غيّر بوروسيا دورتموند الألماني الذي بلغ نهائي «دوري أبطال أوروبا» الموسم الفائت دماءه داخل الملعب وخارجه، استعداداً للموسم الجديد حيث يستهل مشواره في المسابقة القارية، الأربعاء، بمواجهة بروج البلجيكي.
وحقّق دورتموند المفاجأة ببلوغه النهائي ضد ريال مدريد الإسباني، وتفوّق على الأخير خلال فترات طويلة من المباراة، قبل أن يسقط أمامه 0 - 2. أما محلياً فأنهى دورتموند دوري «بوندسليغا» في المركز الخامس بفارق 27 نقطة عن باير ليفركوزن الذي تُوّج بطلاً بلا خسارة طوال الموسم.
كان إنجاز ليفركوزن الذي يملك ميزانية أقل بكثير من دورتموند محبطاً للأخير، فقرر القيام بعملية تجديد دماء بدأها بالتخلي عن مدربه وابن المدينة إدين ترزيتش وعدة لاعبين آخرين. وكان ترزيتش قاب قوسين أو أدنى من قيادة دورتموند إلى التتويج بالدوري الألماني عام 2023؛ إذ كان يكفيه الفوز على أرضه ضد ماينتس ليُتوّج باللقب، لكنه تعادل معه 2 - 2، في حين تغلّب بايرن ميونيخ على كولن 2 - 1 ليحرز اللقب.
وتخلّى دورتموند عن مهاجمه نيكلاس فولكروغ، والمخضرمين ماركو رويس وماتس هوملز، بالإضافة إلى الهولندي إيان ماتسن، والإنجليزي جايدن سانشو، وكلاهما كان معاراً.
وعيّن مجلس إدارة النادي ابن النادي لارس ريكن مسجل هدف الفوز في مرمى يوفنتوس في نهائي «دوري أبطال أوروبا» عام 1997 رئيساً للقطاع الرياضي.
ويشرف ريكن على فريق يضم المدير الرياضي سيباستيان كيهل الذي دافع عن ألوان دورتموند في 362 مباراة، وفاز في صفوفه بالدوري الألماني 3 مرات، في حين عاد كشاف النادي سفن ميسلينتات الذي اكتشف العديد من نجوم الفريق إلى صفوف النادي.
تعاقد دورتموند مع لاعبين عدة، أبرزهم: المهاجمون الغيني سيرهو غيراسي وماكسيميليان باير وباسكال غروس، بالإضافة إلى قلب الدفاع الدولي فالديمار أنتون.
وقال كيهل لمجموعة من الصحافيين الأسبوع الماضي: «حللنا الوضع جيداً، واتخذنا الخطوات المناسبة. في بعض الأحيان يتعيّن عليك التقاط اللحظة».
وتابع: «قلصنا عدد أفراد الفريق، لكي نمنح اللاعبين الشبان فرصة أكبر».
وسجل غيراسي 28 هدفاً في 28 مباراة في الدوري الألماني في صفوف شتوتغارت الموسم الماضي، لكن قدومه أدى إلى رحيل فولكروغ إلى وست هام الإنجليزي.
وأضاف كيهل: «بعد التعاقد مع غيراسي، بدأ فولكروغ التفكير (بمستقبله)، ثم جاءت فرصة جيدة للانتقال إلى إنجلترا. في النهاية الجميع خرج فائزاً».
لطالما حاول دورتموند اتباع نموذج بايرن ميونيخ في «هيكلية الحوكمة»؛ إذ كان الرئيس التنفيذي هانس يواكيم فاتسكه يطلق التصريحات النارية على غرار الرئيس التنفيذي السابق في بايرن أولي هونيس.
كما أن تعيين كيهل بإشراف ريكن هو نسخة طبق الأصل عما يجري حالياً في الفريق البافاري، إذ يُشرف عضو مجلس الإدارة ماكس إيبرل على المدير الرياضي كريستوف فرويند.
وعلّق كيهل على هذا الأمر بقوله: «لأننا نادٍ كبير نحن في حاجة إلى شخصيات قوية. على مدى السنوات الأخيرة، كانت دائماً شخصيات قوية في هذه المناصب، فالأندية الكبرى في حاجة إلى هذا الأمر».
وحصد دورتموند 7 نقاط من أصل 9 ممكنة في بداية الدوري الألماني، وإذا كان الفريق يعتمد على الهجمات المرتدة بإشراف ترزيتش، فإن الفريق الحالي بإشراف المدرب نوري شاهين يعتمد على الاستحواذ على الكرة، وقد بدأ أسلوبه يُعطي ثماره، وخير دليل على ذلك فوزه على هوفنهايم 4 - 2، السبت.
وإذا كان الحكم على دورتموند يأتي دائماً من خلال نتائجه في البطولات المحلية، فإن بلوغ نهائي دوري الأبطال الموسم الفائت أسهم بأكبر إيرادات في تاريخه، وهو أمر ضروري من أجل المحاربة على جميع الجبهات.