10 نقاط بارزة في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي

تصريحات أرتيتا تثير الجدل وبالمر يكشف عيوب برايتون... ومبيومو ينتظر عروض الأندية الكبرى

مهاجم توتنهام سولانكي يختتم ثلاثية فريقه في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
مهاجم توتنهام سولانكي يختتم ثلاثية فريقه في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
TT

10 نقاط بارزة في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي

مهاجم توتنهام سولانكي يختتم ثلاثية فريقه في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
مهاجم توتنهام سولانكي يختتم ثلاثية فريقه في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)

غوارديولا يتحسر على تعادل مانشستر سيتي أمام نيوكاسل في الدوري الإنجليزي. وآرسنال يحرز هدفين في الوقت القاتل ليهزم ليستر سيتي. وليفربول يقفز للصدارة بفوز ثمين على وولفرهامبتون. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط بارزة في الجولة السادسة من المسابقة:

1- يبدو أن اللعنة قد أصابت برونو فرنانديز

بعد أن وافق ماركوس راشفورد على تمديد تعاقده مع مانشستر يونايتد بمقابل مادي ضخم قبل عام، عانى على الفور وقدم مستويات سيئة في موسم 2023-24. وهذا الصيف، جاء الدور على برونو فرنانديز ليوقع عقداً جديداً، وكان الجميع سعداء بتلك الخطوة في ذلك الوقت؛ لكن النجم البرتغالي الذي كان يُنظر إليه عادة على أنه العنصر الوحيد الذي يقدم مستويات ثابتة طوال الوقت خلال فترات صعود وهبوط الفريق، بدأ الموسم الحالي بطريقة بائسة. فهل حلت لعنة تمديد التعاقد في مانشستر يونايتد على فرنانديز هذه المرة؟

لم يسجل اللاعب البرتغالي أي هدف حتى الآن هذا الموسم، ولم يقدم سوى تمريرة حاسمة واحدة في 6 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز، ويبدو محبطاً بشكل متزايد. وقد انعكس هذا الإحباط في تدخله الغريب على جيمس ماديسون، والذي كلفه الحصول على بطاقة حمراء، وهو ما ترك مانشستر يونايتد -الذي كان يعاني حتى وهو يلعب كاملاً– في موقف لا يحسد عليه بعشرة لاعبين. (مانشستر يونايتد 0-3 توتنهام).

2- لم يأت أرتيتا لانتقاد غوارديولا بل للإشادة به

أدلى المدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، بتصريحات مثيرة للجدل يوم الثلاثاء الماضي، جعلت الباب مفتوحاً على مصراعيه للتأويلات والتفسيرات المختلفة. وكان عدد من لاعبي مانشستر سيتي قد انتقدوا المدير الفني لآرسنال بسبب طريقة لعبه السلبية خلال المباراة التي انتهت بالتعادل بين الفريقين. وقال أرتيتا بعد المباراة: «كنت هناك (في طاقم تدريب مانشستر سيتي) لمدة 4 سنوات، ولدي كل المعلومات اللازمة، لذا فأنا أعرف كل شيء، صدقوني!» وكان هناك كثير من التفسيرات لهذه التصريحات، فقد بدا أن أرتيتا يشير إلى أن مانشستر سيتي يميل إلى إظهار رد فعل سيئ بعد المباريات التي لا يفوز بها. فهل تكون هذه خدعة لخلق مناخ معين قد يساعده في المستقبل؟ أم أن أرتيتا كان يعني أنه يعرف على وجه التحديد كيف يستخدم مانشستر سيتي نفسه طرقاً ملتوية لتحقيق الفوز؟

لقد أوضح أرتيتا يوم السبت أن نيته الحقيقية كانت تهدف إلى مدح جوسيب غوارديولا ومانشستر سيتي إلى أقصى حد! ولأنه سبق له العمل هناك، فإنه يعرف جيداً الأخلاقيات التي يمتلكها هذا النادي، والإرادة الحديدية التي يتحلى بها لتحقيق الفوز. وقال أرتيتا: «هذا بالضبط ما تعلمته وما أعنيه. لذا لا يمكن أن يكون الأمر أكثر وضوحاً من ذلك». إن رغبة أرتيتا في تحقيق الهدوء تستحق الثناء؛ لكن الطريقة التي استخدمها لتحقيق ذلك أثارت أيضاً قدراً كبيراً من الجدل.

(آرسنال 4-2 ليستر سيتي).

3- نيوكاسل يضرب بقوة

كانت تدريبات نيوكاسل استعداداً للموسم الجديد هذا الصيف أقل قوة إلى حد ما مما كانت عليه خلال العامين الماضيين. وفي ظل عمل مدير جديد مسؤول عن الأداء، ومتخصص في الوقاية من الإصابات، جيمس بونس، إلى جانب إيدي هاو، تم تعديل الحصص التدريبية لتخفيف العبء البدني عن اللاعبين.

لم يُخفِ هاو حقيقة أن هذا التغيير جعل فريقه يبدو أقل قوة بعض الشيء في بداية الموسم، ولكن الهدف من ذلك كان يتمثل في تقليل الإصابات، وضمان تقديم مستويات قوية حتى نهاية الموسم. وكانت المشكلة تكمن في أن نيوكاسل، تحت قيادة هاو، بدا وكأنه فقد قدرته على الضغط بقوة وشراسة على المنافسين، وهو ما أثر بالسلب على الأداء وعلى النتائج كذلك. لكن في المباراة التي تعادل فيها نيوكاسل مع مانشستر سيتي بهدف لكل فريق، عاد الفريق لممارسة الضغط العالي والقوي على المنافس، وقدم المستويات القوية نفسها التي ساعدته على احتلال المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2022-23.

ونظراً لأن نيوكاسل لا يشارك في أي بطولة أوروبية هذا الموسم، فمن المؤكد أن التعادل مع مانشستر سيتي سيدق ناقوس الخطر بين منافسيه في التأهل لدوري أبطال أوروبا.

(نيوكاسل 1-1 مانشستر سيتي).

واتكينز مهاجم أستون فيلا (يمين) يهز شباك إيبسويتش تاون (رويترز)

4- تعاقدات إيبسويتش الجديدة بدأت تتأقلم

أشار المدير الفني لإيبسويتش تاون، كيران ماكينا، وهو يكتب ملاحظاته عن لقاء فريقه أمام أستون فيلا، إلى أن كثيراً من لاعبي إيبسويتش تاون ما زالوا يتأقلمون مع محيطهم الجديد. وبعد أن شهد الأسبوعان السابقان أول فرصة للفريق كله للتدريب معاً بعد ضم عدد من اللاعبين الجدد، في وقت متأخر من فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، أشار ماكينا إلى أنه بينما كان يرى هو وطاقمه «العلاقات والتفاهمات تتطور بين اللاعبين»، فإن مساعدة الوافدين الجدد على الدخول في فريق متماسك كانت «عملية ستستغرق بعض الوقت».

وبناء على أداء الفريق خلال التعادل أمام أستون فيلا بهدفين لكل فريق، قد يُفاجأ ماكينا بمدى سرعة تأقلم اللاعبين الجدد مع الفريق. فقد دخل 3 لاعبين تم التعاقد معهم في أغسطس (آب) -كالفين فيليبس وجاك كلارك وتشيدوزي أوغبين- إلى التشكيلة الأساسية، وقدموا أداء جيداً للغاية، وتسبب كلارك على وجه الخصوص في خلق مشكلات خطيرة لدفاعات أستون فيلا.

(إيبسويتش تاون 2-2 أستون فيلا).

5- تشيلسي يجبر هورزيلر على تغيير خطة لعبه

لمَّح مدرب برايتون، فابيان هورزيلر، إلى أنه قد يضطر إلى إعادة التفكير في خطط فريقه الدفاعية بعد أن استقبلت شباك الفريق 4 أهداف في غضون 20 دقيقة أمام تشيلسي. سجل كول بالمر 4 أهداف في الشوط الأول، في رقم قياسي غير مسبوق في كرة القدم الإنجليزية، وكان بإمكانه أن يسجل المزيد؛ حيث بدا لويس دنك وآدم ويبستر عاجزين تماماً أمام لاعبي تشيلسي. وفي حين رفض هورزيلر الاعتراف بأن قرار الاستمرار في اللعب بخط دفاع متقدم كان خاطئاً، فقد اعترف بأن لاعبيه يجب أن يشعروا بالراحة تجاه الطريقة التي يلعب بها الفريق. وقال: «أعتقد أنه قبل أن أقول أي شيء على الملأ، يجب أن أناقش الأمر مع اللاعبين أولاً لمعرفة ما إذا كانوا واثقين من الطريقة التي يلعبون بها. إننا نحاول تحسين مستوى اللاعبين ومساعدتهم. إذا كنت تريد أن تلعب بخط دفاع متقدم، فأنت بحاجة إلى هذا الترابط؛ لكن هذا الأمر كان مفقوداً في تلك المباراة. من السهل أن تقول بعد المباراة إنه كان بإمكانك اللعب بخط دفاع متأخر؛ لكن كان من الممكن أن نخسر هذه المباراة لو لعبنا حتى بتكتل دفاعي في الخلف».

(تشيلسي 4-2 برايتون).

6- كارلوس فوربس يمنح وولفرهامبتون الأمل

لم يحصل وولفرهامبتون إلا على نقطة وحيدة من 6 مباريات لعبها، وهو ما يضع الفريق في ورطة كبيرة؛ لكن القرعة كانت قاسية على الفريق؛ حيث لعب أمام 5 من أفضل 7 فرق في جدول ترتيب الدوري الموسم الماضي، وهو الأمر الذي جعل البداية صعبة للغاية. لقد أصبح جان ريكنر بيليغارد لاعباً أساسياً بشكل منتظم تحت قيادة غاري أونيل هذا الموسم؛ لكنه يبدو غير قادر على تعويض بيدرو نيتو الذي رحل إلى تشيلسي خلال الصيف.

لقد وجد بيليغارد صعوبة كبيرة في التعامل مع آندي روبرتسون وخرج مستبدلاً في الدقيقة 52 ضد ليفربول. حل كارلوس فوربس محله ناحية اليمين، وسرعان ما شكل خطورة كبيرة على دفاعات ليفربول بفضل سرعته ومهاراته الكبيرة، كما ساهم في إحراز هدف التعادل. لعب فوربس في سبورتنغ لشبونة ومانشستر سيتي وأياكس، وهو ما يؤكد أنه يمتلك موهبة وقدرات كبيرة.

وبالنظر إلى أن سلسلة المباريات التي سيخوضها وولفرهامبتون ستكون أكثر سهولة خلال الفترة المقبلة، فمن الممكن أن يكون فوربس هو اللاعب الذي يساعد الفريق على حصد النقاط.

(وولفرهامبتون 1-2 ليفربول).

إبراهيما كوناتي يسجل هدفه الأول على الإطلاق في الدوري الإنجليزي الممتاز برأسية رائعة (أ.ف.ب)

7- كان بإمكان توتنهام تسجيل مزيد من الأهداف

عندما تكون أكبر شكواك بعد الفوز بثلاثية نظيفة على مانشستر يونايتد في معقله هي أنه كان يجب أن تسجل هدفين أو 3 أهداف أخرى، فمن المؤكد أن هذا يعني أنه يجب أن تكون راضياً عما قمت به إلى حد بعيد. لكن المدير الفني لـ«السبيرز»، أنغي بوستيكوغلو، أعرب عن «إحباطه» من الطريقة التي أنهى بها لاعبوه بعض الهجمات أمام المرمى؛ لكن الحقيقة أن توتنهام كان يفعل كل ما يريده مديره الفني، وخصوصاً في الشوط الأول: الضغط الشديد على المنافس، والسيطرة التامة على مجريات الأمور للدرجة التي جعلت المرء يشعر بأن مانشستر يونايتد يتعرض للإذلال! وكانت المشكلة الوحيدة تتمثل في أن الشوط الأول انتهى بالتقدم بهدف واحد فقط!

كما عانى توتنهام من لحظات من الرضا عن النفس خلال الشوط الثاني، وأهدر تيمو فيرنر عدداً من الفرص المحققة أمام المرمى، كما كان بإمكان دومينيك سولانكي أن يحرز أكثر من هدف. لقد أظهر ذلك أن فريق توتنهام بقيادة بوستيكوغلو ليس مثالياً بأي حال من الأحوال، ومع ذلك فإن الضغط الشرس والتمرير السريع والجري المتواصل، يعني أن توتنهام يمتلك الشيء الذي يفتقر إليه مانشستر يونايتد، وهو الهوية!

غوارديولا وخيبة إهدار سيتي الفرص أمام نيوكاسل (رويترز)

8- برانثويت يعزز دفاعات إيفرتون

شعر المدير الفني لإيفرتون، شون دايك، بالرضا، بعدما حقق الفريق فوزه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وأول انتصار لدايك بعد عودته مديراً فنياً لإيفرتون. في الحقيقة، كان التوتر الذي انتاب جماهير إيفرتون مبرراً بعد فشل الفريق في الحفاظ على تقدمه في المباريات الأربع السابقة؛ لكن لاعبي إيفرتون كانوا يلعبون براحة نسبية بعد الهدفين الرائعين اللذين سجلهما دوايت ماكنيل.

وساهمت عودة جاراد برانثويت في تقوية خط دفاع الفريق الذي حافظ على نظافة شباكه في 13 مباراة الموسم الماضي. وكان الظهور الأول لبرانثويت هذا الموسم بعد الجراحة التي خضع لها في الفخذ كافياً للتأكيد على قيمته الكبيرة. وأشار دايك إلى أن التركيز الإعلامي والجماهيري على اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً هذا الموسم لا ينبغي أن يعيق تطوره، وقال: «إنه لاعب جيد للغاية، وموهوب، وأعتقد أنه سيتطور أكثر».

(إيفرتون 2-1 كريستال بالاس)

9- مبيومو لن يستمر طويلاً مع برنتفورد

من فوائد تباطؤ النشاط في سوق الانتقالات في الدوري الإنجليزي الممتاز، أن كل فريق تقريباً لديه الآن نجم بارز. بالنسبة لبرنتفورد، فإن النجم الأبرز هو برايان مبيومو الذي يعول عليه الفريق كثيراً الآن، في ظل غياب يواني ويسا عن الملاعب لمدة شهرين. سجل مبيومو هدفاً رائعاً من تسديدة على الطائر في الثانية 37 -الهدف المبكر أصبح الآن علامة مميزة لبرنتفورد– وقدم أداء رائعاً أمام وستهام الذي تحسن أداؤه كثيراً بعد التغييرات التي أجراها جولين لوبيتيغي في الشوط الأول.

وقال توماس فرانك، المدير الفني لبرنتفورد: «بالنسبة لي، إنه لاعب من الطراز الرفيع. وأنا مقتنع تماماً بأنه سيلعب يوماً ما لنادٍ أكبر؛ سأشتريه بالتأكيد لو كنت مديراً فنياً لنادٍ أكبر!». ومن المؤكد أن مبيومو وفرانك لن يستمرا طويلاً مع برنتفورد؛ لكن كما أوضح فرانك: «كثير من اللاعبين هنا سعداء للغاية؛ لأن لدينا بيئة رائعة وأشخاصاً وموظفين ولاعبين جيدين».

(برنتفورد 1-1 وستهام).

10- خيمينيز وتراوري يتألقان مجدداً

استعاد راؤول خيمينيز وأداما تراوري المستويات القوية التي كانا يقدمانها قبل 5 سنوات في الدوري الإنجليزي الممتاز. ربما نسي كثيرون أن هذا الثنائي كان الأكثر خطورة وشراسة في الدوري، في سنوات ما قبل تفشي فيروس «كورونا»، عندما قادا وولفرهامبتون إلى احتلال المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين على التوالي، في موسمي 2018-19 و2019-20. وعلى الرغم من أن قرار خيمينيز بتسديد ركلة جزاء فولهام أمام نوتنغهام فورست بدلاً من أندرياس بيريرا أثار غضب ماركو سيلفا -قال سيلفا إن اللاعب المكسيكي اعتذر و«من الواضح أن هذا خطأ من راؤول، ولن يحدث هذا مرة أخرى»– فمن المؤكد أن المدير الفني يشعر بسعادة غامرة لاستعادة هذا الثنائي الهجومي خطورته.

(نوتنغهام فورست 0-1 فولهام).

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».