يتحمل أكبر قدر من التكاليف المرتبطة بالإصابات.

ويرصد الإصدار الرابع من مؤشر إصابات كرة القدم الأوروبية للرجال لشركة التأمين هاودن الاتجاه التصاعدي للإصابات المسجلة في الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الألماني ودوري الدرجة الأولى الإسباني ودوري الدرجة الأولى الفرنسي ودوري الدرجة الأولى الإيطالي بإجمالي 4123 حالة خلال موسم 2023 - 2024 بزيادة أربعة في المائة على موسم 2022 - 2023 و37 في المائة على موسم 2020 - 2021.

وتكبدت الأندية 732 مليون يورو (797.73 مليون دولار) بسبب الإصابات بالموسم الماضي في صورة أجور مدفوعة للاعبين في أثناء غيابهم عن الملاعب، ومنذ النسخة الأولى من التقرير في موسم 2020 - 2021، كانت هناك 14292 إصابة في مسابقات الدوري الكبرى في أوروبا، مما كلف الأندية 2.3 مليار يورو في رواتب اللاعبين.

ويأتي التقرير في ضوء اهتمام الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) برعاية اللاعبين، بما في ذلك الإصابات، وهو موضوع يتم الحديث عنه بشكل متزايد مع إقامة كأس العالم للأندية الموسعة من الفيفا وتحديث مسابقات الأندية التي ينظمها الاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا) وهو ما يضيف إلى عبء العمل في جدول المباريات المحلية المزدحمة بالفعل.

وحذرت رابطة البطولات الأوروبية المحلية للعبة واتحاد اللاعبين المحترفين في القارة، الاثنين، من أن اللاعبين قد يضطرون إلى الإضراب.

وقال جيمس بوروس رئيس قسم الرياضة في هاودن إن البيانات تسلط الضوء على المتطلبات البدنية المتزايدة باستمرار على اللاعبين.

وأضاف: «مع تكثيف جدول المباريات وتوسيع المنافسات محلياً ودولياً، فإننا نشاهد المزيد من اللاعبين يغيبون لفترات أطول، مع ارتفاع ملحوظ بنسبة خمسة في المائة في تكاليف الإصابات هذا الموسم وحده».

وسلط تقرير هاودن الضوء على زيادة مقلقة في شدة الإصابات التي يتعرض لها لاعبو الدوري الإنجليزي الممتاز الذين تقل أعمارهم عن 21 عاماً، إذ أصبح معدل الغياب يصل إلى 44 يوماً مقارنة بنحو 26.5 يوم في موسم 2022 - 2023.

ووصلت إصابات الركبة في جميع الفئات العمرية إلى رقم قياسي جديد بواقع 367 إصابة في مسابقات الدوري الكبرى الموسم الماضي، مما كلف الأندية 141 مليون يورو.

وبشكل عام، حدثت إصابة كل 92 دقيقة في الموسم الماضي في مختلف مسابقات الدوري الخمس الكبرى، مما كلف الفرق ما متوسطه 172.975 يورو لكل مباراة. وعانت أندية الدوري الألماني من إصابة كل 52 دقيقة وكان دارمشتاد يعاني من إصابة كل 33 دقيقة.

وأصبح بروسيا مونشنغلادباخ ثاني فريق يسجل أكثر من 100 إصابة في موسم واحد منذ نشر النسخة الأولى للتقرير.