اختبار لألمانيا المتجددة أمام المجر... وإنجلترا تواجه آيرلندا بالمستوى الثاني

أسطورة البرتغال المخضرم رونالدو يحرز هدفه الـ900 مؤكداً أن العمر ليس سوى رقم

رونالدو يحتفل بالهدف الـ900 في مسيرته (إ.ب.أ)
رونالدو يحتفل بالهدف الـ900 في مسيرته (إ.ب.أ)
TT

اختبار لألمانيا المتجددة أمام المجر... وإنجلترا تواجه آيرلندا بالمستوى الثاني

رونالدو يحتفل بالهدف الـ900 في مسيرته (إ.ب.أ)
رونالدو يحتفل بالهدف الـ900 في مسيرته (إ.ب.أ)

في الوقت الذي حقق فيه الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو رقما قياسيا جديدا بتسجيله الهدف رقم 900 في مسيرته الاحترافية خلال الفوز على كرواتيا 2-1 مساء الخميس، يأمل المنتخب الألماني البناء على ظهوره الجيد في بطولة «يورو 2024» التي استضافها هذا الصيف، عندما يخوض مباراته الأولى بدوري الأمم الأوروبية ضد المجر اليوم بالمستوى الأول، بينما تلعب إنجلترا ضد الجارة آيرلندا بالمستوى الثاني.

وودع المنتخب الألماني كأس أوروبا من دور الثمانية، عقب خسارته الدراماتيكية أمام نظيره الإسباني، الذي شق طريقه نحو التتويج باللقب، لكنه تلقى دعما وإشادة هائلة من جماهيره لم يشهدها منذ تتويجه بكأس العالم عام 2014.

ويرغب منتخب ألمانيا الحفاظ على نجاحه في الفوز بقلوب الجماهير ويقول مدربه يوليان ناغلسمان: «لقد اتخذنا بالفعل كثيرا من الخطوات للأمام خلال مشوارنا في كأس أوروبا، لكن خرجنا من ربع النهائي، لدينا الطموح الآن للقيام بالمزيد في دوري الأمم وآمل أن نرى ذلك ضد المجر».

ناغلسمان مدرب ألمانيا خلال الاشراف على حارسي المرمى تير شتغين وباومان بعد إعتزال نوير (ا ف ب)

وقال المهاجم نيكلاس فولكروغ: «نريد أن يستمر الناس في التعاطف معنا والتحدث عنا بطريقة إيجابية والانتصارات هي التي تضمن ذلك».

وبعد الخروج مبكرا من مرحلة المجموعات في نسختي كأس العالم عامي 2018 و2022، والإقصاء من دور الـ16 لبطولة أمم أوروبا (يورو 2020) عاش منتخب ألمانيا «شهر عسل» مع جماهيره في كأس أوروبا الأخيرة. ويستعد المنتخب الآن لحقبة جديدة، عقب اعتزال عدد من نجومه الفريق دوليا مثل الحارس مانويل نوير وتوماس مولر وإلكاي غوندوغان، بالإضافة إلى توني كروس، الذي أنهى مشواره الكروي نهائيا.

ومن المقرر أن يعتمد منتخب ألمانيا الآن بشكل أكبر على الجيل الجديد بقيادة القائد الجديد جوشوا كيميش وفلوريان فيرتز وجمال موسيالا. وجميع اللاعبين الـ 23 الموجودين بقائمة الفريق جاهزون لمباراة دور المجموعات ضد المجر، قبل أن يلعب الاثنين مع منتخب هولندا التي تفتتح مشوارها اليوم أيضا بلقاء البوسنة والهرسك.

أما إنجلترا فتستهل مشوارها في المستوى الثاني لدوري الأمم بلقاء الجارة آيرلندا.

ويبدأ المنتخب الإنجليزي مرحلة جديدة دون المدرب غاريث ساوثغيت الذي ترك منصبه عقب الإخفاق في التتويج بلقب كأس أوروبا بخسارة النهائي أمام إسبانيا.

وبعد 8 سنوات في المنصب قرر ساوثغيت التنحي ليتم منح مساعده مدرب منتخب تحت 21 عاما لي كارسلي الفرصة بشكل مؤقت. وسيقود كارسلي (50 عاما) إنجلترا في أمام آيرلندا اليوم في دبلن ثم فنلندا على ملعب ويمبلي الثلاثاء في لندن، وفي حال حقق بداية جيدة، قد يبقى على رأس الجهاز الفني حتّى نهاية مشوار دوري الأمم وربما التحضير لتصفيات كأس العالم 2026 التي تنطلق في مارس (آذار) 2025.

وهبطت إنجلترا للمستوى الثاني بعد النتائج التي قدمها في النسخة الماضية حيث تذيّل مجموعته بثلاثة تعادلات وودّع باكرا. وتلعب إنجلترا في مجموعة تضم اليونان أيضا وهي ستخوض مباراة اليوم في غياب الثلاثي فيل فودن وكول بالمر وأولي واتكنز الذين كانوا من ركائز المجموعة في يورو 2024.

إنجلترا تختبر مدربها الجديد كارسلي... وناغلسمان يعتمد على الشباب بعد اعتزال كبار ألمانيا

وكانت الجولة للدوري الأوروبي قد شهدت سقوط إسبانيا بطلة «يورو 2024» في فخ التعادل السلبي أمام مضيفتها صربيا، بينما الأنظار كانت على أسطورة البرتغال كريستيانو رونالدو الذي قاد بلاده للفوز على ضيفتها كرواتيا 2- في لشبونة بالمجموعة الأولى للمستوى الأول، ومسجلا هدفه رقم 900 في مسيرته كلاعب.

وأثبت رونالدو البالغ من العمر 39 عاما أن العمر مجرد رقم بتسجيله هدف الفوز الهدف الثاني في الدقيقة 34 بعد عرضية من نونو منديز ليعوض صيامه عن التهديف في يورو 2024.

وقال رونالدو: «هي خطوة فريدة في مسيرتي. إنه رقم كنت أتمنى أن أصل إليه منذ فترة طويلة... كنت أعلم أنني سأصل إلى هذا الرقم، لأنه مع استمراري في اللعب، سيحدث ذلك بشكل طبيعي».

بدا رونالدو الذي جثا على ركبتيه عاطفيا وهو يبكي محتفلا بالهدف الذي رفع به رصيده إلى 131 هدفا في 213 مباراة دولية بقميص البرتغال متأثرا وعلق: «بعد ما حصل معنا في كأس أوروبا، كان علينا أن نترك بصمة جيدة وهذا ما فعلناه»، في إشارة إلى إقصاء البرتغال على يد فرنسا في أوروبا 2024.

رونالدو يجثو على ركبتيه متأثرا بتسجيله الهدف ال900 في مسيرته (رويترز)cut out

ويتطلع المهاجم البرتغالي للوصول إلى عتبة الـ1000 هدف، إذ كان صرّح سابقا: «الأرقام القياسية تأتي بشكل طبيعي، الأرقام القياسية التي تطاردني. لذلك أنا سعيد. لكن بالنسبة لي، الشيء الأكثر أهمية هو التأكيد على العمل الجماعي».

وسجل رونالدو مجموع 769 هدفا مع الأندية التي دافع عنها، نصفها مع ريال مدريد الإسباني، بينما توزعت بقية الأهداف على فترات لعبه في سبورتنغ ومانشستر يونايتد الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي وناديه الحالي النصر السعودي.

وكرّمه الاتحاد البرتغالي بنشر صورة للرقم 900 تضمنت لقطات احتفالية له بقمصان الأندية التي دافع عنها، مرفقة بعبارة «900 x كريستيانو رونالدو...القصة لم تنتهِ بعد».

وافتتح رونالد سجله بهدفين مع سبورتنغ لشبونة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2002، عندما كان في سن الـ17 عاما وثمانية أشهر وثلاثة أيام في الفوز على موريرينزي 3-0، وغادره وفي جعبته 5 أهداف منتقلا إلى مانشستر يونايتد. وحقق رونالدو نتائج رائعة مع الشياطين الحمر بالدوري الإنجليزي وسجل 118 هدفا في 293 مباراة، قبل أن ينضم إلى ريال مدريد في عام 2009 مقابل رقم قياسي عالمي حينها قدره 94 مليون يورو. خلال تسع سنوات مع النادي الملكي، سجل 450 هدفا في 438 مباراة قبل أن ينتقل إلى إيطاليا للانضمام إلى يوفنتوس. وأضاف 101 هدف إلى رصيده خلال السنوات الثلاث التي قضاها مع «السيدة العجوز» في إيطاليا، قبل العودة إلى يونايتد مرة جديدة حيث سجل 27 هدفا في 54 مباراة، ليرفع رصيده الإجمالي معه إلى 145.

لكن نهاية القصة لم تكن سعيدة في ملعب «أولد ترافورد»، لينتقل عام 2023 إلى السعودية مع النصر ليسجل معه حتى الآن 68 هدفا.

وعلى صعيد المنتخب البرتغالي، خاض رونالدو 213 مباراة وسجل 131 هدفا. ويعتبر رونالدو القائد الحقيقي للمنتخب البرتغالي منذ اعتزال لويس فيغو عقب مونديال 2006.

وحطم رونالدو الرقم القياسي للأسطورة الإيراني علي دائي الذي سجل 108 أهداف خلال مسيرته الدولية، وساهم في تتويج البرتغال بلقب يورو 2016، علما بأنه يحمل لقب الهداف التاريخي للبطولة القارية برصيد 14 هدفا، كما يحمل رقما قياسيا آخر، بنجاحه في التسجيل خلال عشر بطولات في كأس العالم وكأس أمم أوروبا، كما أنه اللاعب الوحيد الذي شارك في ست نسخ من كأس أمم أوروبا.


مقالات ذات صلة

منح رومانيا نقاط كوسوفو بعد الانسحاب في «دوري الأمم»

رياضة عالمية مباراة رومانيا وكوسوفو توقفت عند الوقت بدل الضائع يوم الجمعة بعدما غادر لاعبو الأخير أرض الملعب (إ.ب.أ)

منح رومانيا نقاط كوسوفو بعد الانسحاب في «دوري الأمم»

قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، اليوم (الأربعاء)، إنه قرر فوز رومانيا (3 - صفر) على كوسوفو، بعد انسحاب الأخيرة من مباراة أُقيمَت في بوخارست.

«الشرق الأوسط» (بوخارست )
رياضة عالمية مدرب منتخب هولندا قال إنه اتخذ هذا القرار لأسباب طبية مع مراعاة مصلحة اللاعبين (إ.ب.أ)

غياب دي يونغ وفان دايك عن مباراة البوسنة والهرسك

قال رونالد كومان، مدرب هولندا، إنه سيُريح القائد فيرجيل فان دايك، ولاعب الوسط فرينكي دي يونغ، ولن يكونا مع الفريق في رحلته عندما يلتقي البوسنة والهرسك.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية رابيو وديني يحتفلان بفوز فرنسا أمس (أ.ف.ب)

رابيو وديني يحتفلان بمباراتهما الخمسين مع فرنسا

تعاون أدريان رابيو ولوكاس ديني بشكل مثالي ليحتفلا بمباراتهما الدولية رقم 50 ويقودا فرنسا للفوز 3-1 خارج أرضها على إيطاليا في المباراة الحاسمة بالمجموعة الثانية.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية توماس توخيل كما يبدو في كاميرا أحد المصورين خلال المؤتمر الصحافي لتقديمه رسمياً (أ.ب)

لماذا لا يشرف توماس توخيل على مباريات إنجلترا في دوري الأمم؟

بينما يقاتل منتخب إنجلترا من أجل الصعود إلى دوري الأمم هذا الأسبوع، لن يشرف الرجل الذي تم تعيينه مديراً فنياً جديد لمنتخب بلاده على المباريات على أرض الملعب.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية متظاهرون في احتجاج نظمته جمعيات مؤيدة للفلسطينيين وأحزاب يسارية قبيل مباراة فرنسا وإسرائيل (إ.ب.أ)

ماكرون يحضر مباراة فرنسا وإسرائيل لإظهار التضامن…. ودعوات لمقاطعتها

عززت السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية في العاصمة باريس قبل مباراة كرة قدم بين فرنسا وإسرائيل الخميس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».