هل يستثمر ريال مدريد التهم الـ115 ضد السيتي في خطف رودري؟

رودري لاعب مانشستر سيتي قبل مباراة برنتفورد الماضية (رويترز)
رودري لاعب مانشستر سيتي قبل مباراة برنتفورد الماضية (رويترز)
TT

هل يستثمر ريال مدريد التهم الـ115 ضد السيتي في خطف رودري؟

رودري لاعب مانشستر سيتي قبل مباراة برنتفورد الماضية (رويترز)
رودري لاعب مانشستر سيتي قبل مباراة برنتفورد الماضية (رويترز)

قد لا يكون من المفاجئ أن يحاول مانشستر سيتي الحصول على توقيع رودري على عقد جديد في أقرب وقت ممكن. فعمود خط وسط الفريق، الرجل الذي سجّل هدف الفوز في مرمى إنتر ميلان، خصم ليلة الأربعاء، ليحقق أول بطولة دوري أبطال أوروبا في تاريخ النادي، قد عُرض عليه عقد جديد ضخم سيجعله قريباً من أجر كيفن دي بروين وإيرلنغ هالاند الحالي.

هذا التوقيت هو التوقيت المعتاد بالنسبة للسيتي. يتبقى لرودري ثلاث سنوات في عقده الحالي، وهذه هي النقطة التي تبدأ فيها عقارب الساعة في التحرك بالنسبة للنادي. ومع تبقي عامين، يبدأ النفوذ في التحول نحو اللاعب؛ فكلما اقترب من الرحيل مجاناً، زادت الأموال التي يمكن أن يطالب بها في الأجور وزاد التشجيع للأندية المنافسة على إبرام صفقة. انظر فقط إلى وضع بايرن ميونيخ مع جمال موسيالا، على سبيل المثال، والذي من الطبيعي أن يتطلع السيتي للاستفادة منه. يرغب السيتي في تجنب حدوث ذلك معهم، وفي عام 2018، عرضوا على ليروي ساني شروطاً جديدة لضمه في وقتٍ كافٍ، لكنهم واجهوا دائماً معارضة من جانبهم وكانوا يعلمون بشكل أساسي مع بداية عام 2019 أنه يريد الخروج.

من ناحية أخرى، بعد فترة صعبة عاشها جون ستونز قبل بضع سنوات، لم يشعر السيتي بأي عجلة خاصة لتجديد شروطه؛ مما يعني أنهم كانوا مرتاحين معه في العامين الأخيرين من عقده. في أولهما، موسم 2020 - 21، قدم موسماً جيداً؛ لذا كان السيتي حريصاً على الاحتفاظ به، لكن ذلك الأمر كلفهم أكثر قليلاً بسبب ارتفاع أسهمه. من المفهوم مع رودري، نظراً لأهميته بالنسبة للفريق، فإنهم يريدون تسوية كل شيء بشكل أسرع من المعتاد، ويضغطون من أجل الحصول على إجابة. إنهم يأملون في أن يوقّع، وقد كانت حالات مثل حالة ساني نادرة في السنوات الأخيرة، حيث يُعرض على اللاعبين المزيد من المال للبقاء في المكان الذي هم سعداء فيه بالفعل. يمكن أن يكون هذا هو الحال بسهولة مع رودري، الذي يعرف أن لديه كل ما يمكن أن يتمناه في مانشستر، بخلاف الأجواء والعائلة.

لكن هناك اعتباراً آخر، فبالإضافة إلى المال والنسب والطموح الذي يتمتع به في السيتي، يمكن لريال مدريد أن يقدم عنصر الأجواء والعائلة أيضاً. لا توجد أندية أخرى يمكنها التعاقد مع رودري في هذه المرحلة، سواء من الناحية المالية أو التطلعات الرياضية، لكن السيتي كان يشك دائماً في أن ريال مدريد قد يأتي يوماً ما. وإلى حد ما، فقد جاء ذلك اليوم. بعد تألق اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً مع منتخب إسبانيا هذا الصيف، واختياره أفضل لاعب في بطولة أوروبا، ومعها تصدره قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية، ارتفعت أسهمه على مستوى العالم، ولكن بشكل خاص في إسبانيا. كان داني كارفاخال، الظهير الأيمن لريال مدريد، صريحاً في حديثه عن أنه كان يخبر رودري منذ فترة بالانتقال إلى سانتياغو برنابيو؛ وبالنظر إلى سياسة كرة القدم الإسبانية، يمكنك أن تكون متأكداً من أن هذا لم يكن مجرد تعليق فارغ. في الأسبوع الماضي كان هناك عنوان لا مفر منه على الصفحة الأولى في صحيفة «آس» المدريدية التي تصدر في مدريد، والذي قال ببساطة «رودريغو 2025».

وقد قللت مصادر النادي من أهمية ذلك، ولسبب وجيه: فهم يعلمون أنها ستكون عملية صعبة التنفيذ. وإذا كانت تلك القصة تشير إلى أن العملية جارية على قدم وساق، فإنها بالكاد تسير على قدم وساق. وقد أكد أحد المصادر، الذي تحدث دون الكشف عن هويته من أجل حماية العلاقات، أن ريال مدريد مهتم بالتعاقد مع رودري لكنهم يعتقدون أنهم لا يملكون الوسائل اللازمة لتحقيق ذلك. إنهم يعرفون المبلغ الذي عرضه عليه السيتي وليس لديهم أي نية لمجاراته. كما أنهم لا يعتقدون أن بإمكانهم تحمل رسوم الانتقال التي سيطلبها السيتي. لكنهم على استعداد للانتظار لرؤية نتيجة التهم الـ115 التي وجهتها رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ضد السيتي. وقد بدأت جلسة الاستماع الاثنين الماضي، وتفيد التقارير بأن الحكم سيصدر في العام الجديد.

ويفكر ريال مدريد في أنه إذا ثبتت إدانة السيتي وتلقى عقوبة كبيرة - السيتي متمسك ببراءته - فقد تكون هناك فرصة للقيام بخطوة لضم رودري. رودري سعيد للغاية في السيتي، على الرغم من أنه ولد في مدريد، ويُعتقد أن فكرة العودة إلى هناك خلال مسيرته الكروية تروق له. القرار الذي يواجهه هو التوقيع على العقد الجديد في النادي الذي يشعر بالسعادة فيه؛ مما يعني التزامه بالسيتي واستبعاد الانتقال بعيداً عن النادي خلال السنوات المتبقية من عقده في قمة عطائه، أو الانتظار ورؤية ما سيحدث مع الفريق المدريدي واتخاذ الأمور من هناك، سواء كان ذلك يعني الالتزام بالسيتي، أو الانتظار لمعرفة الخطوة التالية لمدريد.

وبالنظر إلى أنه لا يزال لديه الجزء الأفضل من ثلاث سنوات متبقية في عقده، فلن يكون هناك الكثير من التداعيات على المدى القصير حتى لو منح نفسه هذه المساحة لالتقاط الأنفاس وانتظر بضعة أشهر قبل اتخاذ قراره. فقط نتيجة كارثية من قرار فرض الرسوم ستجعل الانتقال إلى مدريد أمراً محتملاً في الصيف المقبل، وسيكون ذلك مجرد واحد من مخاوف لا تعد ولا تحصى بالنسبة للسيتي في هذا الموقف. وإذا لم تتم معاقبتهم على الإطلاق، لكن رودري أراد الانتقال إلى سانتياغو برنابيو على أي حال، فسيظل من الصعب على بطل إسبانيا تقديم عرض قوي خلال الـ12 شهراً المقبلة، حتى لو شعر السيتي بأن نفوذه يتلاشى. لذلك؛ لا يوجد أي شعور بالقلق حول السيتي، سواء فيما يتعلق بالاتهامات أو مستقبل رودري، لكن حقيقة أن النتيجة المتعلقة بتلك الاتهامات تلوح في الأفق، وأن خطة مدريد بأكملها تتوقف على الانتظار لمعرفة ما سيحدث، تضيف ديناميكية مثيرة للاهتمام للأشهر القليلة المقبلة خارج الملعب.


مقالات ذات صلة

رودري: اللاعبون قد يضربون بسبب ضغط المباريات... يجب أن نرتاح

رياضة عالمية رودري (إ.ب.أ)

رودري: اللاعبون قد يضربون بسبب ضغط المباريات... يجب أن نرتاح

قال رودري لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، الثلاثاء، إن اللاعبين قد يُقْدمون على إضراب احتجاجاً على العدد الكبير من المباريات الذي يتعين عليهم خوضه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية جورجينيو (رويترز)

جورجينيو: لاعبو آرسنال لا يشعرون بالانزعاج من تألق هالاند

قال لاعب وسط آرسنال جورجينيو إن لاعبي فريقه لا يشعرون بالانزعاج من الأهداف الكثيرة التي يحرزها مهاجم مانشستر سيتي، إرلينغ هالاند.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنفانتينو رئيس الفيفا متحمس لإطلاق مونديال الأندية (غيتي)

ما نعرفه وما لا نعرفه عن «كأس العالم للأندية 2025»

مُلاك الأندية سعداء بالجوائز المالية الجذابة التي تتجاوز 100 مليون دولار... والمدربون متخوفون

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سنستعين بمواهب أكاديمية السيتي للتغلب على الأسابيع المزدحمة

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، إن فريقه سيتأقلم مع الأسبوع الحالي الصعب، من خلال الاستعانة بلاعبي الأكاديمية من الشبان.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية يشتبه في أن الشركة القابضة استثمرت بشكل كبير من خلال تمرير أموالها سراً عبر شركة الطيران الإماراتية الراعية للنادي (رويترز)

بمكان مجهول... لجنة مستقلة تنظر الاثنين في 115 اتهاماً ضد السيتي

تبدأ المواجهة الكبيرة بين رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ومانشستر سيتي عملاق كرة القدم المشتبه في ارتكابه كثيراً من الجرائم المالية الاثنين أمام لجنة مستقلة

«الشرق الأوسط» (لندن)

«دوري أبطال أوروبا»: أستون فيلا يقسو على يونغ بويز بثلاثية في عقر داره

لاعبو أستون فيلا الإنجليزي يحتفلون بأحد أهدافهم الثلاثة في مرمى يونغ بويز السويسري (د.ب.أ)
لاعبو أستون فيلا الإنجليزي يحتفلون بأحد أهدافهم الثلاثة في مرمى يونغ بويز السويسري (د.ب.أ)
TT

«دوري أبطال أوروبا»: أستون فيلا يقسو على يونغ بويز بثلاثية في عقر داره

لاعبو أستون فيلا الإنجليزي يحتفلون بأحد أهدافهم الثلاثة في مرمى يونغ بويز السويسري (د.ب.أ)
لاعبو أستون فيلا الإنجليزي يحتفلون بأحد أهدافهم الثلاثة في مرمى يونغ بويز السويسري (د.ب.أ)

حقّق أستون فيلا الإنجليزي عودة نارية إلى دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الغائب عنه منذ 41 عاماً وتفوّق على مضيفه يونغ بويز السويسري 3 - 0 في برن، الثلاثاء، ضمن المرحلة الأولى من الدور الأول.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، هيمن أستون فيلا، رابع الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، على مجريات المباراة بالكامل، فسجّل له البلجيكي يوري تيليمانس (27) وجاكوب رامسي (38) والبلجيكي الآخر أمادو أونانا (86).

كما ألغى الحكم هدفين لأستون فيلا سجلهما أولي واتكينز والكولومبي جون دوران بعد العودة إلى تقنية الحكم المساعد «في إيه آر» بداعي وجود لمسة يد في الهجمتين (45 و80).

وعاد أستون فيلا إلى المسابقة المرموقة بعد أن غاب عنها منذ موسم 1982-1983 حين تنازل عن اللقب بخروجه من ربع النهائي على يد يوفنتوس الإيطالي بعدما توج قبلها بعام بطلاً في مشاركته الأولى بفوزه في النهائي على بايرن ميونيخ الألماني.

وسيكون الموسم الجديد من دوري الأبطال على موعد مع تغيير جذري، حيث توسعت المشاركة من 32 فريقاً إلى 36، بنظام مجموعة واحدة يخوض فيها كل فريق ثماني مباريات مع ثمانية فرق مختلفة، بواقع أربع على أرضه ومثلها خارج الديار.

وتتأهل أفضل ثمانية فرق في الترتيب النهائي إلى الدور ثمن النهائي، في حين ستتقدم الفرق الـ16 التالية إلى جولة فاصلة وستخرج الفرق الباقية من دون الانتقال إلى مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، خلافاً لما كان يحصل سابقاً.

واستهل أستون فيلا الذي يشرف عليه المدرب الإسباني أوناي إيمري الموسم بنتائج جيدة محلياً، حيث يحتل المركز الخامس بالتساوي مع ليفربول الرابع بتسع نقاط من 3 انتصارات وخسارة في أربع مباريات.

بخلافه تماماً، يعاني يونغ بويز الذي توّج الموسم الماضي بطلاً للدوري السويسري الأمرّين هذا الموسم محلياً، حيث يحتل المركز الأخير في دوري بلاده بعدما اكتفى بثلاثة تعادلات وثلاث هزائم في المباريات الست الأولى التي خاضها.

ويلتقي أستون فيلا في المرحلة المقبلة نظيره بايرن ميونيخ الألماني، بينما يخوض يونغ بويز مواجهة صعبة أخرى أمام برشلونة الإسباني.