هل يمكن للاعبين حقاً الإضراب بسبب جدول المباريات المزدحم؟

إحباطهم يتزايد بسبب تعرضهم للإرهاق وعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة

رودري أصبح أول لاعب بارز يحذر من أن اللاعبين مستعدون للدخول في إضراب قبل إصابته (رويترز)
رودري أصبح أول لاعب بارز يحذر من أن اللاعبين مستعدون للدخول في إضراب قبل إصابته (رويترز)
TT

هل يمكن للاعبين حقاً الإضراب بسبب جدول المباريات المزدحم؟

رودري أصبح أول لاعب بارز يحذر من أن اللاعبين مستعدون للدخول في إضراب قبل إصابته (رويترز)
رودري أصبح أول لاعب بارز يحذر من أن اللاعبين مستعدون للدخول في إضراب قبل إصابته (رويترز)

يزداد إحباط اللاعبين بسبب خوض الكثير من المباريات وعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، لكن إلى أي مدى يقترب اللاعبون من الدخول في إضراب عن اللعب؟ لقد كانت قضية إرهاق اللاعبين دائماً موضوعاً مهماً في اللعبة، لكنه - وكما أوضح موقع «إي إس بي إن» ومواقع رياضية أخرى - أصبح أكثر أهمية بعد توسع مسابقات الأندية التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والشكل الجديد لكأس العالم للأندية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

سيكون هذا الموسم سيكون أطول موسم للأندية على الإطلاق، لأن كأس العالم للأندية ستقام على مدى أربعة أسابيع في الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز). وقد عبر لاعبون بارزون بالفعل عن إحباطهم من ذلك، حيث أثار إيرلينغ هالاند وكيليان مبابي وجود بيلينغهام وكيفن دي بروين مخاوفهم بشأن جدول المباريات المزدحم بشكل متزايد. وخلال الأسبوع الجاري، أصبح لاعب خط وسط مانشستر سيتي رودري أول لاعب بارز يحذر من أن لاعبي كرة القدم مستعدون للدخول في إضراب عن اللعب. وانضم حارس مرمى ريال مدريد تيبو كورتوا إلى رودري في الحديث عن إمكانية لجوء اللاعبين إلى إجراء غير مسبوق. وسرعان ما انضم إليهم حارس مرمى ليفربول أليسون بيكر، ومدافع برشلونة جول كوندي، ولاعب أستون فيلا جون ماكجين.

كلوب دق ناقوس خطر كثرة المبارايات قبل رحيله عن ليفربول (غيتي)

كما دق مديرون فنيون مثل جوسيب غوارديولا وميكيل أرتيتا ويورغن كلوب ناقوس الخطر بشأن تعرض اللاعبين للإرهاق. ومؤخرا، قال المدير الفني لريال مدريد كارلو أنشيلوتي إنه يعتقد أن اللاعبين سيكونون على استعداد لخفض رواتبهم إذا كان ذلك يعني خوض عدد أقل من المباريات. وعلى الرغم من أن الإضراب طال الرياضة الأميركية على مر السنين، حيث شهدت ألعاب البيسبول وكرة السلة وكرة القدم الأميركية إضرابات أو إغلاقات، فإن كرة القدم نجحت حتى الآن في تجنب مثل هذا السيناريو الخطير.

لكن لماذا يتحدث لاعبو كرة القدم على مستوى النخبة الآن عن الإضراب، وما مدى احتمالية حدوثه؟ يجب الإشارة في البداية إلى أن قضية تعرض اللاعبين للإرهاق مثارة منذ فترة طويلة، حيث غالباً ما تشارك أكبر الأندية في المسابقات حتى المراحل النهائية ثم تدخل في معسكرات في أماكن بعيدة استعدادا للموسم الجديد في الولايات المتحدة أو آسيا. وقد تستمر هذه المعسكرات لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وتتضمن خوض كثير من المباريات. كما يتعين على اللاعبين الكبار أن يشاركوا في المباريات الدولية مع منتخبات بلادهم، ناهيك عن السفر والتنقل لمسافات طويلة خلال الموسم، بالإضافة إلى المشاركة في البطولات الكبرى التي تقام كل عامين. وبالتالي، أصبح من السهل للغاية أن يشارك اللاعب في أكثر من 60 مباراة في العام.

ورغم التوترات المتزايدة في هذا الصدد، فقد تمكنت كرة القدم من إدارة الموقف حتى الآن، وتمكن اللاعبون من الحصول على المستوى المقترح من الراحة على الأقل - عادة ثلاثة إلى أربعة أسابيع - بين انتهاء الموسم وبداية الموسم الجديد، في حين يكون في العام التالي فترة زمنية أكبر للراحة بسبب عدم وجود مباريات دولية. لكن كأس العالم للأندية، التي ستستمر لمدة شهر وتضم 32 فريقاً وتقام في فترة كان يحصل خلالها اللاعبون على قسط من الراحة، قد تكون القشة التي قصمت ظهر البعير.

ويصر الاتحاد الدولي لكرة القدم على أن كأس العالم للأندية لن تأخذ سوى الفترة الزمنية التي كانت مخصصة في السابق لبطولة كأس القارات ـ وهي بطولة دولية تقام كل أربع سنوات وينظمها البلد المستضيف لكأس العالم كاختبار لقدرته على تنظيم المونديال. لكن الحقيقة أن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، فكأس القارات لا يشارك فيها سوى ثماني دول فقط وتستمر لمدة أسبوعين فقط ولا يشارك فيها مثل هذا العدد الكبير من اللاعبين الذين يشاركون مع أنديتهم في كأس العالم للأندية بعد موسم شاق ومرهق.

دي بروين انضم إلى رودري في إمكانية لجوء اللاعبين إلى إجراء غير مسبوق (غيتي)

وفي الوقت نفسه، فإن كأس العالم للأندية تشهد إقامة 63 مباراة ومن المقرر أن تقام المباراة الافتتاحية في 15 يونيو (حزيران) - بعد 15 يوماً فقط من نهائي دوري أبطال أوروبا 2025. وفي الفترة بينهما، ستكون هناك مباريات حاسمة في تصفيات كأس العالم، ونهائيات دوري أمم أوروبا، التي ستقام في الفترة من 4 إلى 10 يونيو (حزيران). يأتي هذا بالإضافة إلى المباراتين الإضافيتين في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا بشكله الجديد الموسع هذا الموسم.

لكن ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها نقابات وروابط اللاعبين؟ في يونيو الماضي، رفعت النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو)، وهي الهيئة العالمية التي تمثل أكثر من 65 ألف لاعب كرة قدم في جميع أنحاء العالم، ونقابات اللاعبين في إنجلترا وفرنسا وإيطاليا، دعوى قانونية ضد الفيفا. وسعت هذه النقابات إلى الطعن في شرعية قيام الفيفا بتحديد مواعيد وجدول المباريات الدولية من جانب واحد، وفي قرار الفيفا بتوسيع كأس العالم للأندية.

وقالت نقابة فيفبرو في مرافعتها إن «اللاعبين ونقاباتهم سلطوا الضوء باستمرار على جدول مباريات كرة القدم الحالي باعتباره مرهقا وغير قابل للتطبيق»، مشيرة إلى أن اللاعبين والنقابات ينظرون إلى كأس العالم للأندية الجديدة التي تنظمها الفيفا على أنها تمثل نقطة تحول. بالإضافة إلى ذلك، قالت فيفبرو إن «نقابات اللاعبين تعتقد أن مثل هذه القرارات التي يتخذها الفيفا تنتهك ميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، دون أي مبرر جدي. في النهاية، تعتقد نقابات اللاعبين أن هدف هذه المسابقة الجديدة هو زيادة ثروة وقوة الجهة العالمية الحاكمة لكرة القدم، دون النظر بشكل مناسب لتأثير ذلك على اللاعبين المشاركين أو على أصحاب المصلحة الآخرين في كرة القدم على المستوى الاحترافي».

وانضمت رابطة الدوريات الأوروبية، التي تمثل 39 دورياً محترفاً في 33 دولة في أوروبا، إلى الدعوى القضائية التي رفعتها فيفبرو في يوليو (تموز)، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم رد باتهامهم بـ«النفاق». وأصدر الفيفا بيانا قال فيه: «إن بعض الدوريات في أوروبا ـ وهي نفسها التي تنظم المسابقات ـ تتصرف وفقاً لمصالحها التجارية الذاتية، ونفاقها، ودون مراعاة الجميع في العالم. ويبدو أن هذه الدوريات تفضل جدولاً مليئاً بالمباريات الودية والجولات الصيفية، والتي غالباً ما تنطوي على السفر لمسافات طويلة حول العالم. وفي المقابل، يتعين على الفيفا أن يحمي المصالح العامة لكرة القدم العالمية، بما في ذلك حماية اللاعبين، في كل مكان وعلى جميع مستويات اللعبة».

لكن ما الذي يريده اللاعبون؟ قال ماهيتا مولانغو، الرئيس التنفيذي لرابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في إنجلترا إنه «لا يستطيع على الإطلاق» تجاهل الإضرابات العمالية التي قد ينظمها اللاعبون إذا لم تتم معالجة مخاوفهم. وأكد مولانغو أن الفيفا لا بد أن «يجلس ويجد حلا». ومن الواضح أن كرة القدم سوف تتوقف تماماً إذا أضرب اللاعبون، لذا فإن اللاعبين في وضع قوي للدفع في اتجاه إحداث تغيير ـ إذا كانت لديهم الشجاعة للقيام بذلك.

وتريد فيفبرو ونقابات اللاعبين وضع حدود لعدد المباريات التي يمكن للاعبين خوضها في الموسم الواحد. واقترح مولانغو رقماً يتراوح بين 50 و60 مباراة، بالإضافة إلى ما لا يزيد على ست مناسبات يمكن للاعب فيها خوض مباراتين في غضون أربعة أيام. كما تريد النقابات أن تكون العطلة الصيفية لمدة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أسابيع إجبارية. وقال ألكسندر بيليفيلد، مدير السياسة العالمية والعلاقات الاستراتيجية لكرة القدم للرجال في فيفبرو، في حلقة نقاشية في قمة كرة القدم العالمية هذا الأسبوع: «يتحدث اللاعبون عن ذلك في كل مكان: في المؤتمرات الصحافية قبل مباريات دوري أبطال أوروبا، وقبل دوري أمم أوروبا. وبالتالي، من الواضح أن شيئاً ما قد تغير».

وأضاف: «كانت نقابات اللاعبين تعمل على هذه القضية منذ أكثر من خمس سنوات. لقد أثرنا مخاوف اللاعبين بشأن هذا الأمر وأبلغنا الفيفا بها. عندما تقوم النقابات في دول مثل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الأسواق بزيارة اللاعبين في كل فترة قبل انطلاق الموسم الجديد وتتحدث إلى لاعبي المنتخبات الوطنية، فإن الشاغل الأول لهؤلاء اللاعبين يكون كثرة عدد المباريات التي يشاركون فيها. يحتاج اللاعبون إلى فترات راحة، وحد أقصى للمباريات حتى يتمكنوا من تقديم أفضل أداء لديهم وحماية مسيرتهم الكروية. هذا هو الأمر بكل بساطة».

لقد ظل مُلاك الأندية، الذين يستفيدون من المقابل المادي المتزايد للعدد المتنامي من المباريات في البطولات الكبرى، صامتين حتى الآن ولم يعلقوا على مخاوف اللاعبين من الإرهاق. لكن هل من الممكن فعلا أن يدخل اللاعبون في إضراب؟ هذا هو الاختبار الحقيقي في الواقع: هناك الكثير من الافتراضات، لكن الإضراب ليس محتملا في هذه المرحلة، وسيكون من الصعب على اللاعبين القيام بذلك. وقالت مصادر إن تركيز فيفبرو ونقابات اللاعبين في هذه المرحلة ينصب على الإجراء القانوني ضد الفيفا، لذلك يتم توجيه طاقاتها بالكامل نحو هذا الهدف. وإذا نجح هذا الإجراء - لا يوجد جدول زمني محدد للحل - فمن غير المرجح أن يقوم اللاعبون بإضراب، لأن الفيفا سيضطر فعلياً إلى تأجيل أو تعديل أو إعادة جدولة كأس العالم للأندية.

وحتى لو أجرت رابطة اللاعبين المحترفين تصويتا بين أعضائها البالغ عددهم 5000، فسيكون من الصعب للغاية إقناع اللاعبين الذين لا يلعبون للأندية الكبرى ولا يتأثرون بشكل مباشر، بالدخول في الإضراب. إن روابط اللاعبين تمثل اللاعبين على كافة مستويات اللعبة، فهل من الممكن أن تكون هذه الروابط متأكدة من قدرتها على حشد أغلبية اللاعبين للدخول في الإضراب؟ إن إقناع عدد كبير من اللاعبين بإظهار التضامن مع اللاعبين الأعلى أجراً سوف يستغرق وقتاً طويلاً ويتطلب الكثير من العمل، ومن هنا جاءت الأولوية لاتخاذ إجراء قانوني ضد الفيفا.

مدافع برشلونة جول كوندي (يسار) دعا هو الآخر إلى القيام بإضراب (إ.ب.أ)

فعلى سبيل المثال، هل يكون لاعب في دوري الدرجة الثالثة في إنجلترا ويلعب لنادي أكينغتون ستانلي أو نيوبورت كاونتي ويحصل على نحو 500 جنيه إسترليني في الأسبوع ويتعين عليه أن يدفع الرهن العقاري ويدعم عائلته، مستعداً للدخول في الإضراب وخسارة راتبه، لدعم لاعبين يحصلون على ملايين الجنيهات في معركتهم ضد كثرة المباريات؟ إذا، كيف ستسير الأمور؟ هذا هو السؤال المهم، لكن إجابة هذا السؤال تتوقف كثيرا على نتيجة القضية التي رفعتها فيفبرو ضد الفيفا. سيواصل اللاعبون والمديرون الفنيون إثارة مخاوفهم، لكن ما لم يقبل رؤساؤهم ـ مُلاك الأندية ـ حجتهم ويوحدوا جهودهم في إخبار الاتحاد الدولي لكرة القدم بأن اللعبة أصبحت أكثر إرهاقا، فمن غير المرجح أن يتغير شيء في أي وقت قريب.

في النهاية، يجب الإشارة إلى أن إضراب اللاعبين احتمال بعيد في الوقت الحالي، لكن كل تصريح إضافي من جانب اللاعبين البارزين سوف يخدم في إبقاء هذه القضية للنقاش في المجال العام. لكن الحقيقة تتمثل في أن الأمر سوف يُحسم خلف الأبواب المغلقة. وإذا انتهت القضية القانونية لصالح الاتحاد الدولي لكرة القدم، فإن احتمال إضراب اللاعبين سيكون أكبر.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية ديلان دافي لاعب لينكولن سيتي (الشرق الأوسط)

تغريم دافي لاعب لينكولن سيتي بسبب مخالفة قواعد المراهنات

كشف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، الخميس، عن تغريم ديلان دافي، جناح لينكولن سيتي، 4 آلاف جنيه إسترليني (5372.80 دولار) وتحذيره بعد مخالفته قواعد المراهنات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية برونو فرنانديز قائد مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

تن هاغ مدافعاً عن فرنانديز: سيعود لحالته المعهودة

دافع إريك تن هاغ، مدرب مانشستر يونايتد، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، عن القائد برونو فرنانديز، بعد بداية بطيئة من لاعب الوسط للموسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية جماهير ويست هام احتلت المركز الأول في المنع من دخول المباريات (الشرق الأوسط)

ازدياد اعتقالات جماهير كرة القدم في إنجلترا وويلز

ارتفع عدد الاعتقالات المرتبطة بكرة القدم في إنجلترا وويلز، للعام الثالث على التوالي، خلال موسم 2024/2023.

رياضة عالمية مارتن زوبيمندي وكأس الأمم الأوروبية (إ.ب.أ)

من هو اللاعب الذي يمكن لمانشستر سيتي ضمه لتعويض غياب رودري؟

زوبيمندي شارك بديلاً لرودري المصاب في نهائي «يورو 24 20» وتألق وقاد إسبانيا للفوز باللقب.


سيتي يصطدم بنيوكاسل... وليفربول في ضيافة وولفرهامبتون بالدوري الإنجليزي

ليفربول صاحب المركز الثاني يتطلع لمواصلة انطلاقته (أ.ب)
ليفربول صاحب المركز الثاني يتطلع لمواصلة انطلاقته (أ.ب)
TT

سيتي يصطدم بنيوكاسل... وليفربول في ضيافة وولفرهامبتون بالدوري الإنجليزي

ليفربول صاحب المركز الثاني يتطلع لمواصلة انطلاقته (أ.ب)
ليفربول صاحب المركز الثاني يتطلع لمواصلة انطلاقته (أ.ب)

عقب فقدانه أول نقطتين في مشواره ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم في المرحلة الماضية، يبحث مانشستر سيتي عن العودة لنغمة الانتصارات مجددا، عندما يحل ضيفا على نيوكاسل يونايتد (السبت) في المرحلة السادسة للمسابقة. وكان سيتي، حامل اللقب في المواسم الأربعة الأخيرة، على أعتاب تلقي خسارته الأولى في المسابقة خلال الموسم الحالي، بعدما تأخر 1 - 2 أمام ضيفه آرسنال يوم الأحد الماضي، قبل أن يحرز نجمه جون ستونز هدف التعادل في الدقيقة الثامنة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، لينتهي اللقاء بنتيجة 2-2. وأعاد هذا التعادل صدارة المسابقة لمانشستر سيتي من جديد، بعدما رفع رصيده إلى 13 نقطة، متفوقا بفارق نقطة وحيدة أمام أقرب ملاحقيه ليفربول وأستون فيلا.

وكانت هذه هي المباراة الثانية على التوالي التي يخفق خلالها مانشستر سيتي في تحقيق الفوز بمختلف المسابقات، بعدما تعادل من دون أهداف على ملعبه أيضا أمام إنتر الإيطالي في مستهل لقاءاته بمرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا، غير أن الفريق عرف طريق الانتصارات من جديد عقب فوزه الصعب 2 - 1 على ضيفه واتفورد، المنافس بدوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب)، يوم الثلاثاء الماضي، ببطولة كأس رابطة الأندية المحترفة.

وتضع جماهير سيتي آمالا عريضة على المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند، في إعادة الفريق لمساره الصحيح بالبطولة، عندما يزور النادي السماوي ملعب «سانت جيمس بارك»، لا سيما في ظل المستوى المذهل الذي يقدمه بالبطولة حتى الآن. ويسعى هالاند لمواصلة هوايته في هز الشباك للمباراة السادسة على التوالي في البطولة، التي يتربع على صدارة قائمة الهدافين بها في الموسم الحالي برصيد 10 أهداف، بفارق 5 أهداف أمام أقرب ملاحقيه الكولومبي لويس دياز، نجم ليفربول.

وكان هالاند، الذي يقضي موسمه الثالث مع مانشستر سيتي، وصل لهدفه رقم 100 في مسيرته مع الفريق، الذي انضم لصفوفه قادما من بوروسيا دورتموند الألماني، بعدما افتتح التسجيل للفريق خلال لقائه مع آرسنال. وأصبح هالاند (24 عاما) اللاعب الـ19 الذي سجل 100 هدف لمانشستر سيتي، حيث احتاج إلى 105 مباريات فقط للوصول إلى هذا الرقم. وبات لدى هالاند الآن 73 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز، و18 هدفا في دوري أبطال أوروبا، و8 أهداف في كأس الاتحاد الإنجليزي وهدف واحد في كأس الرابطة الإنجليزية منذ انضمامه لسيتي.

ولن تكون مهمة مانشستر سيتي، الذي يستعد لملاقاة مضيفه سلوفان براتيسلافا السلوفاكي في دوري الأبطال يوم الثلاثاء القادم، سهلة في اجتياز عقبة نيوكاسل، صاحب المركز السادس برصيد 10 نقاط، الذي تلقى خسارة مفاجئة 1 - 3 أمام مضيفه فولهام في المرحلة الماضية، حيث كانت هذه هي الهزيمة الأولى التي يتكبدها في البطولة هذا الموسم. ويرغب نيوكاسل في استغلال مؤازرة عاملي الأرض والجمهور لمصالحة محبيه، ومن أجل البقاء ضمن مراكز المقدمة في ترتيب البطولة العريقة، كما يطمح لتحقيق فوزه الأول على فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا في المسابقة منذ أكثر من 5 أعوام ونصف العام. ويعود آخر فوز لنيوكاسل على مانشستر سيتي بالدوري الممتاز إلى يناير (كانون الثاني) 2019، عندما انتصر 2 - 1 في ملعبه، ليتلقى بعدها 7 هزائم ويتعادل في لقاءين خلال آخر 9 لقاءات جرت بينهما بالمسابقة.

وسيكون آرسنال، صاحب المركز الرابع برصيد 11 نقطة، أمام مواجهة محفوفة بالمخاطر أمام ضيفه ليستر سيتي، الموجود في المركز الخامس عشر برصيد 3 نقاط، (السبت) أيضا. ورغم الفارق الكبير في النقاط بين الفريقين حاليا، فإن لقاءاتهما دائما ما تتسم بالإثارة، والتي كانت آخرها مباراتهما التي جرت في فبراير (شباط) 2023، التي انتهت بفوز آرسنال 1 - صفر قبل هبوط ليستر سيتي لدوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب).

هاو يتطلع لنتيجة إيجابية أمام حامل اللقب (رويترز)

ويأمل آرسنال في حصد النقاط الثلاث وعدم إضاعة المزيد من النقاط، بعدما تعادل في مباراتين وفاز في 3 لقاءات، خلال مواجهاته الخمس الأولى بالمسابقة هذا الموسم. وتعتبر المواجهة أمام ليستر بمثابة بروفة أخيرة لفريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، قبل لقائه المرتقب ضد ضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي يوم الثلاثاء المقبل بدوري الأبطال. ومن المتوقع أن يلاقي آرسنال، الذي انتصر 5 - 1 على ضيفه بولتون واندرز الأربعاء ببطولة كأس الرابطة، مقاومة عنيفة من ليستر، الذي ما زال يبحث عن تحقيق انتصاره الأول في البطولة، التي عاد لها مجددا بعدما قضى موسما وحيدا في الدرجة الأولى.

في المقابل، يحل ليفربول، صاحب المركز الثاني برصيد 12 نقطة، ضيفا على وولفرهامبتون، الذي يوجد في المركز التاسع عشر (قبل الأخير) برصيد نقطة وحيدة. وتعافى ليفربول، الذي يستضيف بولونيا الإيطالي يوم الأربعاء المقبل بدوري الأبطال، من خسارته المباغتة صفر - 1 أمام ضيفه نوتنغهام فورست في وقت سابق من الشهر الحالي بالدوري الإنجليزي، بعدما فاز في مبارياته الثلاث الأخيرة بمختلف المسابقات. وتغلب ليفربول 3 - 1 على مضيفه ميلان الإيطالي بدوري الأبطال الأسبوع الماضي، قبل أن يفوز 3 - صفر على ضيفه بورنموث في المرحلة الماضية يوم السبت الماضي، ثم اكتسح بعدها ضيفه وستهام يونايتد 5 -1 بكأس الرابطة.

وشهدت المباراة تألقا لافتا من البرتغالي ديوغو جوتا والهولندي كودي جاكبو، حيث أحرز كل منهما هدفين، بالإضافة للنجم المصري محمد صلاح، الذي سجل هدفا، بعد مشاركته في اللقاء كبديل. وبهدفه في وستهام، أنهى صلاح صيامه التهديفي، الذي استمر لمدة 3 لقاءات متتالية، ليرفع رصيده مع ليفربول إلى 4 أهداف بجميع البطولات حتى الآن هذا الموسم، بواقع 3 أهداف في الدوري الممتاز وهدف وحيد بكأس الرابطة. من ناحيته، فقد قدم وولفرهامبتون بداية صادمة لجماهيره، بعدما فشل في تحقيق أي فوز بالبطولة حتى الآن، مكتفيا بالتعادل مع نوتينغهام، فيما تلقى 4 هزائم على يد آرسنال وتشيلسي ونيوكاسل وأستون فيلا.

غوارديولا أمام مهمة صعبة في نيوكاسل (ب.أ)

ويستضيف ملعب «أولد ترافورد» لقاء من العيار الثقيل بين مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير (الأحد)، حيث يأمل كلا الفريقين في استعادة البريق بعد المستوى المهتز الذي ظهرا به في مبارياتهما الخمس الأولى هذا الموسم. ويتساوى كلا الفريقين في رصيد 7 نقاط، بعدما حقق كل منهما انتصارين وتعادلا وحيدا وخسارتين، حيث يوجد توتنهام في المركز العاشر، متفوقا بفارق الأهداف على مانشستر يونايتد، صاحب المركز الحادي عشر.

وتشهد تلك المرحلة كثيرا من اللقاءات الهامة الأخرى، حيث يلتقي تشيلسي، صاحب المركز الخامس بعشر نقاط، مع ضيفه برايتون، الذي يحتل المركز السابع بتسع نقاط، (السبت).

كما يلعب في نفس اليوم، برينتفورد مع ضيفه وستهام يونايتد، وإيفرتون مع كريستال بالاس، ونوتينغهام فورست مع فولهام، فيما يلتقي إيبسويتش تاون مع أستون فيلا (الأحد)، وتختتم مواجهات المرحلة بلقاء بورنموث مع ساوثهامبتون، يوم الاثنين المقبل.