روما الجريح في ضيافة يوفنتوس المنتشي بالدوري الإيطالي

إنتر يتطلع لمواصلة انطلاقته على حساب أتالانتا... ونابولي مرشح لتخطي بارما

لاعبو إنتر ميلان وفرحة الفوز على ليتشي
لاعبو إنتر ميلان وفرحة الفوز على ليتشي
TT

روما الجريح في ضيافة يوفنتوس المنتشي بالدوري الإيطالي

لاعبو إنتر ميلان وفرحة الفوز على ليتشي
لاعبو إنتر ميلان وفرحة الفوز على ليتشي

تنطلق منافسات الجولة الثالثة من بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم بمباراتين، (الجمعة)، تجمع الأولى بين فينيزيا وضيفه تورينو، ويلعب في الثانية حامل اللقب إنتر ميلان مع ضيفه أتالانتا. ويدخل إنتر ميلان المواجهة بعدما نجح في الجولة الثانية من تحقيق فوزه الأول بالمسابقة بهدفين نظيفين على حساب ليتشي، معوضاً جماهيره عن خيبة الأمل في الجولة الأولى، بالتعادل 2 - 2 مع مضيفه جنوا.

وسجل المدافع ماتيو دارميان ولاعب الوسط هاكان شالهان أوغلو، هدفي المباراة أمام ليتشي، لكن الجماهير والمدرب سيميوني إنزاغي لازالا يبحثان عن أهداف من نجوم الفريق، ولا سيما الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز. ولم يسجل لاوتارو مارتينيز في مواجهة جنوا، فيما غاب عن مواجهة ليتشي بسبب الإصابة. لكن الفريق الأزرق والأسود سجل 4 أهداف حتى الآن في الموسم الحالي، جاء منهم اثنان للفرنسي ماركوس تورام، وسيكون إنزاغي في حاجة لتضافر جهود جميع نجوم الفريق في الخط الأمامي من أجل تحقيق الفوز على فريق عنيد.

بدوره، يحاول أتالانتا الابتعاد عن أجواء خيبة الأمل المصاحبة لخسارته في الجولة الماضية أمام تورينو بهدف مقابل هدفين، من خلال الخروج بنتيجة إيجابية من مواجهة إنتر ميلان الصعبة. ولا يتمتع أتالانتا بسجل جيد في مواجهة إنتر ميلان، حيث إنه خسر أربع من آخر ست مباريات بين الفريقين، ولم يتمكن من تحقيق نتيجة أفضل من التعادل مرتين في موسم 2021 - 2022. ولم ينجح أتالانتا في تحقيق الفوز على إنتر ميلان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2018، حينما فاز عليه بنتيجة كبيرة 4 - 1، ومنذ ذلك الحين لم ينجح في الفوز عليه بمسابقة الدوري. وكان أتالانتا بدأ الموسم بقوة من خلال اكتساح ليتشي برباعية نظيفة، لكنه خسر أمام تورينو في الجولة الماضية، وهو الفريق صاحب لقب الدوري الأوروبي الموسم الماضي، الذي خسر في نهائي كأس السوبر الأوروبي أمام ريال مدريد أوائل الشهر الحالي.

لكن الأنظار في الجولة الثالثة ستكون مصوبة وبقوة نحو مواجهة يوفنتوس وضيفه روما، التي ستقام يوم (الأحد). وبالنسبة لكثيرين تعد مواجهة يوفنتوس وروما واحدة من أقوى المواجهات في تاريخ الكرة الإيطالية، حيث إن الفريقين بلغا ذروة المنافسة بينهما في فترة الثمانينات، حيث سيطرا على المنافسة على اللقب، ورغم أن التفوق كان غالباً ليوفنتوس، نجح روما في الظفر بلقب موسم 1982 - 1983 على حساب الفريق الأبيض والأسود والمدجج بالنجوم وقتها، مثل ميشال بلاتيني والمدافع أنطونيو كابريني والهداف باولو روسي وغيرهم. وينتظر روما إحصائية غير موفقة بالنسبة له أمام يوفنتوس، حيث إن فريق «السيدة العجوز» يعد أكثر فريق نجح في الفوز على روما بـ86 فوزاً، فيما خيم التعادل في 52 مباراة وفاز روما في 42 مواجهة.

ويدخل فريق المدرب تياغو موتا، مواجهة الأحد، بمعنويات مرتفعة بعدما فاز في أول مباراتين بالدوري على حساب كل من كومو وهيلاس فيرونا بنتيجة واحدة 3 - صفر. ومع قدوم الصفقات الجديدة لصفوف الفريق مثل الأرجنتيني نيكولاس غونزاليس من فيورنتينا الإيطالي والهولندي تيون كوبمنيرز القادم من أتالانتا والبرتغالي فرانشيسكو كونسيساو القادم من بورتو، تبدو التوقعات عالية بالنسبة للفريق الذي لم ينجح في الحصول على لقب الدوري الإيطالي منذ موسم 2019 - 2020.

على الجانب الآخر، لا تبدو الأمور جيدة في فريق روما، حيث لعب الفريق مباراتين، تعادل في الأولى سلبياً مع كالياري، قبل أن يخسر أمام ضيفه إمبولي 1 - 2، ليصبح برصيد نقطة واحدة فقط بعد مرور جولتين من المنافسة. وكان المدافع السعودي سعود عبد الحميد، انضم لروما هذا الأسبوع قادماً من فريق الهلال، ليصبح أول لاعب سعودي ينضم لفريق في الدوري الإيطالي، وقد ينضم لقائمة الفريق في المباراة التي ستقام في ملعب «يوفنتوس أرينا» في تورينو.

وبعيداً عن سعود عبد الحميد، كان الموقف ضبابياً في الفترة الماضية بالنسبة لفريق العاصمة، بعدما كان مهاجمه الأرجنتيني باولو ديبالا قريباً من الرحيل عن الفريق إلى القادسية السعودي قبل فشل الصفقة في اللحظات الأخيرة. ولم يحظ روما بسوق انتقالات مرضية لجماهيره، بعدما ضم الإسباني أنخلينو من لايبزغ الألماني ومواطنه بوبا سانغاري من ليفانتي والحارس الأسترالي ماتيو ريان من ألكمار الهولندي، لكنه نجح في ضم صفقة هجومية مميزة تتمثل في الأوكراني أرتيم دوفبيك القادم من جيرونا الإسباني والأرجنتيني ماتياس سولي القادم من يوفنتوس.

فونسيكا مدرب ميلان في مأزق مبكر بعد بداية سيئة (رويترز)

وفي مباراة أخرى ستقام يوم (الأحد)، يسعى فريقا ميلان ولاتسيو إلى تجاوز الخسارة التي تعرضا لها الجولة الماضية، وذلك حينما يتواجهان في الملعب الأولمبي بروما. وكان لاتسيو بدأ الموسم بالفوز على فينزيا 3 - 1، قبل أن يخسر في الجولة الماضية بهدفين دون رد أمام أودينيزي، فيما لم يحقق ميلان أي فوز حتى الآن في الدوري. المباراة الأولى لميلان انتهت بالتعادل 2 - 2 مع تورينو، قبل أن تأتي الخسارة المفاجئة على أرض الصاعد بارما بنتيجة 1 - 2. ودخل المدير الفني البرتغالي باولو فونسيكا في مأزق مبكر بعد الخسارة أمام بارما، وستكون مواجهة لاتسيو بمثابة اختبار حقيقي له من أجل الخروج من البداية السيئة للفريق في الموسم الحالي.

وقال فونسيكا لشبكة «دازون» للبث التدفقي: «لا يمكنني نكران مسؤوليتي، لكن يبدو واضحاً بالنسبة لي أنه لدينا مشكلة في الدفع واللعب باندفاع. عانينا من مشكلات أمام تورينو حين لم نضغط عليهم عالياً. اليوم، حولنا الضغط عالياً ورغم ذلك واجهنا مشكلات».

وفي ملعب «دييغو أرماندو مارادونا»، يأمل نابولي ومدربه الجديد أنتونيو كونتي في البناء على الفوز الذي حققه الفريق الجنوبي، الأحد، على بولونيا 3 - 0 حين يستضيف بارما الذي، وبعد غيابه لثلاثة مواسم عن دوري الأضواء، حقق بداية واعدة بجمعه أربع نقاط من مباراتيه الأوليين.

وفي بقية مباريات الجولة، يلعب بولونيا مع ضيفه إمبولي، وليتشي مع ضيفه كالياري في مباريات (السبت)، وفي مباريات الأحد، يلتقي جنوا مع ضيفه هيلاس فيرونا، فيما يحل مونزا ضيفاً على فيورنتينا ويواجه أودينيزي ضيفه كومو.


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

رياضة عالمية لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

فاز نابولي بهدف دون رد على ضيفه روما الأحد، سجله روميلو لوكاكو في الشوط الثاني ليمنح فريقه النقاط الثلاث وصدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية فرحة لاعبي فيورنتينا بالفوز على كومو (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: فيورنتينا يواصل انتصاراته

واصل فيورنتينا نتائجه الرائعة بتحقيقه فوزه العاشر توالياً على الصعيدين المحلي والقاري، وجاء على حساب مضيفه كومو 2 - 0.

«الشرق الأوسط» (كومو)
رياضة عالمية روبرتو بيكولي (إ.ب.أ)

الدوري الإيطالي: بيكولي يحرم فييرا فوزه الأول مع جنوى

حرَم المهاجم روبرتو بيكولي، المدرب الجديد لجنوى، الفرنسي باتريك فييرا من فرحة تحقيق الفوز بعد 5 أيام على تعيينه، حين أدرك التعادل في وقت قاتل لكالياري 2-2.

«الشرق الأوسط» (جنوى)
رياضة عالمية جماهير الميلان أطلقت صيحات الاستهجان على لاعبيها (أ.ف.ب)

جماهير الميلان تطلق صيحات الاستهجان ضد لاعبيها

 أبدى باولو فونسيكا مدرب ميلان تعاطفا مع الجماهير التي أطلقت صيحات الاستهجان ضد لاعبيه بعد مباراة باهتة انتهت بالتعادل السلبي مع يوفنتوس

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت عملاقي الدوري الإيطالي (أ.ف.ب)

الدوري الإيطالي: قمة ميلان ويوفنتوس «سلبية»

تعادل ميلان سلبياً مع يوفنتوس اليوم السبت على ملعب سان سيرو ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، في مباراة لم تشهد كثيراً من الإثارة.

«الشرق الأوسط» (روما )

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».