بوبيرين يقصي ديوكوفيتش من «أميركا المفتوحة» وسبالينكا تنجو من هزيمة مفاجئة

ديوكوفيتش يودع منافسات بطولة أمريكا المفتوحة للتنس (رويترز)
ديوكوفيتش يودع منافسات بطولة أمريكا المفتوحة للتنس (رويترز)
TT

بوبيرين يقصي ديوكوفيتش من «أميركا المفتوحة» وسبالينكا تنجو من هزيمة مفاجئة

ديوكوفيتش يودع منافسات بطولة أمريكا المفتوحة للتنس (رويترز)
ديوكوفيتش يودع منافسات بطولة أمريكا المفتوحة للتنس (رويترز)

انتهت محاولة نوفاك ديوكوفيتش للفوز بلقبه الـ25 في البطولات الأربع الكبرى بخسارة غير متوقعة في بطولة أميركا المفتوحة للتنس «فلاشينغ ميدوز» بعدما سقط حامل اللقب في الدور الثالث أمام أليكسي بوبيرين، بينما نجت أرينا سبالينكا من هزيمة مفاجئة.

وبحث ديوكوفيتش عبثاً عن المستوى الذي ساعده على الفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية في باريس، لكن الصربي خسر 6-4 و6-4 و2-6 و6-4 أمام بوبيرين، ليتأكد عدم حصوله على أي لقب في البطولات الكبرى لأول مرة منذ عام 2017. وأبلغ ديوكوفيتش الصحافيين: «لقد بذلت الكثير من الجهد للفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، ووصلت إلى نيويورك دون أن أشعر بالراحة، سواء ذهنياً أو بدنياً. لكن لأنها بطولة أميركا المفتوحة فقد حاولت وبذلت قصارى جهدي. لم أواجه أي مشاكل بدنية شعرت فقط أنني منهك ويمكن أن تعرفوا ذلك بالنظر إلى الطريقة التي لعبت بها».

وهذه أسوأ نتيجة لديوكوفيتش في «فلاشينغ ميدوز» منذ 18 عاماً، والأسوأ عموماً في البطولات الكبرى، منذ خروجه من الدور الثاني لبطولة أستراليا المفتوحة عام 2017. وتعني هذه الخسارة أيضاً أنها المرة الأولى منذ عام 2002 التي ينتهي فيها العام دون فوز أي فرد من أعضاء «الثلاثي الكبير» المكون من ديوكوفيتش ورافائيل نادال وروجر فيدرر ببطولة كبرى. وهذه المفاجأة الكبرى الثانية في غضون يومين فقط بآخر البطولات الكبرى هذا العام، بعد الخروج المبكر للإسباني كارلوس ألكاراس بطل فرنسا المفتوحة وويمبلدون، مما يمنح فرصة نادرة لمجموعة من اللاعبين لتحقيق المجد.

وحافظ فرنسيس تيافو على آماله في أن يصبح أول أميركي يحقق لقب بطولة أميركا المفتوحة منذ آندي روديك قبل 21 عاماً بعد فوزه 4-6 و7-5 و6-7 و6-4 و6-3 على مواطنه بن شيلتون ليتقدم إلى الدور الرابع. وانضم إليه مواطنه تايلور فريتز الذي فاز بسهولة 6-3 و6-4 و6-2 على فرانسيسكو كوميسانا، ليصبح أول أميركي يبلغ دور الستة عشر في جميع البطولات الكبرى في العام نفسه منذ أندريه أغاسي في عام 2003. وقال فريتز: «إنه أمر رائع للغاية لأنني في العام الماضي كنت أعاني حقاً في البطولات الكبرى. لذلك فمن الجيد أن أتحسن كثيراً في أمر أركز عليه بشدة، وهو الأداء في البطولات الكبرى».

وواجهت كوكو غوف، حاملة اللقب، التي خسرت 6 أشواط فقط في أول دورين في البطولة المقامة في نيويورك، أصعب اختبار لها حتى الآن ضد إيلينا سفيتولينا التي فازت بالمجموعة الأولى، لكن غوف رفعت مستواها في الوقت المناسب لتفوز 3-6 و6-3 و6-3. وقالت غوف المصنفة الثالثة: «شعرت أنني خسرت ثماني نقاط متتالية في نهاية المجموعة الأولى. لا أعرف حقاً العدد الدقيق. ربما أكثر. أدركت أنني بحاجة إلى إعادة ضبط نفسي في تلك اللحظة. ذهبت فقط إلى الحمام وغيرت ملابسي ورششت بعض الماء على وجهي، وشعرت وكأنني شخص جديد يخرج إلى الملعب. لم أرغب في مغادرة الملعب وأنا أشعر بأي ندم».

بداية متأخرة

بدت سابالينكا متوترة بعد أكثر بداية متأخرة لمباراة في «أميركا المفتوحة» في الساعة 12:08 بالتوقيت المحلي، لكنها ضمنت الفوز 2-6 و6-1 و6-2 على إيكاترينا ألكسندروفا المصنفة 29. وتفوق ألكسندر زفيريف 5-7 و7-5 و6-1 و6-3 على توماس مارتن إتشيبيري في «ملعب لويس أرمسترونغ» في المباراة التي انتهت في الساعة 02:35 صباحاً بالتوقيت المحلي، وهي ثاني أكثر مباراة تنتهي متأخرة في البطولة بعد الملحمة بين ألكاراس ويانيك سينر في عام 2022، التي انتهت في تمام الساعة 02:50 صباحاً.

سبالينكا بعد أن تجاوزت بدايتها المتعثرة (أ.ف.ب)

كانت باولا بادوسا أيضاً مستعدة للقتال بعدما عادت من التأخر بمجموعة لتفوز 4-6 و6-1 و7-6 على إيلينا غابرييلا روس. وقدمت الإسبانية أفضل أداء لها على الملاعب الصلبة الأميركية بعد بضعة أشهر من تفكيرها في الاعتزال عندما أبلغها الأطباء أنها قد تعاني على هذه الأرضية بسبب إصابة في الظهر. وقالت بادوسا، المصنفة الثانية على العالم سابقاً، التي فازت بأول لقب لها منذ أكثر من عامين في واشنطن هذا الشهر: «هذا يعني الكثير بالنسبة لي. بعد ما مررت به العام الماضي فإنه من الرائع بالنسبة لي أن أقدم هذا المستوى».

ولم تتمكن فيكتوريا أزارينكا، وصيفة البطلة ثلاث مرات، من تجنب الخروج بعدما خسرت لاعبة روسيا البيضاء 6-4 و3-6 و1-6 أمام اللاعبة غير المصنفة وانغ يافان. كما واصلت مواطنة وانغ الصينية الحائزة على الميدالية الذهبية الأولمبية تشنغ تشين ون مسيرتها الناجحة بفوزها 6-2 و6-1 على يوله نيماير، لكن كانت هذه نهاية رحلة شانغ جونتشينغ في البطولة بعدما فرط في تقدمه بمجموعتين أمام كاسبر رود وصيف البطل في عام 2022. وفاز رود 6-7 و3-6 و6-صفر و6-3 و6-1 وأشاد بقوته الذهنية في الفوز. وقال رود: «نحن جميعاً أقوياء جسدياً هنا. الأمر يتعلق بامتلاك العقلية الصحيحة والثقة طوال الطريق. لحسن الحظ لم أتراجع في المجموعة الثالثة. ربما كنت متحمساً ولم أفقد ثقتي».


مقالات ذات صلة

«ايه تي بي الختامية»: سينر يضع قدماً في نصف النهائي… ومدفيديف يعوض

رياضة عالمية يانيك سينر (د.ب.أ)

«ايه تي بي الختامية»: سينر يضع قدماً في نصف النهائي… ومدفيديف يعوض

وضع الإيطالي يانيك سينر، المصنف أول عالميا ووصيف بطل العام الماضي، قدما في الدور نصف النهائي لبطولة "أيه تي بي" الختامية المقامة بين جماهيره في تورينو.

«الشرق الأوسط» (تورينو )
رياضة عالمية الكرات تقلق لاعبي التنس

الكرات تقلق لاعبي التنس

تحولت الكرات في موسم التنس الحالي إلى مصدر قلق وتذمر عند اللاعبين الذين يشتكون من خصائصها وتعدد نوعياتها.

«الشرق الأوسط» (تورينو)
رياضة عالمية ألكاراس (رويترز)

ألكاراس يتعرض لوعكة صحية وينسحب من التدريبات 

أثيرت شكوك حول مشاركة النجم الإسباني الشاب كارلوس ألكاراس في البطولة الختامية لموسم الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين في تورينو بعد انسحابه من التدريبات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أندي موراي نجم التنس البريطاني (أ.ب)

موراي يحكي عن مسيرته في عروض مسرحية

يستعد نجم التنس البريطاني المعتزل أندي موراي للحديث عن مسيرته الاحترافية من خلال أربعة عروض على المسرح في أسكوتلندا وإنجلترا في يونيو 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دانييل ميدفيديف خلال مواجهته أليكس دي مينور (إ.ب.أ)

«إيه تي بي الختامية»: ميدفيديف يهزم دي مينور وينعش آماله

صحح الروسي دانييل ميدفيديف مشواره في البطولة الختامية لموسم الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين بالفوز على الأسترالي أليكس دي مينور الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (تورينو)

هل يعاني كيليان مبابي نفسياً؟ 

كيليان مبابي (أ.ف.ب)
كيليان مبابي (أ.ف.ب)
TT

هل يعاني كيليان مبابي نفسياً؟ 

كيليان مبابي (أ.ف.ب)
كيليان مبابي (أ.ف.ب)

هل يمكن أن يكون غياب كيليان مبابي عن معسكر المنتخب الفرنسي مرتبطاً باكتئاب محتمل؟ رغم أن قضيته قد تثير الفضول، ينبغي أن تُستخدم لتسليط الضوء على أهمية الاستعداد النفسي، حتى بالنسبة لأحد أفضل لاعبي العالم الذي وصف في بعض الأحيان بأنه معزول عن كل ما حوله.

وبحسب موقع «سو فوت» الفرنسي فإن غياب كيليان مبابي للمرة الثانية على التوالي عن تجمع المنتخب الفرنسي يثير جميع أنواع الافتراضات والخيالات الممكنة. هل يعود السبب إلى انزعاجه الشخصي، أو هو عقاب من ديدييه ديشان، أو مسألة خارجة عن الرياضة، أو مجرد تراجع في الأداء بعد بداية موسم مخيب مع ناديه الجديد ريال مدريد؟ هذا الثلاثاء، أشار أحد المقربين منه لصحيفة «ليكيب» إلى سبب آخر: «سموها كما تشاؤون، لكن كيليان يعاني من مشكلة نفسية منذ عدة أشهر». هذا الوصف غامض، لكن لا أحد ينكر الشعور بالضيق الذي يمر به قائد المنتخب الفرنسي.

يقول لوران إدريات، مدرب عقلي لعدد من اللاعبين المحترفين: «لقد رأيت لاعبين كانوا في حالة ضياع تام، يذهبون إلى التدريب بالسيارة، يوقفونها في المواقف، يبكون لمدة خمس دقائق، ثم يذهبون للعب وكأن شيئاً لم يكن».

هل يمكن للاعب، حتى لو كان من أفضل اللاعبين في العالم، أن يعاني من الاكتئاب؟ نعم، بل ربما أكثر من غيره؛ فقد أوضحت «FIFPro»، نقابة لاعبي كرة القدم المحترفين، في عام 2015 أن 38 في المائة من لاعبي كرة القدم يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب، بينما يعاني 17 في المائة فقط من السكان في فرنسا من أعراض مشابهة. ويقول إدريات: «الشخص العادي معرض للإرهاق، لكن مشكلة لاعب الكرة هي عدم قدرته على تغيير فريقه، فهو مجبر على البقاء في نظام قد لا يناسبه. اللاعب الرياضي الرفيع المستوى يشبه الفنان؛ يجب أن يشعر بالتحقق الشخصي، لا أن يكون مجرد موظف».

واجه إدريات حالات جادة من الإرهاق لدى اللاعبين الذين يعمل معهم، ويقول: «رأيت لاعبين ضائعين تماماً. على مدى سنتين، لم تكن لديهم أي طاقة، لم تكن لديهم رغبة في شيء، خصوصاً لعب كرة القدم، كانوا أشبه بالزومبي. كانوا يذهبون للتدريب بسياراتهم، يوقفونها في مواقف السيارات، يبكون لخمس دقائق، ثم يذهبون للعب وكأن شيئاً لم يحدث».

في الوقت الراهن، من المستحيل معرفة ما الذي يؤثر سلباً على كيليان مبابي، لكن هناك العديد من العوامل حسب رأي المختص. يقول إدريات: «نتحدث عن مشاكل عقلية عندما لا يكون أداء اللاعب جيداً، لكن هذا قد يحدث حتى لو كان اللاعب يؤدي بشكل جيد في الملعب. أعتقد أن كيليان لم يكن على ما يرام منذ نحو عام أو عام ونصف، والآن بدأ هذا الأمر يزداد سوءاً». وهذا يشمل التعامل الخاص من قبل لويس إنريكي، والانفصال الصادم عن باريس سان جيرمان، والمشاركة الباهتة في يورو 2024، وبداية متعثرة مع ريال مدريد.

في ريال مدريد، قد يتمكن من الاعتماد على كارلو أنشيلوتي، المدرب المعروف بقدرته على التعامل مع اللاعبين الذين يمتلكون شخصيات قوية وأهدافاً كبيرة. ويعتقد إدريات أن معظم المدربين يفتقرون إلى التدريب في مجال علم النفس، ولديهم أولويات أخرى. يقول إدريات: «كنت أتوقع أن أعمل خمس أو ست مرات مع حاتم بن عرفة، لكن في كل مرة يوقع لنادٍ جديد، يكون المدرب مؤهلاً للتعامل معه، ولكن للأسف، لم ينجح أحد في مساعدته بشكل جيد. كان بن عرفة يضع مستقبله في يد المدرب، ولكن هذا الأخير لا يهتم فقط بحاتم، لديه فريق بأكمله ليديره».

يقول إبراهيما كوناتي، زميل مبابي: «دائماً ما أقول له: مستواك في الكرة أتمناه، لكن حياتك لا أرغب بها». لأن، بكل صراحة، حياته صعبة جداً. اسمه متداول في كل مكان، وفي كل حركة يقوم بها، الجميع يتحدث عنه.

لكن، كيف يمكن الآن التعامل مع مبابي في ظل هذه الضغوط المستمرة؟ يقول بعض المقربين له مثل تيموي باكايوكو ولودوفيك باتيلي، إن الابتعاد عن المنتخب لفترة قد يكون هو الحل الأنسب له، بينما يعتقد آخرون أن عليه التركيز على كرة القدم وأدائه. ويضيف إدريات: «عليه أن يجد هوية شخصية جديدة، ومعظم الرياضيين لا يكون دافعهم رياضياً بحتاً، بل يجب أن يكون لهم هدف شخصي لتحقيق الأداء العالي في الرياضة. قد يكون هدف مبابي هو الانضمام لريال مدريد، لكن الآن ما هدفه الجديد؟».

ووفقاً للموقع الفرنسي، تشير تجارب اللاعبين الذين عانوا من الاكتئاب إلى مدى الصعوبة التي يمكن أن يمر بها اللاعبون، أمثال إيمانويل إيبويه، ستان كوليمور، أو آرون لينون الذين توقفوا عن اللعب، وروبرت إنكه، أندرياس بيرمان، وغاري سبيد الذين انتحروا، حتى نجوم مثل أندريس إنييستا وتييري هنري اعترفوا بمعاناتهم في مسيرتهم. يعتقد إدريات أن وضع لاعب كرة القدم أكثر صعوبة بسبب وقت الفراغ المتاح، مما يؤدي إلى كثرة التفكير.