عمر مرموش... «فرعون» جديد يحطم أرقام «البوندسليغا»

عمر مرموش (د.ب.أ)
عمر مرموش (د.ب.أ)
TT

عمر مرموش... «فرعون» جديد يحطم أرقام «البوندسليغا»

عمر مرموش (د.ب.أ)
عمر مرموش (د.ب.أ)

فرض المهاجم المصري عمر مرموش نفسه في بطولة ألمانيا لكرة القدم هذا الموسم، مع تصدره ترتيب الهدافين أمام النجم الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ، في حين يأمل أبناء بلده بولادة «فرعون» جديد يسير على خطى نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح.

سجّل ابن الخامسة والعشرين هدفين وصنع آخر، الأحد، ليقود فريقه آينتراخت فرنكفورت إلى فرض التعادل 3 - 3 على العملاق بايرن ميونيخ ضمن المرحلة السادسة من «البوندسليغا»، فعلّق بعد التعادل: «أحاول أن أحافظ على ثبات مستواي، لكن أشكر زملائي في الفريق، فالأجواء رائعة، وكلنا أسرة واحدة داخل أرض الملعب».

رفع اللاعب الدولي رصيده إلى 8 أهداف اعتلى بها قائمة الهدافين، متفوقاً على ثلاثة لاعبين؛ بينهم كين بفارق 3 أهداف. كما رفع مساهماته التهديفية إلى 12 نتيجة صناعة 4 أهداف، ليصبح أول لاعب في تاريخ آينتراخت فرنكفورت يسجل 8 أهداف في أول 6 مراحل من الدوري.

اختارته مجلة كيكر الألمانية المتخصصة أفضل لاعب في المرحلة، كما اختير ضمن التشكيلة المثالية لمرة رابعة في المراحل الست الأولى (إنجاز قياسي).

وبحسب الموقع الرسمي لرابطة الدوري (بوندسليغا)، يعتبر مرموش أكثر لاعب سدد على المرمى حتى الآن في الدوري (27 محاولة). فاز بـ54 في المائة من الصراعات الثنائية على الكرة ما يجعله أحد أقوى اللاعبين بدنياً في المسابقة أيضاً، كما قام بـ146 تسارعاً (سبرينت)، بسرعة قصوى لافتة بلغت 35.8 كلم في الساعة.

وانتزع 15 خطأ ضده، كأكثر لاعب في الدوري حصولاً على الأخطاء.

يقول دينو توبمولر، مدرب آينتراخت فرنكفورت صاحب المركز الثالث راهناً في الدوري بفارق نقطة عن بايرن ميونيخ ولايبزيغ: «يمنحنا الخطورة في الخط الأمامي. يسجل ويصنع الأهداف لزملائه ومن الصعب للغاية الدفاع أمامه بسبب سرعته القصوى».

بدوره، قال مارسيل راب، مدرب فريق هولشتاين كيل: «ليس من السهل أن تدافع أمامه. هو لاعب مميز يعرف كيف يجد المساحات ومن الصعب دوماً مراقبة لاعب مثل هذا».

ولد عمر مرموش بالقاهرة في فبراير (شباط) 1999، وبدأ مشواره مع كرة القدم في أكاديمية نادي وادي دجلة.

قال عنه علي أبو جريشة، أسطورة النادي الإسماعيلي السابق ومدير قطاع الناشئين في وادي دجلة وقتها: «برزت موهبته بصورة مبكرة، وبدأ يترقى في فرق الناشئين في فئة سنية أكبر من تلك الخاصة به بسبب موهبته».

لكن مسيرة مرموش كادت تتعرض لنهاية مبكرة بسبب رغبة والده الذي يحمل الجنسية الكندية كذلك، في أن يركز نجله أكثر على دراسته.

قال أبو جريشة: «فوجئت بوالده يخبرني أن مرموش سيغيب عن التدريبات أثناء العام الدراسي بسبب تعارض موعد المران مع يومه الدراسي. كان عمر رافضاً لهذا القرار، فقررت بالاتفاق مع والده وإدارة النادي تخصيص مدرب ليقوم بتدريبه بشكل منفرد حتى لا نفقد هذه الموهبة مبكراً».

التقط الفرنسي باتريس كارتيرون، مدرب وادي دجلة آنذاك، موهبة مرموش، ليقوم بتصعيده للفريق الأول عام 2016 وهو في سن السابعة عشرة.

انتقل في العام التالي إلى ألمانيا لينضم لرديف فريق فولفسبورغ الذي استمر معه حتى تم تصعيده للفريق الأول في بداية 2021.

أُعير إلى سانت باولي في دوري الدرجة الثانية، ثم إلى شتوتغارت.

في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ضمه البرتغالي كارلوس كيروش للمرة الأولى إلى صفوف منتخب مصر إلى جانب النجم صلاح ورفاقه، بعد أن حصل على لقب أفضل لاعب شاب في «البوندسليغا» عن شهر سبتمبر (أيلول).

سجل هدف الفوز في مباراته الدولية الأولى أمام ليبيا في تصفيات كأس أمم أفريقيا، قبل أن يعود ليواصل التألق مع شتوتغارت، بعد أن شارك مع المنتخب المصري في كأس أمم أفريقيا بالكاميرون التي حلّ فيها «الفراعنة» في المركز الثاني.

عاد إلى فولفسبورغ الذي قضى معه موسم 2022 - 2023 قبل أن ينضم إلى فرنكفورت في صيف 2023. وفي موسمه الأول مع فريقه الجديد، انفجرت موهبته ليسجل 17 هدفاً في كل المسابقات، وارتبط بالانتقال إلى نوتنغهام فوريست الإنجليزي في بداية الموسم الحالي.

قال وكيله الإعلامي أحمد عبدون، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إتقان مرموش للغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية أسهم بقوة في مشواره الناجح حتى الآن. وجد نفسه في آينتراخت فرنكفورت، والمدرب توبمولر يثق به ويعتبره نجم الفريق الأول».

وحول عروض انتقاله للدوري الإنجليزي، أضاف: «تقدم نوتنغهام بعرض رسمي لضمه لكن آينتراخت رفض لضعف المقابل المادي، ولأن العرض أتى في اليوم الأخير للانتقالات وكان من الصعب تعويض اللاعب».

وأردف: «ما زلنا في بداية الموسم والحديث مبكر حول عروض أخرى من الدوري الإنجليزي سواء في الانتقالات الشتوية أو الموسم المقبل، لكن (البوندسليغا) كانت دوماً بوابة لانتقال الكثير من النجوم إلى الدوريات الكبرى سواء في إنجلترا أو إسبانيا. في حالة وصول عروض سنناقشها مع النادي ونتخذ القرار المناسب للجميع».


مقالات ذات صلة

«البريميرليغ»: سيتي يواصل السقوط

رياضة عالمية لاعبو مانشستر سيتي يخرجون من الملعب في حزن بعد الهزيمة من فيلا (أ.ب)

«البريميرليغ»: سيتي يواصل السقوط

واصل مانشستر سيتي حامل اللقب تدهوره أكثر فأكثر، وذلك بسقوطه على أرض أستون فيلا 1 - 2، السبت، في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (برمنغهام)
رياضة عالمية لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان (رويترز)

لويس إنريكي: من الصعب تحسين تشكيلتنا لأنها قوية بالفعل

قال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، إن فريقه سيركز على تطوير المواهب الشابة بدلاً من البحث عن تعزيزات في فترة الانتقالات الشتوية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية مدرب يوفينتوس تياغو موتا (إ.ب.أ)

موتا: آمل أن أرى شيئاً جيداً ضد مونزا

يأمل مدرب يوفينتوس، تياغو موتا، في العودة إلى طرق الانتصارات عندما يستضيف مونزا صاحب المركز 19 الأحد.

«الشرق الأوسط» (تورينو)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي يؤكد أن فترة تأقلم كيليان مبابي قد انتهت (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: أحذِّر المنافسين... فترة تأقلم مبابي انتهت

حذَّر المدرب الإيطالي لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، منافسي فريقه من أن فترة تأقلم النجم الفرنسي كيليان مبابي قد انتهت الآن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مدرب إيفرتون شون دايك (رويترز)

دايك: أحظى بدعم ملّاك إيفرتون الجدد

قال شون دايك، مدرب إيفرتون المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، إنه يحظى بدعم ملّاك النادي الجدد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

مان سيتي وغوارديولا ضحيَّتا نسخة «مجنونة» من الدوري الإنجليزي

لا هيمنة مطلقة على الدوري الإنجليزي (رويترز)
لا هيمنة مطلقة على الدوري الإنجليزي (رويترز)
TT

مان سيتي وغوارديولا ضحيَّتا نسخة «مجنونة» من الدوري الإنجليزي

لا هيمنة مطلقة على الدوري الإنجليزي (رويترز)
لا هيمنة مطلقة على الدوري الإنجليزي (رويترز)

صلاح متحسرا على إحدى الفرص التهديفية (رويترز)

في بعض الأحيان يكون التفسير الوحيد المعقول هو أن كرة القدم لا تحكمها قوانين الفيزياء والبيانات والتوقعات والمنطق؛ لكنها في الواقع لعبة متغيرة قد تنقلب عليك في أي وقت من دون أن تكون قادراً على القيام بالكثير لتغيير الأمور لصالحك.

لقد كانت مباراة ديربي مانشستر الأخيرة بين فريقين مترددين، يفتقران إلى الثقة والإقناع، ولا يعطيان سوى قليل جداً من الدلائل على أنهما الناديان الأكثر نجاحاً على مدار تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن مانشستر سيتي كان هو الفريق صاحب التسديدات الثلاثة على المرمى في الشوط الأول، وبهذا المعنى كان يستحق التقدم عن طريق الهدف الذي سجله يوسكو غفارديول بضربة رأس، بعد عرضية متقنة من كيفين دي بروين، وهو ثامن هدف يستقبله مانشستر يونايتد من ركلة ركنية هذا الموسم، والرابع بنفس الطريقة تحت قيادة المدير الفني البرتغالي روبن أموريم.

لعبة الكراسي منحت نسخة هذا الموسم زخما كبيرا (رويترز)

لكن في الشوط الثاني، حاول مانشستر يونايتد أن يدرك هدف التعادل ويتحكم في زمام المباراة، على عكس مانشستر سيتي الذي تراجع أداؤه كثيراً.

واصل مانشستر يونايتد الهجوم، على الرغم من أن أماد ديالو كان اللاعب الوحيد الذي بدا خطيراً على المرمى. وحتى في ذلك الوقت، كان كل شيء يشير إلى أن فوز مانشستر سيتي بهدف دون رد سيكون فوزاً متواضعاً، سيقلص فارق النقاط بينه وبين المتصدر ليفربول إلى 6 نقاط، وربما يعيد الروح المعنوية العالية لـ«السيتيزنز».

لكن بعد ذلك، مرر ماتيوس نونيز الكرة بشكل قصير لتصل إلى ديالو، قبل أن يضاعف نونيز الخطأ ويتدخل على ديالو بشكل متهور في محاولة لاستعادة الكرة، ليحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لمانشستر يونايتد. ونجح برونو فرنانديز، بعد أسوأ مباراة له بقميص مانشستر يونايتد، في تسجيل ركلة الجزاء. كان نونيز قد لعب في البداية في مركز الظهير الأيسر في محاولة من جوسيب غوارديولا لإعادة ترتيب الأمور، والوصول إلى تشكيلة جديدة قادرة على إعادة الهدوء للفريق. وكان هذا الاختيار بمثابة تذكير ببعض القرارات الغريبة التي اتخذها غوارديولا قبل المباريات الأوروبية الكبرى؛ لكن إذا كان غوارديولا يبالغ في التفكير أمام فريق متواضع مثل الفريق الحالي لمانشستر يونايتد، فيبدو أنه سيكون محكوماً عليه بالفشل!

ليفربول يسير بثبات رغم تقلبات النتائج الكبيرة (أ.ف.ب)

وبمجرد أن سجل مانشستر يونايتد الهدف الأول، بدا تسجيله للهدف الثاني أمراً حتمياً؛ حيث انطلق ديالو بين مدافعَي مانشستر سيتي اللذين كانا متباعدين بعضهما عن بعض بشكل غريب، ولمس الكرة ليبعدها عن إيدرسون، قبل أن يسددها في الشباك بين قدمي غفارديول. لم يكن أي من هذا قابلاً للتفسير؛ لكن يبدو أن القدر قرر أن يعاني غوارديولا بعد سنوات عديدة من النجاح غير المسبوق، وأن يجرب الشعور بالعجز الذي كان يعاني منه معظم المديرين الفنيين الآخرين.

في التاسع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول)، أقيل إريك تن هاغ من منصبه مديراً فنياً لمانشستر يونايتد. وفي اليوم التالي مباشرة، خسر مانشستر سيتي أمام توتنهام في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. ومنذ رحيل تن هاغ، خسر مانشستر سيتي 8 مباريات من أصل 11 مباراة، ولم يفز إلا على نوتنغهام فورست، وكأن هناك لعنة قد أصابت مانشستر سيتي فور رحيل المدير الفني للغريم التقليدي مانشستر يونايتد! فهل لنا أن نتخيل إلى أين كان مانشستر سيتي سيصل لو كان جيم راتكليف حاسماً بما يكفي ليقيل تن هاغ في الصيف!

وهكذا، وبعد تعثر ليفربول وآرسنال في عطلة نهاية الأسبوع، يبدو تشيلسي -رغم الفوضى التي كان يعاني منها ورغم فريقه المتضخم بشكل سخيف- هو الفريق القادر على تحقيق الانتصارات المتتالية، في مفاجأة لم يتوقعها أحد. إنه أحد تلك المواسم التي تذكرنا بمدى صعوبة الهيمنة على الدوري الإنجليزي الممتاز -حتى في ظل المزايا المالية التي تتمتع بها أندية النخبة– على غرار ما فعله مانشستر سيتي، وإلى حد أقل آرسنال وليفربول، خلال السنوات الأخيرة. وأصبحت الأندية المتوسطة في الدوري الإنجليزي الممتاز -ليس فقط أستون فيلا وتوتنهام- ولكن أندية أخرى مثل برايتون وبورنموث ونوتنغهام فورست وبرنتفورد، تمتلك جودة عالية للغاية. وفجأة، وبشكل مثير للدهشة، أصبحت كل المباريات مفتوحة على كل الاحتمالات، ولم يعد أي فريق يضمن الفوز مسبقاً.

أموريم انطلق بشكل جيد لكنه مازال بحاجة المزيد من الوقت للتأقلم مع مان يونايتد (د.ب.أ)

لكن التركيز يظل على مانشستر سيتي، نظراً لأنه انهار بشكل سريع وغير متوقع تماماً. ولم يعد لاعبو الفريق يمتلكون القوة البدنية اللازمة ولا الحماس، ولا الدوافع التي كانت لديهم. سيعود مانشستر سيتي في مرحلة ما لتحقيق الانتصارات مرة أخرى؛ لكن الضرر قد حدث بالفعل، وتلاشت معه الهالة التي كانت تحيط بالفريق إلى الأبد.

وبالأمس، لعب مانشستر سيتي خارج ملعبه أمام أستون فيلا، ثم يستضيف إيفرتون على أرضه، ثم يخرج لمواجهة ليستر سيتي، قبل أن يستضيف وست هام. لكن أستون فيلا الذي كان بعيداً تماماً عن مستواه مؤخراً، تفوق على مانشستر سيتي الموسم الماضي، وهي المباراة التي قد يُنظر إليها على أنها كانت إشارة مبكرة إلى أن أيام هيمنة مانشستر سيتي على كرة القدم الإنجليزية باتت معدودة.

غوراديولا ضحية نسخة مجنونة من البطولة العريقة (رويترز)

لكن هل يمكن أن يرحل غوارديولا؟ إنها فكرة سخيفة بالنظر إلى عدد البطولات التي فاز بها، وبالنظر إلى أن مشروع مانشستر سيتي بالكامل يعتمد عليه بشكل كبير؛ لكن في الغالب لا يتمكن المديرون الفنيون من التعافي من مثل هذه الانتكاسات؛ ربما يكون الاستثناء الوحيد القابل للمقارنة هنا هو يورغن كلوب الذي حقق 3 انتصارات فقط في 14 مباراة بالدوري في موسم 2020- 2021، الموسم الذي تفشى فيه فيروس «كورونا».

لقد بدا غوارديولا في حيرة من أمره؛ لكنه أكد على أن «كل شيء سيمر» وسيعود الفريق إلى المسار الصحيح مرة أخرى.

فهل نرى ذلك قريباً؟* خدمة الغارديان