ربما كان ساوثامبتون يرغب في أن تكون رحلته القصيرة على طول الساحل الجنوبي لمواجهة بورنموث الاثنين اللحظة المناسبة لإثبات وجوده في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعد صعوده الموسم الماضي.
لكنه أبدى قدرا من الثبات يشبه صمود قلعة مشيدة من الرمال في وجه المد المتدفق على الشاطئ المحلي، إذ استقبلت شباكه ثلاثة أهداف في الشوط الأول من المباراة التي انتهت بالهزيمة 3-1.
وهذا يعني أن ساوثامبتون حصد نقطة واحدة فقط من أول ست مباريات بالموسم في أسوأ بداية له في الدوري منذ عام 1998.
وكان رأي المدرب راسل مارتن في أداء فريقه خلال الشوط الأول قاسيا، إذ قال: «افتقار للشخصية وغياب للروح القتالية وعدم القدرة على الهجوم والشجاعة».
وتستعد جماهير الفريق بالفعل لخوض معركة هبوط طويلة في الشتاء وسيعد الكثير منهم نفسه على الفور لاحتلال المركز الـ17 في ختام الموسم مثلما حدث موسم 1998-1999.
ومن الواضح أن فريق المدرب مارتن هو الأسوأ حتى الآن بين الأندية الثلاثة التي صعدت من دوري الدرجة الثانية الموسم الماضي لكن إبسويتش تاون وليستر سيتي لم يحققا أي فوز أيضا.
وحقق ليستر، الذي خسر 4-2 أمام آرسنال السبت الماضي، ثلاثة تعادلات وتلقى ثلاث هزائم.
وخسر إبسويتش، العائد إلى دوري الأضواء لأول مرة منذ 22 عاما بعد صعوده مرتين متتاليتين، أمام مانشستر سيتي وليفربول لكنه تعادل في مبارياته الأربع الأخرى ليحتل المركز الـ15.
ولا يبشر عدم تحقيق أي انتصار في 18 مباراة للأندية الثلاثة بالخير، وتعقد مقارنات بالفعل مع الموسم الماضي عندما هبطت الأندية الثلاثة الصاعدة (لوتون تاون وبيرنلي وشيفيلد يونايتد) على الفور عادت للدرجة الثانية.
ومع ذلك، فإن هذه ليست أطول فترة انتظار لتحقيق الفوز. قبل عشرين عاما، استغرق الأمر حتى الجولة الثامنة حتى حقق أحد الأندية الثلاثة الصاعدة الفوز بعد خوضها 22 مباراة.
بعض الشجاعة: لن تكون هناك أي سهولة بالنسبة لساوثامبتون صاحب المركز قبل الأخير عندما يحل ضيفا على آرسنال السبت المقبل.
وبينما يبدو ساوثامبتون في حالة صعبة بالفعل، فإن ليستر وبصفة خاصة إبسويتش سيحظيان بدفعة كبيرة من أدائهما حتى الآن.
وتعادل إبسويتش 2-2 مع أستون فيلا، المشارك في دوري أبطال أوروبا، في الدوري الممتاز في مباراة سجل فيها ليام ديلاب هدفين مستحقين تماما. ويبدو أن أسلوب الضغط العالي بقيادة المدرب كيران ماكينا أعد الفريق لمنحه فرصة القتال من أجل البقاء في دوري الأضواء.
وقال المدرب الناجح ماكينا: «نود أن نتحلى بالشجاعة والسيطرة والهجوم بالكرة ومن دونها. لكننا نعلم أيضا متطلبات المستوى والخطوة التي نتخذها كمجموعة وأن هذا لن يكون الحال في كل مباراة».
وتبدو مباريات إبسويتش الثلاث المقبلة أمام وست هام يونايتد وإيفرتون وبرنتفورد بمثابة فرصة لتحقيق الانتصار الأول، بينما يتطلع ساوثامبتون وليستر بالفعل إلى مواجهتهما في ملعب سانت ماري يوم 19 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي باعتبارها يجب الفوز بها.
ولا يقتصر الأمر على الثلاثي الصاعد الساعي لحصد ثلاث نقاط تبدو بعيدة المنال أيضا هذا الموسم، إذ دخلت ستة فرق الجولة السادسة وهي تنتظر تحقيق فوزها الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
وخرج إيفرتون يوم السبت الماضي من دائرة الفرق التي لم تحرز أي انتصار هذا الموسم، لكن وولفرهامبتون واندرارز وكريستال بالاس، الذي يمثل مفاجأة، لم يحققا أي فوز حتى الآن وهو أمر مثير للقلق.