زيركزي يونايتد… أكثر من مجرد مهاجم

جوشوا زيركزي تألق في أول ظهور له مع مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)
جوشوا زيركزي تألق في أول ظهور له مع مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)
TT

زيركزي يونايتد… أكثر من مجرد مهاجم

جوشوا زيركزي تألق في أول ظهور له مع مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)
جوشوا زيركزي تألق في أول ظهور له مع مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

كانت اللمسة الأولى لجوشوا زيركزي كلاعب في مانشستر يونايتد بعد دخوله بديلا في الشوط الثاني عبارة عن تمريرة بسيطة إلى برونو فرنانديز. ثم كانت هناك محاولة غير موفقة للسيطرة على الكرة من رمية تماس مع تمريرة خلفية للاحتفاظ بالكرة.

وتبع ذلك تمريرة لم تكن كافية لإرسال أليخاندرو غارناتشو بشكل صحيح في الجهة اليمنى. على الرغم من التحركات الذكية التي قام بها زيركزي خارج الملعب مع تقدم الهجمة، حيث راوغ فرنانديز على اليسار لينطلق في المساحة خلف دفاع فولهام، فإن الهجمة لم تسفر عن شيء.

بشكل عام، كانت هذه هي أول 26 دقيقة من المباراة في أولد ترافورد، كانت أنيقة ومرتبة وكما قيل لنا أن نتوقع، لكنها لم تكن الأكثر إثارة بكل صدق. خاصةً عندما كان هذا مهاجما بقيمة 42.5 مليون يورو تم إقحامه من على مقاعد البدلاء من قبل إريك تين هاغ لمحاولة الفوز بالمباراة.

في تلك المرحلة، كان زيركزي لا يزال ينتظر أول تسديدة له، لكن ذلك لم يكن مفاجئاً بشكل خاص. في اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً، تعاقد اليونايتد مع مهاجم لن يهتم فقط بإنهاء الهجمات. سيحاول أن يبدأها أيضاً، من خلال التراجع إلى العمق وربط اللعب.

كان هذا بالتأكيد ما حدث في بناء الهجمة التي منحت يونايتد النقاط الثلاث التي استحقها بأدائه إلى حد كبير.

تراجع زيركزي إلى عمق 20 ياردة على الأقل في عمق الخط الدفاعي المتراجع مع تقدم يونايتد بالكرة، تاركاً غارناتشو وماركوس راشفورد في مهمة الركض نحو مرمى المنافس أو خلفه. تمريرة عرضية إلى غارناتشو جعلت فولهام يتراجع إلى الخلف، غير مدركين وغير قادرين على إيقاف أي انطلاقات متأخرة من عمق منطقة الجزاء.

لكن الأمر الذي سيسعد تين هاغ بشكل خاص في أول ظهور له مع الفريق الجديد هو أنه عندما تراجع زيركزي إلى العمق لربط اللعب وخلق تلك المساحة على حافة منطقة جزاء فولهام، كان هو أيضاً اللاعب الذي وصل متأخراً لاستغلالها، حيث وجد هدف الفوز من عرضية غارناتشو ببراعة في اللمسة الأخيرة.

كما أوضحت شبكة «The Athletic» مؤخراً، كان هناك وقت لم يحتفل فيه مهاجم يونايتد الجديد بأهدافه. فالمئات من الأهداف التي سجلها في نادي سبارتان 20 للهواة أثناء نشأته في روتردام كانت تقابل في كثير من الأحيان بثقة بالنفس وعدم مبالاة باردة من طفل كان، بصراحة تامة، يعرف أنه جيد.

لكن من الصعب أن تتصرف بهدوء عندما تسجل هدف الفوز في الدقيقة 87 في أول ظهور لك أمام ستريتفورد إند، وخرجت الاحتفالية التي اعتمدها زيركزي في السنوات الأخيرة - إطلاق النار بيدين من أصابع اليدين، مستوحاة من مشهد في فيلم «جانغو غير مقيد».

يريد تين هاغ رؤية المزيد من هذا الاحتفال هذا الموسم. تحدث مدرب اليونايتد بإشادة كبيرة عن زيركزي بعد المباراة، لكنه شدد أيضاً على أهمية أن يجد اللاعب الجديد التوازن بين ميله إلى التراجع والربط بين اللعب والحاجة إلى تسجيل الأهداف التي يحتاجها جميع لاعبي الوسط المهاجمين لتبرير اختيارهم.

وينبغي القول إن جميع المدربين يحتاجون إلى نفس الأهداف التي يحتاجها جميع المدربين من أجل تأمين وظائفهم أيضاً. سجل يونايتد 57 هدفاً فقط في الدوري الموسم الماضي، ويعلم تين هاغ أن هذه الأرقام تحتاج إلى التحسن إذا كان الموسم سيشهد تقدماً.

وفي بعض النواحي، لم يكن زيركزي هدف الانتقال الطبيعي للمساعدة في ذلك. في هذه السن، لا يزال يتطور، ولكن حجم تسديداته كان يحوم بشكل عام حول المتوسط مقارنة بالمهاجمين الآخرين في الدوريات الخمسة الأولى في أوروبا، في حين أن أرقامه الأساسية المتوقعة لم تكن كبيرة حتى الآن.

ومع ذلك، من بين تشكيلة يونايتد في الموسم الماضي، كان غارناتشو وأنطوني فقط من سددا أكثر من غيرهما في الملعب، وكان غارناتشو وراسموس هويلوند وسكوت ماكتوميناي فقط هم من سددوا بانتظام على مرمى المنافسين بشكل أفضل.

في فريق يفتقر إلى الهدافين الصريحين، على الرغم من اعتباره لاعباً للربط أكثر من كونه لاعباً محورياً، فإن زيركزي هو أحد أفضل لاعبي يونايتد أمام المرمى. ولذا يحتاج اليونايتد إلى أن يشارك بانتظام هذا الموسم، وربما بمعدل أكبر مما أظهره في بولونيا، حيث سجل 14 هدفاً في 58 مباراة.

على الأقل لديه خبرة في متناول اليد لمساعدته. «رود في انتظارك»، هذا ما قاله تين هاغ لزيركزي في أول مواجهة بينهما في كارينغتون هذا الصيف، وسيكون من السهل الربط بين عودة أحد أفضل الهدافين الهولنديين والبداية المثالية التي حققها مواطنه أمام فولهام.

وبمرور الوقت، يمكن أن تكون هذه الشراكة مثمرة. ولكن كما أوضح تين هاغ بعد المباراة، فإن زيركزي تدرب بمفرده إلى حد كبير منذ وصوله لأنه كان بحاجة إلى تعزيز لياقته البدنية. قال تين هاغ: «كان يعاني من بعض النقص في هذا الجانب»، حيث تعافى المهاجم من مشكلة في أوتار الركبة قبل فترة وجيزة من بطولة أوروبا.

لم تسنح الفرصة لفان نيستلروي حتى الآن لتقديم أي حكمة لزيركزي. يرى تين هاغ أن أي علاقة مبنية على جنسيتهما المشتركة هي علاقة مبسطة للغاية على أي حال. وقال: «لا يهم إذا كان هولندياً أو إنجليزياً أو روسياً أو أميركياً جنوبياً».

والأهم من ذلك هو أن زيركزي بعيد عن الهدف. وقارن تين هاغ بين الهدف الذي سجله اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في أول ظهور له مع هويلوند الذي انتظر طويلاً لافتتاح سجله في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، بعد أن شاهد هدفاً لم يُلغ بصعوبة في أول مباراة له في أولد ترافورد.

لم يكن على زيركزي أن ينتظر طويلاً تقريباً للحصول على أول أهدافه وبالتالي لن يضطر إلى تحمل نفس التدقيق الذي تعرض له هويلوند خلال تلك الفترة. قد تظل هناك أوقات يشعر فيها أنصار اليونايتد بالإحباط من مهاجم يتراجع إلى العمق كما يفعل، ويبحث عن الآخرين بدلاً من الاعتماد على نفسه.

لكن في هذه المباراة الأولى، أظهر زيركزي أنه ليس مجرد ممرر. بل هو صانع ألعاب أيضاً.


مقالات ذات صلة

كأس العالم للرياضات الإلكترونية: ليلة أسطورية لـ«الصقور السعودية»

رياضة سعودية النجم مساعد الدوسري يحيي الجماهير عقب فوزه في بطولة «إف سي 24» (الشرق الأوسط)

كأس العالم للرياضات الإلكترونية: ليلة أسطورية لـ«الصقور السعودية»

في ليلة «عالمية» تاريخية بطلها الجمهور، حسم فريق «فالكونز» السعودي لقب كأس العالم للرياضات الإلكترونية، قبل أسبوع على ختام منافسات الحدث الأكبر في تاريخ القطاع.

لولوة العنقري (الرياض )
رياضة سعودية فريق الهلال لدى تتويجه بلقب السوبر (تصوير: مشعل القدير)

ما سر الرقم 4 في تتويج الهلال بآخر لقبي «سوبر»؟

توج الهلال بلقب كأس السوبر السعودي لكرة القدم، وذلك عقب فوزه في النهائي على النصر 4-1، يوم السبت، محققاً اللقب للمرة الثانية على التوالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ميتروفيتش محتفلاً بهدفه الأول في مرمى النصر (تصوير: مشعل القدير)

البليهي: ختمنا الموسم بـ«النصر»... وبدأنا الموسم الجديد بـ«النصر»

أكد علي البليهي، مدافع الهلال، أن المباراة النهائية أمام لم تكن سهلة على الإطلاق، رغم الفوز الكبير لفريقه.

«الشرق الأوسط» (أبها)
رياضة عالمية لاعبو ليفركوزن خلال تتويجهم باللقب (رويترز)

ليفركوزن يخطف «السوبر الألماني»... ويُكمل الثلاثية التاريخية

أكمل فريق باير ليفركوزن الثلاثية المحلية لعام 2024 بالتتويج بكأس السوبر الألماني، بعد الفوز على شتوتغارت بنتيجة 4-3 بركلات الترجيح، بعد التعادل في الوقت الأصلي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية مادو يتلقى التحية من زملائه بعد تسجيله هدف الاتفاق الثاني (الاتفاق)

الاتفاق يكسب الإسماعيلي... ويتمسك بفوفانا

كسب فريق الاتفاق مباراته الودية أمام الإسماعيلي المصري بهدفين دون رد، وذلك في ختام استعدادات الفريق لخوض منافسات الدوري السعودي للمحترفين.

علي القطان (الدمام)

كونتي: نابولي قريب جداً من نقطة الصفر

أنطونيو كونتي مدرب نابولي (رويترز)
أنطونيو كونتي مدرب نابولي (رويترز)
TT

كونتي: نابولي قريب جداً من نقطة الصفر

أنطونيو كونتي مدرب نابولي (رويترز)
أنطونيو كونتي مدرب نابولي (رويترز)

قال أنطونيو كونتي، مدرب نابولي، المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، السبت، إن فريقه يأمل في تخطي خيبة أمل الموسم الماضي عندما احتل المركز العاشر، لكنه سيحتاج إلى أن يُخفض سقف طموحاته مع بدء مرحلة إعادة البناء.

وتولّى كونتي تدريب نابولي في يونيو (حزيران) الماضي، بعدما تناوب 3 مدربين على قيادة الفريق الذي فشل في التأهل لأي منافسة قارية، بعد أن كان بطل إيطاليا تحت قيادة لوتشيانو سباليتي في عام 2023.

وطالب كونتي -الذي فاز بـ4 ألقاب في الدوري الإيطالي مع يوفنتوس، وإنتر ميلان، إضافة إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي- النادي والجماهير بالتحلّي بالصبر قبل انطلاق الموسم الجديد.

وقال كونتي للصحافيين قبل المباراة الافتتاحية أمام هيلاس فيرونا، الأحد: «شعارنا هو تقديم 200 في المائة من جهدنا، علينا أن نتجاوز حدودنا جميعاً، لأنها لحظة حاسمة لنابولي، لقد تحدّث رئيس النادي عن إعادة البناء، وقد قيمت الوضع، وأتفق معه تماماً، هناك حاجة إلى عملية إعادة بناء شاملة. الفريق الذي يسعى لضم ما بين 10 و12 لاعباً في فترة الانتقالات، يعني أنه يمر بعملية إعادة بناء، وكأي عملية تغيير شاملة تحتاج إلى الصبر والتواضع».

ولا يتوقع كونتي أن يحقق النجاح بسرعة تجربته مع يوفنتوس نفسها، الذي تولى تدريبه في 2011 وقاده للفوز بالدوري 3 مرات متتالية.

وقال كونتي: «كنت أتوقع وضعاً أفضل ومفاجآت سارة، ولهذا السبب عندما تحدثت في البداية قلت حتى بعد مثل هذا العام السلبي يجب ألا نتخلص من كل شيء، ولكن دعونا نفهم ما إذا كانت هناك أشياء إيجابية أيضاً. كنت أتوقع مفاجآت سارة، ولكنني واجهت صعوبة في العثور على أي منها. نحن لا نقول إننا في نقطة الصفر، لكننا قريبون للغاية منها. وهذا لا يرهبني، ولكن من الأفضل أن نكون واضحين، عندما يكون هناك واقع ووضوح فإنك تعرف إلى أين تذهب وما المشاكل التي تواجهها».