تتواصل الجولة الأولى من مباريات في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بحلتها الجديدة اليوم بستة لقاءات، يبرز منها مواجهة آرسنال الإنجليزي مع أتالانتا الإيطالي وبرشلونة الإسباني مع مضيفه موناكو الفرنسي.
يتوجه آرسنال إلى مدينة برغامو الإيطالية حيث سيفتتح مشواره القاري بمواجهة أتالانتا اليوم، قبل أن يحلّ ضيفا ثقيلا على مانشستر سيتي بطل إنجلترا الأحد في الدوري الإنجليزي.
وحضّ لاعب الوسط جورجينيو فريقه آرسنال على استخدام مباراته الافتتاحية في دوري الأبطال، كنقطة انطلاق لتحقيق النجاح في موقعته المهمة أمام غريمه في السنوات الماضية مانشستر سيتي.
وغاب لاعبا الوسط ديكلان رايس والنرويجي مارتن أوديغارد عن مواجهة توتنهام بداعي الإيقاف والإصابة، لكن نجح جورجينيو في ملء الفراغ على نحو رائع، ونجح آرسنال في حصد انتصاره الثالث في أربع مباريات في البريميرليغ بفضل هدف المدافع البرازيلي غابريال ماغالايش بضربة رأسية في الشوط الثاني.
ومن المرتقب أن يعود رايس إلى التشكيلة الأساسية ضد أتالانتا، لكن لا يزال أرتيتا ينتظر عودة أوديغارد الذي أصيب في كاحله خلال مشاركته مع المنتخب النرويجي.
ولا شك أنّ روزنامة المباريات لم تكن رحيمة بآرسنال، إذ سيحصل سيتي على 24 ساعة إضافية للراحة قبل الموقعة النارية على ملعب الاتحاد، حيث خاض بطل إنجلترا مباراة القارية الأولى بملعبه أمس ضد إنتر الإيطالي في حين توجه النادي اللندني إلى إيطاليا لمواجهة أتالانتا اليوم.
ومع ذلك، أعرب جورجينيو عن اعتقاده بأنّ تحقيق أداء ونتيجة إيجابيين على أرض أتالانتا سيمهد الطريق لتحقيق نتيجة جيدة أمام سيتي. وقال جورجينيو لاعب وسط المنتخب الإيطالي: «إذا كنت تريد تحقيق أشياء كبيرة، فأنت بحاجة إلى أن تتحلى بعقلية محاولة الفوز بكل مباراة». وأضاف: «هذا ما نحتاج إلى القيام به وهذا ما نريد فعله. عليك أن تستمر في الإيمان بما تقدمه. نحن نفعل ذلك ونستمر في العمل الجاد لتحسين الأمور والقيام بالأمور بشكل صحيح. نحن على الطريق الصحيح، وعلينا أن نستمر في ذلك».
وفي ظل تخلفه بفارق نقطتين عن سيتي المتصدر، يدرك رجال المدرب أرتيتا أنّه لا مجال للخسارة في مانشستر، كما أنهم لن يرغبوا في افتتاح مشوارهم في المسابقة القارية بحلتها الجديدة بخسارة.
ويملك آرسنال رصيدا إيجابيا في المباريات التي خاضها خارج أرضه في العام الحالي. وحقّق آرسنال خلال مواجهته توتنهام فوزه العاشر في 11 مباراة خارج أرضه، مقابل تعادل واحد كان أمام سيتي نفسه في مارس (آذار) الماضي.
وبعد خروجه من الدور ربع النهائي لدوري الأبطال الموسم الماضي على يد بايرن ميونيخ الألماني، يطمح آرسنال للذهاب أبعد هذه المرة. لم يسبق لنادي شمال لندن أن فاز بالمسابقة القارية قط، ومع أنّ تركيزه ينصب على معانقة لقب الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ 2004، فإنّ تحقيق النجاح في أوروبا يبقى برهانا إضافيا على نجاح حقبة أرتيتا في إخراج النادي من أتون التخبط إلى النجاحات منذ وصوله عام 2019.
ورغم تطوره الملحوظ تحت قيادة أرتيتا الذي مدد أخيرا عقده لفترة طويلة، لم يحرز آرسنال سوى لقب كأس إنجلترا عام 2020، لكنّ المدرب الإسباني الشاب مقتنع بأنّ فريقه يملك الشخصية للفوز بالمزيد من الألقاب الكبرى. وقال أرتيتا: «لدينا أشخاص أقوياء لا يمكن كسرهم بسهولة. إنهم يحبون اللعبة ونحن نحب الفوز... لكي تحب اللعبة وتفوز، عليك أن تفعل أشياء يصفها الناس بالقبيحة. الاستمتاع بهذه الأشياء القبيحة هو مجاملة كبيرة لهذا الفريق في الوقت الحالي».
وسيشكّل أتالانتا بطل الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الموسم الماضي اختبارا لا يُستهان به للفريق الإنجليزي. وتمكن فريق المدرب جان بييرو غاسبيريني من تعويض خسارتيه المتتاليتين في الدوري الإيطالي أمام تورينو وإنتر بالفوز على فيورنتينا 3-2 الأحد. وعلق جورجينيو: «ستكون مباراة صعبة للغاية. إنه فريق قوي بدنيا للغاية. لن تكون المباراة سهلة، نحتاج إلى الاستعداد لمعركة أخرى، الأجواء حارة في إيطاليا».
ويذكر أن أتالانتا كان الفريق الوحيد الذي نجح في إلحاق الهزيمة الوحيدة بباير ليفركوزن الألماني في جميع المسابقات الموسم الماضي في نهائي الدوري الأوروبي 3-صفر.
لا تميل الأرقام لصالح أتالانتا في مواجهة الأندية الانجليزية التي واجهها في كل من حملاته الثلاث السابقة في دور المجموعات في دوري الأبطال، حيث تعرض لثلاث هزائم مقابل انتصار يتيم. رغم ذلك، انتهت هذه النتائج السلبية في الموسم الماضي، عندما سجل رجال المدرب غاسبيريني فوزا صريحا على ليفربول بثلاثية نظيفة في «أنفيلد» في ربع نهائي «يوروبا ليغ».
"أرتيتا يأمل الخروج من أسبوعه الصعب بأفضل النتائج... وبرشلونة يتسلح بلامين جمال المتألق"
ويحل برشلونة الغائب عن التتويج القاري منذ عام 2015 ضيفا على موناكو وهو متسلح بنجمه الشاب المتألق لامين جمال لاستعادة بريقه.
ويسعى عملاق كاتالونيا جاهدا للعودة إلى النخبة الأوروبية، متسلحا ببداية مثالية في الدوري بإشراف مدربه الجديد الألماني هانزي فليك، بعدما وصل العام الماضي بقيادة تشافي هرنانديز إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في أربع سنوات.
بعد الخسارة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بنتيجة 6-4 في مجموع المباراتين، أقيل تشافي «مايسترو» خط الوسط السابق في نهاية موسم مخيب للآمال من دون ألقاب.
اختلفت الحال هذا الموسم، إذ يتصدر برشلونة ترتيب الليغا بالعلامة الكاملة من خمسة انتصارات في خمس مباريات، لعب خلالها لامين جمال المتوّج مع منتخب إسبانيا بكأس أوروبا 2024 دورا حاسما في خط الهجوم.
تطور لاعب الجناح بشكل كبير منذ ظهوره للمرة الأولى بقميص برشلونة في سن الـ 15 عاما في أبريل (نيسان) 2023. وسجل جمال هدفين في فوز برشلونة الساحق على جيرونا 4-1 في الدوري الأحد، ليثأر من خسارتين ثقيلتين أمام جاره الكاتالوني في الموسم الماضي، عاكسا مدى تطوره مقارنة مع نتائجه العام الماضي.
وأثنى مدرب جيرونا ميتشيل سانشيز على أداء اللاعب الشاب، قائلا: «لامين هو صانع الفارق... بالنسبة لي، هو بالفعل من بين أفضل اللاعبين في العالم في سن 17 عاما».
وتابع: «كان من الصعب أن نتخيّل أن يأتي لاعب آخر بعد (الأرجنتيني ليونيل) ميسي، لكنني آمل في أن يواصل لامين التطور لأنه لاعب يمكنه الوصول إلى هذا المستوى».
ويعتبر جمال الذي تطارده المقارنات مع نجم برشلونة السابق ميسي، موهبة جديدة قادمة من أكاديمية لا ماسيا، وكما أظهر في طريقه إلى المجد القاري مع إسبانيا في ألمانيا هذا الصيف، فإنه قادر على إحداث الفارق في أي مباراة. وسجل الجناح ثلاثة أهداف ومرر أربع كرت حاسمة هذا الموسم، وهو في طريقه إلى معادلة حصيلة مساهماته التي بلغت 12 في الموسم الماضي.
ورغم النجاحات داخل الملعب، فإن برشلونة ما زال يرزح تحت أزمات الصعوبات المالية، وهو ما تُرجم بعدم تمكنه من الظفر سوى بتوقيع زميل جمال بطل أوروبا داني أولمو من لايبزيغ الألماني هذا الصيف، علما بأنه كافح لبضعة أسابيع لتسجيله في الدوري، قبل أن يصاب أمام جيرونا في أوتار الركبة، ما سيجبره على الابتعاد عن الملاعب لمدة شهر تقريبا.
ويعتبر المدافع الشاب باو كوبارسي (17 عاما) آخر جوهرة من لا ماسيا، حيث يتألق إلى جانب أليخاندرو بالدي ومارك كاسادو وغافي الذي يسير على طريق العودة بعد إصابة في الركبة.
ويستقبل برشلونة في المراحل المقبلة بايرن ميونيخ الألماني الذي سحق دينامو زغرب الكرواتي 9-2، ثم يسافر لمواجهة بوروسيا دورتموند الألماني، وصيف البطل الموسم الماضي، في أقوى مبارياته في الدور الأول. وقال فليك بعد الفوز على جيرونا: «أعتقد أنه يمكنكم رؤية الثقة التي لدينا، وعندما تكون الكرة بحوزتنا، لدينا الجودة للعب وخلق الفرص».
وفي ظل غياب أولمو، فقد يضطر فليك للاعتماد أكثر على الجناح البرازيلي رافينيا، وتألق المهاجم المخضرم البولندي روبرت ليفاندوفسكي. ويستقبل فينورد الهولندي بقيادة مدربه الجديد الدنماركي براين بريسكي، باير ليفركوزن بطل ألمانيا.
وقال بريسكي البالغ 47 عاما: «أعتقد أنها مباراة مثيرة للاهتمام في بطولة كبرى، أنا فضولي لمعرفة التأثير الذي قد تحدثه هذه المسابقة. يمكن أن يتغيّر الكثير في كل جولة من اللعب، ما يجعل من الصعب التنبؤ بالنتيجة».
من ناحيته، يخوض ليفركوزن المسابقة القارية بعد موسم ساحر شهد بلوغه نهائي «يوروبا ليغ»، إلّا أن ذلك لم يقلل من حملة تاريخية فاز فيها بأول لقب له في بوندسليغا وأتبعه بالكأس.
ويستقبل أتلتيكو مدريد الإسباني ضيفه لايبزيغ الألماني. وسيكون على لاعب خط الوسط البلجيكي آرثر فيرميرين (19 عاما) المنضم للفريق الألماني على سبيل الإعارة من نادي العاصمة الإسبانية في اختبار نفسي وأيضا لإثبات الجدارة.
شارك فيرميرين في 19 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، للمرة الأولى في هذه المرحلة من المسابقة مع أنتويرب، وبعد عام سيواجه ناديه أتلتيكو الذي انتقل إلى صفوفه مطلع هذا العام. خاض حينها باكورة مبارياته أمام ناد إسباني أيضا هو برشلونة، وكانت بمثابة الاختبار الأصعب، إذ عانى أنتويرب من هزيمة قاسية بخماسية نظيفة، وثأر الفريق البلجيكي في مباراة الإياب وسجل فيرميرين في الفوز 3-2.في الشهر التالي، تعاقد معه أتلتيكو ونقله إلى مدريد قبل أن ينقض لايبزيغ عليه ويحضره إلى ألمانيا هذا الصيف على سبيل الإعارة. وفي مباراتين أخريين يلتقي رد ستار بلغراد الصربي مع بنفيكا البرتغالي، وبريست الفرنسي مع شتورم غراتس النمساوي.